أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى إعادة البناء














المزيد.....

مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى إعادة البناء


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 08:03
المحور: الادب والفن
    




ما إن انتهى عرض المسرحية المنودرامية" سوناتا الربيع" تاليف جمال آدم وإخراج ماهرصليبي وتمثيل مازن الناطور لفرقة السمت السورية، التي عرضت على هامش " أيام الشارقة المسرحية" حتى وقف الجمهورالكبير الذي ملأ الصالة الثانية في معهد الفنون المسرحية في الشارقة، من نقاد وإعلاميين، وعشاق مسرح، معبراً عن تفاعله مع هذه المسرحية الاستثنائية حقاً، وذلك على أصداء التصفيق الشديد للعرض المائز الذي تفاعل معه، على امتداد حوالي الساعة. ولعل سرهذا التفاعل مع العرض جاء لأن المسرحية وضعت الأصبع على أحد العناوين العريضة في"الربيع العربي"، من خلال التركيز على تداعيات واستذكارات دكتورجامعي، وفي لوصية أبيه في أن يرفض الذل،بيد أن الشريط الدرامي يكشف عن واقع جد أليم في ظل الطغيان والاضطهاد والفساد، والقمع.

يدخل الجمهورالصالة، ليكون وجهاً لوجه أمام خشبة مسرح، ستارته مفتوحة على ديكوربسيط، بيت آيل للهدم، وعدة الدهان، وإبريق الشاي، وبابورالغاز، إلخ، حيث يحاول الممثل الناطورإصلاح الشرخ في الجدار، وهو يعد الشاي ويحتسيه، وينفث دخان سيجارته" الحمراء"، ليستمع إلى عدد من الأغنيات لكبارالفنانين العرب عن دمشق، عن طريق جهاز الترانسستور، حيث يشيرإلى أن الكثيرمن الغزاة حاولوا أن ينالوا من هذه المدينة الأقدم، بيد أنهم جميعاً اندحروا. كما يشيرإلى الحضارات العظمى التي انطلقت من هذا المكان، مؤكداً أن هذا البلد يبقى لأهله.

وكلماحاول الدهان، أو الدكتورعصام، كما سنكتشف، أن يعالج الشرخ الموجود في الجدار، عبررأبه بالمعجون، بيد أنه يفشل في كل مرة، ليعلن يأسه من إصلاح هذا البناء، مرة بعد أخرى. كي يستطرد ويتحدث عن شخصيات كثيرة، مقربة منه: جاره أبو صالح، مديرالمدرسة المتقاعد الذي يعمل سائق تاكسي، بعد موت زوجته بمرض السرطان قهراً، لأنه لم يلوث يديه بالفساد، بيد أنه يموت هو الآخر، بغتة، بعد تعرضه لنوبة قلبية، شأن ابن عمه فايز الذي كان يعمل في وزارة الصحة، ويتقيد بكل نصائح الأطباء، إلا أنه قضى قهراً.

هذه الحوادث التي يشيرإليها، يتم شرحها، عبرحادثة شخصية جرت له، مفادها أن أباه كان يحلم أن يدرس الطب، في الخارج، بيد أنه لايحقق أمنية أبيه، حيث يدرس التاريخ، ويعود حاصلاً على شهادة الدكتوراة في التاريخ، ليعين مدرساً في قسم التاريخ، بكلية الآداب، إلاأن رسوب إحدى طالباته، وهي ابنة" المعلم"- وهو مصطلح سوري عن المسؤول الرفيع- ينكد حياته، حيث يتعرض لسياسة التهديد والترغيب من قبل أجهزة السلطة، في أن يمنح هذه الطالبة الدرجات التي تؤهلها للنجاح، إلا أنه لايذعن لذلك، لأن أباه أوصاه بألا يقبل الذل، كما أن أباه هذا يتعرض للتحقيق من قبل تلك الأجهزة المختصة، لمدة ثمان ساعات، ليموت بعد ذلك مقهوراً من شدة الإهانات البشعة التي تعرض لها، كماأن مصيره لن يكون بأفضل حال من مصيرأبيه،عندما يضرب في"الحرم الجامعي" من قبل أزلام المعلم، ويساق إلى إحدى أجهزة الأمن، فيتعرض للتعذيب الشديد، إلا أنه لايذعن، ويقبل الموت على بيع قيمه، ومبادئه، بالرغم من إغراءات ترقيته حتى ليكون وزيراً، كي يسرح من عمله، ويعاني من ضنك العيش والفقر.

