أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - يمكن نقد -منظومة الشعب الكردستاني وقائدها...ولكن-!















المزيد.....

يمكن نقد -منظومة الشعب الكردستاني وقائدها...ولكن-!


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توقفت في الأيام الماضية عن الكتابة بلغة (الضاد)، والعدد الماضي من نشرة بيام السياسية (العدد 63) التي أصدرها بشكل دوري جاءت بدون مقال لي، حيث لا حظت بأن ما أكتبه (وأنا مقتنع حقيقة بما أقوله) يثير على الدوام الكثير من الانفعالات وردود الفعل، وبخاصة في صفوف الملتزمين حزبياً أو "المريدين" لبعض الطرق الصوفية، عفواً (أقصد الحزبية)...
نعم، ما أردت أن اكتب بعد الآن إلا في حالات الضرورة القصوى، وآثرت عدم الخوض في متاهات الصراع التنظيمي والسياسي للحركة السياسية الكردية لأن أي نسمة للنقد تثير الأمواج وتجلب الأعداء من كل صوب وحدب، والاهتمام بدلاً عن ذلك بالكتابة بلغة الأم، عن موضوعات غير سياسية،...نعم فكّرت جيداً في الوقوف عن كل هذا، على الرغم من أن بعض الأصدقاء المثقفين يتصلّون بي تلفونياً أو عن طريق الايميل الالكتروني ليؤكّدوا لي مساندتهم للنقد الذي أوجهه لبعض رموز وسياسات الحركة السياسية الكوردية وفصائلها ومن يقف وراءها أيضاً ، ويطلبون المزيد... قلت لنفسي إن علي السكوت طالما أضع نفسي في خانة "العدو" مع كل نقد أمارسه على الذين يريدونه نقداً ايجابياً (بمعنى أن لاتظهر أبداً شيئاً من نواقص سياساتهم)... ولكن يبدو أن بعضهم لن يسمح لنا بالراحة أو السكوت.
لا أستغرب لحال حراكنا السياسي في الوطن، فهو يعيش في عالم بعيد عن الديموقراطية وممارسة النقد الذي هو السبب الأساسي والمحرّك الأوّل للتطور والحداثة والديموقراطية والحرية، ومعظم رجالاته وزعمائه وكوادره عاشوا في ظل أنظمة لاتعرف سوى المدح والثناء والتبعية المطلقة للفوهرر (الزعيم) وترفض النقد حتى في شكل رسم كاريكاتوري أو جملة عابرة في مقال أدبي، ولكني أستغرب لحال من يعيش من زمن طويل في عالم الحرية والديموقراطية، وبخاصة في قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية، ومنهم دكاترة ومثقفون وشعراء وسياسيون، لايستطيعون حتى الآن قبول نقد لآلهتهم وأصنامهم، في حين أن جدّهم الأوّل (ابراهيم عليه السلام) دكّ مثل تلك الآلهة وهو لايزال شاباً يافعاً، قبل قرون طويلة من ظهور أفكار الديموقراطية في اليونان...
الدكتور محمود عباس الذي أكّن له الاحترام والتقدير، وأجريت معه في وقت سابق مقابلة لاهتمامي بما يفكر به وكيف يتعامل مع المتغيرات الدولية وما هي تجاربه في الغربة "المتقدّمة"، إذ أنه يعيش في بلاد توماس جيفرسون وجورج واشنطن وابراهام لينكولن وجيمي كارتر، كتب مقالاً طويلاً مؤخرا، نشر يوم 1/5/2010 في موقع "صوت كوردستان" أيضاً، حيث قرأته بشغف مثل سائر مقالاته التي أراها... يسمح لي ولغيري من عامة الشعب في مقاله بأنه يمكننا "نقد منظومة الشعب الكردستاني وقائدها...ولكن!"،...وإذا به يدوّن محضراً كبير من النصائح السياسية لي، يريد بها التوضيح حول "منظومة الشعب الكوردستاني وقائدها"، وكأننا نجهل عن التاريخ والواقع والممارسات والسياسات، ويضع لي مرفقة تشغيل للنقد كمرفقات الماكينات، كيف علي ممارسة النقد للحزب البديل عن الشعب ولقائدها الذي لايخطىء، والخط الذي يجب أن أسير عليه والمفردات التي علي اختيارها، ليكون مقالي على مستوى علمي وثقافي مرموق...ثم يتهمني - مع الأسف- بأنني أهاجم بطريقة غير واعية أو غير عادلة في الأسلوب ولذا فإنه لايستطيع تصنيف مقالاتي على أنها "ذات مستوى رفيع".
