أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الديمقراطيةُ الشموليةُ














المزيد.....

الديمقراطيةُ الشموليةُ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 06:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كللا القوى السياسية العربية قوى شمولية لكنها تقول إنها تريد الديمقراطية. وهي كلها تريدُ الصعودَ للرأسمالية والغنى حسب مصالحها وظروفها.

الإقطاع السياسي الذي هيمن على مدى عقود على الأملاك العامة والدوائر السياسية يريدُ رأسماليةً مفصلةً على هيمنته ومحافظته الاجتماعية ومحدودية ليبراليته.

حتى في صعوده عبر صناديق الاقتراع فهو يشكلُ نمواً لجماعته وسيطرتها على السلطة والنفوذ الاقتصادي، ولهذا أزياءٌ أيديولوجية هي التي كونها التنظيمُ المعني والجماعة المخصوصة خلال عقود وجعلها شكلاً هرمياً من البشر المنقسمين بين القمة الصغيرة والقاعدة الواسعة.

الإقطاعان السياسي والديني خلافاتهما خلافاتٌ محدودة، وهي جزءٌ من الأزياءِ الأيديولوجية التي تكونتْ عبر التاريخ للقوى التقليدية، والتي لم تستطع أن تحول حياة المسلمين تحويلاً ديمقراطياً.

التكونُ الشمولي نحو الرأسمالية يصطدمُ بسيطرةِ الغرب على الأسواق الكونية، فالديمقراطية الغربية الرأسمالية هي الخيارُ الأفضلُ لنشوء الرساميل والتطور الاجتماعي السياسي، لكنها خيار رأسمالي داخلي وفي دولها وليس في الدول الأخرى، حيث تتجه لالتهام موارد الدول الأخرى والتغلغل في أسواقها وخلق حياة اجتماعية ليبرالية ديمقراطية محدودة، تسمح بهذا الغزو وبقاء التفوق وتصدير السلع الثمينة.

ولهذا فإن مواقف الإقطاعين السياسي والديني الإسلاميين تتحددُ بطبيعةِ الدول وكيفية نشوء سلطاتها ومن هي القومية المذهبية التي تسودُ فيها، ومدى تعبيرها عن مصالح الأوساط المختلفة فيها، وكيفية هذا التعبير، أهو تعبيرٌ سلمي أم عنفي، وهل هو فيه بعض العقلانية أم لا عقلاني؟ أهو شمولي خطِر أم فيه حريات وإمكانيات للنمو الديمقراطي؟

البرجوازيات الألمانية والإيطالية والإسبانية في القرن التاسع عشر في أوروبا تعطينا نماذجَ على التطور، وكيف اعتمدت على العنف في الانتقال للرأسمالية، وتقاربتْ مع أشكال من الفاشية بدءًا من بسمارك ومروراً بهتلر وموسوليني ونهاية بفرانكو.

والدول الشرقية والدول الإسلامية منها لا تفلتُ من قوانين التطور، ولهذا فإن القوميةَ المذهبية المتعصبة التي تنمو بأشكالٍ عسكرية عنيفة تغدو خطراً، على شعبها والشعوب المجاورة، وليس ثمة هنا حلول للتداخلات بين القوميات والمذاهب والسيطرات التي تشكلت من قبل البعض للآخريات. لأن هذا النمو والسيطرات نشأتْ خلال قرون وأجيال والتحول الحديث جرى من داخل الكهوف القديمة وأشكال التعصب المذهبية والقومية.

في هذا النمو هناك جنون العظمة القومية المذهبية، وجنون الأعراق المميزة، وهي الجوانب الخطِرة التي تفجرُ الحروبَ كما فعل الأقطاب العسكريون السابقو الذكر.

الجنون السياسي الفكري يتكون من خلال وهمِ قيادةٍ تتصور بأنها قادرة على مماثلة الغرب والتفوق عليه اقتصادياً وسياسياً، سواءً عبر وهم دكتاتورية البروليتاريا أو وهم ولاية الفقيه أو وهم دولة الخلافة والفرقة الناجية الوحيدة.