استفاد العرض من تقنيات بسيطة، من بينها مبدأ عرض بعض اللقطات، اعتماداً من تقنية الفيديو، إذ تعرض صورلزوجته، وابنته سوناتا، اللتين تعيشان في فرنسا، بعيداً عنه، ليسكن وحيداً في هذه الغرفة الصغيرة المستعصية على الإصلاح، بل إنه بات يشيرإلى أن الإصلاح عبارة عن مجرد أكذوبة فاشلة، لايمكن له أن يعالج هذا البناء المتصدع، لذلك، فإنه يركل جدرانه، كي تتهاوى، من أجل إعادة بنائه، بينما تظل عبارة مكتوبة بالأحمرهي"خبرعاجل" من دون تبيان مضمون الخبر، لحض النظارة، على تأويل النبأ، الذي يظهرفي لحظة تهدم هذا البناء، بعيداً عن المباشرة السياسية التي طغت على النص، بيد أن طزاجة أحداث الربيع العربي، الذي اعتبرالعرض امتداداً له، جعل النظارة يبدون وكأنهم أمام مجريات واقعية، هي صورة طبق الأصل عن الواقع الدامي الذي تمربه الثورة المتناولة، في لحظتها الراهنة، ليكون العرض قصيدة حقيقية، تحاكي الواقع، أو تنبض به، بكل شراسته، وألمه، وآفاقه المفتوحة.

واستطاعت الإضاءة البسيطة، غيرالمفنتزة، أن تخدم العرض، وفق إيقاعات الأحداث التي تتم، بل لتجعل النظارة أمام زمني حقيق معيش، ضمن ثالوث المسرح المتماهي كنص وتمثيل وإخراج، لتحقق المتعة الفنية المتوخاة، وإن كانت هذه المتعة مغموسة في الألم.

وإذا كان الفنان الناطور، استطاع عبرالشريط الزمني، النهوض بالحدث، من خلال أدائه، وبراعته، العاليين، كممثل مائز، حقاً، إلا أن في المقابل يمكن الإشارة إلى أن صوته الذي كان سفيرالحدث، في تحولاته الهائلة، كان أحوج إلى أن تكون طبقاته، في مستوى الهيمنة على مساحة الصالة الواسعة، كما أدائه المدهش حقاً.
إن مسرحية"سوناتا للربيع" تعد إحدى أهم مسرحيات الربيع العربي الحالي، وإن نجاح العرض إنما يسجل لثلاثي متكامل هو: الكاتب والمخرج والممثل.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة النثرفي انتظارمهرجانها:آن الأوان للإعلان عن بنوة هذا ا ...
- الرّّّقّة ترحب بكم
- الحسكة ترحب بكم
- صناعة الخوف
- مؤتمرات للبيع...!
- مفهوم الطليعة: إعادة نظرفي ظل الثورة السورية
- عام على الثورة السورية بعيون كوردية .. أجوبة إبراهيم اليوسف
- لابد من ارتقاء النقد إلى مستوى أسئلة حداثة اللحظة
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكرد بمناسبة الذكرى الثامنة لان ...
- فزَّاعة النقد
- بعدعام على الثورة السورية: آذار صانعاً للحرية
- حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف
- سوريا تحترق...!
- مقاربة لفك لغز الموت
- رجل الرئة اليتيمة
- بيان للانسحاب من اتحاد الصحفين السوريين ووسائل الإعلام الرسم ...
- أخطاء الكبار .. -كبار الأخطاء-
- على عتبة عامها الثاني:ثورة المعجزات السورية تصنع التاريخ*
- النقد الصحفي
- امتحان الثورة ومحنة الأصدقاء


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى إعادة البناء