أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - القيمة والقيمة التبادلية ٣















المزيد.....

القيمة والقيمة التبادلية ٣


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القيمة والقيمة التبادلية ٣
في الواقع لم افكر عند كتابة المقال في اضافة حلقة ثالثة اليه اذ ان الحلقتين تضمنتا كل ما اردته من المقال. ولكن التعليقات الموضوعية التي وردت حول الحلقة الاولى حتى قبل نشر الحلقة الثانية حفزتني الى اضافة هذه الحلقة اذ اجد فيها فائدة للقراء.
علق الاخ جاسم الزير جاوي على عبارة وردت في مقالي تنص على"وكذلك قاس القيمة، العمل المباشر على الطبيعة، بالزمان الذي يبذله الانسان في عملية الانتاج" فاشار الى ان كارل ماركس بين ان مقياس القيمة هو زمن العمل الضروري اجتماعيا لانتاجها.
عزيزي الاخ جاسم اشكرك على الملاحظة الصحيحة جدا.
الحقيقة ان هذا الموضوع مذكور ومشروح في جميع كتاباتي عنه. ولكن هدفي في هذا المقال هو ان القيمة هي مدة العمل الانساني على الطبيعة بصورة عامة وليس في هذا المقال داع للتطرق الى طريقة احتساب المدة الزمنية في كل قيمة. ولذلك فكرت ان التطرق الى كيفية مقياس مدة العمل في كل قيمة وشرحها يبعد القارئ عن الموضوع ويشغله عن الهدف من الجملة وهو كون القيمة هي عموما وحدة العمل الانساني على الطبيعة التي يعمل عليها.
في تعليق اخر جاء السؤال التالي "ما الذي يحدث عندما تلغي دولة ما فائض القيمة من العملية الانتاجية دون ان تتمكن من العبور الى الاشتراكية ؟ ماذا نسمي هذه الدولة ؟"
عزيزي السائل ان وضع السؤال غير دقيق في رايي. فائض القيمة قانون طبيعي في الانتاج ومرتبط ارتباطا دائما في عملية الانتاج الراسمالي. فطالما يقوم عامل ببيع قوة عمله لراسمالي ويقوم الراسمالي باستخدام القيمة الاستعمالية لقوة العمل التي اشتراها يصبح بالامكان ان ينتج فائض القيمة من العملية والا فلا وجود لفائض القيمة ولا للانتاج الراسمالي. ولذا فان فائض القيمة لا يمكن الغاؤه بارادة الدولة وانما اختفاء فائض القيمة لا يحدث الا بالغاء الانتاج الراسمالي وتحول الانتاج الى انتاج اشتراكي. فالانتاج الاشتراكي شرط اولي لزوال فائض القيمة. لذلك لا يمكن ان توجد الحالة التي تذكرها من ان الدولة تلغي فائض القيمة بدون العبور الى الاشتراكية لان الاشتراكية هي خطوة اولى ضرورية من اجل اختفاء فائض القيمة.
وفي تعليق طويل للاخ محمد فيصل اقتبسه كاملا لانه يحتوي على نقاط عديدة "لا بد للعمل كي يصبح قيمة أن يكون الناتج قيمة استعمالية, أي أن العمل بحد ذاته ليس قيمة الا إذا تجسد بشكل نوعي ذي قيمة استعمالية. ماركس يشير لهذه الحقيقة بقوله: -لا يمكن أن تكون للشيء قيمة بغير أن يكون ذا منفعة- و لكنه مع الأسف يعود و يدخل قراءه بالدور المنطقي للدجاجة و البيضة (بعدم توضيحه العلاقة الشرطية) حين بقول لاحقاً: -إن القيمة الاستعمالية أو الشيء النافع ذو قيمة لأنه يتضمن عملاً أنسانياً-. إذن قبل انتاج الفائض لا يوجد تناقض بين القيمة – العمل و القيمة الاستعمالية حيث لا تناقض بين الشارط و المشروط, أو هو تناقض كامن و غير فاعل. التناقض يظهر في حالة انتاج الفائض و ظهور شكل جديد للقيمة-العمل أي ظهور القيمة التبادلية و التي تحددها القيمة الاستعمالية للسلعة الاخرى (المعادل) أي أن القيمة تظهر كنقيض للفيمة الاستعمالية لذات السلعة بتقمصها لقيمة تبادلية مشروطة بقيمة استعمالية لسلعة أخرى."
