أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - الأديب عبد الغفور خوى يكتب الرواية كي لا يموت














المزيد.....

الأديب عبد الغفور خوى يكتب الرواية كي لا يموت


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 14:17
المحور: الادب والفن
    


الأديب عبد الغفور خوى يكتب الرواية كي لا يموت

تعد كتابة القصة القصيرة لدى الكثير من كتابها محطة تسخينية للانتقال فيما بعد إلى كتابة الرواية، و إن كان لهذا الامر سلبياته فإن له إيجابياته الجمة كذلك ، أقلها أنها تفيد هؤلاء الكتابة في التمرس على الكتابة،كما تتيح لهم شحذ أدواتهم التقنية و تجريب أساليب مختلفة و متعددة، فلا أحد يجهل مدى دقة الكتابة في جنس القصة القصيرة وانشغالها الكبير بتكنيك الكتابة، لذا ما إن ينتقل كاتبها إلى كتابة الرواية حتى يجد نفسه قد تعلم واستفاد الشيء الكثير من إقامته الجبرية او التطوعية في رحاب القصة القصيرة، وغالبا ما يحالفه التوفيق في كتابته للرواية، والعكس ليس صحيحا، إذ قليلا ما يتوفق كاتب روائي في كتابة القصة القصيرة.
فهل ينطبق بعض ما تقدم على الكاتب المغربي عبد الغفور خوى، الذي راكم كما من النصوص القصصية القصيرة والقصيرة جدا في مسيرته الإبداعية، ثم فاجأنا بروايته "الطيور تغني لكي لا تموت"؟
حقيقة لم أنفلت من هذا الإنطباع و أنا أطالع صفحات هذه الرواية، التي تتميز بمجموعة من الخصائص المثيرة للانتباه ، وتجعل القارئ يقتنع أن كتابة خوى للقصة القصيرة أفادته كثيرا في خلق هذا الأثر الأدبي الجميل.
وبعد الانتهاء من قراءة الرواية استطعت أن أخرج بمجموعة من الإنطباعات حول رواية خوى "الأولى" ،ـوالتي أكاد أجزم أنها لن تكون الأخيرة.
ـ العنوان: لقد ظل الكاتب عبد الغفور خوى وفيا للعناوين الطويلة، التي ألفناها لديه في مجاميعه القصصية من قبيل"سنوقد ما تبقى من قناديل" فجاء عنوان الرواية على هذه الشاكلة "الطيور تغني لكي لاتموت"، ويتميز العنوان كذلك باللمسة الشعرية التي طبعت عناوينه السابقة، مما يؤشر على أن الكاتب يجد في الشعر عمقه الوجودي والنفسي.
ـ اهتمام الكاتب بلغته اهتماما كبيرا، فالرواية كتبها خوى بلغة جميلة وسلسة تناغم لغة الشعر، لكنها لاتفقد هويتها السردية ، فإذا كان خوى قد وظف هذا النوع من اللغة في قصصه القصيرة ، بل أثقلها بالمجاز والصور الشعرية والمحسنات البلاغية، فإنه في هذه الرواية مال نحو الإعتدال، فاللغة في المتن الروائي تمارس وظيفتها السردية بامتياز لكنها لم تفرط أبدا في أناقتها ونرجسيتها، يقول الكاتب في ص10" كان الظلام قد بدأ يرخي سجوفه على الفضاء الفسيح والهدوء يلف الروابي بسكينته. توقفت عند قدم صخرة صماء والعرق يتفصد من كل أقاليم جسدي وصدري ينتفخ وينكمش بقوة محدثا لهاثا سريعا ومسموعا، التفتت إلى الوراء، وجدت فاتح يلاحقني، وكان مايزال يحمل بندقية حارس السجن والعياء يكتسح وجهه".
ـ تهتم الرواية بالتنقيب في فترة الإستعمار في المغرب من خلال تتبع شخصيات ترتبط بعلاقات متناقضة مع المعمر. بعضها موال له، والبعض الأخر ثائر يبحث عن خلاص مزدوج: خلاص فردي يهم الشخص في حد ذاته، وخلاص جماعي مثمثل في تحقيق استقلال الوطن، ويمكن لمس هذا التعارض من خلال نقل كلام شخصيتين فاعلتين في الرواية، يقول الحاج رحال النمرود:
"إن فرنسا هي أمنا. انظروا ألى هذه الطرق من منا كان يستطيع أن يسويها؟ وهذه الجسور من كان يستطيع أن يشيدها؟..."
فيما يرد عليه نقيضه فاتح الرضواني:
"إن فرنسا لم تقم بهذه الإنجازات حبا في سواد عيون أهل القرية، ولا رأفة منها بفقراء بلدنا، أو دفعا لشظف العيش عنا، وإنما خدمة لمصلحة موساساتها وتماشيا مع جشع رجالاتها وشركاتها والخونة والأزلام والتابعين أمثالك"
هذا الكلام القوي سيدفع بالصراع في الرواية، ويؤدي بصاحبه إغلى غياهب السجون، الذي سيفر منه بطريقة هوليودية مثيرة.
ـ وظف خوى في روايته بعض الخطابات الموازية كالأغنية الشعبية مثلا، التي يعلم الجميع أنها أدت وظيفة تواصلية وتوعوية في مرحلة من استعمار المغرب من طرف فرنسا، مما منح الرواية نفحة جمالية لاتخفى على القارئ، ويقول السارد متحدثا عن أجواء الشيخات في الصفحة 24
"عندما يبدأ عازف الكمان بأصابعه الطويلة الرقيقة ويسمونه شيخ الفرقة العزف على كمانه يتبعه الضارب على الدف، ثم يصدح صوت الغناء المبحوح متبوعا برقصات "الشيخات" تصهل إحداهن ملء حنجرتها بصوت حزين:
مالي أربي مالي
مالي من دون الناس
واحد في بيوتو هاني
وأنا بليت عسّاس
وفي مكان أخر من الرواية وبالتحديد في الصفحة 49:
هزيت عيني ليك ياربي
حطيت عيني وفرح قلبي
واللي بغا الله كاع بغيناه
واستمر الكاتب عبد الغفور خوى في خلق أجوائه الجميلة التي تشي بإمكانيات كبيرة لدى الكاتب في هذا النص المنسجم لغة وأحداثا وشخصيات ، مما يبين أن الكاتب عبد الغفور خوى قد اختار طريق الرواية، الذي بدا فيها واثقا من نفسه وإمكانياته، فجاءت روايته معبرة عن كل ذلك، وفاتحة له الطريق ليسلكه معبدا و دون عوائق.



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريدة السياسة الكويتية:- رقصة العنكبوت - للمغربي مصطفى لغتير ...
- السخرية أسلوبا لفضح تناقضات المجتمع في رواية -ابن السماء- لم ...
- -أسلاك شائكة- رواية جديدة لمصطفى لغتيري. الفصل الاول..
- جزء من رواية -ليلة إفريقية- لمصطفى لغتيري
- الفصل الأول من رواية -على ضفاف البحيرة- لمصطفى لغتيري
- العلام يرد على رسالة لغتيري المفتوحة
- رسالة مفتوحة إلى الناقد عبد الرحيم العلام.
- لطيفة الشابي شاعرة رومانسية من توزر مدينة أبي القاسم الشابي
- من أجل إنقاذ اتحاد كتاب المغرب.
- هشام ناجح صوت جديد في الرواية المغربية
- أحمد بوزفور و قصة القصة.
- الناقد التونسي عبدالدائم السلامي يمنطق اللامعقول في الرواية ...
- الشاعرة التونسية السيدة نصري تنسج قصائدها على إيقاع المزامير ...
- القاص المغربي عبدالغفور خوى يصدر الطبعة الثانية لمجموعته الق ...
- صديقتي لا تحزني
- المرأة المتمردة في - وحي ذاكرة الليل - للأديبة العراقية رحاب ...
- بلاغة الإضمار في-تلك الحياة -للقاص المصري شريف عابدين
- نص اتفاقية تعاون وتواصل بين اتحاد كتاب المغرب واتحاد الكتاب ...
- حفل توقيع اتفاقية تعاون وتواصل بين اتحاد كتاب المغرب واتحاد ...
- أدباء الدار البيضاء يحتفون بالدكتور محمد البدوي رئيس اتحاد ك ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - الأديب عبد الغفور خوى يكتب الرواية كي لا يموت