أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبدالحكيم - العلمانيه ضروره حضاريه 5














المزيد.....

العلمانيه ضروره حضاريه 5


محمد عبدالحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 08:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في المقاله السابقه ذكرت ان العلمانيه شرط رئيسي لوضع دستور في اي بلد ، وذكرت سبب واحد وهو ان من شروط صياغه العقد الاجتماعي هو عدم وجود اي سلطه فوق صائغي العقد ، وهذا لن يتحقق الا بالعلمانيه ، لأن العلمانيه ستحمي الشعب من فرض وصايه دينيه "سلطه" عليه ، لكن ماذا عن السلطه السياسيه ؟؟
الشعب وحده هو من يصيغ دستوره ، في ظل وجود سلطه سياسيه تضع سقف لطموحات الشعب ، أي قيد على إراده الشعب ، النتيجه البديهيه دستوراً مشوهاً ، لأن نظريه العقد الاجتماعي توجب عدم وجود اي سلطه فوق صائغي العقد الاجتماعي سواء كانت سلطه دينيه او سياسيه . ونحن في حاجه لعقد اجتماعي يلبي طموحات الأمه ، ولكي نضع دستوراً دائما بالمعنى الحرفي للكلمه علينا ان نتخلص من السلطه السياسيه على صائغي العقد الاجتماعي وهذا لن يتحقق إلا بالليبراليه.
الليبراليه بمعناها المبسط تعني حريه الفرد مقابل سلطه الجماعه ، سواء كانت حريه ملبس او مشرب او مأكل حتى وصولاً للمعتقد ، وتكمن مشكله حريه المعتقد سواء كان سياسيا او دينيا في حدوث صدامات رهيبه داخل المجتمع ، و لذلك يتم قمع الليبراليه داخل المجتمع حتى يتثنى للتيار المحافظ السيطره الكامله على المجتمع سواء كان سياسيا "السلطه الحاكمه" او دينيا "الجماعه او المذهب الديني".
مثال .. في مصر أي ديكتاتور من مصلحته عدم وجود معارضه له ، فيتم وضع قيود على إنشاء الاحزاب و التظاهر و الاعتصامات ، وعلى مستوى الازهر او الكنيسه لا توجد كلمه حريه معتقد في قواميسهما ، لأن الاسلام من يتركه فهو مرتد والمسيحيه من يتركها فقد كفر ، ومن مصلحه الازهر و الكنيسه ان يحاربوا حريه المعتقد حتى يستمر فرض نفوذهم على المجتمع.
نصل إلى نتيجه حتميه انه لا دستور بدون ليبراليه بمعناها المبسط " الحريه" ، وبالتالي اي دستور يوضع في حاله عدم التحرير الكامل للمجتمع من اي سلطه دينيه او سياسيه هو مخالف لنظريه العقد الاجتماعي.
نفترض جدلاً ان مجتمعاً ما تحرر من القيود السياسيه و الدينيه واتخذ من العلمانيه قاعده اساسيه للنهضه وطبق الليبراليه داخله .. هل يستطيع المجتمع ان يضع دستورا يكون مشروع لنهضه أمه ؟
حسب نظريه العقد الاجتماعي نعم و لكن حسب الواقع لا ، لأن مجتمع عاش طوال عمره في ظل استبداد سياسي و ديني، وأيضا مجتمع منتشر في داخله الأميه ، بل إن مجتمعنا المصري في داخله اضلاع التخلف الثلاث بامتياز، فالفقر مرتفع في مصر و المرض منتشر في قطاعات واسعه من الشعب المصري ، والأميه نسبتها عاليه جدا في مصر...إذاً كيف لمجتمع بهذه الصوره أن يضع تصوراً لمستقبله لمئه عام قادمه ؟
فعلينا ان نعالج المجتمع من التخلف الذي اصابه ، وهذا يتطلب اجراء عمليات تحديث في التعليم لكي نواجه الأميه ، و ثوره زراعيه و صناعيه على شاكله اوروبا في القرن الثامن عشر لكي نواجه الفقر ، و الذي نجح في اوروبا بفضل التنوير.
التنوير هو تحرير العقل من أي سلطان إلا سلطان العقل ، وهو إعمال العقل حتى في ظل وجود نص ديني .
و كل الشروط التي ذكرتها تحتاج لفترات زمنيه ليست بقصيره ، بالتالي فالحاله المصريه لابد ان تضع دستوراً من اعلى ، أي النخبه تصيغ الدستور تتوفر فيه هذه الشروط و يتم فرضه على الشعب ، وبما ان الدستور غير مقدس ، فبعد فتره زمنيه عندما يتعافى المجتمع المصري من اعراض التخلف يستطيع ان يُعدل فيه ، أو ان يتم وضع دستور مؤقت لفتره لا تقل عن 10 سنوات ومن بعدها يصيغ المجتمع دستوره الدائم ، و الدستور المؤقت ايضا سيكون مصاغاً من قبل النخبه ، أي لا فرق بين الحلين لأزمه المجتمع المصري ، وكل هذا الهدف منه خروج جيل نشأ في جو صحي من علمانيه و قيّم الحريه و عصر التنوير حتى يكون قادراً على صياغه دستوره الدائم.
وبما أن الديمقراطيه من سمات الحضاره الحديثه ، فإن للديمقراطيه اربع مراحل يجب ان تتم - و هذا حسب الفيلسوف مراد وهبه – وهي العلمانيه ، العقد الاجتماعي ، التنوير ، الليبراليه.
ولذلك العلمانيه ضروره حضاريه لا غنى عنها.



#محمد_عبدالحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيشوا بشرف جتكم القرف
- العلمانيه ضروره حضاريه 4
- العلمانيه ضروره حضاريه 3
- العلمانيه ضروره حضاريه 2
- العلمانيه ضروره حضاريه 1
- الإسلام لا خير فيه
- الملحد والحنين إلى الدين
- إطلالة على الماضي بعين الحاضر -حادثه محمد وتأبير النخل-
- ما بين العالم الافتراضي و الواقعي
- يوم زي العسل
- العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها!! 2 -حركه علمانيون نموذجا-
- نظره للوضع الراهن في مصر والسيناريوهات المتوقعه
- ماذا لو كان هناك احتمال ثالث ؟
- التعريص في مصر !!
- الله خطر على البيئه
- العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها !!
- السياحه والشريعه الاسلاميه في مصر
- ديني اه ودينك لأ
- علماني نص كم !!
- لماذا نرفض تحويل مصر الى دوله اسلاميه ؟؟


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبدالحكيم - العلمانيه ضروره حضاريه 5