وربما تتصارعُ هذه الأوهامُ وربما تتداخل كذلك، في ثقافة الضحالة السياسية والتعصب الطائفي. ودور القوى الديمقراطية والتقدمية ليس رصد الماضي المجنون فقط بل منع الحاضر من التدحرج نحو الجنون.

جنونُ الإحساس بالتفوق والعظمة القومية الطائفية يتصور أنه قادر على اختراق القوانين الموضوعية للاقتصاد، ويتصاعد التحدي وتتشكل مجموعةٌ من الأساطير وخداع العامة، ودعاوى النضال والمصالح المشتركة بين الغلاة والبسطاء، وفي النهاية تكون المذابح وانهيار الأسواق وتردي عيش العمال والمزارعين.

النمو الليبرالي الديمقراطي لابد له من اعتماد نفس القوانين الموضوعية لتطور الاقتصاد وإلا صار نسخة مشوهة من الشموليات الشرقية، لأنه لابد من تغيير وضع الدول عن أن تكون مالكة مطلقة للرأسمال الوطني، وأن تتغير أوضاع العامة عبر الديمقراطية، ويتم نقد المطلقات والآراء الكلية عبر نتاجات فكرية وثقافية واسعة الانتشار.

لكن لا يوجد أفق سوى أفق الرأسمالية الغربية، والوصول له صعب وطويل رغم أنه مليء بالصراعات الاجتماعية وتباين مستويات المعيشة، لكنه سيرورة البشرية المشتركة في حالة السلام وعدم تفجر الصراعات القومية والدينية. أي هي التجربة المقاربة للعقلانية النسبية التي بحاجة لمراقبة البشر المستمرة.

ومن الإشكاليات الكبرى أن المنطقة العربية واقعة بين الاستقطابات العالمية وصراعاتها، وتظهر في بلدانها دعوات الجنون القومية الطائفية بأشكال ضارية حادة.

ونجد وضع سوريا كمثالٍ حارق في الصراع بين القومية الفاشية والقومية المسالمة، والخوف أن القومية المسالمة تنتقل بعد ذلك لحالات سابقيها إذا لم تتطور بشكل حديث ديمقراطي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودةُ الحادةُ للوراء
- حركةُ النهضةِ التونسية.. الأيديولوجيا والحراكُ السياسي ( ...
- نماذج فرديةٌ للخيال الاجتماعي
- مأساةُ الشعبِ السوري بين القوميات
- تحديدُ (عصرنا)
- الثورة السورية.. تفتيتُ صخرةِ الجيش
- الإخوانُ المصريون من الأيديولوجيا إلى الحكم (٢-٢ ...
- الإخوانُ المصريون من الآيديولوجيا للحكم (١-٢)
- تراجعُ الخيالِ الاشتراكي (٢-٢)
- تراجعُ الخيالِ الاشتراكي(١-٢)
- الثنائيةُ الحادةُ
- تحديثٌ عربيٌّ جديدٌ
- نقدُ المغامرةِ التاريخية(٢-٢)
- نقدُ المغامرةِ التاريخية (١-٢)
- بدأَ بالصراخ وانتهى بالصمت
- الحريقُ
- الإخوان المنشأ والتطور
- صعوباتُ التراكمِ في الخليج بالقرن ال ١٩
- صراعُ المحورين والثقافة الديمقراطية
- المقارباتُ الديمقراطيةُ مطلوبةٌ


المزيد.....




- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...
- حسين هريدي: نتنياهو يراهن على عودة ترامب إلى البيت الأبيض
- ميرفت التلاوي: مبارك كان يضع العراقيل أمام تنمية سيناء (فيدي ...
- النيابة المصرية تكشف تفاصيل صادمة عن جريمة قتل -صغير شبرا-
- لماذا تراجعت الولايات المتحدة في مؤشر حرية الصحافة؟
- اليوم العالمي لحرية الصحافة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الديمقراطيةُ الشموليةُ