أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - يوسف غنيم - يا مصر قومي وشدي الحيل















المزيد.....

يا مصر قومي وشدي الحيل


يوسف غنيم
(Abo Ghneim)


الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يا مصر قومي وشدي الحيل

كانت مصر وستبقى أم الدنيا وسيظل شعبها الطيب حامل المشروع الوطني والقومي للأمة العربية، إذا قامت مصر قام العرب وإذا تراجعت مصر تراجعت الأمة العربية من محيطها إلى خليجها.

في البدء كانت مصر ومن بعدها تشكلت الأمة العربية كواحدة من الأمم القديمة في التاريخ والباقية رغم كافة الإستهدافات , لم تتحول إلى أمة بلا تاريخ رغم كافة المحاولات لإخراجها من التاريخ ها هي تعود بقوة عبر مصر ، لعل السبب الرئيسي لذلك أن مصر هي الكيان العربي الوحيد الذي إكتملت به البنية الإقتصادية والإجتماعية بتعبيراتها المختلفة وهذا ما شكل شبكة الأمان للشعب المصري وحال دون الإختراق الثقافي المدمر للوعي القومي.
لم تستطع إتفاقية كامب ديفد من دفع الشعب المصري للتطبيع مع الإحتلال الصهيوني، حافظ الشعب المصري على الروح الوطنية المعادية للمشروع الصهيوني، مفشلا ماكنة الضخ الإعلامي وأدوات الإلحاق الإقتصادي من إختراق بنية المجتمع المصري وهذا ما يفسر التناقض بين الموقف الشعبي المصري والمواقف في القطريات العربية الفاقدة للمناعة البنيوية القادرة على مواجهة سياسات التطبيع والإلحاق التي تنتهجها النظم العربية كوسيلة للحفاظ على ديمومة هذه الأنظمة الفاقدة للشرعية التاريخية والسياسية, وهذا يوضح الفارق بين التشكيلات المكتملة والتشكيلات الهشة حتى لو تشابهت الأنظمة الحاكمة (إلى حين ) في كلا التشكيلتين .
القومية العربية هي حامي المشروع العروبي في المشرق والمغرب العربي، و هي الضمان الوحيد لعودة الروح لجسم هذه الأمة التي تم حرفها عن مسار التأثير التاريخي بإشغالها بصراعات مذهبية وطائفية في محاولة لتفتيت النسيج الإجتماعي تمهيدا لتسييد النزاعات الداخلية لإستنزاف طاقات ومقدرات الأمة.
التوجهات القومية لم تكن نتاج لصدفة تاريخية بل إستجابة لضرورة موضوعية برزت خلال القرن الثامن عشر عندما بدأت التشكيلة الإقتصادية الإجتماعية تكتمل بمصر بفعل العديد من العوامل أهمها إفشال الشعب المصري لحملة نابليون وما ترتب على ذلك من خلخلة للأوضاع العامة مما أدى إلى إضعاف السلطة العثمانية رافق ذلك تولي محمد علي ولاية مصر في محاولة من السلطة العثمانية لإعادة سيطرتها, بعد تولي محمد علي حكم مصر عمل على مساران الأول كان يفضي إلى الثاني حيث عمد على تطوير الأوضاع الداخلية بمصر تمهيدا لمواجهة الدولة العثمانية، مدركا بأن المواجهة بحاجة إلى إعداد داخلي وعلى مختلف الصعد حيث عمل على تطوير الصناعة بإدخال التكنولوجيا إليها وطور الجيش من حيث المعدات والكفاءات وساهم بالإرتقاء بالزراعة من خلال شق قنوات للري وتطوير زراعة القطن، حتى أعتبر وعن حق مؤسس مصر الحديثة.
لم يكن توجه محمد علي باشا القاضي بتوحيد الأراضي العربية إنطلاقا من أرض الكنانة صدفة، لقد أدرك بوعيه أن نهوض المنطقة يتوقف على الدور المحوري الذي تلعبه مصر في صياغة التوجهات العامة، لم يتوقف طموح التغير عند محمد علي في حدود المحروسة فانطلق لسوريا والجزيرة العربية من خلال الحملات التي قادها إبراهيم باشا الذي تلمس خطر الوهابين فعمل على درء خطرهم بالجزيرة العربية.
لقد سبق محمد علي عصره مئات السنين من خلال عمله على إدخال التغيرات التقنية لمصر من خلال الإستفادة من التطورات في أوروبا دون الإنزلاق إلى التبعية للدول الغربية وما يدلل على ذلك التحالف البريطاني الفرنسي مع الأستانة للتصدي لحملة محمد علي التي كانت تهدف إلى إنهاء الحكم العثماني.
تصدى الغرب لمشروع محمد علي لإدراكهم للخطورة الذي يشكلها إقامة دولة عربية موحدة بقيادة مصر (لنا أن نتذكر هنا أن وزير خارجية بريطانيا ومن ثم رئيس وزرائها بالمرستون أنذاك كان صهيونيا قبل قيام الحركة الصهيونية وكان ممن يشجعون إقامة دولة يهودية في فلسطين )، لقد تجلّى المستقبل في أداء محمد علي أمام الغرب فعمل على تعطيل فعل التاريخ من خلال دعم الإستعمار العثماني المقنع بالدين الإسلمي وذلك بغزو مصر وهزيمتها عام 1840.

