أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - كراس حول المسألة الدستورية فى المانيا ف . انجلز















المزيد.....



كراس حول المسألة الدستورية فى المانيا ف . انجلز


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 20:21
المحور: الارشيف الماركسي
    



المسألة الدستورية فى المانيا {59}

ما ينفك الادب الاشتراكى الالمانى يزداد سوءا من شهر الى شهر . وهو يقصر نفسه بشكل متزايد على تلك السيول العارمة لهؤلاء الاشتراكيين الحقيقيين الذين ترقى كل حكمتهم الى مزيج من الفلسفة الالمانية والنزعة العاطفية الالمانية المبتذلة مع بعض الشعارات الشيوعية المشذبة . وهو يبدى نزعة سلمية تمكنه من ان يعبر عن اراءه الدفينة وان فى ظل الرقابة . حتى الشرطة الالمانية لاتجد فيه الاالقليل مما يمكن ان يعتبر استثنائيا – وهذا دليل كاف على انه ينتمى لا الى العناصر التقدمية , الثورية وانما الى العناصر الرجعية التافهة فى الادب الالمانى .

والى هؤلاء الاشتراكيين الحقيقيين ينتمى ليس فقط هؤلاء الذين يسمون انفسهم اشتراكيون بامتياز , وانما ايضا القسم الاعظم من هؤلاء الكتاب فى المانيا , الذين قبلوا اسم حزب الشيوعيين . والاخيرون بالفعل , اذا كان لنا ان نقول ذلك , هم حتى الاسوأ.

فى ظل هذه الظروف , غنى عن القول ان هؤلاء الكتاب الشيوعيون المزعومين لايمثلون بأى حال حزب الشيوعيين الالمان . فلا الحزب يعترف بهم بوصفهم ممثليه الادبيين ولاهم يمثلون مصالحه . على النقيض , انهم يرعون مصالح اخرى تماما , وهم يدافعون عن مبادئ اخرى تماما , وهى تتناقض فى كل جوانبها مع تلك التى يتبناها الحزب الشيوعى .

الاشتراكيون الحقيقيون , الذين ينتمى اليهم , كما قلنا معظم الكتاب الشيوعيين الالمان المزعومين , قد تعلموا من الشيوعيين الفرنسيين ان الانتقال من الملكية المطلقة الى الدولة التمثيلية الحديثة لايزيل بأى شكل بؤس الجموع الاعظم من الشعب , لكنه يأتى بطبقة جديدة هى البورجوازية الى السلطة . وقد تعلموا من الشيوعيين الفرنسيين ايضا ان هذه البورجوازية تحديدا , بواسطة رأسمالها تثقل بوطأتها الشديدة على الجماهير , وعلى ذلك فهى خصم الشيوعيين والاشتراكيين بامتياز على التوالى , بوصفهم ممثلى جمهور الشعب . ولم يجشموا انفسهم عناء مقارنة مستوى التطور السياسى والاجتماعى لالمانيا مع مستوى فرنسا, ولادراسة الاوضاع القائمة فعليا التى يرتكز عليا كل التطور اللاحق , لقد نقلوا بعجلة ودون تأمل طويل معرفتهم التى حازوها الى المانيا. ولو انهم كانوا رجالا حزبيين هدفوا لاحراز نتائج عملية ملموسة , ومثلوا مصالح معينة ترتبط بطبقة بكاملها , لكانوا قد اولوا انتباها على الاقل للطريقة التى تصرف بها خصوم البورجوازية فى فرنسا , فى جدالهم ضد البورجوازية من محررى جريدة لاريفورم حتى الشيوعيين المتطرفين , وبصفة خاصة نحو واحد مثل الممثل المعترف به من الجمهور الاعظم للبروليتاريا الفرنسية , العجوز كابيه . لقد كان يجب ان يطرق رؤوسهم ان ممثلى الحزب هؤلاء لم ينخرطوا فقط بصفة مستمرة فى السياسات اليومية وانما ايضا بصدد اجراءات سياسية مثل اقترحات من اجل الاصلاحات الانتخابية , التى ليس للبروليتاريا فيها مصلحة مباشرة , غير انها تتخذ مع ذلك موقفا ابعد مايكون عن الازدراء المطلق . ولكن اشتراكيونا الحقيقيين ليسوا رجالا حزبيين , انهم منظرون المانا. انهم غير معنيين بالمصالح والنتائج العملية , وانما بالحقيقة الابدية .

ان المصالح التى يجاهدون لدعمها هى مصالح " الانسان "والنتائج التى يلاحقونها مقصورة على "الانجازات" الفلسفية . وهكذا فقد احتاجوا فقط الى ان يناغموا بين شروحهم ووعيهم الفلسفى الخاص , حتى يصخبوا عندئذ فى الخارج صارخين امام كل المانيا ان التقدم السياسى , مثل كل سياسة هو شئ شرير , وان الحرية الدستورية بصفة خاصة ترفع البورجوازية الى العرش ,وهى الطبقة الاشد خطرا على الشعب , وانه بصفة عامة لايمكن مهاجمة البورجوازية بما يكفى .

فى فرنسا , اتخذ حكم البورجوازية لمدة سبعة عشر عاما شكله الاتم كمالا اكثر مما فى اى بلد فى العالم . ان هجمات البروليتاريين الفرنسيين , وقادتهم الحزبيين وممثليهم الادبيين على البورجوازية كانت من ثم هجمات على الطبقة الحاكمة , على النظام السياسى القائم , لقد كانت هجمات ثورية تحديدا . الى اى مدى تدرك ذلك جيدا البورجوازية الحاكمة يبرهن عليه المحاكمات الصحفية التى لاتعد واضطهاد الجمعيات ,ومنع الاجتماعات والمادب ,و خدع الشرطة المائة التى يضطهد بها الاصلاحيين {60 }والشيوعيين . فى المانيا , الاوضاع مختلفة كلية . فى المانيا ليست البورجوازية فقط خارج السلطة , بل انها اشد اعداء الحكومات القائمة خطرا . ولذلك فان الهجوم المضلل الذى شنه الاشتراكيون الحقيقيون كان ملائما . ان النضال ضد البورجوازية , الذى لم يجلب غالبا للشيوعيين الفرنسيين الا السجن او المنفى لم يجلب للاشتراكيين الحقيقيين الا حق الطباعة . و الحرارة الثورية التى ميزت جدالات البروليتاريا الفرنسية تضاءلت فى الصدور الباردة للنظريين الالمان وتحولت الى فتور يرضى الرقابة وفى هذه الحالة المخصية كانوا حليفا مرحبا به تماما للحكومات الالمانية ضد البورجوازية المهددة . لقد تمكنت الاشتراكية الحقيقية من ان توظف اكثر القضايا التى جرت صياغتها ثورية بوصفها اطارا حاميا لمستنقع النظام الالمانى القائم . ان الاشتراكية الحقيقية رجعية بكل مافى الكلمة من معنى .

لقد لاحظت البورجوازية منذ زمن طويل هذا الميل الرجعى عند الاشتراكية الحقيقية . ولكنهم اعتبروا ودون تمعن ان هذا الميل يوجد ايضا لدى الممثل الادبي للشيوعية الالمانية وعابوا على الشيوعيين علنا وسرا انهم مجرد الاعيب فى ايدى الحكومات , والبيروقراطية , والنبالة بجدالاتهم ضد قيام نظام تمثيلى , والمحاكمة من قبل محلفين , وحرية الصحافة وبصراخهم ضد البورجوازية .