ان قولك "لا بد للعمل كي يصبح قيمة أن يكون الناتج قيمة استعمالية" قول صحيح والعبارة التي نسبتها الى ماركس "لايمكن ان تكون للشيء قيمة بغير ان يكون ذا منفعة" لها نفس المعنى. والقيمة كما عرفتها في مقالي تعني الشيء ذاته. القيمة هي العمل الانساني على الطبيعة لتحويل جزء منها الى قيمة استعمالية. وهذا يعني انه ليس كل عمل قيمة بل يجب ان يكون العمل عملا على الطبيعة لانتاج قيمة استعمالية لكي يصبح قيمة. فالقيمة والقيمة الاستعمالية هي وحدة لا يمكن فصلهما عن بعضهما ولا يمكن الحديث عن قيمة بدون قيمة استعمالية ولا الحديث عن قيمة استعمالية بدون قيمة. والجملة التي تأسفت لان كارل ماركس قالها " إن القيمة الاستعمالية أو الشيء النافع ذو قيمة لأنه يتضمن عملاً أنسانياً" تعني نفس معنى الجملة السابقة. فليس كل شيء نافع قيمة استعمالية وانما القيمة الاستعمالية ينبغي ان تكون نتاج عمل انساني على الطبيعة. فالهواء مادة نافعة لا يستطيع الانسان ان يعيش دقيقة بدونه ولكنه ليس قيمة استعمالية لانه ليس نتاج عمل انساني على الطبيعة.
اما جملتك حول وجود او عدم وجود التناقض بين القيمة والقيمة الاستعمالية فهو غير دقيق ولكن نقاش هذا الموضوع يأتي لاحقا في هذا المقال. وجملتك حول "أن القيمة تظهر كنقيض للفيمة الاستعمالية لذات السلعة بتقمصها لقيمة تبادلية مشروطة بقيمة استعمالية لسلعة أخرى." فهي عبارة مبهمة ويبدو لي انها غير صحيحة.
حين يلتقي البائع والشاري لسلعة معينة فان الشاري يتفحص القيمة الاستعمالية للسلعة التي يريد شراءها لانه يشتريها من اجل استعمالها. ولكن تقمص القيمة الاستعمالية لقيمة تبادلية غير صحيح. القيمة التبادلية هي صورة دقيقة للقيمة وليس لها علاقة بالقيمة الاستعمالية. فمثلا اذا تصورنا منتجين يلتقيان من اجل مقايضة سلعتيهما مباشرة فان كل منتج يتفحص القيمة الاستعمالية للسلعة التي يريد مبادلتها وينبغي ان يقتنع كل منهما بان القيمة الاستعمالية للسلعة الثانية هي ما يحتاجه. ولكن هذا لا يكفي لاجراء تبادل السلعتين. فاذا شعر احدهما بان سلعته التي انفق في انتاجها يومين مثلا وان السلعة التي يقدمها البائع الاخر لا يستغرق انتاجها اكثر من ساعتين فلا يجري التبادل. القيمة الاستعمالية هي الصفة التي يبحث عنها عند شرائه للسلعة ولكن القيمة منعكسة في القيمة التبادلية هي الاساس لتبادل المعادل بالمعادل. ولكن عند ظهور المعادل العام، النقود، يتغير الوضع. في هذه الحالة لا يلتقي شخصان يبتغي كل منهما سلعة الاخر بل يلتقي شاري القيمة الاستعمالية مع بائعها. الشاري حامل النقود يتفحص السلعة التي يبتغي شراءها من ناحية قيمتها الاستعمالية. وعندما يجد السلعة المناسبة ينظر الى سعرها بالنقود ويقرر اذا كان السعر مناسبا ام غير مناسب لكي يدفع الثمن. فاذا احتجت الى شراء قميص اذهب الى حانوت لبيع الملابس واتفحص القمصان الموجودة للبيع باحثا عن القميص المناسب لحاجتي ولذوقي. ولكني لكي اقرر شراءها او عدم شرائها انظر الى سعرها فاذا كان السعر اغلى مما يناسبني فلا اشتري القميص. ولكن البائع هنا لا يحتاج الى تفحص القيمة الاستعمالية لسلعة الشاري، اي النقود، لانه يعلم ان النقود التي يقبضها من الشاري يمكن تحويلها الى كل القيم الاستعمالية التي يحتاجها.
