أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - أشرف محمد مجاهد مصطفي - الحوار الخامس عشر.. وفي الصلح خير!!.














المزيد.....

الحوار الخامس عشر.. وفي الصلح خير!!.


أشرف محمد مجاهد مصطفي

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 18:17
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


بين عشية وضحاها قد تصبح الأسرة الهادئة السعيدة، أسرة مفككة هشة، تتلاعب الأهواء بعقول أفرادها بالظنون والشكوك تارة وبالتجريح والاتهامات تارة أخري، فما أكثر المشاكل التي تواجه الإنسان منفرداً، والتي غالباً ما تزداد وتتضاعف مع حمل مسئوليته تجاه أسرته الصغيرة، خاصة إذا لم يقدر كل طرف نشأة وتفكير الطرف الآخر.

فالزوج والزوجة اللذان بدأ بناء الأسرة بفيض من الحب والمودة والثقة أصبحا يوجهان مشاكل وصعاب كافة الأسرة وعامة الناس، اقتصادية واجتماعية، والعقلاء وحدهم من يستطيعون عبور تلك الصعاب والمشاكل بأقل الأضرار وأقل الآلام.

فالزوجة التي تركها شريك حياتها تشعر بأنها مذنبة ومرفوضة معاً، وبالرغم من شعورها بالغضب فأنها غالباً لا تظهره، وكذلك الزوج الذي تركته زوجته، وفي كلا الحالتين يشعر كل منهما بكآبة طويلة وشديدة، غير أن هذا الغضب قد يكون دافعاً على نسيان الهجر والفراق، أو على الأقل يساعد في المضي قدماً لاستكمال الحياة دون الآخر، بعدما كان يتخيل أن أحدهما مكمل للآخر ولابد منه، فالغضب يدفع الشريك الآخر لتحقيق الكثير لإثبات احترامه لنفسه وقيمته بعدما هزه ذلك الغادر الذي تركه وحيداً.

والإحساس الذي يدفــع الشريك الآخـر بالهجـر وكـأنه هـزم الآخـر هزيمة ساحقة لا نهوض بعدها، قد يستغرق سنة أو سنتين، ثم يبــدأ الطــرف الآخــر في لملـمة الحطـام لمعـاودة سـير الحيــاة من جديـد، والتي غالبـاً ما يصـاحبه شئ من التعـاسة والدمـوع والشعور بنهاية العالم ومتعـها، والاعتقـاد باللاجـدوي بالاستمرار في تلك الحياة.

قد يحتار المرء في معرفة الأسباب التي أدت إلى فشل الزواج، سواء كان جانياً أو مجني عليه، والأفضل إلا يعذب المرء نفسه في محاولة اكتشاف تلك الأسباب، فتفهم الأمر الواقع قد يكون علاجاً سريعاً، والمحاولة من جديد بشئ من التماسك والإصرار نحو السير قدماً في الحياة أفضل لكلا الطرفين من البحث عن تلك الأسباب التي عادت ما تكون هفوات وصغار لا قيمة لها.

وبالرغم من كثرة ما نسمعه ونـراه الآن من مشاكل أسرية تعصف بكثير من الأسرة، سواء كانت في بداية حياتها، أو التي استمرت لسنوات عدة، إلا أن الأمر يكون أيسر لكلا الطرفين وأعقل في إصلاح ما قد يبدو مستحيلاً، فالكآبة والحزن والضيق والغضب الذي قد يسيطر على كلا الطرفين بعد الهجر والفراق، لا يتفهمه إلا من عايش التجربة ذاتياً، وأحس بعد سنة أو سنتين بمـرارة الوحدة والمشاكل الجديدة التي يواجهها بمفردة أو بتحمله بباقي مسئوليات الآخر تجاه الأبناء، والتي يكتشف بعدها كل طـرف أن تلك الهزيمة التي ألحقها بالطـرف الآخـر، ما كانت إلا سلاحاً ذا نصلين أصاب قلبه وجسده قبل أن يصيب شريك حياته.

فالصلح خير ليس فقـط لاستقـرار الأبنــاء نفسياً واجتمـاعياً، بل لاستقـرار الأسـرة بكامل أفـرادها، فالزوج والزوجـة مطالبـان بتنحيه الخلاف والشجار والالتقاء على ما يجمعهما، والتغلب على الهفـوات والصغار، ليس فقـط من أجل مصلحة الأبناء، ولكن من أجـل حياتهما الشخصية، التي قد يلقيان بها دون وعي لمستقبل مجهول لا يعلمه إلا الله.

فالانتصار الذي قد يعتقد أحدهما أنه حققه على الآخر بالهجر والفراق والكيد والتشفي، قد ينقلب بين لحظة وأخري لهزيمة ساحقة تعصف بجوانب حياته وتمزق أركانه بشعوره بالوحدة والآسي على ما فعله بالشريك الآخر.

فالصلح خير، لأنه أحسن أثراً وأسلم عاقبة، لأنه يؤسس على كرم النفس وسماحة الطبع، وجودة السجية، "فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ..."

وللحوار بقية أن شاء الله...
[email protected]



#أشرف_محمد_مجاهد_مصطفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الرابع عشر.. أسرة 25 يناير!!..
- الحوار العاشر ... أولادنا أكبادنا !!..
- الحوار التاسع.. الأم مدرسة !!..
- الحوار الثامن.. صورة الزفاف !!..
- الحوار السابع... اللباقة الزوجية !!..
- الحوار السادس ... الزواج أخذ وعطاء !!..
- الحوار الخامس... من الأفضل؟!..
- الحوار الرابع ... الحب والزواج!!..
- الحوار الثالث.. كلنا عيوب!!..
- الحوار الثاني ... كيف نبدأ ؟!..


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - أشرف محمد مجاهد مصطفي - الحوار الخامس عشر.. وفي الصلح خير!!.