أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - وحدة المصلحين الغائبة














المزيد.....

وحدة المصلحين الغائبة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أكثر من نصف قرن من استيلاء دول الاستقلال والعسكر صار الفساد متغلغلاً في كل مكان، وحتى أحزاب الإصلاح وقوى البرلمانات والشخصيات المستقلة لم تبتعد كثيراً عن هذا المناخ السام.

إنه زمنٌ جديد واعد بالإصلاح!

لكن حين يبدأ الإصلاح مغشوشاً، ويظهر الزعيم من السجن وشخصيته غامضة بين أن يكون إرهابياً أو مناضلاً ضد الفساد، وتغدو شخوص من تيارات النقد والدين والتغيير قابلة بالرشا، وتيارات سياسية معارضة متهمة بتقبل أموال كبيرة من دول يهمها تبدل سياسات تلك الأنظمة التي لم تكن محافظة، وتعجز برلمانات الإصلاح عن كشف شخصية فاسدة أو قضية تحايل كبرى واحدة وتعيش على الأسئلة الباهتة والمناورات السياسية، يكون زمن الإصلاح بحاجة إلى إصلاح.

أكبر المشكلات المعرقلة للتطور الديمقراطي والشفافية هي الصراعات الذاتية بين الكتل والتيارات والشخصيات بدلاً من العمل المشترك الموضوعي لكشفِ كل خلل، وتعرية كل جمود عن تنفيذ المشروعات العامة.

لنلاحظ في البداية كيف يعمل الحزبيون على تقوية جماعاتهم وحين يتصارعون يتصارعون على النفوذ والمناصب، وتقوم الكتل بتجميع الثروات الشخصية لها، والتنافس على رضا السلطات التنفيذية، ولا نجد في مؤتمراتها وختام الدورات البرلمانية فيها على كشف حساب لأعمالها وكم القضايا التي أثارتها وكم المال العام الذي أرجعته للشعوب، وكم الشبكات الإرهابية والفاسدة التي عرتها.

في ختام أعمالها الحزبية نجد كماً كبيراً من ورق الإنشاءات وكماً من الأسئلة الباهتة التي وجهت في البرلمانات، ولا نجد أي تسليط للضوء على الأراضي التي بُلعت، ومتابعة الشركات التي أُفلستْ من خلال الدعم (الحكومي) لها.

شركاتٌ لم تُوضع أمام النقد الدقيق من قبل البرلمانات، ومجالسُ الإدارات خربتْ هذه الشركات العامة أو الخاصة لأسبابِ المنفعة المتبادلة بين هذه الجماعات، والحصيلة انهيار شركات وبنوك كبيرة هي دعامات للاقتصاد وضياع أموال للمودعين والمستثمرين واهتزاز للأسواق.

قوى التغيير الشعبية المختلفة إضافة لتعارضاتها وتنافساتها الذاتية التي تضعفها جميعاً، وتعبرُ عن غياب التركيز في الشأن الوطني الموضوعي، تعبر بهذا عن ضعف قواعدها وغياب حضورها النقدي لتوجيه هذه الجماعات السياسية نحو قيم الأمانة على المال العام.

من أهم أسباب هذا هو عدم التغيير في الطواقم والإدارات التي تظل عقوداً أعضاء في البرلمانات وقيادات سياسية و(فكرية) وتشكل مجموعات مصالح، ولا عجب حينئذٍ أن تغدو الأشكال السياسية الايديولوجية مجرد واجهات، معبرة عن فساد مصالح لا عن تنامي مصالح الشعوب المشتركة.

وتأتي جماعاتُ المعارضةِ مركزةً في طرح شعارات بعيدة عن الواقع، فيما تلك القوى تتعاون وتنخر الاقتصادات والأخلاقيات.

وهذا ما خرب البرلمانات العربية وجعل العهود الديمقراطية وامضة سرعان ما تهجم عليها قوى الضباط والمنظمات الشمولية.

كذلك فإن اعتماد هذه الجماعات المصلحية على جرائد الدعاية والتضليل الإعلامي والأقلام المرتشية تعطينا فكرة بسيطة عن ضخامة الاهتراء الاجتماعي، وكون الكثيرين يفكرون فقط في مصالحهم الذاتية حتى لو غرقت السفن وتسمم الناس من السلع، وبارت الشركات الكبرى الوطنية.

من هنا غدت اجتماعات ومؤتمرات النقد السياسية والجمعيات العمومية المعرية، وكشف براءات الذمة والحسابات الشخصية للزعماء وأعضاء البرلمانات ومجالس الشركات والقيادات والجماعات الدينية المتحولة للسياسة وشيوخ الدين الذين تركوا الفقه وشمروا عن سواعدهم لأجل المناورات البرلمانية، هي كلها أجندات ضرورية لمتابعة فساد المصلحين، ودعاة النضال والمسئولية المتصدين كما يقولون للفساد.

فعجيب ألا يظهر من كل التحولات إلا دعوات واتهامات زعماء الأنظمة السابقة الذين غدوا وحدهم أسباب الجرائم والفساد، وحلت عليهم كلُ اللعنات، فماذا عن أنصارهم وقواعدهم وتعاونهم الواسع مع الدول والمنظمات الخارجية؟ ماذا عن الرشا التي دُفعت والأراضي العامة التي حُولت؟

فبعد أن تسقط جِمال الأنظمة يظهر المناضلون والمصلحون بسكاكينهم الحادة وقبل ذلك كانت صدئة ومخبأة في أغمادِها وشركاتها ومتاجرها وغيرانها السياسية.

أهم عاملٍ مغذٍّ لهذا هو صراعات القوى السياسية وقبولها برشا ضمنية، وسكوتها عن نقاط ضعف تنظيماتها وغياب المبدئية من سياساتها، وانتهازية زعماء فيها، يقرأون اتجاهات الرياح المصلحية، ويقامرون بتنظيماتهم وجماعاتهم وشعوبهم من أجل مصالحهم ونجوميتهم، وتشكيلهم تحالفات غير مبدئية وعدم واقعيتهم السياسية وتحليقهم في الفضاء والسراب.

ضاعتْ وحدةُ المصلحين وفازتْ وحدةُ الآخرين.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادات التقليدية والمستقبل
- الثورةُ السوريةُ.. وتطورُ الأمةِ العربية
- المكوناتُ الديمقراطيةُ في التراث
- تحدياتُ الحداثة
- الربيعُ العربي والخريفُ الإيراني
- الخيارُ الثالثُ الصعب
- غموضُ خطابِ (الطبقةِ) الوسطى البحرينية (2-2)
- غموضُ خطابِ (الطبقة) الوسطى البحرينية (1-2)
- الليبراليون والطائفيون
- المعبرون عن الشعب
- الظهورُ التحديثي المتبادل
- مرجعيةُ الواقعِ لا مرجعية النصِ الأصفر
- خطأُ المركز
- الثورةُ السوريةُ وتباينُ مواقف الشيوعيين
- الثوراتُ والإتجاهات الدينية
- أثوارٌ أم عملاء؟
- غيابُ البنيةِ الموَحّدةِ وغيابُ الليبرالية
- العنفُ والتحولاتُ الاجتماعية
- مشكلات رئيسية في الديمقراطيات العربية
- الليبرالية فردية جامحة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - وحدة المصلحين الغائبة