وفي تعليق يعقوب ابراهمامي على المقال جاء السؤالان التاليان " لديّ سؤالان في الديالكتيك: 1. لماذا القيمة هي النقيض للقيمة الستعمالية؟ 2 كيف يفعل قانون فناء الضدين هنا؟"
معروف انني قاطعت يعقوب منذ الحلقة الثانية من سلسلة مقالاته حول "الماركسية بدون ماركس" وقد اعلنت عن ذلك وعن الاسباب التي دعتني الى مقاطعته بالقلم العريض يستطيع من يرغب ان يراجعها في مقالتي حول هذه السلسلة من المقالات في موقعي في الحوار المتمدن. لكن السؤالين الواردين في التعليق حفزاني على الاجابة عليهما لان الجواب عليهما في اعتقادي مفيد لقرائي.
اولا حين يقول يعقوب "لدي سؤالان في الديالكتيك" يتبادر الى الذهن رأسا السؤال عن اي ديالكتيك يتحدث يعقوب ابراهامي؟ منذ القرن التاسع عشر حتى القرن الحادي والعشرين كان العالم يعرف نوعين من الديالكتيك. ديالكتيك هيغل القائم على راسه لانه مثالي وديالكتيك ماركس القائم على قدميه لانه مادي. كان من يعتبر ان ماركس كان هيغليا حتى اخر حياته وان انجلز هو الذي وضع الديالكتيك المادي ونسبه زورا الى كارل ماركس وحتى هناك من زعم ان لينين هو الذي ابتدع الديالكتيك الماركسي وغير ذلك من النقاشات التي كانت وما زالت متداولة خصوصا حول الديالكتيك الماركسي. لكن العالم استمر على اعتبار وجود هذين النوعين من الديالكتيك.
وحين قرأ يعقوب كراس ستالين "المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية" او لم يقرأه اكتشف ان ستالين بطح الديالكتيك على بطنه فاصبح لنا ديالكتيك ثالث مبطوح على بطنه لا نعرف لماذا وكيف جرى بطحه.
وفي القرن الحادي والعشرين حين وصل العلم او وصل يعقوب ابراهامي الى الله جديد يختلف عن كل اللاهات السابقين وتوصل العلم الى انزال روبوت على سطح المريخ فوجئنا بوجود ديالكتيك اخر، ديالكتيك خرافي اكتشفه يعقوب في مقال له بعنوان "خرافة الديالكتيك". لذا يتبادر الى ذهني السؤال عن اي ديالكتيك يسأل يعقوب؟ هناك حتى الان من يعتبر ديالكتيك هيغل هو الديالكتيك الصحيح وهناك من يعتبر ان ديالكيك ماركس هو الصحيح لذلك يجب توجيه السؤال الى السائل عن اي ديالكتيك يسأل ؟ يبدو لي ان سؤال يعقوب ينطوي على السخرية او الاعجاز لان يعقوب يعتبر الديالكتيك كله خرافة.
على اي حال انا ممن يعتبرون ديالكتيك ماركس هو الصحيح. الديالكتيك الماركسي بالنسبة لي علم دقيق يبحث كل حركة للمادة في الطبيعة وكل حركة لجزء هذه المادة الذي يشكل المجتمع البشري.