لقد ان الاوان حتى يتبرأ الشيوعيون الالمان من المسئولية التى نسبت اليهم بسبب الافعال والرغبات الرجعية للاشتراكيين الحقيقيين . لقد ان الاوان للشيوعيين الالمان , الذين يمثلون البروليتاريا الالمانية بحاجاتها شديدة الوضوح , حاجاتها المملوسة , ان يقطعوا باشد الطرق وضوحا مع تلك العصبة الادبية – لانه لاشئ اكثر –التى لاتعرف هى نفسها من تمثل وهكذا تتقلب ضد ارادتها بين اذرع الحكومات الالمانية , التى تعتقد فى نفسها انها " الانسان المدرك " وهى لاتدرك شيئا سوى تأليه الالمانى البائس المبتذل . نحن الشيوعيون ليس هناك فى الواقع مايجمعنا مع الاوهام النظرية وشكوك الوعى لهذه الرفقة المخادعة . ان هجماتنا على البورجوازية تختلف عن هجمات الاشتراكيين الحقيقيين وكذلك عن هجمات النبلاء الرجعيين , على سبيل المثال الشرعيون الفرنسيون او انجلترا الشابة. {61 } ان الوضع الالمانى القائم لايمكن ان يستغل هجماتنا بأى حال , لانها لازالت موجهة اليه اكثر مما هى موجهة ضد البورجوازية . اذا كانت البورجوازية , اذا جاز القول , عدونا الطبيعى , العدو الذى سيترتب على الاطاحة به وصول حزبنا الى السلطة , فلازال الوضع الالمانى القائم هو عدونا الاكبر , لانه يقف بين البورجوازية وبيننا , لانه يعوقنا عن التلاحم مع البورجوازية. لهذا السبب فاننا لانعزل انفسنا بأى طريقة عن الجمهور الاعظم من المعارضة للوضع القائم . اننا نشكل فقط قسمها الاكثر تقدما – وهو القسم الذى يتخذ من خلال فكره المتقدم المعلن ضد البورجوازية موقفا مختلفا تماما.

مع اجتماع الدايت المتحد البروسى يصل الصراع ضد الوضع القائم الالمانى الى منعطف. وعلى موقف هذا الدايت يعتمد استمرار او نهاية هذا الوضع القائم . الاحزاب فى المانيا , التى لازالت غير محددة الملامح الى درجة كبيرة ومشوشة ومتشظية من خلال الدقائق الايديولوجية , مواجهة هكذا بضرورة ان توضح لنفسها اية مصالح تمثلها , اية تاكتيكات عليها ان تتبعها , ان تميز نفسها عن الاحزاب الاخرى وان تصبح عملية . ولايمكن للحزب الاكثر شبابا من بين هذه الاحزاب , الحزب الشيوعى , ان يتفادى هذه الضرورة . ويجب بالمثل ان يوضح لنفسه موقفه , خطة حملته , وسائل عمله ,والخطوة الاولى هى التنصل من الاشتراكيين الرجعيين الذين يحاولون ان يتسللوا داخل الشيوعيين . يمكن له ان يتخذ هذه الخطوة باسرع شكل لانه قوى بما يكفى لرفض المساعدة من كل الحلفاء الذين قد يضعفون الثقة فيه .


2--
الوضع القائم والبورجوازية

الوضع القائم فى المانيا هو كما يلى .

بينما اصبحت البورجوازية فى فرنسا وانجلترا قوية بما يكفى للاطاحة بطبقة النبلاء ولرفع نفسها الى مرتبة الطبقة الحاكمة فى الدولة , فان البورجوازية الالمانية لم تبلغ تلك القوة بعد . ان لها بالفعل نفوذا معينا على الحكومات , ولكن فى كل الحالات حينما يكون هناك تعارض فى المصالح , فان هذا النفوذ ينزاح لصالح طبقة النبلاء العقارية . وبينما تهيمن المدن فى فرنسا وانجلترا على الريف , يهيمن الريف فى المانيا على المدينة , والزراعة تهيمن على التجارة والصناعة . هذا هو الحال ليس فقط فى الملكيات المطلقة وانما ايضا فى الملكيات الدستورية فى المانيا, ليس فقط فى النمسا وبروسيا , وانما ايضا فى ساكسونيا , فورتمبرج وبادن بادن .

وسبب هذا هو انه فى تلك المرحلة من التطور تتلكأ المانيا خلف البلدان الغربية . تهيمن فى الاخيرة بشكل ساحق التجارة والصناعة التى تزود جمهور السكان بمواد معيشتهم , ولكن لدينا فانها الزراعة . لاتصدر انجلترا منتجات زراعية ايا كانت , غير انها فى حاجة دائمة للتموين من الخارج , تستورد فرنسا على الاقل منتجات زراعية بقدر ماتصدر , وكلا البلدين يؤسسان ثرواتهما على تصدير المنتجات الصناعية قبل اى شئ . اما المانيا فعلى النقيض , تصدر قليلا من المنتجات الصناعية , وكمية كبرى من القمح , والصوف , والماشية الخ . حينما تاسس النظام السياسى الالمانى – فى 1815 كانت الاهمية الطاغية للزراعة اعظم مما هى عليه الان ومافتئت تزداداكثر فى ذلك الوقت بحكم حقيقة ان اغلب الاقسام الزراعية فى المانيا تحديدا على سبيل الحصرهى التى اشتركت باشد الاشكال حماسا فى الاطاحة بالامبراطورية الفرنسية .

ان الممثل السياسى للزراعة فى المانيا مثلما هو فى معظم البلدان الاوروبية, طبقة النبلاء , طبقة كبار ملاك الارض . والنظام السياسى الذى يتوافق مع هيمنة طبقة النبلاء هو النظام الاقطاعى . لقد انهار النظام الاقطاعى فى كل مكان بنفس الدرجة التى كفت فيها الزراعة عن ان تكون الفرع الحاسم فى الانتاج فى البلاد , بنفس الدرجة التى تشكلت بها طبقة صناعية جانب المدن الصناعية خارج القرى .


ان الطبقة التى تتشكل جانب طبقة النبلاء والفلاحين التى تعتمد بقدر اكثر او اقل عليها ليست الطبقة البورجوازية , التى تحكم اليوم فى البلدان المتحضرة والتى تجاهد من اجل السيادة فى المانيا , انها طبقة البورجوازية الصغيرة .

