أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد الخيّال - مصر .. والثورة التي يأكلها ابنائها!














المزيد.....

مصر .. والثورة التي يأكلها ابنائها!


أحمد الخيّال

الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 01:54
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ليل خارجي .. اوائل فبراير 2011 .. قهوة صغيرة جانبية بوسط البلد بها الثوّار اكثر من الكراسي وزجاجات الماء الفارغة .. غبار وضوضاء قرع على متاريس حديدية ودم .. بهجة تولد من جوف العتمة .. مناقشة ومناظرة صغيرة كل بضعة امتار .. كانت تلك المرحلة الزمنية الواقعة ما بين موقعة الجمل واعلان التنحي .. كانت تلك اللحظة النادرة التي لم يشهد الوعي الجمعي للمصريين سطوعا مثلها .. وكان القاسم المشترك للأمل فكرة واحدة ترددها مختلف الأصوات وبصياغات مختلفة : هذه الوحدة ابدا لن يقدر عليها أحد.
تستعيدني ذاكرة المشهد الآن وقبل ايام قليلة من اجراء اول انتخابات رئاسية بمصر ما بعد الثورة .. منتصف مايو 2012 .. انها الثمرة التي سالت من اجل انباتها دماء مصريين آمنوا بالحق في الحريّة وبامكانية التغيير.. الثمرة التي من اجلها ارتدت الأمهات لون الحداد طواعية علها تجد تعويضا مناسبا في تحقق مستقبل مشرق لابناء الأخريات بهذا الوطن .. وهي نفس الثمرة التي اصبح ينهش فيها الآن بكل أنانية من روجوا من قبل للآخرين أحلام الوحدة على الهدف وضرورة انسحاب الذات امام الحلم الكبير الذي لا يخص احدا بل كل واي احد حلم الوطن .. ولكن عندما تنغرز اسنانك بثمرة محرمة لن تستطيع ابدا ان تمنع عن المزدوج بداخلك شهوة الاسترسال .. ولن تكتفي بنهش ثمرة سرابية معلقة برضا سلطة تنهش هي الأخرى بجسد الثورة انتهاكا وتعذيبا وتقتيلا .. بل ستتحول سريعا لنهش كل من تسول له نفسه الأقتراب من حلمك انت وذاتك .. لا يهم ابدا ان كنت يوما قد عانقت يدك يده امام قنابل الغاز والدخان .. لن يصنع فارقا كبيرا انك يوما كنت مستندا على جدار لزنزانة ضيقة كتب عليها هو قبلك اسم الحرية .. ولان الحلم اصبح ذاتيا .. جدا .. ولا متسع فيه للأغبياء او الدراويش الذين احترفوا مهنة صنع الإله .. فلا مانع ابدا من مسح اثار الدماء مازالت تلطخ الحذاء الثقيل .. وكم سيكون جميلا لو قمت بضم القاتل الى زمرة الشرفاء .. وبالطبع ضروريا جدا ان تفعل كل ذلك باسم الدين .. اكذب باسم الله .. ونافق باسم التقية .. وزيف باسم الضرورة .. وازرع الكراهية اينما حللت باسم الولاء البراء .. احتقر المرأة والفنان واليساري والليبرالي لكن احرص ان تمنحهم ما يريدون من وعود براقة يندفعون نحوها-نحوك كفراشات بلهاء تستدعي مصير الاحتراق .. مازالت الثمرة تقف بالحلق؟ سخر اقلام متلونة وابواق جوفاء .. انتشر .. اغرق المدى بصورك الملونة والتي تحرص فيها على الابتسام بحنان الأب وحكمة الأولياء .. كن دائما امامهم ومن خلفهم .. ولا تنسى ابدا وانت تبيع دم الشهداء ان تبدأ حديثك بالترحم على الشهداء!
السادة المرشحون الثوريون .. السادة المتناحرون على مقعد كرتوني مرصع بعيون ضحايا محمد محمود واشلاء ضحايا ماسبيرو .. السادة الفرقاء .. انهشوا اكثر .. تعروا اكثر .. اخرجوا كل ما في جعبتكم من غرور وانانية وحب للذات .. اقتلوا الثورة اكثر واكثر .. اصدموا كل وعي صدق وآمن وبذل .. وتنافسوا على اقتناص دور حجر الهاوية ..فهذا وحده ما سيضمن اندلاع ثورة القيامة .. الثورة الحقيقية .. بلا أصنام او ادعياء .. ولكن احذروا انتم ومن خلفكم ومن تتوجهون نحوهم .. فاكثر رعبا من ثورة الجائعين هي ثورة اليائسين .. والذين كفروا برجل الدين والسياسي والقائد والمناضل .. ثورة الغضب على الذات! المجد لك وحدك يا وطن ..مريض بالأمل لكنه محكوم بالعذاب.



#أحمد_الخيّال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر .. حتى تكتمل الثورة
- النخب والبسطاء .. كيفية التواصل ( 1 )
- الثورة الحقيقية
- الثقافة العربية ما بين التراث والتنوير
- الحاكم والمحكوم ما بين الحرية المسئولة والفوضى
- عن المقاومة .. حوارات في زمن الردة
- اوائل زيارات الدهشة
- يقين الوردة
- نصوص من كتاب غير مقدس .. دراما الجسد
- المسرح الواقعي الاشتراكي


المزيد.....




- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد الخيّال - مصر .. والثورة التي يأكلها ابنائها!