أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راغب الركابي - إنتاج عقد إجتماعي جديد














المزيد.....

إنتاج عقد إجتماعي جديد


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3729 - 2012 / 5 / 16 - 00:46
المحور: المجتمع المدني
    


طرءت تحولات في حياتنا الإجتماعية جراء ما شهدته المنطقة العربية بسبب الثورات وبسبب التحول في لغة الإعلام وتكونولوجيا المعلومات ، أدت إلى تغيير حتمي في متبنيات الفكر العربي بل وذهبت بعيداً لتنتزع منه أفكاره القديمة عن الحياة وعن الثقافة وعن السلطة وعن التعايش ، ولم يعد ذلك التابو مقدساً في كثير من الأحيان وثمة هزات قادمة ستأتي على الكثير ممن بقي في مكانه ، وأولى تلك الثوابت التي تحطمت مفهوم القومية الذي كان سائداً في فترة ماقبل 2003 ، وبدى لنا جميعاً إن المجتمع العربي آمن بالتغيير في الثقافي والإجتماعي ونمط السلوك العام وتجليات ذلك واضحة في بعض البلدان حتى تلك التي لم تعش الثورة كحركة مجتمعية .
كل هذا أدى إلى بروز المذهب "الليبرالي" كأطروحة للحياة محتملة ونجاحاتها ممكنة ، وقد قدم نفسه من خلال هذا التحول الدولي في وسائل الإتصال ، نعم يسود المذهب الليبرالي شيئاً فشيئاً من خلال حركة ومتبنيات العولمة وطروحاتها عن عالم جديد ، وإني جدُ متفائل بتلك المناقشات والمماحكات التي تدور بين مثقفين ومفكرين وسياسيين عرب ومسلمين ، وهذا في حد ذاته تطور ونزعة في الإتجاه الصحيح عاش مثلها في زمن ما المجتمع الغربي حين تحرر من سلطتي الدين والبرجوازية والإقطاع ، هو حراك لابد منه لجعل الفكر الليبرالي ومايتسم به هو الدليل على الحياة الصحيحة الغير مثقلة بأوهام القبيلة وأوهام الدين ، إننا نعتقد كسوانا من الناس الخيرين بان التغير في الطبيعة الجيوسياسية و العقلية الإنثربولوجية سيولد أفكار موسوعية أممية نافعة ، إن العرب وهم يخوضون صراع التغيير يستندون على خصوصيتهم وعلى مايعتقدون وهو في الغالب لا ينافس ولا يباعد بين ماهو عالمي وماهو محلي في ظل ذلك التحول المثير في وسائل الإتصال ، لكن هذا لا يعني عندنا إلغاء ماهو وطني صميم حتى في ظل التنوع الطبيعي في الديني والقومي والمذهبي ، إن الفكر الليبرالي الديمقراطي لايخضع الكينونة الوطنية إلى عامل سلب بل إنه يمارس في هذا الإتجاه تحويل الكيان الوطني إلى كيان جمعي يحتوي التناقض وأحياناً التضاد ، وهذه ميزة تفرقه عن غيره سواء في نظرته الإبتدائية أو في تكوينه الشخصي وهنا أشير إلى الهوية الثقافية التي يمثلها أو ينطلق ليؤمن الجميع بها كلاً حسب موقعه ومايمثله وماينضوي تحته ، وأنا أقول : إن الفكر الليبرالي الديمقراطي قد وجد ضالته في المنطقة العربية في ظل غياب المشروع السياسي والثقافي والاقتصادي ، إنه يأتي دائماً مطابقاً لمطالب الواقع من خلال تفكيك الدولة العتيقة وبناء نوع جديد يحتوي الجميع ويعزز فيهم قيم الكرامة والعدل والحرية والسلام ، وهو هنا لا يلغي الخصوصية بقدر ما بل يوسع من جهة التعايش ليكون المجتمع أكبر من التحيز والتحزب والإنغلاق ، من غير طوابع أو مقدمات إختزالية ملعونة .