ليس النظام السياسى القائم فى المانيا اكثر من مساومة بين طبقة النبلاء والبورجوازية الصغيرة , الذى يبلغ حد وضع السلطة فى يد طبقة ثالثة : البيروقراطية . فى تكوين هذه الطبقة فان الحزبين المتعاقدين الاعظمين يشتركان وفق وضعهما الخصوصى , طبقة النبلاء التى تمثل الفرع الاهم من الانتاج , تحتفظ لنفسها بالمراكز العليا , وتقنع البورجوازية الصغيرة بالمراكز الدنيا الا فى الظروف الاستثنائية فتدفع مرشحيها للادارة العليا . حين تخضع البيروقراطية لسيطرة مباشرة , كما هو الحال فى الدويلات الدستورية فى المانيا , تتقاسم طبقة النبلاء والبورجوازية الصغيرة بنفس الطريقة , وانه لأمر مفهوم ان تحتفظ هنا ايضا طبقة النبلاء بنصيب الاسد . لايمكن للبورجوازية الصغيرة ان تطيح ابدا بطبقة النبلاء , ولا ان تتساوى بها , فهى لاتستطيع شيئا سوى ان تضعفها . هناك حاجة لطبقة اخرى ان اردنا الاطاحة بطبقة النبلاء , لها مصالح اشمل , وملكية اعظم وشجاعة اشد تصميما : انها البورجوازية .

تنبثق فى كل البلدان البورجوازية من البورجوازية الصغيرة مع تطور التجارة العالمية والصناعة الكبيرة , مع المنافسة الحرة المصاحبة لها وتركز الملكية . تمثل البورجوازية الصغيرة التجارة الداخلية والساحلية , الحرف اليدوية , الصناعة اليدوية – فروع صناعية تعمل داخل مجالات معينة , تتطلب رأسمالا قليلا , لها مردود بطئ ولاتثير الا منافسة محلية راكدة. تمثل البورجوازية التجارة العالمية , التبادل المباشر لمنتجات كل الاقاليم , التجارة فى النقود , الصناعة الكبيرة القائمة على استخدام الالات --- فروع انتاج تتطلب اعظم المجالات الممكنة , اعظم رؤوس الاموال الممكنة واسرع المردودات الممكنة , ويثير منافسة عاصفة شاملة . تمثل البورجوازية الصغيرة المصالح المحلية اما البورجوازية فتمثل المصالح العامة . يجد البورجوازى الصغير مركزه مؤمنا , عندما يمارس تأثيرا غير مباشر على تشريع الدولة , يشترك مباشرة فى الادارة المحلية ويصبح سيد بلديته المحلية .اما البورجوازى فلايستطيع حماية مصالحه بدون سيطرة مباشرة دائمة على الادارة المركزية والسياسة الخارجية وتشريع دولته . كان الابداع الكلاسيكى للبورجوازية الصغيرة هى المدن الحرة فى الرايخ الالمانى , اما ابداع البورجوازية فقد كان الدولة التمثيلية الحديثة . والبورجوازى الصغيرمحافظ بمجرد ان تقدم له الطبقات الحاكمة بضع تنازلات , اما البورجوازى فثورى الى ان يحكم هو نفسه .

ماهو اذن موقف البورجوازية الصغيرة تجاه الطبقتين اللتين تتقاسمان الحكم ؟

بينما كانت قد تشكلت بورجوازية قوية فى انجلترا منذ القرن السابع عشر وفى فرنسا منذ الثامن عشر , يمكن لنا ان نتحدث عن بورجوازية المانية منذ بدايات القرن التاسع عشر فحسب . لقد كان هناك قبل ذلك , وهذا حقيقى , بعض ملاك السفن الاغنياء فى المدن الهانسية , وبعض من المصرفيين الاغنياء فى الداخل , ولكن لم توجد طبقة من كبار الرأسماليين , وبالاحرى لم يكن هناك قبل كل شئ رأسماليون صناعيون كبار . لقد كان نابليون هو خالق البورجوازية الالمانية . لقد اعطى نظامه القارى {62 } وحرية التجارة التى باتت ضرورية بضغطه على بروسيا اعطى الالمان صناعة يدوية ووسعت من صناعة التعدين لديهم . بعد بضع سنوات باتت هذه الفروع الجديدة او الموسعة من الانتاج بالفعل غاية فى الاهمية , كما باتت البورجوازية التى كانت نتاجها غاية فى النفوذ , حتى انه فى عام 1818 رأت الحكومة البروسية انه كان من الضرورى منحها حماية جمركية . وقد كان مرسوم الجمارك البروسى لعام 1818 بمثابة اول اعتراف رسمى من قبل الحكومة بالبورجوازية . لقد جرى الاعتراف وان على مضض وبقلب متثاقل بان البورجوازية قد اصبحت طبقة لاغنى عنها بالنسبة للبلاد . كان التنازل الثانى للبورجوازية هو الاتحاد الجمركى . {63 } ان ادخال اغلب الدويلات الالمانية فى النظام الجمركى البروسى قد املته اصلا ببساطة وبلاشك اعتبارات مالية وسياسية , ولكن لم يستفد احد منه بقدر مااستفاد الالمان , وبصفة اخص البورجوازية البروسية ورغم ان الاتحاد الجمركى قد جلب هنا وهناك بعض المميزات الصغيرة لطبقة النبلاء والبورجوازية الصغيرة , الا انه اذى اجمالا كلا المجموعتين بشكل اكبر بسبب بزوغ البورجوازية والمنافسة الاحد وابدال وسائل الانتاج السابقة. منذ ذلك الوقت تطورت البورجوازية سريعا بالاحرى . ورغم ان تطورها فى خلال الثلاثين عاما الماضية لم يكن تقريبا عظيما مثل البورجوازية الانجليزية والفرنسية , غير انها اسست مع ذلك معظم فروع الصناعة الحديثة , وفى بضع مقاطعات ابدلت البطريركية الفلاحية او البورجوازية الصغيرة , ركزت رأس المال الى حد معين , وانتجت نوعا من البروليتاريا , وبنت امتدادات طويلة معقولة من السكك الحديدية . وقد وصلت على الاقل الى نقطة يتعين عليها فيها ان تمضى الى ابعد وتجعل من نفسها الطبقة الحاكمة او ان ترتد على فتوحاتها السابقة , النقطة التى تشكل فيها الطبقة الوحيدة التى يمكن لها الان ان تجلب التقدم فى المانيا , يمكن لها فى هذه اللحظة ان تحكم المانيا . انها بالفعل فى الواقع الطبقة القائدة فى المانيا ويعتمد وجودها بكامله على صيرورتها شرعيا كذلك ايضا.