وعليه أقول:
عزيزي الدكتور محمود عباس، وأعزائي الآخرون في الطبقات العليا من قصر الثقافة الكردية:
-قبل كل شيء، أنا لم أزعم في يوم من الأيام بأنني على مستوى ثقافي أو فكري أو علمي أو سياسي رفيع مثلكم، ولكن كإنسان حر يعيش في عالم الحرية أقول وأكتب وأنشر ما أراه صحيحاً، وهدفي هو خدمة شعبي الكردي والانسانية، وليست لي أي طموح في منصب أو زعامة أو قيادة...فأنا لا أملك ذلك الطموح الكبير في مستوى رفيع. وأعتقد بأن أي انسان له الحق في التعبير عن نفسه مهما كان ضعيفاً في الانشاء والايحاء مثلي. وأنا في الواقع درست "علم النقد" وأساليبه أثناء فترة الدراسة لأمارس فيما بعد مهنة التدريس، وأعلم على ماذا يبنى النقد الأدبي، بل السياسي والاجتماعي أيضاً، وكيف يتم الترصيع والتلميع للجمل والعبارات، دون الوقوع في شباك الشخصنة والتحزّب والعنعنة...
-مجرّد استخدامكم لفظ "ولكن!" يعني أنكم تريدوننا ممارسة النقد الذي يملأ قلوبنا وعقلونا بالصورة والمستوى والدقة والأهمية التي تتصورون وجودها لدى كل الناس سواكم. الحرية لايتم وضع حدود لها بهذا اللفظ (ولكن!). والأنظمة الشمولية أو الدكتاتورية تقول أيضاً (النقد ولكن!)... وما أحلى عبارة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد التي ترصّع الكثير من اللافتات البعثية عن ضرورة القول والنقد عوعدم التستّر عن الأخطاء، أما في الواقع اليومي فإن الشعب السوري لم يجد شيئاً من تلك الحرية في التعبير وكشف الأخطاء والأداء الفعلي.
-أنا لم أنزل في أي نقد وجهته لسياسي كوردي إلى مستوى اهانته أو تحقيره، وأعتمد أكثر على "النص" لمناقشة أفكاره وسياسته، وليس على شخصه. فأنا تهمني الكلمات التي تصدر عن فم الرئيس العراقي مام جلال مثلاً رغم أن وزنه الثقيل لايعجبني أبداً...وأبدي استعدادي دائماً لنشر مقالات أولئك الذين يهاجمونني (حتى أولئك الذين يهينون ويجرحون ويسخرون ويؤذون بكلامهم) في موقعي ونشرتي السياسة (بيام)، ولو وصلني مقالاتكم هذا لنشرته حتماً، وبامكانكم التأكّد من موقفي هذا من خلال سؤال توجهونه إلى الأستاذ (هو| شنغ |أو | سي)، حيث طالبته وغيره بالسماح لي بنشر ما كتبوه ضدي، فأبوا ذلك.