وثمة مسألة على غاية من الأهمية هو في المنهج الذي نحن بصدده ، وهو أن المذهب الليبرالي الديمقراطي موسوعي عام يتناول بنية المجتمع وكينونته السياسية والثقافية والمعرفية ، وهو يراهن على مفهوم الطرد الحرّ المفهوم المعرفي الذي يؤوسس للوحدة في ظل الإختلاف ، كما إنه مفهوم لتحرير المجتمع من عقائده المسبقة وأحكامه الطوباوية التي خلقت أو أسئست لثقافة المبدأ الواحد والعقيدة الواحدة والقائد الواحد ، المنهج الليبرالي الديمقراطي يعزز مفهوم الحرية في ظل التعدد والتعايش في ظل الإختلاف سواء في الفكر أو العقيدة وحتى في السلوك ، المنهجية في الفكر الليبرالي الديمقراطي تتبنى قضية الحقوق قبل الواجبات وقضية الإنسان قبل الإيديولوجيا وقضية القانون والدستور قبل الفوضى واللانظام ، والمجتمعات العربية إن سارت أو تبنت الفكري الليبرالي الديمقراطي فإنها ستجد نفسها في مواجهة حقيقية مع الواقع وستجد نفسها تتطور بإرادة ووعي وتصنع الحرية للمجتمع وللفرد ، إنها ستجد نفسها تؤوسس لمرجعية إنسانية دون المساس بالخصوصية أو الهوية تلك هي المعادلة الصعبة التي تجعل من الفكر الليبرالي الجدير بكل إحترام وتقدير ، إن المذهب الليبرالي الديمقراطي يولد في العادة العقد الإجتماعي الذي تتعايش بظله قوى المجتمع على تنوعها وإختلافها .
إن الأساس العلمي للفكر الليبرالي الديمقراطي لا يقوم على المفهوم الفردي كما يروج لذلك أعداءه ، بل يؤوسس لمفهوم المجتمع الحر ولما كان الأمر على هذا النحو، فإننا نعتقد إن إمكانية تطبيق متبنيات الفكر الليبرالي الديمقراطي في المجتمع العربي إمكانية واقعية غير مثالية ولاهي آمال وطموحات فحسب ، وهذا مايجعلنا نقول : إن المذهب الليبرالي ليس إيديولوجيا بل هو فكر إنساني يقوم على كثير من الواقعية والدقة والخير العام ، ولهذا فهو المشروع الإصلاحي للعالم العربي والإسلامي مشروع لبناء الدولة الصحيحة والمؤوسسات الدستورية التي تحترم الإنسان وقيمه ، هذه الدولة المستندة على الشعب التواق للعدل والحرية والسلام ، في ظل الحفاظ على كرامة الإنسان وقيمه ومايؤمن به ويعتقد ، وتلك هي المهمة في إنتاج عقد اجتماعي جديد



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية الديمقراطية حركة فكرية شاملة
- الليبرالية الديمقراطية هي أساس الفضيلة
- الدكتور أحمد الكبيسي والعقلانية الدينية
- المرأة العربية والعالم الجديد
- رسالة الليبرالية الديمقراطية
- أرحل يابشار
- العرب وطبيعة التحول السياسي
- الفدرالية ونظام الأقاليم كيف نفهمه ؟ وكيف نفهمها ؟
- المنظمة الدولية - للعدالة والحرية والسلام –
- تطبيق الشريعة
- الديمقراطية الموهومة
- الوطنية الجديدة
- العرب إلى أين ؟
- كيف ننظر إلى المستقبل العربي ؟
- مسؤوليتنا التاريخية
- معنى الليبرالية الديمقراطية
- الليبرالية الديمقراطية قدر الأمة
- الليبرالية مذهب إنساني
- الوحدة الوطنية فوق الجميع
- الشريعة بين لباس المرأة وحجابها


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راغب الركابي - إنتاج عقد إجتماعي جديد