أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - الأسد وأردوغان يعجنان كثيراً ولكنهما لا يخبزان















المزيد.....

الأسد وأردوغان يعجنان كثيراً ولكنهما لا يخبزان


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفاءل بعض الكورد خيراً عندما أصبح الدكتور بشار الأسد رئيساً للجمهورية "العربية!" السورية قبل عشر سنوات من الآن، وتفاءلوا أكثر عندما نطق بالشهادة الخاصة على الشعب الكردي في سوريا، في عام 2004، حيث قال لقناة الجزيرة - بما معناه - الكورد جزء من نسيجنا الاجتماعي التاريخي السوري، أي أنهم ليسوا لاجئين أجانب وانما مواطنون، وسقط هذا الكلام على مسامع بعض الكورد كوقع المطر على ورود حديقة هجرها الماء زمناً طويلا...ثم تفاءل هؤلاء المواطنون بشكل صاعق عندما قال السيد الأسد قبل أيام قلائل بأنه يجب القيام بحوار مع الأكراد "الطيبين" للقضاء على "الارهاب"، وكأن هناك علاقة للكورد بالارهاب، أو أنهم مصابون بمرض الإرهاب، وبفتح الحوار معهم يزول ذلك الداء عنهم...

ومن قبله حمل السيد رجب طيب أردوغان ذات "الكمانجة" (الكمان+جه أداة تصغير في الكردية كما في حلب وحلبجة) وعزف عليها عزفات عذبة عدة مرات... وإذا كان الإعلام التركي - كعادته - ينقل كل ما يخرج من فم رئيس وزراء تركيا الذي يبدو كنابليون بونابرت المنطقة بتوجيهه "سفن الحرية" صوب غزّة، وطائرات تحمل النابالم والقنابل العنقودية صوب جبال كوردستان، فإن الإعلام السوري الذي عليه التعتيم الشامل لكل ما يتعلّق بالكورد وكوردستان، لم ير أي جديد في كلام السيد رئيس الجمهورية، ولذلك فقد شطبه ومنعه عن جماهير سوريا، وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة تحدث حول السيد الرئيس، والشيء الوحيد الذي لا تنقل عنه هو ما يقوله أو يفعله عند دخوله الحمام أو غرفة النوم...

اعتراف السيد الأسد بأن الكورد جزء من النسيج الاجتماعي السوري جاء بعد هزّة أرضية "سياسية" شملت كل المناطق التي يعيش فيها الكورد، سماها بعضهم "هبة" وآخرون "فتنة" وبعضهم سماها "انتفاضة" وهذا هو الأصح والدافع وراء الاعتراف الأسدي الإعلامي آنذاك، دون الدستوري أو المراسيمي التشريعي أو حتى ضمن حزبه البعثي اللااشتراكي اللاديموقراطي العنصري مع الأسف. واعترافه اليوم بأن الحوار مع الكورد ضروري وبنّاء ومفيد للقضاء على "إرهاب القاعدة والمائدة !!! وأبناء القاع قاع مثلاً !!!" يأتي كمؤازرة للسيد أردوغان في فترة يمكن اعتبارها دورة أخرى من اطلاق الصواريخ وتلقيها، والجار ملزم بتأييد جاره لأنه سبق وأن أكّد أردوووووغان وفاءه للعرب والإسلام من خلال ارساله أسطولاً للحرية إلى غزة، ليس لتحريرها من الحلفاء الاسرائيليين وانما لتوزيع الطعام والكساء وكثير من الأعلام التركية فقط... فكما يقول المثل البدوي ((حك لي أحك لك...)) هكذا الحال بين الأسد وجاره التركي الان.

ومنذ أيام انطلق أفلاطون العرب الجديد السيد فيصل المقداد، الدبلوماسي السوري من المبشرين بوظيفة نائب الرئيس مستقبلاً ليعلن على الملأ بأن بلاده ساهمت في تعطيل مشروع الشرق الأوسط الكبير، أي المشاركة في دفع "الديموقراطية والحرية" الأمريكيتين بعيداً عن شعوب المنطقة، ودعم استمرار الدكتاتوريات العائلية والطائفية والعسكرية والحكم الجمهوري الوراثي، وسياسة زج شيوخ الحقوقيين في السجون...و...و.. كما ابتسم عندما أكّد على أن بلاده قامت بدور كبير في "دعم الرفاق البعثيين وحلفائهم الإسلاميين" لمنع العراق من الوقوف على قدميه والانطلاق نحو المستقبل، وبأن نظام بلاده سوريا درّب "المجاهدين" وعكر الأجواء على المحتلين الأمريكان، كما أن النظام أفشل حسب أقواله (ولا أدري كيف !) سياسة اسرائيل ومخططاتها في الحرب على غزّة...!!!

وهذا يعني أن سوريا لاتزال بعيدة عن الايمان بضرورة أي تغيير جاد وجذري في شكل وأسلوب ادارة البلاد وطبيعة الحكم الذي لايمكن تصنيفه بشكل جيد أو تأطيره ووضعه في خانة معينة من خانات النظم السياسية المعروفة في العالم... حتى أن المخابرات الاسرائيلية (موساد) القوية والدقيقة في معلوماتها قالت في تقرير لها مؤخراً بأن السيد الرئيس بشار الأسد لغز محيّر للعقول، فهو يطلق فقاعات للسلام المنشود مع اسرائيل، ولكنه يدعم كل الإرهابيين من تحت الطاولة...