مع نشوء البورجوازية وتنامى نفوذها يترافق , بالفعل , العجز المتنامى للطبقات الحاكمة الرسمية حتى الان . لقد باتت طبقة النبلاء مفقرة اكثر فاكثر ومثقلة بالديون منذ ايام نابليون .وقد رفع شراء الحرية من السخرة تكاليف انتاج القمح بالنسبة لطبقة النبلاء وعرضها للمنافسة من طبقة جديدة من الفلاحين الصغار المستقلين -- مساوئ كانت على المدى الطويل ابعد من ان تعوض من قبل الفلاحين الذين غالوا فى انفسهم حين اشتروا حريتهم . حدت المنافسة الروسية والامريكية من سوق قمحها , وحدث نفس الشئ لصوفها بسبب المنافسة الاسترالية وفى بعض سنوات من جنوب روسيا . وبقدر ماارتفعت تكاليف الانتاج وزادت المنافسة كلما انكشفت عدم قدرة طبقة النبلاء على ادارة اقطاعاتها بشكل مربح وعلى تطبيق الطرق الاحدث فى الزراعة . مثل طبقة النبلاء الفرنسية والانجليزية فى القرن الماضى, وظفت طبقة النبلاء الالمانية المستوى الناهض للحضارة من اجل ان تبدد ثروتها بفخامة على ملذاتها فى المدن الكبرى . بدأت تلك المنافسة بين طبقة النبلاء والبورجوازية فى التربية الثقافية والاجتماعية , فى الثروة والبروز , الذى يسبق فى كل مكان هيمنة البورجوازية وينتهى , مثل اى شكل اخر من اشكال المنافسة بانتصار الطرف الاغنى . تحولت طبقة النبلاء الريفية الى نبلاء بلاط ومن ثم كان مآ لها ان تدمر فقط على نحو اسرع واوكد . ان عوائد الثلاثة فى المائة التى تخص النبلاء هبطت قبل ربح الخمسة عشر فى المائة التى تعود الى البورجوازية , وقد لجأ اصحاب الثلاثة فى المائة الى الرهون , والائتمانات البنكية لطبقة النبلاء وما الى ذلك حتى يتمكنوا من ان ينفقوا بما يلائم اوضاعهم , ومن ثم دمروا انفسهم فحسب وان على نحو اسرع . القلة من ارستقراطية الارض التى امتلكت من الحكمة مايكفى لعدم تدمير نفسها شكلت مع ملاك الارض الصاعدين حديثا طبقة جديدة من الملاك الصناعيين . وتقوم هذه الطبقة بالزراعة دون اوهام اقطاعية ودون لامبالاة الرجل النبيل , بوصفها استثمارا , صناعة , مع الاستعمالات البورجوازية لرأس المال , والمعرفة الخبيرة والعمل . مثل هذه الطبقة هى ابعد من ان تكون غير موائمة مع حكم البورجوازية حتى انها فى فرنسا تقف سلمية تماما بجانبه وتشارك وفق ثروتها فى الحكم . انها تشكل هذا القسم من البورجوازية الذى يستغل الزراعة .

وهكذا باتت طبقة النبلاء غاية فى العجز حتى ان جزءا منها قد انتقل الى صفوف البورجوازية .

وقد كانت البورجوازية الصغيرة بالفعل فى موقف ضعيف بشأن العلاقة بالنبلاء ويمكنها ان تقف بشكل اقل فى مواجهة البورجوازية . وقد كانت بعد الفلاحين , هى الطبقة الاكثر اثارة للشفقة التى طالما تطفلت على التاريخ . وهى لم تتقدم بمصالحها المحلية الصغيرة , ابعد مما كانت حتى فى ذروتها { العصور الوسطى المتأخرة } اى فى حدود التنظيمات المحلية , والنضالات والتقدمات المحلية , الى وجود يقوم على المعاناة بجانب طبقة النبلاء , وليس الى الهيمنة السياسية العامة . مع نشوء البورجوازية فهى تفقد حتى مظهر المبادرة التاريخية . واذ انحشرت بين طبقة النبلاء والبورجوازية وتحت ضغط مماثل من التفوق السياسى للاولى ومن منافسة رأس المال الثقيل من الاخيرة , انقسمت الى قسمين . احد القسمين , وهو الاغنى من البورجوازية الصغيرة فى المدن الكبيرة , يلتحق بالبورجوازية الثورية بهذا القدر او ذاك من الجبن , الاخر يجند من ساكنى المدن الافقر خاصة من تلك المدن الريفية الصغيرة , يميل نحو حالة الاشياء القائمة ويدعم طبقة النبلاء بكامل وزنه من الخمود . وبقدر ماتتطور البورجوازية اكثر بقدر مايسوء مركز البورجوازية الصغيرة . ويدرك هذا القسم الثانى تدريجيا ايضا انه فى ظل الاوضاع القائمة فان خرابه مؤكد , بينما فى ظل حكم البورجوازية مع قيام احتمال هذا الخراب , فانها تتمتع على الاقل ب احتمال صعودها الى مراتب البورجوازية . وكلما كان خرابها مؤكدا , كلما وضعت نفسها تحت راية البورجوازية . وبمجرد وصول البورجوازية الى السلطة تنقسم البورجوازية الصغيرة مرة اخرى . انها تزود كل اقسام البورجوازية بالمجندين , واضف الى ذلك انها تشكل , بين البورجوازية والبروليتاريا التى تبزغ الان بمطالبها ومصالحها , سلسلة من الحلقات الراديكالية السياسية والاشتراكية , التى يمكن لنا ان ندرسها بتمعن فى مجلس المندوبين الانجليزى اوالفرنسى وكذلك فى الصحافة اليومية .بقدر ماتتسلل البورجوازية بشكل اكثر حدة فى حشود البورجوازية غير المنضبطة وسيئة التسليح بمدفعيتها الثقيلة المتمثلة فى راس المال , مع ارتالها المغلقة من شركات المحاصة , بقدر ماتصبح البورجوازية الصغيرة عاجزة , بقدر مايكون فرارها بغير نظام , حتى لاتبقى اى طريقة اخرى للهرب لها الا وراء طوابير البروليتاريا الممتدة وان تسير تحت رايتها – او ان تستسلم للبورجوازية بغير قيد او شرط . يمكن متابعة هذا المشهد المسلى فى انجلترا عند كل ازمة تجارية وفى فرنسا فى اللحظة الراهنة . وفى المانيا فقد بلغنا فقط تلك المرحلة حين بلغت البورجوازية الصغيرة لحظة اليأس واعتصرت من اجل النقود تتخذ القرار الشجاع بادانة النبلاء وتضع ثقتها فى البورجوازية .

وعلى ذلك فان البورجوازية الصغيرة مثلها مثل طبقة النبلاء عاجزة عن ان ترفع نفسها الى مرتبة الطبقة الحاكمة فى المانيا , وعلى النقيض فهى تضع نفسها كل يوم تحت امرة البورجوازية .

ويبقى الفلاحون والطبقات غير المالكة .

الفلاحون , الذين ندرج ضمنهم هنا فقط الفلاحون الملاك والمستأجرون الصغار , مع استبعاد عمال المياومة وعمال المزارع – ويشكل الفلاحون بالمثل طبقة عاجزة مثل البورجوازية الصغيرة , غير انهم يختلفون عنها وهذا مايميزهم بشجاعتهم الكبيرة . ولكنهم عاجزون بالمثل عن اجتراح كل المبادرات التاريخية . وحتى تحررهم من قيود القنانة حدث فقط تحت حماية البورجوازية . حيث يسمح لهم غياب طبقة النبلاء والبورجوازية ان يحكموا , كما هو الحال فى المقاطعات الجبلية فى سويسرا والنرويج ,و تقترن بهم البربرية ماقبل الاقطاعية , وضيق الافق المحلى , والبلادة , التعصب الاعمى ,و الاخلاص والاستقامة . وحيثما , كماهو الحال فى المانيا , تواصل طبقة النبلاء وجودها جانبهم , فانهم معتصرون , تماما مثل البورجوازية الصغيرة , بين طبقة النبلاء والبورجوازية . وحتى يحموا مصالح الزراعة ضد السلطة النامية للتجارة والصناعة فلابد ان يتضامنوا مع طبقة النبلاء . وحتى يحموا انفسهم ازاء المنافسة الطاغية من طبقة النبلاء وخاصة ملاك الارض البورجوازيين , فلابد ان يتضامنوا مع البورجوازية . لأى جانب ينحازون فى النهاية هذا يتوقف على طبيعة ملكيتهم . والمزارعون الكبار فى المانيا الشرقية , الذين يمارسون هم انفسهم هيمنة اقطاعية معينة على عمال مزارعهم , متداخلون للغاية مع طبقة النبلاء بشأن كل مصالحهم حتى يصعب فصلهم عنهم . ملاك الارض الصغار فى الغرب الذين ظهروا من تفتت اقطاعات النبلاء , والمزارعون الصغار فى الشرق الذين لازالوا يخضعون للقضاء الكنسى ولازالوا جزئيا ملزمين بالسخرة , مضطهدون على نحو مباشر جدا من طبقة النبلاء اويقفون فى معارضة حادة لهم ولاينحازوا لجانب البورجوازية يبرهن على واقع الحال هذا مجالس الدايت البروسية فى المقاطعات .
وعلى ذلك فحكم الفلاحين ايضا امر لايمكن التفكير فيه . وقلما يفكر الفلاحون انفسهم فيه حتى انهم حتى انهم فى غالبيتهم العظمى قد وضعوا انفسهم تحت تصرف البورجوازية .

