أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - النساء والفقراء.. هل ينتخبون أعداءهم؟














المزيد.....

النساء والفقراء.. هل ينتخبون أعداءهم؟


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 09:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



لأن عقل الإنسان لا يرتد إلى عقل الأميبا، تثور شعوب العالم - خاصة النساء والفقراء ضد الديمقراطية المزيفة، القائمة على ما يسمونه: الانتخابات الحرة «برلمانية ورئاسية»: أخطر اللعب الطبقية الأبوية، منذ نشوء العبودية حتى يومنا هذا فى القرن الواحد والعشرين، تم كشف اللعبة فى كل البلاد، من وول ستريت بنيويورك فى الغرب الأقصى، حتى سان بول بلندن فى الغرب الأوسط، حتى تونس وميدان التحرير فى مصر، أو الشرق الأوسط، باللغة الاستعمارية الأكاديمية، حمى الانتخابات المرض المزمن، مثل الملاريا والبلهارسيا فى الترع والأدغال، وجلد الفقراء ورجم النساء فى العهود البائدة.

كيف تكون انتخابات حرة وسط أغلبية ساحقة تعيش تحت خط الفقر، ووجوه النساء تغطى مثل العورة، أو تفرض عليهن الطاعة العمياء، تحت اسم الدين والأخلاق، أو التعرية والبغاء، تحت اسم السوق وحرية الاختيار؟!

فى مطار استوكهولم، بالأمس، رأيت على شاشة التليفزيون «جيمى كارتر»، كأنما بطل الانتخابات الرئاسية المصرية، يعلن عن فرحه العظيم بعرس الديمقراطية فى مصر، كما أعلن من قبل عن فرحه العظيم بعرس السلام بين إسرائيل ومصر.

فى الطائرة إلى القاهرة همست فى أذنى المضيفة المصرية بصوت حزين: مين ينجح فى الإعادة يا دكتورة: مرسى الإخوان المسلمين، أم شفيق فلول مبارك والنظام السابق؟

ناولتنى الصحف المصرية وسألتنى: تشربى إيه؟ قلت: عصير برتقال طبيعى، قالت: كل العصائر مصنوعة مثل كل الانتخابات، قلت: نعم.. حرية الانتخابات أكذوبة مثل حرية السوق، مثل معاهدة السلام مثل صداقة أمريكا، مثل فرح جيمى كارتر الكبير بعرس الديمقراطية فى مصر.

تسألنى المضيفة: من المسؤول عن هذه الكارثة؟ الإخوان أم الأقباط أم المجلس العسكرى أم الفلول أم الليبراليون أم اليسار أم اليمين أم الشعب المصرى غير الواعى من النساء والعمال والفلاحين والنخبة المتعلمة، أم منظمات ائتلافات الثورة؟

قلت: كلهم مشاركون فى الكارثة بدرجات مختلفة، منذ قبولهم إجهاض الثورة بانتخابات البرلمان المزيفة قبل وضع الدستور الجديد، هللوا لها وقالوا عنها عرس الديمقراطية حتى ظهرت النتيجة المفجعة واستولى على مجلسى الشعب والشورى الإخوان والسلفيون. كرروا الخطأ، وهللوا لانتخابات الرئاسة قبل وضع الدستور الجديد. قالوا عنها انتخابات رائعة، حتى ظهرت النتيجة فقالوا عنها نهاية مفجعة.

سألت المضيفة المصرية: غباء رجال السياسة فى مصر أم الانتهازية لأخذ الفتات من أى شىء؟

قلت: الاثنان معاً.

قالت: لأنهم رجال؟

قلت: ونساؤهم هل أكثر وعياً؟

ضحكت المضيفة، وقالت: إن كان زوجها إخوانياً أو سلفياً فهى تخشى عقاب الله فى الآخرة وعقاب زوجها فى الدنيا، وإن كان زوجها ليبرالياً أو لا دينياً فهى تخشى الطلاق أو الزوجة الثانية فى الدنيا، على الأقل.

كيف ينتخبون رئيساً لا يعرفون ما هى سلطاته، ثم يلطمون الخدود بعد أن تظهر النتيجة؟! ألا يرون إلا تحت أقدامهم؟ هل يعانون قصر النظر إلى هذا الحد، رغم كونهم قيادات ورؤساء أحزاب وأساتذة جامعات؟

ويشيدون اليوم بكفاءة المجلس العسكرى فى إدارة هذا العرس الانتخابى، وينسون أنهم اتهموه، بالأمس، بسوء إدارة المرحلة الانتقالية وما فيها من فواجع.

