أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الليبرالية الديمقراطية حركة فكرية شاملة















المزيد.....

الليبرالية الديمقراطية حركة فكرية شاملة


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3720 - 2012 / 5 / 7 - 16:52
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


هكذا نعرفها وهكذا نؤمن بها لأنها أكثر ماتكون وضوحاً في ذلك الصراع الحاد الذي يدور في الخفاء والعلن بين الحرية ونقيضها وبين العدل وعدمه وبين السلام والحرب ، هناك تتجلى قيم الليبرالية في عقول الناس وفي ضمائرهم ، ولهذا حين نتعمد التذكير بهذه القيم بين الفيّنة والأخرى إنما نتعمد التذكير بقيم الخير للجميع والتذكير بحجم هذا الصراع وبطبيعته ، فالليبراليية الديمقراطية هي حركة وعي إجتماعي و هي فكر عام وشامل يستهدف بناء الإنسان وحمايته ، والإستهداف المقصود يكون في جميع الحالات والظروف .
وما يجري الآن في البلاد العربية والشرق أوسطية من ثورات وحراك وصدامات وقلق وفوضى وتكتلات وأحزاب ، هو تعبير عن إرادة الواقع وقلقه وضغوطاته الفكرية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية وحتى الثقافية ، هو إذن نضال مستديم من أجل قيم الإنسان التي فقدها الإنسان العربي بفعل قوى السلطة والقوى المغامرة الأخرى .
وكنا في السابق نبشر بالتغيير وبشرنا به بعد سقوط بغداد ، لأننا نعلم إن العرب يريدون ذلك ويرغبون به ، وهم يمتلكون الإرادة الذاتية والنفسية والفكرية كما ويمتلكون المقومات ، لأنهم جميعاً سئموا حكم القائد الفرد الصمد الذي لا يأتيه الباطل ، وهذا الملل مركوز في وعيهم وفي لاوعيهم يغذيه دائماً واقع موضوعي و شروط موضوعيه قاهرة ، لذلك كان قرار الثورة ضد الحاكم ليس قراراً خارجياً أو مستورداً ، نعم ربما ساعد في ذلك العالم الحر على نحو غير مباشر من خلال شروط حياته وتطوره ووسائل إتصالاته ، لكن الثورة والقيام بوجه الحاكم المستبد هو إيمان ذلك العربي المعدم لتغيير الواقع والمعيشة الضنكا وطموحه وأمله بحياة أكثر أمن وعدالة ورخاء ، وذلك هو الشرط المسبق الذي برر له قيامه وثورته ككونها سنة طبيعية وتاريخية تتحكم بها الظروف الواقعية الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والنفسية التي تميز وتطبع الوضع الذي يستدعي الثورة والتغيير ، يضاف الى هذا حكام أغبياء ومستبدون حولوا البلاد والعباد إلى مجرد حظيرة قطيع .
هذه هي الحقيقة التي بدأت بصدام حسين والتي لم يستطع فهمها ومواجهتها بحكمة وروية ، كذلك هي مع كل الحكام الذين سقطوا ويسقطون بعده ، لأنهم جميعاً لا يمتلكون الأدوات ولا الرؤية التي تؤهلهم للإبتعاد عن السقوط فظلوا الطريق وسقطوا وأنهدم ظلهم ، فالمشكلة بالنسبة للحكام العرب جميعاً هي مشكلة فكرية ونفسية هي بهذا الجنون السلطوي الذي يجعل من مهمة التعايش معهم غير ممكنة ، إذن فالشعب العربي في حركته الحاليه إنما عبر عن إرادته التواقه للإنعتاق وإلى الخلاص من هذا الظلم وهذا التسفيه المقصود لعقله وإرادته .
قد يقول قائل : لكن هذه الحركة ولدت لدينا حركات وأحزاب دينية فاشية هي أشد تطرفاً من الديكتاتورية التقليدية .
وأقول : نعم هذا صحيح ، لكن الصحيح هو إن هذه الحركات وهذه الأحزاب أستطاعت التسلل إلى الواجهة بفضل تنظيمها الشديد الذي جاء على حساب قوى الثورة الحقيقية ، إذن ففشل الثوار في حماية الثورة كان سببه واقعي موضوعي كان بفعل النقص في التنظيم والإعداد ، وأقول ذلك مكرراً ، وفي الفرق بين الثورة والسلطة تبدو الجدلية اللينينية والخمينية أكثر منطقية ومقبولة في هذا المجال .
إن تراجع الوعي الثوري وسيادة نزعة البحث عن السلطة هي حتمية منطقية و طبيعية تؤدي إلى الإشكال الذي قيل عنه قبل قليل ، كما إن البحث عن السلطة في ظل غياب التنظيم سبب كاف في التخبط السياسي وفقدان الرؤية ، نجد هذا في معظم البلدان التي حدث فيها تغيير نسبي ، هذا التراجع أدى إلى تعزيز مكانة وقدرة القوى الراديكالية ، هذه القوى هي نفسها التي نجدها تقوي الفساد وتدعمه ، لأنها في الاصل كانت فاسدة أو ترغب في الفساد، وقد أستفادت من الظروف اللامنطقية التي صنعتها القوى المضادة من المغامرين وأنصاف الوطنيين من أدعياء الديمقراطية .