هكذا نظام لا يفارق عصر الجليد السياسي، وسجل أرقاماً قياسية في مجال هدر الحقوق الإنسانية، وانتهك كل المحرمات بحق الشعب الكردي في سوريا، لايمكن أن يخدع شعبنا المتعطش إلى الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان بأطنان العجين التي يعجنها السيد الرئيس بالتعاون مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي هو الآخر يمد يده للسلام مع اسرائيل ويدعم من جهة أخرى "حماس" التي تؤمن بضرورة ازالة اسرائيل من الخارطة الدولية... والذي يدعو إلى "الانفتاح على الكورد" ولا يكف عن ارسال جيوش بلاده صوب جبال كوردستان في الوقت ذاته...

إن كان العجّان الأوّل، السيد الرئيس الدكتور بشار بن حافظ الأسد، جاداً في أقواله تجاه الكورد ومؤمناً حقاً بضرورة فتح الحوار مع الكورد، فلمذا لايوقف بمرسوم تشريعي لايأخذ سوىدقائق من وقته عمليات اغتصاب الأرض من الفلاحين الكورد المساكين من قبل أجهزته القمعية في وضح النهار؟ ولماذا لايفرج عن قادة كورد، لايقلّون وطنية عن وطنية سواهم، في معتقلاته وهم متهمون ظلماً وعجواناً بالعمل على "اقتطاع جزء من الوطن لضمه إلى دولة أجنبية!!!"، فإذا كانت هذه الدولة تركيا، حيث لاتوجد دولة كردية حتى الآن، فلماذا الغضب، طالما أن الجزء المنوي اقتطاعه من سوريا سيلقى مصيراً كمصير لواء الاسكندرون، الذي يحسد شعبنا السوري أهلها بالتأكيد على ما فيه من نعمة وحرية وديموقراطية "أردوغانية"؟... ولماذا لا يفي بوعده الذي قطعه على نفسه، حينما قال بأن قضية الجنسية المنتزعة من الكورد ستحل في وقت قصير؟ أم أن السيد الرئيس قد نسي لكثرة المشاكل السورية؟ أم أن ما وعده به كان هباءً منثوراً؟

وإذا كان العجّان الآخر السيد رئيس الوزراء التركي مستعداً فعلاً للاستمرار في موضوع حل للقضية الكوردية، فلماذا التردد والتوقف والنظر إلى الوراء؟ ومتى كانت الحرب حلاً لمشاكل وطن مشترك، إن كان يؤمن بأن الكورد مواطنون مثل غيرهم في تركيا؟ أليست الأغلبية البرلمانية معه؟ أليس هو بذاته من يتحدى الجنرالات الطورانيين الحاقدين عليه وعلى الكورد وعلى الأسد ويزج بهم في السجون؟

السؤال الذي يجب على السيد الرئيس بشار الأسد الاجابة عنه:" لماذا لم ينشر اعلام بلاده شيئاً عما أطلقه من تصريح حول الكورد في تركيا؟" أم أن نشر أي شيء عن الكورد وكوردستان في التلفزيون السوري ومحطات الراديو السورية حرام حسب شرع البعث وحكام سورياً؟

والسؤال الذي على السيد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الإجابة عنه هو :"- هل أنت خائف؟"

أقول للمناضلين الكورد الأحرار:" ليس كل عجان خباز ...وقد ننتظر طويلاً أمام باب الفرن حتى يأتي الخباز الذي يحوّل رقائق العجين إلى خبز..."
على كل حال: أن يعجن المرء أفضل من أن لايفعل شيئاً أبداً...
--
Grüsse, BESTS, Supas
Cankurd
http://peyam.eu
http://cankurd.wordpress.com
http://ar.netlog.com/keloshk
http://en.netlog/kurdax
[email protected]



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوب معالجة تاريخية جادة للأوجلانية (8)
- مصير مملكة الرعب الأسدية
- الدور التركي في الشرق الأوسط (1-3) من دولة الخلافة إلى وزير ...
- الدور التركي في الشرق الأوسط (2-3) من دولة الخلافة إلى وزير ...
- لماذا السكوت عن قصف أرياف وقرى كوردستان العراق؟
- رسالة بلا رتوش ديبلوماسية إلى فخامة الرئيس السوري
- صوب معالجة تاريخية جادة للأوجلانية (4) الأوجلانية والسياسة ا ...
- صوب معالجة تاريخية جادة للأوجلانية (3) : الأوجلانية والدين
- يمكن نقد -منظومة الشعب الكردستاني وقائدها...ولكن-!
- من سيعيدنا إلى العصر الحجري؟
- كفى صمتاً...أم كفى كلاماً!
- لماذا الخوف من فيدرالية كوردية؟ (2)
- لماذا الخوف من فيدرالية كوردية؟ (1)
- المجتمع الدولي واللغز السوري
- التملّق السياسي لنظام -غير ديموقراطي- جريمة بحق الانسانية
- حتى لا تذبل الديموقراطية في القلوب
- نظام دمشق والانتخابات البرلمانية العراقية
- هل الكورد السوريون أيضاً بحاجة إلى (گوران – التغيير)؟
- حتى لاتنتكس التجربة الديموقراطية في كوردستان
- كي لا تُجرَحَ الديموقراطية !


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - الأسد وأردوغان يعجنان كثيراً ولكنهما لا يخبزان