كم مرة ينادون بتوحيد القوى الوطنية والثورية والليبرالية دون جدوى! كل فريق يجرى ويهرول وحده ليقول للسلطة «أنا أهه» متصوراً أنه سوف يكسب قبل الآخرين.

الفجيعة الكبرى أن أقصى اليسار عاد الى عادته القديمة، ليساند أقصى اليمين وفلول مبارك نكاية فى الإخوان والتيارات الإسلامية، وبالمثل أصبح الليبراليون واللادينون يساندون الإخوان والسلفيين، نكاية فى فلول مبارك والنظام السابق.

مهزلة تكشف عن غياب المبادئ لدى الجميع، غياب مصلحة الوطن، وفساد اللعبة الديمقراطية الانتخابية.

إنه النظام العالمى المحلى القائم على القوة والديكتاتورية تحت اسم الديمقراطية، والحرب والعدوان تحت اسم السلام، والسرقة والنهب تحت اسم السوق الحرة، والازدواجية والكذب الإعلامى والتربوى تحت اسم التعليم، وخيانة العهد فى الحياة العامة والخاصة تحت اسم الرجولة والقيم الموروثة.

بعد كارثة الانتخابات البرلمانية والرئاسية يخططون لتشكيل جمعية الدستور الجديد، تتسرب بعض أخبارها إلى الصحف، فجريدة «المصرى اليوم» ٢٧ مايو ٢٠١٢ حصلت على نسخة من قانون تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الذى وافقت عليه اللجنة التشريعية بمجلس الشعب أمس. القانون من ١٣ مادة، تنص المادة الثالثة على أن يراعى فى تشكيل الجمعية قدر الامكان تمثيل جميع أطياف المجتمع.

كلمة أطياف المجتمع ماذا تعنى؟ هل النساء طيف من هذه الأطياف، يا لطيف الألطاف! أم أنكم تخترعون كلمات غامضة مراوغة، للهرب من الكلمات الواضحة؟

أقباط، مسلمون، نساء، شباب، عمال، فلاحون، جنود، مثقفون، إذا كانت النساء نصف المجتمع، فبكم تحظى النساء من مقاعد فى لجنة من مائة عضو؟ وما هى معايير تقسيم المقاعد؟

كانت طوابير النساء فى عرس الانتخابات أكثر طولاً من طوابير الرجال.. فهل يتم إعادتهن إلى البيوت كما حدث؟

هل تظل المرأة مجرد أداة فى العائلة والدولة، فى السلم والحرب والثورة والانتخابات والدعايات والإعلانات والأزمات، حتى تنتهى الأزمة فيعود الرجل لسلطته القديمة؟

على شباب وشابات الثورة وكهولها تنظيم صفوفهم وتوحيدها كما فعلوا ونجحوا فى إسقاط رأس النظام السابق، لقد استطاعت الثورة المضادة داخليا وخارجيا تفتيتهم إلى مئات الائتلافات من أجل إضعافهم، فهل يتم استيعاب الدرس، أم يستمر النساء والفقراء فى انتخاب أعدائهم؟ هل نظل ندور فى فلك كلينتون وكارتر والسعودية وقطر والإخوان، والسلفيين والفلول واليسار واليمين والليبراليين؟!



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النيل يتدفق فى السويد رغم ظلم العالم
- علاقة الأخلاق بقطع أجزاء من الجسم؟
- أنتخب رئيساً يفتقد شجاعة التعبير؟
- ثغرة الدستور لتسريب «العدل» والنزاهة
- صوت المرأة ثورة
- رغم أنف «أبوالهول» وخطر الحماية
- الرجل خلف الرجل على المسرح
- وكلمات الثورة يسرقونها أيضاً
- فن المستحيل «حوارات نوال ومنى»
- الخلع البائس.. ومجلس المرأة القومى
- المرأة ورفع الحجاب عن العقل
- النساء والدولة وفضيلة الركوع
- فتاة ثائرة فى ميدان التحرير
- نوال السعداوي - كاتبة و مفكرة و ناشطة نسوية - في حوار مفتوح ...
- كرامة المرأة وكرامة الوطن فى الدستور الجديد
- الطاعة مقابل الإنفاق فى الزواج والعلاقات الدولية
- نحو حركة «الإبداع والثورة»
- مجلس ثورى رئاسى يتسلم السلطة
- لا يحق لكائن من كان الكشف عن العذرية
- هتك الكرامة أو خدش الحياء؟


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - النساء والفقراء.. هل ينتخبون أعداءهم؟