وفي هذا المجال نتذكر دوماً الحالة التي يمر بها العراق وتمر بها مصر من الناحية الفكرية والسلوكية في مستوى القضية التي تحاول إقناع المواطنين فيها ، وهذا يعني ان التفكير الذي تتبناه القوى المضادة للثورة لم يكن وطنياً ولا أخلاقياً حتى ، ولذلك صرنا نشاهد ونرى مدى المعانات التي يعانيها الوطن في حياته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ، بل وتراكمت لديه جملة مشاكل وإشكاليات جديدة لا نجد في الأفق إمكانية حلها إلاّ عبر تدمير الوطن وسحق هويته الوطنية ، من هنا أعتقد إن الحل يكمن في تفكيك هذا الوضع السياسي من خلال تبني مشروع الدولة الجديد الذي ننادي به ، فنحن منذ زمن قد شخصنا سبب وأسباب هذه المشكلات وقلنا : إن الحل في تبني الليبرالية الديمقراطية كخيار لا بد منه لمعالجة أزمة العدالة والحرية والسلام المجتمعي .
وقولنا هذا يرتكز على المضمون الليبرالي في تعميم ذلك من خلال الفكر العام ومن خلال الممارسة اليومية ومن خلال الحياة التي يرغبون بها ، فليس ثمة مخالف في هذا غير أولئك العصبويون ودعاة الفكر المتطرف والشمولي ، ولكي يكون ذلك ممكناً علينا أن نقوم بتوثيق ذلك على اساس فكري واقعي حيوي ينصب على المشاكل الأساسية ، كذلك يجب أن نكون قريبين من حياة الشعب ومن الفقراء منهم والمعدمين الذين يمثلون ثلثي المجتمع .
إن أساس الليبرالية الديمقراطية كما هو وكما نفهمه قائم على قواعد ثلاث لا تنفك ولا تنفصل ، تمثل فكرها وعمقها ووعيها في العدل والحرية والسلام هذه الثلاثية المتقدمة هي الشعار وهي الهدف وهي الدعائم للتنظيم المجتمعي الصحيح ، فالمجتمع الصحيح هو ذلك المجتمع الذي يؤوسسه الوعي والارادة وحسن الإنتماء للوطن .
وحين يقوم المعاندون في جملة دعايتهم ضد الليبرالية الديمقراطية بأنها خيالية أو شيء من هذا القبيل، انما يتجاهلون عن عمد طبيعة الليبرالية الديمقراطية وحقيقتها والغاية التي تلاحقها وتدعمها ، يتجاهلون معنى العدالة ومعنى الحرية ومعنى السلام الذي يطلبه الجميع وينادي به .
نعم لا يكفي ان نقول ان الليبرالية الديمقراطية بهذه المبادىء تستطيع أن تحقق الإنقلاب في حياة المجتمعات العربية ، بل يجب أن نتبع التحليل المنطقي للواقع ومن خلال ما تمثله الليبرالية لهم في المستقبل كحياة حرة ومتطورة وقادرة على خلق المجتمع المنشود ، وكما أمن أباء الليبرالية القدامى كذلك نحن نؤمن بأن الزمن هو ماضي ومستقبل ، ولا وجود للحاضر إلاّ بلحاظ الماضي ، وفي ذلك كان التطور وكان العمل وكان الإنتاج وكانت الدولة االواقعية وحماية الإنسان ، وهذا ما نطمح إليه بالضبط في منطقتنا العربية .
اننا إذن نركز جهودنا وثقافتنا على مايمكن ان تمثله حركتنا الليبرالية فيما لو تسنى لها التغيير الذي تنشده ، وأستطيع القول : إن الليبرالية الديمقراطية ليست حركة إحتجاج من أجل التطوير المجتمعي وحسب بل هي أخلاق وقيم ونظرة فلسفية للحياة ، فالتغيير المجتمعي والسلوكي لازمه تغيير في ثقافة الناس وتغيير ماهو شائع وغير منطقي والذي وفد إلينا من خلال سنوات القحط والضيم .
إننا إذن نؤمن بان تغيير الوضع الفاسد هو بتغيير المفسدين وهم قلة ولكنهم متنفذين ، لذلك يجب ان نقول أن الأكثرية من أبناء الشعب لا يطلبون الظلم وانما يطلبون الحياة الحرة الطبيعية اي يطلبون الكرامة والعيش الأبي ، ولكي يكون ذلك مشروعاً يلزمه منا التأكيد والعمل على تحقيق ذلك للمجتمع في المدى القريب ، من قبل حدوث الكارثة في المجتمع وفي الحياة .



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية الديمقراطية هي أساس الفضيلة
- الدكتور أحمد الكبيسي والعقلانية الدينية
- المرأة العربية والعالم الجديد
- رسالة الليبرالية الديمقراطية
- أرحل يابشار
- العرب وطبيعة التحول السياسي
- الفدرالية ونظام الأقاليم كيف نفهمه ؟ وكيف نفهمها ؟
- المنظمة الدولية - للعدالة والحرية والسلام –
- تطبيق الشريعة
- الديمقراطية الموهومة
- الوطنية الجديدة
- العرب إلى أين ؟
- كيف ننظر إلى المستقبل العربي ؟
- مسؤوليتنا التاريخية
- معنى الليبرالية الديمقراطية
- الليبرالية الديمقراطية قدر الأمة
- الليبرالية مذهب إنساني
- الوحدة الوطنية فوق الجميع
- الشريعة بين لباس المرأة وحجابها
- قول في ( للذكر مثل حظ الأنثيين )


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الليبرالية الديمقراطية حركة فكرية شاملة