-هل تتذكرون – يا سعادة الدكتور عباس- أن الأسلوب المفضّل لهذه المنظومة الكوردستانية، يوم كانت تدعى بحزب العمال الكوردستاني، كان أسلوب تقسيم الشعب الكوردي إلى فئتين لا أكثر: (شريف أوغير شريف) (وطني كوردستاني أو خائن عميل)، واستمرّت تلك السياسة سنين طويلة، أهدرت فيها دماء أبرياء، وكممت أفواه ناقدة، وتم اعلان غالبية الشعب ب"عملاء"... فهل كتبتم في تلك الأوقات شيئاً من النقد تجاه ذلك الأسلوب الذي لن ننزل إلى مستواه مهما حدث بيننا وبين غيرنا من جفاء؟ أم سكتم عن ذلك سكوتاً لامبرر له؟ ولا أتهمكم بأنكم أيّدتم ذلك الأسلوب الجاف الذي كان يترافق مع شتم المثقفين والمناضلين الكورد وضربهم وجرحهم، بل واغتيالهم، ومع ذلك كان يتّم تبريره من قبل بعضنا على أنه "مجرّد أخطاء!"، رغم أنها كانت سياسة شاملة لهذه المنظومة في الوطن وخارجه على حد سواء، حتى دخل اسمهم في القائمة السوداء، وتعلمون ماذا تعني هذه القائمة السوداء.
ولماذا تكتبون ردّاً مطوّلاً كهذا الذي نشرتموه في عدة مواقع على نقدي،أنا الذي يهبط بالمستوى النقدي، للأوجلانية، طالما ما كتبتُهُ دون المستوى؟ أليس هذا تضييع وقت من قبلكم؟
أنا – ياسعادة الدكتور محمود عباس- لست من الباحثين عن نقطة ضعف في المنظومة الكونية التي تدورون في فلكها، بل الساترين عليها باستمرار. وعلى سبيل المثال: سترنا من قبل على الذين انتزعوا علم كوردستان من قاعة مؤتمر وطني كوردستاني في مدينة بون الألمانية وداسوا عليه ثم أحرقوه، وهم يرددون هتافات بحياة "القائد الأبدي!"، ولم ننشر يومها شيئاً عما فعلوه بعلم خويبون ومهاباد وبارزان والقامشلي وعفرين، شفقة بمشاعر شعبنا...بل إننا أنكرنا أمام البوليس الذي حقق في موضوع الهجوم على المؤتمر أن يكون هؤلاء (...!) من أبناء الشعب الكوردي، حتى لايصاب حزب كوردي ما بأذى من جراء ذلك، ولكنهم أبوا إلاّ أن يسجلّوا تلك الفعلة الشنعاء باسمهم أمام المحكمة. وأي مؤتمر؟ نعم ، كان المؤتمر الوحيد الذي حضره ممثلو كل الأحزاب الكوردستانية المتواجدة تنظيماتها في أوروبا. ولايزال هناك عشرات من الشاهدين أحياءً على موقفنا الصارم آنذاك:( اخراج الحزب المهاجم من الدعوى تماماً) في تلك الحادثة المؤسفة.
فهل من العار، أن نعود إلى التاريخ وأحداثه أحياناً، لنستخرج منه العبر ونستفيد من الأخطاء على أمل عدم الوقوع فيها من جديد؟ أم أن ذكر مثل هذه الأخطاء الشنيعة الآن، يهبط بالناقد إلى الدرك الأسفل؟ ألم تسمعوا ب"المعالجة التاريخية" لدى الماركسيين قط؟
أما عن أفكار القائد والتحوّل صوب الديموقراطية...فأنا اعتبر ذلك التوجّه أمراً "إيجابياً" وذكرت ذلك عدة مرات، ولكني أشك تماماً في أنه جاء في الوقت الزمني المناسب، أو أنه يلائم الواقع الحقيقي للمنظومة وللشعب الكوردي، أو أنه جاء دون أهداف شخصية وحزبية محددة. فما العيب في أن أشك في سياسة زعيم أو حزب أو حتى منظومة؟ حتى ولو كان بأسلوب فلاحي بدائي مثل أسلوبي؟
وقد ذكرتُ في مقالي النقدي الأخير بأن مثل هذه الأفكار "النقدية!" كانت تراود عقل الزعيم وحزبه منذ بداية ظهور هذه الحركة، ونراها منثورة في خطبه وكتبه وفي مؤتمرات النقد الحزبي منذ التأسيس، وأنا أعلم عن ذلك جيداً، ولكن في التطبيق والممارسة كانت العقلية السائدة هي عقلية "الحزب البديل عن كل الأحزاب الأخرى" وعقلية "القائد المعصوم"، وعقلية رفض "النقد" و"محاربة الناقدين واذلالهم". أم أنكم تشكون في ما أقوله؟
