أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - أشرف محمد مجاهد مصطفي - الحوار الخامس... من الأفضل؟!..














المزيد.....

الحوار الخامس... من الأفضل؟!..


أشرف محمد مجاهد مصطفي

الحوار المتمدن-العدد: 3502 - 2011 / 9 / 30 - 13:17
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


أن أخطر القرارات التي يواجهها الإنسان في حياته قرار إختيار شريكة حياته، التي تواجه معه رحلة الحياة بأفراحها وأحزانها، بحلوها ومرها، وتعايش آماله وآلامه، لذلك كان الاختيار صعباً ويحتاج إلى نظرة موضوعية متنايه لكل أبعادها، وكذلك الزوجة فقرار قبولها الإقتران بإنسان ما، هو الأخطر والأصعب في حياتها.

ومن هنا تأتي أهمية الأسس التي يري كل منهما أن تتوافر في الآخر، فتلك الأسس والمواصفات تعد حجر الزاوية الذي يبني عليه كل طرف قراره في القبول والإقتران بالطرف الآخر... وأصعب تلك الأسس وأعقدها هي التكافؤ بين الطرفين، فكل طرف يبحث دائماً على من يتساوي معه في المستوي الاجتماعي والثقافي والتعليمي، هذا التكافؤ يجعل التقارب بينهما أبسط وأيسر في الحوار والتواصل ويؤدي إلي إنسجام الأفكار والرؤي والأحلام، ويزيد من قوة الترابط الأسري وتبعدهما عن الاختلال النفسي في كافة تعاملهما.

هذا التكافؤ الراسخ بعقل كلا الطرفين هو الذي يعبر بالأسرة فوق الهفوات والمشاكل وحتى الإزمات، فإعتقاد كل من الزوج والزوجة أنهما شريكان متساويان في الحقوق والواجبات، وعلى قدم المساواة في التعاون المشترك يقوي ما بينهما من ترابط، ويؤدي إلي قيام كل طرف ببذل المزيد من الجهد لإسعاد الآخر، حتى ولو كانت إمكاناته وظروفه لا تسمح بإداء كل واجباته، أو ثمة عوائق ومشاكل عارضة تواجه أحدهما، فالأحساس بأن واجباتهما مشتركة وأنهما في سفينة واحدة ويستلزم الأمر تضحية أحدهما أكثر من الآخر في سبيل حياتهما المشتركة.

ولكن ماذا لو أعتقد طرف من الطرفين أنه أفضل من الآخر؟!.. سواء كان بتقدم في عمله أو بثروة مالية هبطت عليه بإرث أو نحوه، أو أن يشعر أحدهما بالذاتية والنظر في تقصير الآخر والتنقيب عنها لإظهار تلك الأفضلية... هنا يبدأ إنهيار الأسرة وتفككها والانتقال تدريجياً لمراحل الشجار والخصام والتنازع، وإتهام كل طرف بالتقصير والعجز والإتكال على الآخر، وتتحول الحياة بينهما من مشاركة لدفع مسيرة الأسرة للإمام والنظر للمستقبل لتحقيق الأمنيات والأحلام ومستقبل الأبناء إلى التذكير بالتقصير ونواقص وهفوات الآخر، وبدل من الحديث عن الأيام الحلوة والذكريات الجميلة، يصبح الحديث عن الأيام المرة والأوقات الصعبة ومواقف الشجار والخصام.

هذا الإنهيار الأسري يحدث بسبب اعتقـاد أحـد الطـرفين أنه الأفضــل، وأنه يقـوم بمزيـد من التضحيـات من الوقـت والجـهد والعمـل، بينما الطـرف الآخـر لا يشعر بما يقـوم به، ولا يقـدر مجهـوداته من العطـاء والبـذل الدائـم والمستمر، بل وغالبـاً مـا يعتـقد أنه يتعـمد إلقـاء المسئولية عليه، ويحمـله فـوق طاقته من الإعباء والواجبات.

ولكن لماذا يدب هذا الإعتقاد في ذهن أحد الطرفين وهما على درجة واحدة من التكافؤ؟!.. سؤال لا أجد له أجابة منطقية إلا ما يقبع في النفوس البشرية من تقلبات وإرهاصات تغير ما في القلوب والعقول من أفكار ورؤي ومحبة الآخرين بين لحظة وأخري، ولا نستطيع أن ننكر أن بيئة العمل المحيطة بهما والتداخلات الأسرية تلعب دوراً مهماً في تلك التقلبات والأفكار.

وفي اعتقادي أن الأفضل ليس من يقدم المزيد من العطاء والتضحيات من أجل الآخر، بل الأفضل هو من يستطيع الاستمرار دون كلل أو تذمر من أجل تماسك الأسرة والحفاظ عليها من التفكك والتشرذم، فالأفضل هو من يأخذ بيد الطرف الآخر ليعالج بالمودة والحسنة نقاط تقصيره وعجزه، ليدفع من قدرته ويزيد من عطائه الأسري ليحقق التكافؤ من جديد، التكافؤ الذي كان أساس ارتباطهما من البداية، التكافؤ الذي يزيل تلك النزاعات النفسية والتنازع من أجل تلك الأفضلية الواهية التي لا معني لها في كيان الأسرة الواحدة.

وللحوار بقية أن شاء الله...
[email protected]



#أشرف_محمد_مجاهد_مصطفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الرابع ... الحب والزواج!!..
- الحوار الثالث.. كلنا عيوب!!..
- الحوار الثاني ... كيف نبدأ ؟!..


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - أشرف محمد مجاهد مصطفي - الحوار الخامس... من الأفضل؟!..