الحوار التاسع.. الأم مدرسة !!..

أشرف محمد مجاهد مصطفي

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 00:23
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

الأم مدرسة إذا أعددتها... أعددت شعباً طيب الأعراق

كلمات قليلة لشاعر النيل العظيم، حافظ إبراهيم، جمع فيه الداء والدواء، وأمسك بإقتدار بلب وأصالة دور الأم والزوجة في بناء الأسرة والحفاظ علي بنيانها وعراقتها، فالأم بكل ما تعنيه الكلمة كالمدرسة بما تحمله من معاني سامية وقلب مفتوح لأبنائها وزوجها، فهي السكن والماوي والمربي والمعلم، هي عماد الأسرة وعمودها القائم الراسخ، إذا أعدت الإعداد الطيب الأصيل المتوازن نفسياً واجتماعياً، أصبغت بذلك الإعداد على بقية أفراد أسرتها بالصلاح والنجاح والتقدم.

فالأم والزوجة هي من تستوعب أفراد أسرتها، هي من تستطيع بقلبها وحنانها وقوة إرادتها أن تحافظ على مقومات الأسرة من التفكك والتشرذم، وهي التي تدفعها إلى الأمام بقليل من الصبر والحكمة، وتستطيع العبور بأسرتها إلى بر الأمان، فهي كالمدرسة التي نلجأ إليها خلال سنوات الطفولة والصبي لنحتمي بها، لتشكل عقولنا وتمنحنا الثقة والمعرفة والتطلع الدائم لمستقبل أفضل.

فمن خلال دراسة ميدانية أعدتها الدكتورة سعيدة أبو سوسو، رئيسة قسم علم النفس بجامعة الأزهر تبين أن 90% من الاستقرار الأسري يقع على عاتق الزوجة، وأن تماسك الأسرة وسعادتها يتوقفان على مدي إشباع الحاجات النفسية للزوجين من خلال تبادل العواطف وإرساء قيم المودة والتراحم والعطاء والحب بأوسع معانيه، وأن الرجل لا يحب المرأة المتسلطة وأنه بإزدياد درجة خضوع المرأة للرجل تزداد درجة التفاهم، فالأم والزوجة تستطيع أن تحصل على قلب وعقل الرجل بتقبل قيادته، والاعتراف بقوامته الفطرية عليها بصورة ترضيه، وتحقق لها ولأسرتها الاستقرار النفسي والاجتماعي.

فالأم والزوجة كالمدرسة تجيد النقد البناء لأفراد أسرتها، بتوجيه الأسرة بأسرها لجوانب الخير والإبداع المتجدد، ومعالجة ما يطرأ من أخطاء وهفوات بصورة مستمرة وعاجلة حتى لا تصبح تلك الأخطاء والهفوات مشاكل يصعب حلها، فهي خير سند وطوق النجاة لأبنائها وزوجها وقت الأزمات والمحن، فالأبناء والأزواج الناجحون هم أكثر الناس الذين تقابلهم أزمات متعددة أثناء سعيهم المتواصل نحو تحقيق أهدافهم، ولكن ما يميزهم عن غيرهم هو قدرتهم على تجاوز تلك الأزمات بالصبر وروح الأمل وحسن التفكير، لأنهم يدركون أن الأزمات التي لا تقضي عليهم تقويهم، وتشجيع الأم والزوجة يمثل وقوداً كوقود المحرك الذي يشحذ أذهانهم ويمدهم بروح الأمل والقدرة على تجاوز تلك الأزمات والمحن، فليس أفضل من تأثير الأم والزوجة على أسرتها، وليس أضمن لنجاحهم وتفوقهم من شعورهم بأن تلك المدرسة تساندهم وتؤيدهم وأنها على استعداد دائم لأن تؤازرهم وتبث الثقة في عقولهم ونفوسهم.

فالأم والزوجة هي المسئولة الأولي عن السعادة الأسرية، وذلك بترفعها عن الهفوات والصغائر من أجل أبنائها وأسرتها، والتحلي بالذكاء والحكمة الذي يجعلها تسخر قوتها الطبيعية التي تكمن في أنوثتها وإرادتها للحفاظ على هذا الكيان، ولا يتخيل عاقل أن تهدم مدرسة من أجل أخطاء وقصور بعض طلابها أومعلميها، فالأم والزوجة التي عانت أوقات مخاض أبنائها تستطيع بقليل من المودة والحكمة، وطيب النفس والتسامح أن تصون أبنائها وتعبر بهم لتحقيق أمنيات وآمال شعب نأمل أن يكون طيب الإعراق ... ورحم الله شاعر النيل. سرتها

وللحوار بقية أن شاء الله...
[email protected]

#أشرف_محمد_مجاهد_مصطفي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل