أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد جمال الدين - رد على تعليق ألأخ جمشيد إبراهيم















المزيد.....

رد على تعليق ألأخ جمشيد إبراهيم


ماجد جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 20:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذا الرد كتبته جوابا على تعليق ألأخ جمشيد في موضوعتي الرياضيات والفلسفة 6 المنشورة اليوم ، ولكنني لطوله إضطررت أن أنشره بهيئة مقال .

نص ألتعليق :
((( عزيزي ماجد
اولا اليس من الاجدر تسمية مقالتك كالاتي:
اللغة - الرياضيات - الفلسفة بالتسلل لان اللغة الطبيعية قاعدة العلوم اذا اخذنا بنظر الاعتبار العلاقة المتبادلة بين اللغة و الفكر و انت هنا تستعين بها كموسيلة لعرضك

ثانيا التجريد هو من الاستعارة و المجاوز اي نستطيع ان نقول بالتسلسل
اللغة الحرفية - الاستعارة - التجريد و اقصد بالاستعارة
metaphaor

ثالثا الغموض مقابل الدقة
ambiguity
و لكني لا استطيع ان اجادلك في موضوع الغموض في الرياضيات و لكن اليست اللغة الغامضة اقوى من اللغات الرياضية الدقيقة لانها تفتح مجال لمعاني تتجاوز الحرفية و الدقة
تحياتي القلبية و شكرا لفكرك النير المتواضع )))


ألأخ جمشيد ابراهيم
أطيب التحية
ثق ياعزيزي أنني دائما أتابع مقالاتك الجميلة ، الغنية والمختصرة .. ولو أنني لا أعلق عليها ، كما أتوانى عن التعليق على مقالات بديعة أيضا لكتاب آخرين .
عزيزي جمشيد
أنت تطرقت لموضوعة ليست لطيفة وحسب بل وهامة جدا ، وضمنا لفهم ما اريد قوله في أجزاء لاحقة .. ولذا سأسترسل هنا في الرد لِأستخدم ذلك في توضيحاتي مستقبلا ,, قبل أن أجيبك بشكل أوضح على سؤالك المباشر .

في لغاتنا البشرية الطبيعية النطقية ، عشرات الكلمات ومئات العبارات ألمتنوعة قد نستخدمها للتعبير عن معنى معين .. وفي نفس ألوقت مئات ألمعاني والمقاصد المتعارضة أحيانا قد تعطينا كلمة أو عبارة واحدة ، حسب مكان وطريقة إستخدامها .. وأحيانا نتقصد هذا بغرض التمويه والمشاغلة .. ( وهذا يعتبر أحيانا من جماليات اللغة والبيان ، كما في قول الشاعر ـ دع المكارم لا ترحل لبغيتها ، وألأمثلة كثيرة جدا ) .

هذا في علم الرياضيات يسمى فائض المعلوماتية ، وقد أشرت إليه سابقا .. وهنالك علم خاص يسمى ضغط المعلومات للتخلص من هذا الفائض لأنه مثلا يجبرنا على بث إشارات زائدة عن الحاجة تستغل قنوات ألإتصالات الراديوية والفضائية الحديثة منها بشكل يجعلها غير إقتصادية ، أي مكلفة جدا .. لتوضيح فكرة ضغط المعلومات بأبسط صورة يمكن مثلا أن تنزل من ألإنترنت كتابا ما وترى أن حجمه 10 ميغا بايت .. ثم تستعمل أحد برامج الضغط من مثل arch او zip أو winrar وغيرها فيقل حجمه إلى نصف ميغا بايت أو أقل حتى ( أي تضغط بقرابة عشرين ضعفا ) . ولذا ترى أنه في عمليات التنزيل عادة تستعمل مواد مضغوطة أصلا من المصدر . البرامج أعلاه تستعمل بالعادة الغاريتمات بسيطة تستند للإحصاء ألرياضي والتماثل correlation بين ألإشارات .. ولكن حين تتكلم بالهاتف الموبايل ، أو تستمع وتشاهد الراديو والتلفزيون ( أي حين تكون المعلومات نطقية أو صوتية عامة أو صور وفيديوهات ) الذي يأتيك عبر الأقمار الصناعية ، وهذه تستعمل أنظمة رقمية .. فهنالك ضغط المعلومات يختلف بشكل جدي لأنه لا يعتمد فقط على أساليب الحساب الإحصائي والطرق التحليلية الرياضية ( البسيطة !؟ ) ألأخرى ، بل يستند إلى نمذجة وتحليل رياضي للعملية البسيخوفيزيولوجية في إستقبال ومعالجة وإستيعاب هذه المعلومات في الجملة العصبية والدماغ البشري ,
على سبيل المثال عند التسجيل الرقمي للصوت (ألأغنية أو السيمفونية ) على مستوى HiFi وستيريو بالشكل القديم .wav في ألإسطوانات المدمجة CD نحتاج إلى 1ـ 2 ميغابيت ، مليوني بت لكل ثانية .. بينما كما نعلم من دراستنا لعمل الدماغ والجملة العصبية فإن مجمل سعة المنظومة السمعية للإنسان منذ إستقبل الصوت في الأذن الخارجية و إإلداخلية ونقله عبر ألعصاب إلى الدماغ وفلترته ألإضافية هنالك وتحليله ومن ثم إدراكه وحفظه بالذاكرة أو الإستمتاع به ـ كل سعة هذه المظومة قد لا تزيد عن 5000 بت للثانية .. ( ألإشارات في المنظومة العصبية بطيئة جدا والدماغ ليس أفضل معالج ( بروتسيسور ) للمعلومات من ناحية السرعة والكفاءة كما يعتقد الناس ) ..
أي أننا نستطيع أن نضغط المعلومات الصوتية بقرابة 200 ـ 400 ضعف ، والمعلومات النطقية الكلامية في الموبايل بقرابة ألف ضعف ، ثم نستعيد إراسالها بحيث لا يشعر المتلقي تماما بأي تغيير في نبرة المتكلم معه أو بأي فرق حين سماعه لسيمفونيات هايدن وباغانيني وموتسارت وباخ كما سمعها الموجودن في المسرح آنذاك أو المعالجة بمثل هذا الضغط المعلوماتي والمستعادة لاحقا بعد حذف وتشذيب الزوائد ألتي لا يميزها الدماغ البشري .
وهكذا يجري ألأمر بالنسبة للمعلومات الصورية التي تتلقاها العين .