وغير المالكين , وبلغة عامة , الطبقات العاملة ؟ سرعان ماسوف نتحدث عنهم بشكل مطول { 64 } , ويكفى فى الوقت الحالى ان نشير الى التقسيمات داخلهم . هذا التقسيم الى عمال مزارع , عمال مياومة , حرفيون , عمال مؤقتون , عمال مصانع , بروليتاريا رثة , مع انتشارهم على مساحة عظيمة غير مأهولة بالسكان ذات مواضع مركزية ضعيفة , يجعل من المستحيل لهم بالفعل ان يدركوا ان مصالحهم مشتركة , ان يصلوا الى تفاهم , ان يشكلوا انفسهم فى طبقة . لايجعل هذا التقسيم والانتشار من الممكن لهم الا الانحصار فى نطاق مصالحهم اليومية المباشرة , الا ان يرغبوا فى اجر جيد مقابل عمل جيد . اى , انه يحصر العمال فى ان يروا مصالحهم فى مصالح مستخدميهم , ومن ثم جاعلين كل قسم بمفرده من العمال جيش احتياطيا للطبقة التى تستخدمهم .ان عامل الزراعة وعامل المياومة يدعم مصالح النبيل او المزارع الذى يعمل على ارضه . ويخضع العامل المؤقت للنفوذ الفكرى والسياسى لسيده . ويترك العامل الصناعى ليستغل من صاحب المصنع فى التحريض من اجل تعريفة حمائية . ويقاتل البروليتارى الرث بقبضته من اجل حفنة تايلرات فى الشجارات بين البورجوازية , والنبلاء والشرطة . وحين تتناقض مصالح طبقتان من رجال الاعمال يتعين تدعيمها , يوجد نفس الصراع بين طبقتى العمال التى يوظفونها .
انها لغاية فى القلة تلك الكتلة من العمال فى المانيا المستعدة لان تنهض بدور فى الشئون العامة .
اجمالا. طبقة النبلاء تتدهور بشكل شديد , البورجوازية الصغيرة والفلاحون , بكامل وضعهم فى الحياة , غاية فى الضعف , والعمال لايزالون ابعد من ان يكونوا ناضجين بما يكفى حتى يتمكنوا من ان يتصدروا كطبقة حاكمة فى المانيا . وتبقى هناك البورجوازية فقط .
ان بؤس الوضع الالمانى الحالى يتقوم فيما يلى : مامن طبقة بمفردها كانت قوية بما يكفى لتؤسس فرعها الانتاجى بوصفه الفرع الانتاجى القومى بامتياز وهكذا تضع نفسها بوصفها ممثلا لمصالح كامل الامة . كل الطوائف والطبقات التى بزغت فى التاريخ منذ القرن العاشر , النبلاء , الاقنان , الفلاحون الخاضعين للسخرة , الفلاحون الاحرار , البورجوازية الصغيرة , العمال المؤقتين , عمال الصناعة , البورجوازية والبروليتاريين , كلها تتواجد جانب بعضها البعض . هؤلاء من بين هذه الطوائف والطبقات التى تمثل ملكيتهم فرعا من الانتاج , اى النبلاء , و الفلاحون الاحرار , البورجوازية والبورجوازية الصغيرة , قد اشتركوا فى الحكم السياسى بالتناسب مع اعدادهم , وثروتهم , ونصيبهم فى الانتاج الكلى للبلاد . ونتيجة هذا التقسيم هو , كما قلنا , ان طبقة النبلاء قد حصلت على نصيب الاسد , والبورجوازية الصغيرة النصيب الاصغر , وانه من الناحية الرسمية فان البورجوازية يعتد بها فقط كبورجوازية صغيرة والفلاحون كفلاحين لايعتد بهم على الاطلاق , لانهم بالنفوذ الضئيل الذى يملكونه , يقسمون انفسهم بين الطبقات المختلفة . هذا النظام الذى تمثله البيروقراطية هو التلخيص السياسى للعجز العام والتفاهة وللضجر الكئيب ولوضاعة المجتمع الالمانى . ويناظر ذلك انقسام المانيا الى 38 دويلة محلية وريفية مع انقسام النمسا وبروسيا مقاطعات مستقلة استقلالا ذاتيا من الداخل وبالعجز المسئ ضد الاستغلال والركل من الخارج . ويكمن سبب هذا البؤس العام فى النقص العام فى رأس المال . فى المانيا التى يضربها الفقر فان كل طبقة بمفردها قد حملت منذ البداية سمة الاعتدال المدنى وبالمقارنة مع نفس الطبقات فى المجتمعات الاخرى كانت بائسة ومقموعة . كيف تظهر البورجوازية الصغيرة والنبالة العليا والدنيا منذ القرن الثانى عشر جانب النبالة الغنية خلية البال الفرنسية والانجليزية , المليئة بفرح الحياة لهم اهداف مقصودة فى كامل سلوكهم ! كم يبدو سكان المدن الحرة الالمانية فى الرايخ والمدن الهانسية صغارا , تافهين ومحدودى الافق بجانب باريسيى المدن المتمردين فى القرنين الرابع والخامس عشر , ومتطهروا { بيوريتانيى } لندن فى القرن السابع عشر ! كيف لاتزال البورجوازية الصغيرة تبدو بوصفها اقطابنا الرئيسية فى الصناعة , والمالية , والتجارة البحرية بجانب امراء البورصة فى باريس , , وليون ولندن وليفربول ومانشستر ! حتى الطبقات العمالية فى المانيا هى بورجوازية صغيرة تماما . وهكذا فللبورجوازية الصغيرة العزاء على الاقل
فى وضعها السياسى والاجتماعى المضطهد لكونها " الطبقة النموذجية فى المانيا "ولانها من نقل لكل الطبقات الاخرى اضطهادها النوعى واهتمامها بوجودها .
كيف يمكن تجاوز الفقر ؟ هناك طريقة واحدة ممكنة : لابد لطبقة واحدة ان تكون قوية بما يكفى لتجعل نهوض الامة بكاملها معتمدا على نهوضها , لتجعل تقدم مصالح الطبقات الاخرى معتمدا على تقدم مصالحها . يتعين ان تصبح مصالح هذه الطبقة الواحدة فى الوقت الراهن مصلحة قومية ويتعين ان تصبح هذه الطبقة ذاتها فى الوقت الراهن ممثل الامة بأسرها . من تلك اللحظة , فان هذه الطبقة ومعها اغلبية الامة , تجد نفسها فى تناقض مع الوضع القائم ويتوافق الوضع السياسى القائم مع حالة كفت عن الوجود : لتنازع مصالح الطبقات المختلفة . تجد المصالح الجديدة نفسها محظورة , وحتى جزء من الطبقات التى تأسس الوضع القائم لصالحها لم يعد يرى مصالحه الخاصة ممثلة فيه . ان ازالة الوضع القائم , سلما او عنفا , هو النتيجة الضرورية . ويحل مكانه هيمنة الطبقة التى تمثل فى الوقت الراهن غالبية الامة , والتى يبدأ فى ظل حكمها تطورا جديدا .