لكي يتوصل المرء الى اعتبار هذا الديالكتيكك او ذاك هو الصحيح عليه ان يدرسه ويتعلم قوانينه ويستوعبها كما هو الحال في دراسة كل علم. ولكن لكي يصبح المرء ديالكتيكيا ينبغي ان يستوعب قوانينه بحيث تصبح اسلوب تفكيره وبحوثه. فلا يكفي حفظ قوانين الديالكتيك عن ظهر قلب لكي يكون الانسان ديالكتيكيا بل يجب ان يصبح الديالكتيك اسلوب تفكيره كما هو الحال في كل علم اخر. على اية حال علي ان اجيب على سؤالي يعقوب ابراهامي حسب فهمي للديالكتيك الماركسي وبمقدار استعابي له.
السؤال الاول "لماذا القيمة هي النقيض للقيمة الستعمالية؟" يبدو لي السؤال غريبا جدا لان كل من يعرف شيئا عن الديالكتيك الماركسي يشعر راسا ان المقال كله يستند الى قوانين الديالكتيك الماركسي. انا لم اذكر كلمة ديالكتيك في المقال ولكن البحث في المقال هو بحث ديالكتيكي بالمدى الذي تفهمت الديالكتيك وجعلته اسلوبي في التفكير والبحث. لذا جوابي على السؤال يجري حسب فهمي للديالكتيك الماركسي.
حسب فهمي للديالكتيك الماركسي ان هذا الديالكتيك يعتبر كل حركة في الطبيعة وفي المجتمع وحدة نقيضين. هما نقيضان لان كل منهما يوجه الحركة باتجاه معاكس للاخر. الانتاج الانساني هو وحدة نقيضين هما القيمة والقيمة الاستعمالية. هما نقيضان لان احدهما يكون هو المسيطر والثاني يكون النقيض المسيطر عليه بينما يتجه النقيض المسيطر عليه في اتجاه التحول الى النقيض المسيطر. فهما وحدة نقيضين لا يمكن فصل احدهما عن الاخر وفي نفس الوقت هي حركة نضال بينهما يتجه فيها احدهما في اتجاه التحول الى السيطرة بينما يقاوم النقيض المسيطر من اجل البقاء نقيضا مسيطرا. فلا يمكن ان يكونا مسيطرين او مسيطر عليهما في الوقت ذاته. النقيض المسيطر يتجه نحو الحفاظ على سيطرته على الحركة والنقيض الثاني يحاول التحول الى النقيض المسيطر لذلك يسمى في اللغة الديالكتيكية النقيض النامي.
كل حركة ليست حركة منفصلة عن الحركات الكثيرة المحيطة بها تتأثر بها وتؤثر بها. الحركة الداخلية في الحركة يصطلح عليها الذات والحركات المحيطة بها وتتأثر بها وتؤثر بها تسمى الموضوع. ويكون تأثير الموضوع على الذات عن طريق التأثير على احد النقيضين سلبا او ايجابا. وفي حركة الانتاج تؤثر الحركات الموضوعية على النقيضين باتجاه مساعدة النقيض النامي على النمو والاتجاه في طريق الانتصار على النقيض المسيطر. واذا قرأ قارئ المقال يلاحظ ان الموضوع هنا هو تطور الانتاج الاجتماعي كميا ونوعيا. كميا لتقلص الوقت المبدول في انتاج المنتجات التي ينتجها الانسان ونوعيا لتعدد اشكال المنتجات التي ينتجها وهذا التغير الكمي والنوعي في الانتاج الاجتماعي يؤثر على نمو النقيض النامي في عملية تناقض الانتاج.