نرجع للغة الطبيعية . اللغات البشرية النطقية تطورت لعشرات ومئات ألاف السنين وبشكل شبه عشوائي ، وضمنا نتيجة الإختلاط بين ألاقوام والأعراق المختلفة .. فلا يمكن لأي لغة الثبات في نفس المكان حتى لبضع عقود وليس لقرون ، ومعدل أعمارها مع إهمال حساب التغيرات غير ألأساسية لا يتجاوز بضع آلاف سنة تموت بعدها أو تندمج كجزء من لغة أكبر إستعمالا .
هذا النوع من التطور خلق فائض معلوماتية هائل .. وهائل ألأثر ، بما يخلقه من غموض وعدم الدقة وتناقض أيضا ، وهو ما تسأل عنه .
فللنظر للموضوع من عدة جوانب :
1. علميا ، يعني رياضيا فائض المعلوماتية له فوائد عديدة مهمة جدا ، مثلا نستعمله في عملية تشفير المعلومات لإيصالها بدون أخطاء رغم كل أنواع ألتشويش ( ومحاولات سرقة المعلومات ) على ألإشارة .. ومثل هذا يحدث أيضا بشكل عفوي بإستعمالاتنا للغات البشرية .
2. فائض ألمعلوماتية يخلق بعض التناقضات في النظام بحيث يؤدي إلى التطور من جهة وزيادة الدقة من جهة أخرى .. مثلا في بعض ألحاسبات ألمستخدمة لأبحاث سرية وعلمية تخصصية هامة ( إي ليس في الحواسيب العادية و ألتي تباع في ألأسواق ) لا يستخدم النظام الثنائي لتمثيل ألأعداد الذي يخلو عادة من فائض المعلوماتية ( إلا من خلال بعض البتات الإضافية ألتي تدرج مع العدد في طريقه إلى ألذاكرة ومنها لتفادي ألأخطاء الممكنة ) بل نوع من ألنظام العددي الذي يستند إلى أعداد فيبوناتشي ، وفي هذا النظام كل عدد يمكن تمثيله بأشكال رقمية مختلفة .. ألنظام يضمن سرعة إجراء العمليات الحسابية ، وأيضا قلة ألأخطاء وتأثيرها ..
في لغاتنا البشرية وجود فائض المعلوماتية يمنحنا إمكانية سرعة التواصل وإيصال المعلومات ( إذا نسينا كلمة فلا بأس من إستعمال مرادفاتها ) ، وأيضا توسع إمكانية التعبير يخلق تناقضات ومقولات بارودوكسية يحلها الدماغ البشري وتؤدي إلى تطور إمكاناته .. عن هذا كتبت سابقا أن السفسطات المثالية ساهمت بشكل كبير في تطوير قوانا العقلية .

