أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الخيّال - الثقافة العربية ما بين التراث والتنوير














المزيد.....

الثقافة العربية ما بين التراث والتنوير


أحمد الخيّال

الحوار المتمدن-العدد: 2105 - 2007 / 11 / 20 - 10:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المفارقات وكمؤشر محزن على واقع الحال في حياتنا الفكرية العربية .. هو ذلك الجدل الدائر منذ زمن والى الآن حول تلك العلاقة الجدلية ما بين التنوير والتراث .. وهي نفس الإشكالية التي أستطاع المجتمع الأوروبي تجاوزها لصالح التنوير منذ قرنين من الزمان ليشق طريقه بثقة نحو الحداثة وما بعد الحداثة .
فمنذ اللحظة الأولى لإطلاق شعار عصر التنوير الأشهر ( كن جريئا في إستخدام عقلك ) برزت على الفور التيارات المضادة والتي شكلت جوهرها الفلسفة اللاهوتية التي لا تثق بقدرة العقل الأنساني على التعاطي مع الواقع وتقديم الحلول لمشكلاته ومتطلباته .. كانت الرغبة في الثبات والخوف من التغير هو الدافع الرئيس المحرك لتلك المقاومة البائسة للرجعية وبالطبع لم تكن المصالح الشخصية او حتى الشعبوية غائبة عن المشهد .. ولعل ابرز مثال على ذلك التضاد بل والتناقض في تحليل المجتمع وحركة التاريخ هو ما نادى به ( كارل ماركس ) مثلا من ضرورة حتمية تفرض التغيير بل والصراع وبالمقابل ما كان يؤكد عليه ( اوجست كونت ) مثلا من إعلاء للثبات والأستقرار .

لم يكن الطريق امام تحقق التنوير فكرا وممارسة وقيمة مفروشا بالورود .. بل أقتضى في سبيله ضريبة باهظة تلونت في كثير من الأحيان بلون الدم .. إلا ان الغلبة في النهاية الحتمية كانت للتنوير .. وكان من اكبر دعائمه على المستوى الشعبي هو توهج الثورة العلمية والتكنولوجية كنتيجة لتفعيل قيم التنوير العقلانية .

وفي المقابل .. وبمجتمعاتنا العربية .. كان التنوير دوما محل إتهام وحصار ليس فقط من قبل سدنة المؤسسات الرجعية باختلاف أنواعها .. بل ايضا وللأسف من قبل بعض المتمثقفين الذين إما ان قاموا بالتعاطي مع التنوير كمهدد للهوية وبالتالي خطرا وشرا .. فتم إقصائه وتشويه معالمه مما انعكس بالتالي على الرأي الجمعي للشعوب في صورة رفض ومقاومة .. او بالإغراق في تغريب المجتمع واستيراد التجربة كما هي دونما نظر لخصوصية ثقافية بل ومنهجية بطبيعة إختلاف الزمان والمكان وايضا الإرث الثقيل ..
وهكذا تم توالي إجهاض الحركات التنويرية العربية منذ بدايتها ما بين استخدام سلاح التكفير والزندقة كما تم مع ابن رشد مثلا والرشدية او الإتهام بالتغريب او الإنفصال او الإبتداع مرورا بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده والكواكبي وغيرهم .
ويفيد إستقراء الماضي والحاضر العربي بخصوص مسار التنوير كونه فشل في الإنتقال من النقيض الى النقيض .. فهو لا يزال أسيرا للخطاب المعرفي القديم .. ولم يستطع بعد الدخول في مواجهة مع خطاب معرفي نقيض .. إنه السؤال الوجودي والجوهري الذي أثاره ( فوكو ) : من نحن وفيم نفكر وما نعمل اليوم !
ان التطور الحضاري الأصيل المستند على منهجية تنويرية عقلانية يقتضي من ضمن ان يكون نابعا من إحتياجات المجتمع ومتسقا مع خصوصيات الثقافة .. ورغم كونه تثويريا في جوهره ومعناه الاعمق .. إلا انه لا يمكن ان يتعاطى بأدوات مستعارة او مهجنة بل يجب ان يكون إفرازا طبيعيا كي لا يلفظه الجسد المريض وبالتالي يفقد فرصته الوحيدة في الشفاء .. وهذا لن يتأتى مع استمرار تلك القطيعة الكارثية ما بين مفكري مجتمعاتنا العربية وشعوبها والذي يدفعنا التجرد للتأكيد على كون كليهما ملوم .

هي دعوة لمثقفينا ومفكرينا كي يتخلصوا من سطوة الفكرة النخبوية الإنعزالية والمشوبة باصداء طبقية ونرجسية ويكونوا اكثر التصاقا بالجماهير ومتطلباتهم .. اكثر إحتراما لبدائية مناهجهم التعبيرية التي شكلتها نفس القطيعة .. واكثر استعدادا واخلاصا لتحمل ضريبة الحرية .. وبالمقابل فان الشعوب يجب عليها ان تكون اكثر ثقة بمفكريها .. اكثر رغبة في التحرر بالفعل لا بالقول او التمنى .. اقل سلبية واقوى في مواجهة الموروث والرجعي والسلطوي .. هي علاقة جدلية منتوجها التفاعلي الوحيد هو التحرر .



#أحمد_الخيّال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاكم والمحكوم ما بين الحرية المسئولة والفوضى
- عن المقاومة .. حوارات في زمن الردة
- اوائل زيارات الدهشة
- يقين الوردة
- نصوص من كتاب غير مقدس .. دراما الجسد
- المسرح الواقعي الاشتراكي


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الخيّال - الثقافة العربية ما بين التراث والتنوير