كان النقيض المسيطر في الفترة الاولى، فترة الشيوعية البدائية، هو القيمة الاستعمالية لان الانسان لم يكن يستطيع انذاك ان يفكر بتحقيق القيمة. ولكن تطور الانتاج كميا ونوعيا ادى الى بروز دور القيمة في حركة الانتاج الى ان بلغ النقطة الحرجة التي تحتم النقض الاول الدي يتحول فيه نقيض القيمة مسيطرا على القيمة الاستعمالية في الانتاج. ثم جاءت التحولات الكيفية التي تتحول بدورها الى تحولات كمية بتحول تناقض الحركة في العصر العبودي ثم في العصر الاقطاعي ثم في العهد الراسمالي. وحتم التطور الانتاجي في المجتمع الراسمالي الى النقطة الحرجة حيث يتحتم النقض الثاني، نقض النقض، بحيث يعود نقيض القيمة الاستعمالية الى النقيض المسيطر في حركة الانتاج. ويبحث المقال الحالة الاولى التي تحقق فيها نقض النقض وكيفية سير الانتاج في اتجاه الانتاج الشيوعي. ان من يقرأ المقال ثم يتساءل لماذا تتناقض القيمة مع القيمة الاستعمالية يبدو غريبا.
السؤال الثاني: "كيف يفعل قانون فناء الضدين هنا؟"
من مجرد وضع السؤال يتبين ان يعقوب رغم جميع النقاشات والمحاورات حول قانون فناء الضدين لم يعرف غير اسمه الذي لا يعجبه لانه لم يجده في اللغة الانجليزية التي يعرفها ولا يعرفها حسقيل. لذا يضع هذا السؤال في مقال حول القيمة والقيمة التبادلية للسخرية من قانون فناء الضدين او من صاحب قانون الضدين حسقيل قوجمان.
كل من فهم او حاول فهم قانون فناء الضدين من النقاشات والتوضيحات السابقة يدرك فورا الا موضع لهذا القانون في موضوع هذا المقال. قانون فناء الضدين لا يتحقق في كل حركة مثل قانون التغير الكمي والتغير النوعي او قانون التناقض او الطفرة والنقض ونقض النقض. قانون فناء الضدين لا يتحقق في الحركة التي تسير سيرا طبيعيا كالحركة المشروحة في هذا المقال. انه يتحقق عند عدم سير الحركة سيرا طبيعيا.
قانون فناء الضدين يتحقق فقط عند النقطة الحرجة للحركة. النقطة الحرجة في الحركة هي اللحظة التي تبلغ الحركة فيها الى ضرورة التحول النوعي والطفرة النوعية، اي النقض. في هذا المقال راينا الطفرتين الطبيعيتين في النقض الاول ونقض النقض. وبما ان المقال يتخذ احداثا تاريخية لشرح حركة الانتاج فانه يتحدث عن حركة تحققت تحققا طبيعيا حدث فيها النقض بصورة عادية وجرى التحول من سيطرة القيمة على القيمة الاستعمالية في النقض الاول للانتاج وسيطرة القيمة الاستعمالية على القيمة في نقض النقض. ولا موقع لقانون فناء الضدين في هذه الحالة.
قانون فناء الضدين يحدث حين يبلغ النقيض النامي مرحلة يتحتم فيها تحقق الطفرة ويعجز النقيض النامي بسبب ظروف موضوعية تؤثر على النقيض النامي او النقيض المسيطر او كليهما عن الثورة على النقيض المسيطر وتحقيق النقض الضروري. وقد شرح انجلز ذلك في مثل البيضة حين يبلغ الفرخ من النضوج ضرورة الثورة على قشرة البيضة وكسرها وتحقيق النقض الضروري لتحول الفرخ الى طير فلا يبقى الفرخ فرخا ولا تبقى البيضة بيضة اي يفنى الفرخ وتفنى البيضة اي فناء الضدين. وفي البيان الشيوعي تحدثا عن حالات تاريخية حدث فيها اما التحول الضروري او فناء النقيضين.
وفي موضوع المقال يفعل قانون فناء الضدين حين يبلغ النقيض النامي في الانتاج النقطة التي يتحتم عليه فيها ان يحقق نقض النقض باسقاط السلطة الحامية لنقيض القيمة، الدكتاتورية الراسمالية، وانشاء السلطة الحامية لنقيض القيمة الاستعمالية، دكتاتورية البروليتاريا، ولا يستطيع النقيض النامي للانتاج، نقيض القيمة الاستعمالية تحقيق الثورة على نقيض القيمة لاي سبب من الاسباب. ويظهر عمل قانون فناء الضدين في الازمة الاقتصادية او الازمة الاقتصادية المالية. في الازمة يجري فناء في الجانب الراسمالي من الانتاج حيث تتراكم البضائع في المخازن ولا تجد من يشتريها مما يؤدي الى تلفها وافلاس الشركات الراسمالية والبنوك واستيلاء الشركات الكبرى على الشركات الصغرى باسعار هابطة. ومن الناحية الثانية تعم البطالة وينتشر العوز والجوع والفقر وما يرافقها من مآس.