3. حاول ألآن بلغتك الطبيعية أن تتحدث مع روبوت .. ( تعليم الروبوت فهم الكلام الطبيعي كان معضلة صعبة واجهت مشاريع العقل الصناعي بالضبط لفائض المعلوماتية الهائل في اللغات البشرية وكيفية تخطي ذلك
. في البدء كان ألأمر لا يتجاوز إعطاء ألأوامر الكتابية والشفوية بنبرة صوت محددة ) وألان حلت الكثير من المشاكل .. ربما ستسألني هل تريد أن نحول الإنسان إلى روبوت .. لا بالتأكيد .. ولكن الروبوت تطور وألإنسان كذلك بدأ يفهم لغته بشكل أفضل . لا حظ أنك حين تتكلم مع طفل عليك أن تعيد نفس العبارة لعدة مرات حتى يستطيع إستيعابها ، وحين تعطيه أيضا عبارات مختلفة وبنفس ألمعنى المراد عليك أن تكرر ذلك عدة مرات والطفل يجهد عقله ليفهم ذلك .. الطفل الوليد قبل أن يتلفظ كلمة ماما بعد قرابة سنتين يكون سمع هذه الكلمة عشرات آلاف المرات .
هنالك جوانب أخرى ولكن ألإسهاب مضر بالصحة كالإسهال.
ألمهم
كيف نستطيع أن نوائم بين فائض المعلوماتية الكافي والمفيد وبين فائض المعلوماتية التي تجلب الضرر من حيث إجهاد الدماغ غير المبرر للوصول إلى تثبيت معلوماتنا ونتاج تجاربنا و علومنا المفيدة في الذاكرة .. هذا هو السؤال . اللغات الرمزية التجريدية تخلصنا من الكثير من الفوائض ولكنها ( على ألأقل حاليا ) لا تستطيع أن تغطي كل ما يريد عن يعبر عنه الإنسان ولا يمكننا عمليا جعل دماغنا يتخلى عن طرائقه اللغوية المتوارثة وأساليب حفظها بالذاكرة كصور ذهنية مفهرسة بترابطاتها ويمكن إستخراجها ولو بشكل بطيء .

هنالك قصة قديمة لروبرت هينلاين جميلة جدا ، وهو كان يكتب روايات خيال علمي ولكن أيضا قصص قصيرة . في هذا القصة أُخذوا البطل إلى كوكب آخر فيه حضارة متقدمة ، وكان ( الناس ) هنالك يتحدثون معه بلغته الإنجليزية ، ولكنهم حين كانوا يتحدثون فيما بينهم كان يسمع فقط نوتات موسيقية بمقاطع نغمية قصيرة جدا ومعقدة .. وكانت هذه العبارات الموسيقية تستمر لثواني معدودة والحديث و التواصل بين الطرفين لا يستغرق اكثر من نصف دقيقة .. ( لا أدري هل سمعت يوما كيف يتحدث الفيتناميون .. هو بالطبع ليس بهذه الروعة ولكنه يبدو لآذاننا العربية كالزقزقة ) . فطلب منهم أن يعلموه لغتهم كي لا يقضي سنواته هباء , فلما تعلمها عرف أن أي مقطع أو عبارة موسيقية مما كانوا يتلفظون به يمكن ترجمته بعدة صفحات من اللغة الإنجليزية على ألأقل .

ما رأيك هل يمكننا نحن ( أي أحفادنا بعد عشرة أجيال ) أن نجعل الحواسيب القادمة في القرن الثاني والعشرين تعلمنا لغة جديدة هينلاينية وتدرب عليها ألأحبال ألصوتية بحناجر أطفالنا منذ زمن الرضاعة ؟ وتكون هذه اللغة الكيبرنيتيكية مجمعا لمعارفنا البشرية وطريقتنا للتواصل بألإضافة إلى طرق أخرى كالتواصل العقلي المباشر مثلا ..

لا أدري إن كان جوابي وافيا أو فيه تقصير .
تحياتي



#ماجد_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألرياضيات وألفلسفة 6
- ألرياضيات وألفلسفة 5
- ألرياضيات وألفلسفة 4
- ألرياضيات وألفلسفة 3
- ألرياضيات وألفلسفة 2
- ألرياضيات وألفلسفة 1
- حول مقال فائض القيمة للأستاذ الزيرجاوي ، والسيدة زينة محمد .
- الكتاب العظماء في الحوار المتمدن !
- سوريا : آذار حزيران 2011 آذار حزيران 2012 والبعبع الإسرائ ...
- هل نحن بحاجة لحزب علماني أم لحزب إنساني ( إلحادي ) ؟
- حول الوضع في العراق ! 2
- حول الوضع في العراق ! 1
- ألأستاذ حامد الحمداني ألمحترم .. سؤال .
- مقتل القذافي ومحاكمة وإعدام صدام .. أيهما أكثر تحضراً ؟
- ألإلحاد و ربيع ثورات شعوب البلدان ألعربية ( ألتأثير ألمتبادل ...
- من صنع بن لادن ؟
- وقفة خشوع
- ألأديان وألروحانيات و ألإلحاد ، رد على تعليق .
- ألأديان وألروحانيات و ألإلحاد
- هل الله يحكم ؟.. أم أوباما رئيس ألولايات ألمتحدة ؟


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد جمال الدين - رد على تعليق ألأخ جمشيد إبراهيم