حيث ان الافتقار الى رأس المال هو اس الوضع القائم , والضعف العام , فان امتلاك راس المال , وتركزه فى يد طبقة واحدة , يمكن له وحده ان يعطى هذه الطبقة القوة لأن تخلف هذا الوضع القائم .

هل توجد الان هذه الطبقة التى يمكن لها ان تطيح بالوضع القائم فى المانيا ؟ انها توجد بالرغم من انها مقارنة بالطبقات المماثلة فى انجلترا وفرنسا , ربما بطريقة بورجوازية صغيرة جدا , لكنها لازالت موجودة وبالفعل فى البورجوازية .

البورجوازية هى الطبقة الوحيدة فى المانيا التى تعطى على الاقل قسما كبيرا من ملاك الارض الصناعيين , والبورجوازية الصغيرة , والفلاحين , والعمال وحتى اقلية بين النبلاء نصيبا فى مصالحها وقد وحدت هذه تحت رايتها.

حزب البورجوازية هو الوحيد فى المانيا الذى يعرف تحديدا بأى شئ ينبغى استبدال الوضع القائم , الوحيد الذى لايحد نفسه بالمبادئ المجردة والاستنباطات المنطقية , ولكنه يرغب فى ان ينفذ فورا اجراءات عملية غاية فى التحدد , والعينية , وهو الوحيد المنظم الى درجة معينة على اسس محلية وولاياتية ولديه نوع من خطة حملة , باختصار , انه الحزب الذى يقاتل اولا وقبل اى شئ ضد الوضع القائم وهو مهتم بشكل مباشر بالاطاحة به .
حزب البورجوازية من ثم هو الوحيد الذى تتوفرله فرص النجاح فى الوقت الحاضر.
والسؤال المطروح اذن هو : هل البورجوازية مضطرة بالضرورة لأن تستولى على السلطة السياسية لحسابها وان تطيح بالوضع القائم , وهل هى قوية بما يكفى , اذا وضعنا فى الاعتبار قوتها الخاصة وضعف خصومها ,على الاطاحة بالوضع القائم ؟
سوف نرى .
ان القسم الحاسم من البورجوازية الالمانية هو ملاك المصانع . ويعتمد على ازدهار الصناعة ازدهار كامل التجارة الداخلية , وهامبورج وبريمن والى مدى معين التجارة البحرية فى شتيتن , والبنوك , وعليها تعتمد عائدات السكك الحديدية , ومعها القسم الاعظم من اعمال البورصة . اما المستقلون عن الصناعة فهم فقط مصدروا القمح والصوف فى مدن البلطيق وطبقة المستوردين عديمة الاهمية للمنتجات الصناعية الاجنبية ومن ثم فان احتياجات ملاك المصانع تمثل هكذا كامل احتياجات البورجوازية والطبقات التى تعتمد عليها فى الوقت الحاضر .
ينقسم ملاك المصانع فضلا عن ذلك الى قسمين : الاول يقوم بالمعالجة الاولية للمواد الخام ويصدرها تجاريا نصف مصنعة , والاخر يطرحها فى السوق كسلع تامة الصنع . تنتمى المجموعة الاولى الى الغزالين , والثانية الى النساجين . وفى المانيا يشمل القسم الاول ايضا منتجى الحديد .{ هنا اربع صفحات فى المخطوطة ناقصة }

... لادخال تقنيات جديدة مخترعة , ولتأسيس اتصال جيد , وللحصول على الات رخيصة , ولتدريب عمال مهرة , فان هذا يتطلب نظاما صناعيا كاملا , انه يتطلب تشابك كل فروع الصناعة , وموانئ بحرية هى المساعد الاضافى للداخل الصناعى حيث تقوم بتجارة مزدهرة . وكل هذا قد تمت البرهنة عليه من قبل الاقتصاديين منذ زمن طويل . ولكن يتطلب مثل هذا النظام الصناعى ايضا اليوم , فى الوقت الذى نشهد فيه واقعة ان انجلترا هى تقريبا البلد الوحيد الذى لايخشى المنافسة , نظام حماية كامل يتضمن كل فروع الصناعة التى تهددها المنافسة الاجنبية . لايمكن للحكومة البروسية ان تقيم مثل هذا النظام , ولا كل بلدان الاتحاد الجمركى . فلايمكن اقامته وتشغيله الا من قبل البورجوازية الحاكمة نفسها . ولهذا السبب ايضا فان البورجوازية الالمانية لاتستطيع ان تؤثر بعد ذلك بدون السلطة السياسية .
مثل هذا النظام الحمائى , علينا ان نضيف , لازال غاية فى الضرورة فى المانيا مادام التصنيع يعانى هناك الام الاحتضار . وبدون تعريفة منظمة سوف تقتل منافسة الالة الانجليزية التصنيع , وسوف يصيب الخراب البورجوازية , والبورجوازية الصغيرة والعمال الذى عالهم التصنيع حتى الان . وهو سبب كاف للبورجوازية الالمانية حتى تخرب مايبقى من الصناعة بالاحرى مع الالات الالمانية .
ان التعريفات الحمائية هى ضرورية من ثم للبورجوازية الالمانية وعن طريق هذه البورجوازية ذاتها فحسب يمكن ادخالها . اذا كان لهذا السبب وحده , اذن , عليها ان تسيطر على سلطة الدولة .
ولكن لا يتم فقط تعويق ملاك المصانع عن التوظيف الكامل لرأسمالهم بسبب التعريفات غير الكافية , وانما تعيقهم ايضا البيروقراطية . فاذا كانوا يقابلون فى مسألة التشريع الجمركى بلامبالاة من الحكومة , فانهم فى علاقاتهم مع البيروقراطية يقابلون اشد اشكال عداوتها مباشرة .
لقد قامت البيروقراطية لتحكم البورجوازية الصغيرة والفلاحين . هذه الطبقات التى انتشرت فى المدن او القرى , ومصالحها لاتتجاوز الحدود المحلية الاضيق , لها بالضرورة افاقا محدودة تتوافق مع نمط حياتهم المحدودة .انهم لايستطيعون ان يحكموا دولة كبرى , كما انهم لايمكن ان يمتلكوا عمق الرؤى ولا المعرفة لموازنة المصالح المتنازعة المختلفة . وقد كان فى تلك المرحلة من الحضارة تحديدا ان كانت البورجوازية الصغيرة اكثر ازدهارا حتى ان المصالح المختلفة قد تداخلت باشد الاشكال تعقيدا { يمكن لنا ان نفكر فى الطوائف الحرفية ومنازعاتها } . لايمكن للبورجوازية الصغيرة ولا الفلاحين من ثم ان تؤثر دون بيروقراطية ذات وزن عددى وقوية . يجب ان يتركوا انفسهم يعتمدوا على الاخرين حتى يتفادوا التشوش الاعظم وحتى لايدمروا انفسهم بمئات الالاف من القضايا .
ولكن البيروقراطية , التى تمثل ضرورة للبورجوازية الصغيرة , سرعان ماتصبح قيدا غير محتمل على البورجوازية . وبالفعل تصبح الرقابة الرسمية والتدخل فى مرحلة التصنيع غاية فى الارهاق , وقلما تكون صناعة المشغل ممكنة تحت سيطرة كهذه . لذا ابعد ملاك المصانع الالمان حتى الان البيروقراطية عن ظهورهم بقدر امكانهم عن طريق رشوتهم وهو الامر الذى لايمكن لومهم عليه بالتأكيد . ولكن هذا العلاج يحررهم فقط من النصف الاقل من العبء , بغض النظر عن استحالة رشوة كل الرسميين الذين يتصل بهم صاحب مصنع , فالرشوة لاتعفيه من المتطلبات المسبقة , المكافات الشرفية للقضاة , المهندسون المعماريون , الميكانيكيون , ولا من النفقات الاخرى التى يفرضها نظام المراقبة , ولا من العمل الاضافى وتبديد الوقت . وكلما تطورت الصناعة كلما ظهر " الرسميون ذوى الضمائر " – اى رسميون ذوى افق ضيق محض او من كراهة بيروقراطيية للبورجوازية , يزعجون ملاك المصنع باشد المغالطات اثارة للحنق .