لم يتوقف مشروع الوحدة العربية رغم حالة التفتيت للأمة العربية إلى دول قطرية نتاج تدخل الإستعمار في إنشاء هذه الكيانات بعد إتفاقية سايكس- بيكو، مع ذلك لم يرشح التاريخ العربي المعاصر دولة غير مصر لإنجاز هذا المشروع، لذا كان إستهداف مصر من قبل الإمبريالية التي عملت على إفشال التجربة الناصرية من خلال العدوان الثلاثي عام 56 وحرب 67 ودفع السادات إلى إبرام إتفاقية كامب ديفد التي ساهمت بإخراج مصر من دائرة الصراع مع الكيان الصهيوني لتسهيل ,وتبريرحالة الردة التي تعيشها النظم العربية.
رغم حالة الإستهداف العام لمصر إقتصاديا وإجتماعيا وخاصة بعد إتفاقية كامب ديفد إلا أن الشعب المصري حارس الحلم القومي ظل قادرا على الدوام على الدفاع عن الأمة العربية وهذا ما يمكننا تلمسه من خلال الموقف الشعبي من الكيان الصهيوني، الموقف من الإنتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، الموقف من العدوان الأطلسي على العراق الموقف المؤيد للمقاومة في لبنان، الموقف من الوطن سوريا .

ما الذي ننتظره من مصر اليوم

نحن على ثقة من قدرة الشعب المصري من تجاوز حالة المخاض الديمقراطي التي تمر بها البلاد ومن إمكانيات الشعب العظيمة بتجاوز إرث الماضي الذي إتسم بتراجع الدور المحوري لمصر في التصدي لإحتياجات الأمة العربية بفعل إرتباط النظام السابق بإتفاقيات سياسية وإقتصادية كبل من خلالها الدور المصري نتاج حالة الإرتهان التي عاشها النظام للدول الرأسمالية ولعبه دور الوكيل أو السمسار لهذه الدول في تمرير سياسات الغرب في المنطقة العربية، مع ذلك لا يمكن الحديث عن تجاوز تركة الماضي من خلال ممارسة الديمقراطية السياسية فقط، المطلوب إستمرار الثورة لتحقيق التغير الحقيقي من خلال إتمام الثورة الإقتصادية بوقف تدخل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في الإقتصاد المصري وإعادة الإعتبار لقطاع الإنتاج العام بآفاقه الإشتراكية التي مهد لها وعمل على إنشائها الخالد جمال عبد الناصر، بذلك فقط يتم إخراج مصر من دائرة التبعية للإمبريالية الأمريكية، على أن يرافق ذلك منع تغول الدين السياسي في المجتمع المصري الذي يحاول كتابة التاريخ وصياغة المجتمع وفق تأويل الدين وتوظيف النص لخدمة أهداف وتطلعات سياسية تخدم بالمحصلة النهائية الفئات البرجوازية بالمجتمع المصري التي تحالفت بالماضي مع السادات ولعبت دور رئيسي بترسيخ علاقة التبعية الإقتصادية بعهد حسني مبارك .

وللوصول إلى كل ذلك لا بد من إعادة الإعتبار للتيار الوطني القومي الذي سيشكل البديل الحقيقي للدين السياسي ولبقايا النظام السابق الذين يحاولون إعادة صياغة المشهد العام بمصر بأدوات حديثة في عملية إستبدال طبقي بدل التغير الطبقي للقوى المهيمنة إقتصاديا وسياسيا.



#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أجملك
- لا وطن ولا عقيدة ولا مبدأ للرأسمالية سوى جني الأرباح
- يا أحمد الجبهاوي
- رسالة إلى بلال وثائر
- كلمات الأسرى الأخيرة
- التفجيرات الأخيرة بسوريا _لعبة الموت
- ما بين الحب والعشق
- هل يكفي أني أحبك
- الأسلاميون وجماع الوداع
- سوريا الوطن النظام
- الواقع العربي و متطلبات التغيير
- أين يتجه العالم العربي في ظل قيادة قطر
- عندما تضحكين
- عندما يتحول الحب إلى كلمات


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - يوسف غنيم - يا مصر قومي وشدي الحيل