كان الزعيم العمالي السيد عبد الله أوجالان يكتب، في مرحلة ما، قبل اعتقاله واختطافه من كينيا، عن المجرم الكبير مصطفى آتاتورك (الموظّف البسيط!) حسب توصيف السيد أوجالان له من قبل، الذي استخدم ورقة المشاعر القومية الكوردية في مرحلة صراعه من أجل بناء جمهوريته: ((فحرب مصطفى كمال لم تكن حرباً ضد الامبريالية بل كانت حرباً ضد التوجهات الوطنية وضد القوميات الأخرى من الأرمن والأكراد، والمعارضة الديموقراطية والوطنية الاجتماعية)) (أنظر ص 118 مختارات 2)... ولكنه يحاول اظهار مصطفى كمال –الآن- كرجل الديموقراطية ضد العشائرية والرجعية والقومية الضيّقة وكسياسي كان يعمل من أجل التوجهات الوطنية الأخرى في تركيا... فهل من الخطأ اظهار هذا التناقض التام في سياسة حزب ما أو زعيم ما، حتى ولو كان معتقلاً؟ ألا يسمح علم النقد الأوروبي – الأمريكي بذلك؟
يقول السيد أوجالان في (المختارات 2 ) حرفياً: ((إن مؤسسة الجمهورية التركية ليست موجهة نحو كوردستان فحسب، بل موجهة نحو شعوب الأناضول ومفروضة عليها بأساليب الحرب الخاصة. كان أتاتورك القائد القزم لهذه الحرب ومديرها الأوّل.)) (أنظر ص 172)، ويقول:"كان مصطفى كمال يقوم بتصفية أقرب رفاق النضال عبر الألاعيب السياسية." (المختارات 2، ص 370) ويطالب شعبنا الآن ب"صون الجمهورية والدفاع عنها" أمام الزحف الأردوغاني...!...
فهل نقدنا متدني عندما نظهر هذا التناقض أو التحوّل في السياسة؟ أم يجب طي تلك الصفحات التاريخية، مرّة وإلى الأبد من (أجل خاطر الحزب والزعيم) ولأن هذا الحزب حقق انجازات وطنية في كوردستان؟ وهل تحقيق انجاز وطني منّة على الشعب الكوردي أم واجب على أحزابنا وقياداتنا؟
ثم يتهم السيد أوجالان مصطفى كمال بالدكتاتورية والازدواجية في الشخصية، وبأنه يهودي وعدو حاقد ولدود للاسلام، ومدسوس وعميل للامبريالية...ويقول: ((إن "آتاتورك العظيم" وصاحب أسطورة النظارات الزرقاء لم يكن سوى ابتداعاً من الصهيونية واليهودية. إنه يرتبط بروابط الدم مع "الدولة العبرية" وهذه حقيقة لايمكن انكارها.)) (ص 176) و((الذي فتح شرخاً في مقاومة الوحدة الاسلامية ضد الامبريالية هو "الكمالية".)) (ص 177)
الامبريالية والصهيونية في جميع كتابات السيد أوجالان أصل الداء والبلاء، ولكن كما نقرأ في العبارة الأخيرة فإن "الوحدة الاسلامية" ضد الامبريالية أمر ثوري وتقدمي وايجابي، وهذا يتعارض تماماً مع التفكير الأوجلاني الأساسي تجاه الاسلام وتجاه ما يكتبه الآن أسبوعياً حول "محاسن آتاتورك النبيلة!"... فهل على الناقد الكوردي السكوت عن هذا، وبكتبه وخطبه ومداخلاته يتم تثقيف شعب؟
فهل أكتب لكم – يا سعادة الدكتور- عن حرب هذا الزعيم وحزبه على (البارزانية) التي لولا تضحياتها وتضحيات بيشمركتها الميامين الأبطال لما رأينا اليوم علم كوردستان يخفق عالياً فوق المدارس والمطارات والدوائر وبرلمان كوردستان الجنوبي، بل حرب (الآبوجية) على كل من قدّم حياته في التاريخ الكوردي العريق من أجل حرية هذا الشعب؟ وهل أكتب لكم عما ارتكبه هذا الحزب من "أخطاء قاتلة" بحق حركة "كوك" في شمال كوردستان، أو ضد كوادر الحركة السياسية الكوردية في غرب كوردستان؟ أو حتى ضد كوادر حزبه العمالي بالذات؟ أم علينا السكوت جميعاً لأن منظومة الشعب الكوردستاني لاتريد نبش القبور الآن؟ (سكوت !!! حاضر أفندم!)...(يمكنم أن تنتقدوا !! حاضر أفندم!)... (سكوت!! حاضر أفندم!)...وهكذا.
