أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - النظام السوري ... والحرب بالوكالة!















المزيد.....

النظام السوري ... والحرب بالوكالة!


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 23:15
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



في ظل التطورات الخطيرة التي وصلت اليها الازمة السورية، نرى بان الدول المشاركة في قتل الشعب السوري تكشف عن اوراق جرائمها بل وتنادي بصراحة عن دعم الارهاب التي يمارسه الاسد وعصاباته، ان الثورة السورية تعبر عن اعادة ملامح الحرب الباردة بين دول المحاور والاطراف، بل وتحول المشهد في الشرق الاوسط الى ساحة جديدة لتصفيات سياسية قديمة، ان الحرب بالوكالة غالبا ما تطلق على دولتين متحاربتين على امور تتعلق بالمصالح الحيوية او نزاعات على الاقاليم وتدعم كل دولة طرف دولي قوي لتتحول بذلك الى حرب بالوكالة بين القوى العظمى عن طريق دول الاطراف او الدول الفاشلة، ومن الامثلة على تلك الحروب الحرب الايرانية- العراقية وحرب الكوريتين ، وتعد الحرب بالوكالة من ابرز ملامح الحرب الباردة في القرن المنصرم.
ولكن السؤال المحير هنا كيف يمكننا تسمية الازمة السورية بمفهوم الحرب بالوكالة كونها عبارة عن ثورة شعبية ضد طاغية ونظام دكتاتوري لا تستند على ابسط المبادئ الدستورية والشرعية السياسية . ان المعطيات السياسية والتطورات الاقليمية المرتبطة بالازمة السورية تضع الباحث والمشاهد امام حقيقة الحرب بالوكالة ولكن بنمط القرن الجديد اي في حدود الدولة الواحدة بعدما كانت تحدث بين دولتين مستقلتين في الحقبة الماضية.
ان السياسة فيما بعد الربيع العربي قد تغييرت بصورة دراماتيكية وذلك لتغيير اللاعبين الدوليين حيث كانت السياسة الدولية مقتصرة على دول عظمى تتعامل مع دول استغنى عن كل شي مقابل بقاء الطاغية بعبارة اخرى بين دول قوية قائمة على اساس المؤسساتية ودول لا يصح ان نطلق عليها مفهوم الدولة في ظل التطور الحاصل في مهمة الدولة الحديثة، ان السياسة في الشرق الاوسط تحول من جديد الى سياسة المحاور لتكون وفق هذه المعادلة ( الدولة البسيطة+ الدولة المحورية او ما يسمى بالقوى الاقليمية+ الدول العظمى) وهذه المعادلة كانت موضوع التحليل السياسي في بداية الثورات العربية لتتحول الى حقيقة سياسية تقاس بها الاوضاع السائدة في الوقت الراهن.
تعد ايران وتركيا ضمن الدول المحورية او الاقليمية مقابل دول اخرى تقع ضمن الدول البسيطة مثل العراق، سوريا ولبنان وغيرها من الدول التي وقعت بالرغبة او الرهبة في المستنقع السوري. ما اريد ان اتوصل اليه من خلال هذا المقال تحليل الموقف الايراني من الثورة السورية، وكيف ان ايران استمرت في تبني سياسات غير متوازنة في سبيل خدمة المصالح القومية الخاصة بها، ولا تشترط دوما وفق المعادلات الدولية ان تستخدم الدولة كل الوسائل في سبيل خدمة مصالحها الاستراتيجية، هناك ربط عقائدي واستراتيجي بين النظام الشمولي في سوريا وبين ايران، وقد افرزت هذه العلاقة الاستراتيجية الكثير من العوامل منها: المذهبية، العسكرية والاستراتيجية فالمذهبية ترتبط بالتقارب الحاصل بين العلوية السورية والشعية رغم الاختلاف التاريخي والمنهجي بين المذهبين، اما العسكرية فترتبط بالدعم اللوجستي والاستخباراتي التي حصلت عليها ايران من سوريا ايام الحرب الايرانية – العراقية وذلك بسبب العلاقات المتأزمة بين دمشق وبغداد في تلك الفترة، اما العامل الاستراتيجي فتربط بالمحور التي يشكلها حزب الله اللبناني، ايران وسوريا وذلك لوجود مصالح مشتركة تتعلق بالبعد السني في المنطقة العربية.
تقوم طهران في الوقت الراهن باستخدام كل الوسائل لغرض انقاذ الاسد ونظامه الذي اقترب من لحدها وذلك بسبب التقارب الايراني – السوري وخوف ايران من العزلة الدولية في حال فقدت ايران حليفتها الاستراتيجي في الشرق الاوسط، فانهيار النظام السوري يعني مزيد من العزلة على ايران في ظل الدور التركي المتنامي، وكذلك عزل حزب الله في لبنان مما تقلل من نفوذها وهو ما يعكس سلبا على طهران. فالموقف الايراني الصريح لدعم ما يسمى بالضلع الاساسي للمقاومة افرزتها الخوف الايراني من مصالحها الاستراتجية لان سوريا في ظل الاسد كانت الدولة الاكثر امنا على المصالح الاسرائيلية وبقاء مرتفعات الجولان تحت السيطرة الاسرائيلية دليل واضح على ذلك.
ولكن لماذا اوضحت ايران عن موقفها في الوقت الراهن بعد مرور اكثر من سنة على الثورة السورية، وللرد على هذا التساؤل هناك عاملين:

العامل الاول: انهيار النظام السوري

ان طهران تعي جيدا الموقف التي يعشه النظام السوري بعد الانشقاقات اليومية وفقدان النظام السوري للكثير من المناطق الحيوية لتكون بيد الجيش السوري الحر، اعتقد النظام الايراني بان الثورة السورية سوف تخمدها التعامل الوحشي والقوة العسكرية لبشار الاسد، الا ان الشعب السوري رغم انهار الدم اثبت للعالم المتردد انه شعب يريد الحياة ويستجيب لقدره، هنا تستدعي الضرورة على طهران لتكشف عن القناع وتظهر للعالم حقيقة النظام الايراني.

العامل الثاني: ازمة الرهائن الايرانيين

ان اعتقال 48 ايراني في دمشق كانت بمثابة ضربة اخرى على الاتفاق الاستراتيجي المصيري بين دمشق وطهران، وادى الى كشف التعامل الايراني مع الازمة السورية، ولكي تخرج طهران نفسها من المستنقع السوري الذي اوقع نفسه فيه بدا يصرح للعالم على انها الجزء المهم في المعادلة السورية، وانها تدعم ضلع المقاومة والمحور الممانع في الشرق الاوسط.
ان اعتبار نظام الاسد على كونها ضلع المقاومة في المنطقة دليل على جهل القادة الايرانيين بمفهوم المقاومة، وكيف يمكن ان نسمى نظاما استخدم سلاحه في وجه الشعب ولم يرد على القصف الاسرائيلي لمنشاتها النووية انها ضلع المقاومة، بل ان النظام السوري ضلع اساسي في الارهاب المنظم ضد المدنيين، وان الاوان قد حان لكي يتحرر الشعوب من هذه الانظمة الفاسدة.
ان الشعب السوري والشعب المصري هم من يحددون مفاهيم المقاومة وما الى ذلك من الممارسات في الفترة الراهنة بعيدا عن شعارات الانظمة الدكتاتورية التي لم تخدم الا كراسي سلطانهم الزائف والتاريخ سوف تثبت ذلك قريبا. ان النظام السوري لا تعي بانها تحارب من اجل حماية مصالح دول اخرى، وان المستقبل السياسي في سوريا سوف تكشف عن الكثير من الاوراق المتشابكة، وان الدول الاقليمية التي اتخذت موقف سلبي من الثورة ستتعرض لعزلة مستقبلية في الخريطة السياسية الجديدة.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد.. والفشل الدبلوماسي
- النخبة العراقية .. وعقلية العسكرة !!
- تركيا.. والهاجس الكوردي الجديد!!
- السياسة الدولية .. وغياب الانسانية
- أنقرة والاقليم .. تعاون طارئ
- بلاد بلا رؤية
- أدلجة العنف
- الارهاب الفكري ..وخفايا الشر
- الفيتو... وصناعة الرعب
- الاستقلال بين الحلم والواقع
- انقرة وصناعة العنف
- الربيع العربي والعواصف المتوقعة
- الرقم التركي في الربيع العربي
- طهران وتصدير الفوضى
- تركيا من الطرف الى المحور -1-
- جمهورية البطش العربية
- الانتحار السياسي
- ثورة العولمة
- سياسة التردد
- الشارع الكردي ودور الايدولوجيا


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - النظام السوري ... والحرب بالوكالة!