أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - المخاوف الأمريكية الجديدة حيال سوريا















المزيد.....

المخاوف الأمريكية الجديدة حيال سوريا


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تولي قائد أركان الجيوش الأمريكية الشهير كولن باول وزارة الخارجية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش في عام 2001، والعلاقات بين سوريا والوريات المتحدة تمر بمرحلة طويلة من التوتر والاحتقانات المتتالية، وقد زار كولن باول الذي استقال من منصبه ذاك في عام 2004 دمشق عدة مرات، مهدداً النظام السوري مباشرة وقائلاً لرئيسه الأسد بأن بلاده غير راضية عنه، ووصف الوجود السوري في لبنان آنذاك بأنه "احتلال"، إلا أن الولايات المتحدة، على الرغم من انتقال السلطة فيها من أيادي الجمهوريين المتشددين (النيوكون) إلى الديموقراطيين، كانت تجد في علاقاتها مع نظام الأسد بعض الإيجابيات وأسساً لتعاون مثمر في مجالات مختلفة، وفي مقدمتها الاستمرار في عدم المساس بالأمن الاسرائيلي من جهة الجبهة الشمالية لها (الجولان)، ومحاربة إرهاب "القاعدة"، وعدم دعم "حماس" إلا بهدف احتوائها وتليين مواقفها، والمساهمة في ترتيب الأوضاع في العراق، من خلال ضبط حدودها بهدف منع تسلل "المقاتلين العرب" عبر سوريا، والكف عن التخريبات السياسية وعمليات الاغتيال والتدخل في الشؤون الداخلية للبنان بعد الإنسحاب منه عسكرياً، والابتعاد عن السياسة الايرانية وعن لعب دور جسرٍ لايران لدعم حزب الله.
إلا أن نظام الأسد الذي كان يفهم جيداً مخاطر أي مواجهة مع أمريكا الغاضبة منذ اعتداءات القاعدة الإرهابية عليها في 9 /11 من عام 2001 لم يلتزم تماماً بمعظم البنود التي وضعها كولن باول كإطار للعلاقات السليمة بين البلدين، سوى الإنسحاب الفوري من لبنان، والسبب في ذلك هو أن النظام السوري كان ولايزال يعلم بأن العدو الأول المعلن عنه للولايات المتحدة هي المنظمات الإسلامية المتطرفة، وفي مقدمتها القاعدة، ولذلك فإن إعلان الحرب عليه، من قبل أمريكا أو اسرائيل، بعيد الاحتمال، وبخاصة فإنه يعمل كعنصر أمن للسي آي ي والإيف بي آي، في موضوع "القاعدة"، ومن ثم بسبب ما حدث للأمريكان في أفغانستان والعراق من انتكاسات سياسية وعسكرية، وما كلفته الحرب من مئات المليارات من الدولارات التي يحتاج إليها الاقتصاد الوطني والشعب الأمريكي، فشعر رأس النظام السوري بأنه لن يتلقى صفعات قوية كالتي تلقاها جاره صدام حسين في عام 2003، واستمر في مناوراته الطائشة بهدف إظهار نفسه داخلياً كنظام قوي وقادر على مواجهة التحديات الخارجية، بل كنظام "ممانعة" يواجه "الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية!"، في حين أنه اضعف من مواجهة أحد، حيث نعلم كيف كان رد فعله عندما هدد رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد بغزو سوريا في حال عدم طردها لزعيم حزب العمال الكوردستاني من دمشق، وكيف نفذ النظام أمر كولن باول – دون اعتراض – بشأن الإنسحاب من لبنان مذموماً مدحوراً.
اليوم، بعد أن أوغل النظام الأسدي في سياسة القمع الوحشي في مختلف صوره وأشكاله ضد الشعب السوري، ووصل عدد ضحايا إرهابه الدموي إلى ما يزيد عن ال12000 مواطن سوري، معظمهم من المدنيين، وارتفع عدد المعتقلين واللاجئين السوريين إلى خارج البلاد، وبخاصة إلى تركيا ولبنان والأردن وكوردستان العراق، وتزايدت الإنشقاقات في صفوف الجيش السوري النظامي، كان لابد للأمريكان من إعادة النظر في "الملف السوري" نتيجة الضغوط المتزايدة من المنظمات الإنسانية والدولية على الإدارة الأمريكية والفظائع التي تعرضها وكالات الإعلام العالمية، وبخاصة فإن تفاقم هذه الإنشقاقات ستفتح الباب ل"حرب أهلية" في سوريا، أي على حدود اسرائيل التي يعتبر أمنها واستقرارها من أهم مرتكزات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وإن تزايد أعداد اللاجئين السوريين إلى لبنان سيؤثر في التركيبة الديموغرافية الطائفية في شرق لبنان وشمالها، وقد تنجم عن ذلك مشاكل كبيرة، منها مشكلة "التطرف" التي نجمت عن تواجد أعداد ضخمة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من قبل، واللبنانيون لايستطيعون إعادة السوريين في الظروف الحالية إلى بلادهم.