أستطيع أن أسرد لكم – ياسعادة الدكتور- عشرات المواضيع التي وقع الزعيم العمالي أوجالان في تناقضات رهيبة حيالها، ولكن – كما تريدون- نتوقف عند هذا الحد للبحث عن ايجابيات ظهور هذا الحزب وهذا الزعيم والتحولاّت الجارية في فكرهما.
أقول هنا بصراحة، أنا كنت متفائلاً جداً بظهور هذا الحزب في البداية، وساندته من قلبي فترة من الزمن كناشط كوردي سوري وساهمت في بعض نشاطاته جمعياته الثقافية في أوروبا بحرارة مثل (اتحاد المثقفين الوطنيين الكوردستانيين) والأعداد الأربعة الأوائل من مجلة "روشن" وبعض الأمور الأخرى من ترجمة ومقالات وتظاهرات وغيرها، وفتحت باب منزلي لكوادره ومناضليه باستمرار، وكنت أحاجج بعض نقاده ومعارضيه بشدة، إلى أن قال لي أحد الكورد الوطنيين من شمال كوردستان: "السبب في أنكم (أكراد سوريا) تدعمون هذا الحزب بقوة، هو أنكم تجهلون ما يكتب زعيمهم في جريدة سرخوبون "الاستقلال!!!" من تناقضات عجيبة!"
وحقيقة، فقد نفرت مع الأيام من تلك السياسات الخرقاء، وبخاصة عندما قرأت مثل هذه الكلمات في كتب السيد أوجالان: (( أما البارزانيون فإنهم أكثر تشدداً وعناداً في معاداة ﭘى كى كى. إنهم أكثر مكراً وسرّية في عداوتهم...إنهم اتخذوا مكانهم ضمن صفوف العدو. إن القيادة عميلة في كوردستان بشكل عام... )) (المختارات 2، ص 310) أو مثل هذا الكلام ((الشيخ سعيد نورسي وهو واحد من أبرز زعماء هذه الطريقة، نقشبندي وقومي، متعصّب مثل الحركة البارزانية تماماً. وكلاهما يمثل نفس التقاليد ويخدم الحكومة.)) (المختارات 2، ص 91) ونحن نعلم تماماً بأن الشيخ سعيد نورسي كان مجاهداً عظيماً في سبيل الله (أنظر رسائل النور)، ومدافعاً عن قومه الكردي وعن فكرة (المشروطية) التي تلزم الحاكم بشورى المحكومين (أنظر رجتة الأكراد)، ولم يكن متعصّباً لجنس أو قوم أو لون على الاطلاق لسمو أفكاره ونظرته الدينية العميقة، لا الآنية السطحية، وعانى أكثر من 25 سنة من النفي والاقامة الجبرية ولايزال مدفنه سراً من أسرار الدولة التي رفضت نقل جثمانه إلى موطنه كوردستان، أي أنه لم يخدم الحكومة كما يزعم السيد أوجالان، والبارزانية هي مدرسة الحرية للأمة الكوردية على طول الخط.