كل ازمة في تاريخ المجتمع الراسمالي كان قانون فناء الضدين يفعل فعله لفترة الازمة ثم تبدا فترة الانتعاش ليسير المجتمع الراسمالي في تغيرات كمية توجهه نحو ازمة جديدة.
واليوم يعيش العالم كله ظروف اسوأ ازمة في تاريخ المجتمع الراسمالي. فالتراكم السلعي الذي يؤدي او يهدد الشركات الانتاجية بالافلاس شمل حتى شركات كبرى مثل جنرال موترز وتويوتا وافلاس العديد من البنوك والتبرع بمئات المليارات من اجل انقاذ البنوك العالمية الكبرى من الافلاس ومشكلة اليورو وتعرض دولة كاليونان للانهيار والخروج من منطقة اليورو. ومن الناحية الثانية العالم شهود لاشكال المآسي التي تعاني منها الشعوب، اورد على سبيل المثال ملايين العائلات الاميركية التي فقدت بيوتها لعجزها عن تسديد اقساط القروض التي اقترضتها من البنوك وغيرها من المآسي التي لا تحصى.
والبطالة هي احدى مظاهر فناء الضدين الكبرى. فالانسان العاطل يقوم كل يوم باعادة انتاج قوة عمله اما بالصدقات التي تجود عليه بها الحكومات الراسمالية المتطورة او بان يكون العاطل عبئا على محيطه الى درجة البحث في القمامة عن فضلات طعام العوائل الراسمالية. وكل يوم لا يحصل فيه العاطل على عمل تفنى قوة عمله لذلك اليوم لعدم وصوله الى الطبيعة لكي يعمل عليها من اجل تحويلها الى قيم استعمالية ويفنى انتاج القيم الاستعمالية التي كان بامكانه ان ينتجها في ذلك اليوم لو انه وجد عملا. ولا يمكن تعداد هذه الماسي التي تعاني منها شعوب العالم كلها والحروب الجارية في ارجاء العالم كوسيلة من وسائل استهلاك القيم الاستعمالية المتراكمة، اسلحة الدمار الشامل، لافناء الشعوب وتدمير منشآتها.
ان من يعتبر الديالكتيك خرافة لا يستطيع فهم الحركة الديالكتيكة الجارية في حركة الانتاج الراسمالي او اية حركة اخرى سواء في المجتمع او في الطبيعة.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيمة والقيمة التبادلية ٢
- القيمة والقيمة التبادلية ۱
- تعليق على تعليقين
- ثورة تموز ١٩٥٨في العراق ثورة برجوازي ...
- جواب الى مكارم ابراهيم
- فائض القيمة والازمات الاقتصادية
- الانسان خالق قيمة
- لا ارباح للراسمال سوى فائض القيمة
- حول انتاج العامل اكثر من مستلزمات حياته
- حول قانون فائض القيمة مرة اخرى
- جواب على سؤال من قارئ عراقي
- قانون فائض القيمة قانون اقتصادي خاص باسلوب الانتاج الراسمالي ...
- قانون فائض القيمة قانون اقتصادي خاص باسلوب الانتاج الراسمالي
- نحتاج الى شطف ادمغتنا ٦
- نحتاج الىِ شطف ادمغتنا ٥
- نحتاج الى شطف ادمغتنا ٤
- سياسة الانهاك لتحطيم الثورة
- نحتاج الى شطف ادمغتنا ٣
- جواب على تعليق جديد
- تحيتي الى قلم رصاص


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - القيمة والقيمة التبادلية ٣