إلا أن أهم ما تحسب له الإدارة الأمريكية حساباً هو تحمس كلٍ من قطر والعربية السعودية لفكرة تسليح قوات الجيش السوري الحر الذي يعتبر نفسه من فصائل المعارضة السورية، ويجد نفسه ملزماً بالدفاع عن الشعب السوري في مواجهة إرهاب النظام، وذلك بعد أن امتنع المجتمع الدولي عن تقديم المساعدة اللازمة للسوريين بهدف وقف آلة التدمير الأسدية، وبعد أن وقف الروس والصينيون والايرانيون موقفاً داعماً من كل الوجوه لهذه الآلة الإجرامية التي تحصد أرواح المدنيين السوريين. والأمريكان يبدون قلقهم من تفاقم الأوضاع في سورية باتجاه "الحرب الأهلية" التي قد تجذب أعداداً كبيرة من أنصار "القاعدة" و"الجهاديين" من شتى الأصقاع، وأن تصل الأسلحة التي في أيدي السوريين إليهم، فيستخدمونها ضد الأمريكان وحلفائهم، كما فعلوا في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003.
من البدهي أن الإدارة الأمريكية، بعد نجاح رئيسها باراك أوباما في القضاء على رأس تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، التي لاتزال عدوها الأول، تجد نفسها في موقف أقوى من قبل، وبخاصة بعد أن تمكنت من اعادة الآلاف من جنودها إلى الوطن من العراق ومن أفغانستان، إلا أنها تجد نفسها عاجزة تماماً عن القيام بأي عمل جاد من خلال مجلس الأمن الدولي، الذي يستخدم فيه الروس والصينيون حق الفيتو لاحباط أي محاولة أمريكية – أوروبية على غرار ما حدث تجاه نظام معمر القذافي في ليبيا قبل الآن، ولذلك فإنها مضطرة للبحث عن بدائل أخرى، كدفع تركيا، حليفتها في حلف الناتو، للقيام بعملٍ عسكري ما ضد نظام الأسد، إلا أن تركيا لن تقوم بأي مهام للناتو، بهدف إحداث مناطق آمنة للسوريين، طالما لاتستفيد منها استفادة قصوى، ومن ذلك ضرورة ممارسة الولايات المتحدة لمزيد من الضغوط على الإتحاد الأوروبي ليفتح الباب الموصود حتى الآن لانضمام تركيا إليه، وتقديم مختلف أنواع الدعم المالي واللوجستي لها في حال اقدامها على عمل عسكري، والسماح لها بالتصرف بحرية أكبر حيال تقزيم "الملف الكوردي"، والضغط على الأوربيين بصدد مساعيهم في موضوع "المذابح الأرمنية" التي حدثت في أواخر العهد العثماني.
وحيث أن مطالب تركيا كثيرة ومكلفة مالياً وسياسياً، وقد يجر الغزو التركي لشمال سوريا الايرانيين وحزب الله وحزب العمال الكوردستاني واسرائيل إلى الحرب، فإن الإدارة الأمريكية ليست قلقة فحسب، وإنما مضطرة للقيام بما يمكن اعتباره بديلاً عن حربها المباشرة ضد نظام الأسد، الفاقد للمصداقية والمعزول داخلياً وخارجياً والآيل إلى الزوال، رغم كل الفرص التي اقتناها ولم يستفد منها لتحقيق الأمن والاستقرار الوطني، وبخاصة فرصة تواجد مبعوثي الجامعة العربية وتواجد بعثة الأمم المتحدة حالياً تحت أمرة كوفي عنان. كما أن اقتراب موعد الإنتخابات الأمريكية في الشهور القليلة القادمة يفرض على الإدارة الأمريكية ابعاد تهمة "الفشل" عن نفسها في معالجة الملف السوري، وبخاصة فإن الجمهوريين لايقبلون بأن تهين روسيا والصين بلادهم إلى هذه الدرجة في مجلس الأمن الدولي باستخدامهما الفيتو لأكثر من مرة في وجه مشاريعها أو المشاريع التي تؤيدها بصدد الموضوع السوري، ففي نظرها لايمكن لبوتين لعب ذات الدور الذي لعبه خروتشوف أثناء الأزمة الصاروخية الكوبية، ولن تسمح له بأن تحتل روسيا مكانتها العالمية التي كانت عليها أثناء الحرب الباردة وخسرتها سياسياً وآيديولوجياً واقتصادياً وعسكرياً.
وبقدر ما تزداد المخاوف الأمريكية يزداد خوف نظام الأسد من مغبة نفاذ الصبر لدى الإدارة الأمريكية، ولذا فإن فشل خطة كوفي عنان ذات النقاط الست قد تدفع بالأمور في عكس الاتجاه الذي يأمله نظام الأسد، فتكون نهايته بنهاية هذه المهلة الممنوحة له عن طريق خطة عنان التي يجدها الكثيرون من السوريين والمهتمين بالقضية السورية في العالم مؤامرة دولية على الشعب السوري وثورته من أجل الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان. كما لايدري الأسد السوري كيف ستتصرف إدارة أمريكية غير إدارة باراك أوباما حياله.
نعم، مخاوف الولايات المتحدة مما وصل إليه الوضع السوري حتى الآن كبيرة، ولكن – كما يبدو - فإن الأزمات لاتنفرج إلا عندما تصل إلى ذروة تأزمها، حيث يضطر العالم إلى إيجاد مخرج ما لها، حتى ولو أدى ذلك إلى سقوط أنظمة سياسية ورحيل عملاء وانتهاء عقود أجراء.