أنا وسواي من الوطنيين الكورد الناقدين لايمكن لنا أن نقف ضد أي انتصار حقيقي لشعبنا في شمال كوردستان أو في أي جزء آخر من وطن الشعب الكوردي، فقط الأعداء والمرتزقون هم أعداء انتصارات شعبنا وأحزاب شعبنا، وأنا والحمد لله والفضل له لم أرتزق في يوم من الأيام من أي حكومة، ولست عدواً لشعبي، حتى تخيفني أو تؤرقني انتصارات كوردية، ولذا فأنا مع هذه الانتصارات كلها، وتلك التي تحققت على أيدي حزب العمال الكوردستاني والمنظومة المنبثقة عنه حالياً، ولقد أشرت عدة مرات في مقالاتي إلى هذه الناحية وأرسلت رسالة أيضاً بخصوص التعاون والتضامن والتوافق والتقارب الضروري ضمن العائلة الكوردستانية إلى بعض الذين عقدت عليهم الأمل، في هذا الجانب او ذاك من الحدود...ولكن هذا لايعني ممارسة النقد حسب الأوامر، هنا يحق لي النقد وهنا لايحق لي، هذا النقد إيجابي وهذا سلبي، فأنا أعرف مثلكم أيضاً أين تكمن مصلحة الشعب الكوردي، وأي أسلوب استخدمه تجاه هذا الطرف أو ذاك، فلا تستهتروا بما هو دونكم علماُ أو ثقافة، ولاتظنّوا بأن الناشط الكوردي ليس إلا عازفاً يجب عليه العزف حسب نوطتكم الموسيقية أو عليه أن يدور حول ذاته كصوفي من صوفيي تفكيركم السياسي.
أما عن أفكاري ذات التوجه الديني المعتدل أو المؤمن ب(الشورى-ديموقراطية) فلا أخفيها عنكم، كما لم أخفيها حتى عن دبلوماسيين أوروبيين وأمريكان، وآمل أن لاتكون تلك الأفكار سبباً في الجفاء بيننا وفي نفوركم من نقدنا أكثر من موقفنا تجاه هذه الزعامة السياسية أو تلك، ولا أرى ضيراً في أن يكون المرء حر العقيدة والرأي في أوروبا وأمريكا أيضاً...أم أن هذا لايوافق عقيدتكم السياسية؟
وعلى كل حال أشكركم على هذا الاهتمام الكبير بمقالة مواطن كوردي جاهل مثلي يا سعادة الدكتورعباس.
مع فائق الاحترام لكم وللعائلة
جان كورد



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيعيدنا إلى العصر الحجري؟
- كفى صمتاً...أم كفى كلاماً!
- لماذا الخوف من فيدرالية كوردية؟ (2)
- لماذا الخوف من فيدرالية كوردية؟ (1)
- المجتمع الدولي واللغز السوري
- التملّق السياسي لنظام -غير ديموقراطي- جريمة بحق الانسانية
- حتى لا تذبل الديموقراطية في القلوب
- نظام دمشق والانتخابات البرلمانية العراقية
- هل الكورد السوريون أيضاً بحاجة إلى (گوران – التغيير)؟
- حتى لاتنتكس التجربة الديموقراطية في كوردستان
- كي لا تُجرَحَ الديموقراطية !
- وقفة مع السياسة الألمانية
- إذا كان طباخنا الأستاذ حسن عبد العظيم نبقى بلا مرقة
- ماذا وراء التهديدات المتبادلة بين دمشق وتل أبيب؟
- البعثيون ولعبة توم وجيري
- سوريا والمبادرة التركية لحل المسألة الكردية
- هل يخرج البعث من النفق؟
- همسة عتاب للأستاذ غسان المفلح...توضيح حول اللغة الشعاراتية
- نهج التناقض في التعامل بين الحلف الايراني - السوري والمجتمع ...
- مقدمة لمشروع الحكم الذاتي الكردي في سوريا - 3


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - يمكن نقد -منظومة الشعب الكردستاني وقائدها...ولكن-!