أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - المعرفة تطغى على العقل مكان الايمان بالوهم














المزيد.....

المعرفة تطغى على العقل مكان الايمان بالوهم


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 15:33
المحور: المجتمع المدني
    


خانة الايمان لم يعد الانسان بحاجة لها

الله كيان وهمي يملأ حيز الفكر والذاكرة عندما يدخل خانة الايمان بالعقل
خانة الايمان جزء صغير من العقل تساعد العقل الواعي على التفكير والبحث عن المعرفة واكتشاف الحقيقة وتحفز الجهاز العصبي على الادراك والتمييز
ولكن اذا ما طغى هذا الكيان على ملكات العقل وقدراته وملأ خاناته كلها بمبرر القدسية والعظمة والروحانية فان العقل يصبح مشلولا منهزما ضعيفا معطوبا غير فاعل او منتج
وبهذا يصاب صاحب العقل بالخبل والخمول الفكري والضعف الحسي والادراكي وقلة الفهم والتمييز وانحدار الوعي الى درجة الغريزة
ودرجة الغريزة في الوعي تعني ان الانسان يصبح لا يعي اكثر من غرائزه وحاجاته الضرورية لممارسة حياته والحفاظ على نوعه من الفناء
ويكون بهذه الحال قد تعطلت لديه كافة القدرات الراقية في مساحة الوعي الانساني
فيصبح كيانا حيويا خاملا رجعيا اتكاليا تطفليا جاهلا غير مدرك لذاته ومحيطه وغير واع بالمستوى المطلوب لتنمية كيانه واحداث التطور المتسق مع محيطه الكوني الطبيعي
ولهذا فان المؤمن بالله واللذي يملأ الله مساحة وعيه ويعطل عقله عن الحركة والفعل يقال له انسان متخلف
ومتخلف في اللغة تعني من يبقى بالخلف اي خلف المسيرة في الحياة لانه لا يمتلك مقومات الطليعة والريادة والقيادة حيث الوعي المطلوب والفهم والادراة والدراية وحركة العقل الطبيعية
اذن المؤمن بالله هو رجعي يعني ان منظوره للخلف الاقل قدرة ومهارة وحنكة وتقنية في الحياة واقل تطورا ونموا
وهذا المنظور للرجعي يلزمه لكي يعتبره مقياسا اعتباريا لشخصيته وكيانه فيحس من خلاله باعتباريته وبقيمته الذاتية وبالثقة والاحترام لنفسه ويبقى يعيش واقعا وهميا افتراضيا على انه كيان ذو قيمة اجتماعية وفي الحقيقة هو لا شيء بمقياس المنطق
الله كيان وهمي وصورة مبتدعة يخلقها فراغ المعرفة في دماغ الانسان لان الطبيعة لا تقبل الفراغ
وبهذا فان هذه الصورة حالما تنقشع من سطح الوعي امام المعرفة المستقاة من ممارسة الحياة وتراكم التجربة وادراك المادة من المعلومات الحسية الواردة منها اثر عملية التفاعل المباشر معها في مساحة الحياة
فكلما تقدم الزمن على هذا المنوال كلما انقشعت الصورة وحلت محلها المعرفة
بمعنى ان الايمان ينحسر من مساحة الطغيان على الوعي الانساني ليعود الى خانته الصغيرة ( خانة الايمان ) تلك الخانة الطبيعية في عقل الانسان اللتي كانت ذات وظيفة رئيسية لدى الانسان البدائي لتحفيزه واعانته على مواصلة حياته في وقت الجهل وقلة المعرفة بسبب قلة ممارسة الحياة وخبرته بها
هذه الخانة اشبه ما يكون بالزائدة الدودية في جسم الانسان
وتعرف الزائدة الدودية انها بقايا الامعاء الغليظة اللتي كان يمتلكها الانسان الاول لهضم الطعام السليلوزي الخشن واللحم النيء وفي وقت اصبح يطبخ طعامه ويعي كيف يساعد جهازه الهضمي في اعداد طعام سهل الهضم فان الزائدة الدودية لم يعد لها عمل او لزوم
بنفس المقياس فان خانة الايمان لم يعد لها ضرورة او لزوم في عصر العلم والمعرفة وتوفر كافة الادوات الحياتية للانسان لممارسة حياته والاستمرار بها بافضل صورة وارقى كيان
اذن لم يعد حاجة ايضا لمحتويات خانة الايمان مثل الله والدين والغيبيات والروحانيات والخرافات والخزعبلات والاوهام والتصورات الغير واقعية والافكار الغير مستمدة من حقيقة الاشياء على اسس علمية
وهنا ربما يسأل سائل يقول : وهل يمنع العقل من التصور والخيال ؟ كون التصور والوهم والخيال توفر للانسان في كل زمان ومكان عالما افتراضيا يحقق الرضى عن الذات ويقرب المسافة للواقع ويمنح الانسان ثقة بالنفس وشجاعة نحو اقتحام الحياة ومواجهة الواقع واكتشاف الحقيقة والبحث عنها ؟
والاجابة هي : ان صفة الخيال والتصور في العقل الانساني من ارقى الصفات الفكرية والتي تقود دائما نحو الابداع والتميز ولكن يجب ان يكون لعملها شروط ومحددات واسس ومواصفات ومقاييس ومنطلقات ومساحة وموقع واحداثيات وطريق واضح وهدف محدد كي لا تتحول الى خانة للايمان
لا يجوز ان نطلق العنان لقدرة الخيال بشكل عشوائي فوضوي هائم كي لا نخرج خارج حدود المادة والمعقول والمنطق وحدود العلم والمعرفة والممكن والمتاح
مثلما لا يجوز ان اطلق طائرا امتلكه بالهواء لينطلق بحريته المطلقة دونما محددات فافتقده للابد ولا اعد قادر على استعادته او العثور عليه
انما اطلقه داخل مساحة محصورة محددة او اربطه بخيط او ادربه على الانطلاق والعودة
ونهاية اقول بان كافة قدرات العقل الانساني يجب ان تخضع لمحددات ومواصفات وشروط وقيادة برمجية توجيهية هادفة والى تحديث مستمر وتنمية وتوسيع وتدريب وتاهيل وصيانة وبرمجة وتعبئة وفحص وتفعيل وتحفيز ومناورة
وكل هذه العمليات تتم في اطار العلم والمعرفة من منطلق قوانين الطبيعة وعلوم الحياة ذات الكيان المادي حيث لا اله والحياة مادة



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا انا علماني لمن يريد ان يعرفني
- افرازات صراع الحضارات في زمن العولمة
- نهاية مرحلة وبداية اخرى في مسيرة الحضارة الانسانية
- علوم انسانية من تجربة الحياة المدنية
- معادلة الحياة مبنية على اساس ان الحياة مادة
- الحرية صفة الانسان الطبيعي لا يلغيها الانتماء
- السب والشتم فلسفة نقدية ومنطق للتصويب
- من اسس النظام الاجتماعي المدني
- مفهوم الغريزة لدى الانسان المعاصر
- العلمانية في فرنسا تعتلي منصة الحكم والقيادة
- متى ابكي ومتى افرح
- العلمانية في مواصفات الانسانية
- الصراع على المادة ( ثروة الحياة )
- من حقي ان اعيش حياتي
- اسباب تمنعك من ان تكون علماني عليك تجاوزها
- مؤهلات الانسان المعاصر الاساسية
- لماذا انا احلم ؟
- الحب هو اكسير الشباب وطاقة الرجولة للرجل
- العبودية مخدر متناول من خلال الدين
- الدين ليس سوى معتقد ولم يعد منهاج حياة في العصر الراهن


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - المعرفة تطغى على العقل مكان الايمان بالوهم