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية والسؤال الكبير: ما العمل؟
- زمن الدكتاتوريين المرعوبين
- العنف... وثقافة الاحتجاج
- للكوردي وطن واحد أم أوطان؟
- في انتظارالسبب المباشر لضرب ايران
- الأسد وأردوغان يعجنان كثيراً ولكنهما لا يخبزان
- صوب معالجة تاريخية جادة للأوجلانية (8)
- مصير مملكة الرعب الأسدية
- الدور التركي في الشرق الأوسط (1-3) من دولة الخلافة إلى وزير ...
- الدور التركي في الشرق الأوسط (2-3) من دولة الخلافة إلى وزير ...
- لماذا السكوت عن قصف أرياف وقرى كوردستان العراق؟
- رسالة بلا رتوش ديبلوماسية إلى فخامة الرئيس السوري
- صوب معالجة تاريخية جادة للأوجلانية (4) الأوجلانية والسياسة ا ...
- صوب معالجة تاريخية جادة للأوجلانية (3) : الأوجلانية والدين
- يمكن نقد -منظومة الشعب الكردستاني وقائدها...ولكن-!
- من سيعيدنا إلى العصر الحجري؟
- كفى صمتاً...أم كفى كلاماً!
- لماذا الخوف من فيدرالية كوردية؟ (2)
- لماذا الخوف من فيدرالية كوردية؟ (1)
- المجتمع الدولي واللغز السوري


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - المخاوف الأمريكية الجديدة حيال سوريا