البورجوازية مضطرة من ثم لتحطيم سلطة هذه البيروقراطية البطيئة المنشغلة بالتوافه . من اللحظة التى تقع فيها سلطة الدولة تحت سيطرة البورجوازية , يتوقف استقلال البيروقراطية عن الوجود , بالفعل من هذه اللحظة ,يتحول معذبوا البورجوازية الى خدامها المتواضعين . القوانين والمراسيم السابقة التى ارشدت فحسب عمل الرسميين على حساب البورجوازية الصناعية انزاحت امام قوانين جديدة ترشد عمل الصناعيين على حساب الرسميين .

البورجوازية مجبرة اكثر على ان تفعل هذا سريعا , وكما راينا , فان كل اقسامها معنية مباشرة بالزيادة الممكنة السريعة لصناعة المشغل , ولايمكن لصناعة المشغل ان تنمو فى ظل نظام من المضايقات البيروقراطية .

ان خضوع الجمارك والبيروقراطية لمصالح البورجوازية الصناعية هما الاجرائين اللذين تعنى بهما البورجوازية على نحو اكثر مباشرة . ولكن هذا لايفى بكل حاجاتها على اى حال . والبورجوازية مضطرة لان تخضع كل نظام التشريع , والادارة والعدالة تقريبا فى كل الدويلات الالمانية لمراجعة شاملة لكامل هذا النظام تخدم فى ابقاء ودعم وضع اجتماعى تسعى البورجوازية دوما للاطاحة به . ان الاوضاع التى يمكن ان توجد فى ظلها طبقة النبلاء والبورجوازية الصغيرة جنبا الى جنب تختلف كليا عن حياة البورجوازية , والاولى فقط هى التى يعترف بها فى الدويلات الالمانية . دعونا ناخذ الوضع القائم كمثال . اذا امكن للبورجوازية الصغيرة ان تخضع نفسها للبيروقراطية القضائية والادارية , اذا كان لهم ان يعهدوا باملاكهم واشخاصهم لاختصاص وبلادة لجهة "مستقلة " اى طبقة قانونية مكتفية بذاتها بيروقراطيا , والتى قدمت لهم بالمقابل حماية ضد تعديات طبقة النبلاء الاقطاعية واحيانا ايضا ضد هؤلاء المنتمين الى الادارة البيروقراطية , لايمكن للبورجوازية ان تفعل ذلك . بالنسبة للقضايا التى تتعلق بالملكية تتطلب البورجوازية على الاقل حماية علنية المحاكمة , وبالنسبة للمحاكمات الجنائية حماية المحلفين كذلك , السيطرة الدائمة على العدالة من خلال مندوبى البورجوازية . -- يمكن للبورجوازى الصغير ان يصبر على اعفاء طبقة النبلاء والرسميين من الاجراءات القانونية العامة لأن اتضاعه الرسمى يتوافق بهذه الطريقة تماما مع وضعه الاجتماعى الادنى . البورجوازى , الذى يتعين ان يدمر , او ان يجعل طبقته الاولى فى المجتمع والدولة لايمكن ان يفعل ذلك . – يمكن للبورجوازى الصغير بغير الاخلال بالمسار الناعم لطريقته فى الحياة , ان يترك التشريع بصدد الملكية العقارية للنبلاء وحدهم , يتعين عليه فى الواقع , مادام لديه مايكفى لعمله لحماية مصالحه المدينية من نفوذ وتعديات النبلاء . لايمكن للبورجوازى ان يترك بحال تنظيم علاقات الملكية فى الريف لسلطة النبلاء , لان التطور الكامل لمصالحه الخاصة يتطلب الاستغلال الصناعى الاتم للزراعة ايضا, خلق طبقة من الفلاحين الصناعيين حرية بيع ونقل الملكية العقارية ان حاجة المالك العقارى لتدبير النقود بالرهن يعطى البورجوازى هنا فرصة ويجبر طبقة النبلاء على ان تسمح للبورجوازية على الاقل فى العلاقة بقوانين الرهن , ان تؤثر فى التشريع الذى يحكم الملكية العقارية .— اذا ماركز البورجوازى الصغير , باعماله ذات النطاق الصغير , وبمردوده البطئ وبزبائنه محدودى العدد المركزين فى منطقة صغيرة , لم يجدوا التشريع البروسى البائس القديم حول التجارة غاية فى القمعية ولكنه كان ممتناحتى لنتف الحماية التى يوفرها , فان البورجوازى لايستطيع ان يتحمله اكثر من ذلك . نادرا ماتكون تعاملات البورجوازى الصغير الذى تتقوم معاملاته البسيطة للغاية بين تاجر وتاجر , ولكنها تقريبا دائما بمثابة مبيعات من تاجر جملة او منتج مباشرة للمستهلك --- ونادرا مايفلس البورجوازى الصغير ويكيف نفسه بسهولة مع قوانين الافلاس البروسية .وطبقا لهذه القوانين , فان ديون الكمبيالات تدفع من الاصول العامة قبل ديون الدفتر ولكن من المعتاد ان تلتهم تكاليف المحكمة الاصول بكاملها . فقد صيغت القوانين قبل كل شئ فى مصلحة البيروقراطية القضائية التى تدير الاصول , ثم فى مصلحة غير البورجوازى بوصفه متعارضا مع البورجوازى . ان النبيل بصفة خاصة , الذى يسحب او يتلقى كمبيالة على المشترى او المرسل اليه القمح الذى شحنه , هو من ثم مغطى , وكذلك بصفة عامة كل هؤلاء الذين لديهم شيئا ليبيعوه مرة فى السنة فحسب ويسحبوا عائد البيع فى معاملة واحدة . من بين هؤلاء المشتغلون بالتجارة فان بائعى الجملة والمصرفيين هم مرة اخرى يخضعون للحماية , غير ان مالك المصنع مهمل بالاحرى . البورجوازى , التى تكون معاملاته من تاجر الى تاجر فقط , وزبائنه مبعثرون , الذى يتلقى كمبيالات على العالم اجمع , الذى ينبغى ان يتحرك وسط نظام معاملات غاية فى التعقيد , والذى ينخرط فى الافلاس فى كل لحظة --- يمكن للبورجوازى ان يدمر فقط بواسطة هذه القوانين العبثية . --- البورجوازى الصغير مهتم بالسياسة العامة لبلده فقط الى الحد الذى يريد فيه ان يترك فى سلام , دورته الضيقة فى الحياة تجعله غير جدير برصد علاقات دولة بدولة . ان البورجوازى , الذى عليه ان يتعامل او ان يتنافس مع اكثر الاقطار بعدا لايمكن ان يخط طريقه بدون نفوذ غاية فى المباشرة على السياسة الخارجية لدولته . يمكن للبورجوازى الصغير ان يدع البيروقراطية وطبقة النبلاء تفرض الضرائب عليه لنفس الاسباب التى اخضع بها نفسه للبيروقراطية , غير ان للبورجوازى اهتمام مباشر تماما بان لاتؤثر الاعباء العامة الموزعة على هذا النحو على ارباحه الا باقل قدر ممكن .

