أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - محمد الحمّار - الشرط الأساس ليجتازَ اليسارُ خط التماس














المزيد.....

الشرط الأساس ليجتازَ اليسارُ خط التماس


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 21:42
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


إنّ "الجبهة الشعبية"، التي أعلن عن تشكيلها شكري بلعيد رئيس حركة الوطنيين الديمقراطيين (في 12 أوت 2012) والمتألفة من 12 حزبا وشخصيات يسارية مستقلة، ليست لها حظوظ كبيرة لمنافسة حزب حركة النهضة ولا حتى حزب نداء تونس، إلا بشرط. وقبل الخوض في الشرط لنرَ لماذا كانت الحظوظ ضعيفة. إنّها كذلك من جهة لأنّ المجتمع التونسي مؤمن بالدين الإسلامي في الصميم وبالتالي لا يميّز بين اليسارية السياسية كما ورثناها من عند الغرب وبين الإلحاد والكفر كما ورثناهما من ثقافتنا ومن ديننا. وهي كذلك لأنّ من جهة ثانية لا يرتاح المجتمع التونسي لليسار بسبب أنّ هذا الأخير يتناقض مع نفسه كلما كان الحديث حول الإسلام واليسار؛ ويبرز هذا التناقض في كَون اليساريين يعلمون أنّ الشعب المسلم يرغب في مَن يخاطبه بلغته لكنهم في المقابل لا يفعلون شيئا لتطوير خطابهم السياسي، ومن باب أولى الانتخابي، لكي يحظىوا برضاء وبأصوات الفئات المختلفة من الشعب.

أمّا الذريعة التي عادة ما تتكئ عليها التيارات اليسارية عموما لنقض التعامل الفكري مع الدين، بما فيها التيار القومي، فتتمثل في تشبثها شبه المرَضي والفُصامي بمقولة "الدين مسألة شخصية"، مما يثير استغرابنا من رؤية كل شيء يتغيّر إلا هذا الموقف المخجل والمضحك حقا. وهو كذلك لا فقط لأنه مستورد من عند اللائكية في نسختها المتطرفة، أي الفرنسية، وإنما لأنه موقف غير علمي تتبناه مجموعات تدّعي الاشتراكية العلمية وتتبنى مقولات ماركس وانجلز العلمية. في هذا السياق نعتقد جازِمين أنه لو كان كارل ماركس حيا لتراجع عن موقفه من الدين ولَأَضاف عبارة مهمة على مقولته الشهيرة "الدين أفيون الشعوب" لتصبح "الدين أفيون الشعوب لمن لم يعرف كيف يدمجه بالعقل".

في ضوء هذا نعتقد أنّ اليسار في تونس وفي العالم الإسلامي كله يسير بجانب المسار الحقيقي والتاريخي للتقدم ولا يعدو أن يكون مُلامسا لخط التماس الذي يفصل بينه وبين الشعب في عُمقه العَقدي والثقافي. مع هذا، نعتقد أنّ فرصة التدارك متوفرة، سيما لليسار التونسي الذي توفرت له على الأقل إرادة التوحد. وما ينبغي أن يفعله هذا اليسار لدعم الإرادة بالإنجاز الفعلي هو أولا وبالذات كسر العوائق التي تحول دونه ودوم رؤية الدين الإسلامي كعامل تقدم معرفي وعلمي ورقي حضاري. ومن ثمة سيتسنى له تأسيس فكر سياسي يتضمن خطابا دينيا يساريا يستجيب لرغبات الشعب المسلم و لمتطلبات العمل التقدمي.

بكلام آخر، كَون فاقد الشيء لا يعطيه لا يعني الاستغناء عن الشيء نفسه ولو كان هذا الشيء ضرورة مُلحة مثلما هو الحال إزاء ضرورة الوصل بين الدين والسياسة. كما لا يعني ذلك أنّ السياسة اليسارية سوف تفقد يساريتها. بل على العكس، سيتضح لرموز اليسار، إن توفرت لديهم إرادة التجاوز حيال المعوقات الفكرية الذاتية، أنّ اليسار هو المؤهل لاستساغة ثم لتطبيق المادة التجديدية في الفكر الإسلامي. ومن ثمة سيتضح للجميع أنّ مقولة "فصل الدين والسياسة" كانت مجرد هُراء تُغطَّى به لا فقط عينُ الشمس وإنما عيوب العقل السياسي بيمينه وبيساره، وأنّ السياق الذي ينبغي أن تُطرح فيه هذه المسألة الخطيرة إنما هو الآتي: لنتعلم كيف نصل الدين بالسياسة قبل فوات الأوان.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا سني غير معتزلي إذن أنا أفكر
- أيُشترط أن نكون معتزلة لنقدّم العقل على النص؟
- أضعف الإيمان أن نستردّ مكانة الحيوان الناطق
- لو لم تكن الديمقراطية، هل تكون الخلافة الحرة؟
- -النهضة- و صورة المسلم الأبله
- المطلوب تجفيف ينابيع الهيمنة الغربية على الوطن العربي
- الحالة المدنية: مواطن
- النخب خارجة عن موضوع الثورة، والتجديد الديني ضرورة تاريخية
- هل مثقفونا عربإسلاميون أم مستقطَبون؟
- شباب تونس نحو البديل السياسي للعالم الجديد
- نحن و اللامقول عن ثقافة الإسلام المحمول
- هل نسي الإسلاميون العرب أنهم عرب؟
- تونس بين آحادية الإسلام السياسي وثنائية الوحي والوعي
- حتى يكون الإعلام في خدمة الأقلام
- أية سياسة لمشروع الرقي العربي الإسلامي؟
- هل العرب قادرون على الفوز بمعركة البقاء دون إيديولوجيا؟
- تونس: كي يكون أداء حكومة -البارسا- عالميا
- العرب بين ديمقراطية الاستجداء وواجب الاعتلاء
- من لغة التشرذم إلى لغة التعميم بفضل إصلاح التعليم
- الإصلاح اللغوي مُضاد حيوي لفيروس التطرف


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - محمد الحمّار - الشرط الأساس ليجتازَ اليسارُ خط التماس