أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأمين السويد - براقش تقتل أهلها بعد موتها














المزيد.....

براقش تقتل أهلها بعد موتها


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3717 - 2012 / 5 / 4 - 17:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت قد أجلّت كتابة اي مقال لا يصبُّ في معين الثورة السورية المباركة إلى ما بعد سقوط الإرهابي بشار الاسد. و لولا أن عيني وقعتا على خبر زلازالي أثار تقلبات شديدة في معدتي حتى وددتُ لو أني لم أنظر إلى تلك البقعة التي كانت تحتلها تلك الجريدة صاحبة عنوان الخبر الصحفي الذي صدمني منذ ذلك الحين و أصابني بالغثيان إلى وقت خط هذه الكلمات.
أما الخبر الذي تصدَّر تلك الجريدة فهو " قانون "مضاجعة الوداع" يشغل الشارع المصري" ، واعترف بان عبارة "مضاجعة الوداع" جذبتني في البداية، ليس بسبب وجودها في صحيفة قراءها من المحافظين نوعا ما، و ليس لمدلولها الجنسي بحد ذاته، و إنما لما قد تعنيه هذه العبارة الغريبة التي رحت أجرب ذكائي في تلمِّس مدلولها قبل أن تصل يدي للجريدة، و بالرغم من أن عصرت تلافيف مخي و ضعت فرضيات عديدة لما قد تعنيه "مضاجعة الوداع" في ثوان سريعة، إلا أن السباحة في المقال اثبت بُعدي الشاسع عن كل ما افترضت و اثبتت أن هنالك طامة كبرى تلتحف التعريف الصاعق الذي مفاده ان مضاجعة الوداع هي رخصة أو فتوى إسلامية تقضي بالسماح لأحد الزوجين بمضاجعة الطرف الاخر و هو ميت!!!
حاولت ان أتخيل كيفية المضاجعة تلك لكنني لم افلح إلا في تخيل كيف أن براقشاً جنت على اهلها. و براقش كلبة كانت برفقة فارين بدمهم. وبينا هم نيام في الليل إذ نبحت براقش، فسمع نباحها من يتبع اصحابها، و استيقن السامعون أنهم مدركو أهلها و هم نيام، و ايقنوا انهم قاتليهم لا محالة، فقال احد الملاحقين جملته: "على أهلها جنت براقش" فأصبح مثلا ذاع صيته و استمر الى وقتنا الحاضر.
غير أن براقشاً المسكينة لم تكن تعلم أنها بنباحها ستتسبب بهلاك أهلها و هي التي تجهد لحمايتهم، ولو علمت لما نبحت. فما بال من يتسم بالعلم، و جمع الفهم يصرخ بما يخالف الطبيعة البشرية بكل المقاييس قائلاً بأن ما جاء به هو من عند الله، و يطلب منا أخذه عنه باسم الاسلام و باسم سنة نبيه يرحمه و يرحمكم الله.
وقبل هذا الصارخ بمضاجعة الاموات، بُحّ صوت راضع الاثداء الشرعي، وغدا سيقفز الينا من يفتي بجواز الزواج من النعاج الابكار شرعاً وعدم جواز الجمع بين نعجتين اللهم إلا إذا غُمّ على الزوج وشُبِّه له.
و من مقاربة المفتي و براقش لا أجد سببا واحداً يجعل صورة براقش تختلف عن صورة من يخرج على العالم ليلطخنا بصبغة حيوانية و يدعي انها منزلة من عند ربه و اسلامية مئة بالمئة رغماً عن انوفنا. فبراقش تسببت في قتل اهلها مرة، وهؤلاء يقتلوا احترامنا لأنفسنا اولاً و احترامنا من قبل العالم كل فترة ألف مرة.
فماذا بقي لهؤلاء "المتنورين" حتى يثبتوا للعالم اننا المسلمون مجتمع جنسي حيواني بإمتياز وليس لدينا همٌّ في هذه الدنيا سوى الرضاعة المشروعة من الجارات والموظفات والزواج من اربع حسناوات و اختلاف الدورات الطمثية و أخيراً و ليس آخراً ابداً نكاح الاموات خلال ست ساعات مما يؤكد نظرتهم المصنعة مسبقاً عن المسلمين.
ولكن و بالرغم من هذا وذاك و بالرغم من أنوف البراقش كلها فالإسلام لا ينافي الفطرة.

____________________________________________________________________________________________

مصادر "مضاجعة الوداع"
1. جريدة السياسة الكويتية
http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/189214/reftab/36/Default.aspx
2. تكذيب خبر مناقشة مضاجعة الوداع في البرلمان المصري
http://www.almustagbal.com/?tag=%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%AC%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%B9



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بات قيام الدولة العلوية وشيكاً؟
- المخاض المرتبك للثورة السورية
- ننتصر و لا نموت
- النظام الأسدي و أحلام الانفصال النائمة
- الشعب السوري على مائدة اللئام
- الإخوان المسلمون في سورية وأيديولوجية السيطرة
- المحنة السورية على إيقاع رقص الذئاب
- النظام السوري و استراتيجيات تشو مسكي العشر
- رومانسية تسبق سبات المنطق الحيوي
- بشار الأسد و القرد الصغير
- رائق النقري يكذّبُ كُعْبَتَهُ لصالح الأسد
- الأنظمة العربية المهترئة و إرادة الحياة
- تسقط -حماة الديار- جيشاً و نشيداً
- الحراك الشعبي و شبيحة المعارضة السورية
- فلتسقط المعارضة السورية التقليدية
- من يضمن معاهدات السلام، الشعوب أم الأنظمة؟
- رهانات النظام السوري الخاطئة
- سورية الأسد أم سورية علي بابا
- حماس و أخواتها: مقاومة برائحة الإرهاب
- تحالف النظام السوري و الصوفية البعثية


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأمين السويد - براقش تقتل أهلها بعد موتها