بايجاز , اذا كان البورجوازى الصغيريمكن ان يرضى ذاته بمعارضة وزنه الخامد لطبقة النبلاء والبورجوازية , وبان يؤمن لنفسه نفوذا على السلطة الرسمية من خلال قوة العطالة , فان البورجوازى لايستطيع ان يفعل ذلك .يجب ان يجعل طبقته تسيطر , و يجعل مصالحه حاسمة ,تهيمن فى التشريع , والادارة , والعدالة , والضرائب , والسياسة الخارجية . على البورجوازية ان تطور ذاتها الى حد التمام , وان توسع راسمالها يوميا وان تخفض يوميا نفقات انتاجها للسلع , وان توسع يوميا صلاتها التجارية واسو اقها , وان تحسن اتصالاتها يوميا , حتى لاتدمر , المنافسة على الصعيد العالمى تجبرها على ان تفعل ذلك . وحتى تكون قادرة على ان تتطور بحرية وحتى التمام , ماتتطلبه تحديدا هو الهيمنة السياسية , واخضاع كافة المصالح لمصلحتها الخاصة .

وحتى لاتدمر تتطلب البورجوازية الالمانية الهيمنة السياسية الان , كما بيناعاليه حين تناولنا مسألة التعريفات الحمائية وموقفها من البيروقراطية . ولكن الدليل الصارخ على هذا هو الحالة الراهنة للنقد الالمانى وسوق السلع .

ان ازدهار الصناعة الانجليزية فى 1845 ومضاربات السكة الحديدية التى ادت اليها كان لها اثر فى هذه المناسبة على فرنسا والمانيا اكثر من اى فترة حية ابكر فى مجال الاعمال . ان ملاك المصانع الالمان قاموا باعمال جيدة , حفزت الاعمال الالمانية بصفة عامة . وجدت المقاطعات الزراعية سوقا ملائما لقمحها فى انجلترا . افعم الازدهار العام سوق النقد بالحيوية , وسهل الائتمان وجذب الى السوق عددا كبيرا من من كميات صغيرة من رأس المال , التى كان منها الكثير فى المانيا يرقد شبه عاطل . كما فى انجلترا وفرنسا ,لحد ما فقط فيما بعد ولحد ما –{ هنا ينقطع النص }

هوامش

{59 } انتوى انجلز ان ينشر هذا المؤلف فى 1847 ككراس. وفى ربيع 1847 ارسل المخطوطة من باريس { حيث انه وصل فى اغسطس 1846 لتنظيم الدعاية الشيوعية } الى ماركس فى بروكسل حتى تقدم الى الناشر س. ج. فوجلر , الذى كانت له صلات بالحلقات الشيوعية . كان فوجلر فى هذا الوقت قد اعتقل { انظر خطاب ماركس الى انجلز فى 15 مايو , 1847 } قدر ماركس هذا الكراس تقديرا شديدا , خاصة فى قسمه الاول , ولكن كان من رأيه ان القسمين الاخرين يفتقران الى الدقة . النص الحالى غيركامل . لم يصلنا سوى سبع فروخ , كل فرخ طوى اربع طيات { اجمالى 28 صفحة }, مع ترقيم المؤلف للصفحات { 1, 5, 9, الخ }. الصفحات من 21 –حتى 24 والفروخ الاخيرة مفقودة . ولم يكن هناك عنوان للمخطوطة. طبع القسم الموجود فى الاتحاد السوفياتى فى 1929 فى الطبعة الاولى من اعمال ماركس وانجلز باللغة الروسية تحت عنوان " المسالة الدستورية فى الادب الاشتراكى الالمانى " وفى 1932فى طبعة اعمال ماركس وانجلز بالالمانية تحت عنوان " الوضع القائم فى المانيا "
وضع العنوان الحالى وفقا لخطاب انجلز لماركس فى 9 مارس 1847 , حيث اسمى هذا المؤلف " كراس حول المسألة الدستورية ".

المصدر : ماركس, انجلز , الاعمال الكاملة , المجلد السادس , ص ص 52, 53 دار التقدم , موسكو , 1975.



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخ الدستور البروسى ف . انجلز
- انتهاك الدستور البروسى ف . انجلز
- النص الدستورى والممارسة التاريخية ف . انجلز
- ماركس والدستور البريطانى - كارل ماركس
- دستور الجمهورية الفرنسية - كارل ماركس
- الدولة الدستورية النموذجية
- جدل العلاقة بين الدستور والوضع التاريخى
- دور البرلمان المصرى كأداة للقمع الطبقى التشريعى
- لينين وقضايا القانون -- يفجينى ب . باشوكانيس
- القمع والمضمون الطبقى للدستور - ف . لينين
- فى سرقة الثورات بدون دعاء ركوب ف . لينين
- توازن القوى السياسية - ف . لينين
- الدستور البريطانى بين جماليات النص وقهر الواقع ف . انجلز
- الأوهام الدستورية - فلاديمير لينين
- اجهزة القمع وبعض اساليبها فى مناهضة الثورة - ف . لينين
- لمحة عن المفهوم الماركسى للدستور
- قوة القانون : - الاساس الخفى للسلطة -
- امام القانون -- قصة قصيرة
- دون كيشوتيوا الثورة والعاصفة الثورية المقبلة
- المسيحية والاشتراكية


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - كراس حول المسألة الدستورية فى المانيا ف . انجلز