أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - أشرف محمد مجاهد مصطفي - الحوار السادس ... الزواج أخذ وعطاء !!..














المزيد.....

الحوار السادس ... الزواج أخذ وعطاء !!..


أشرف محمد مجاهد مصطفي

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 22:56
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


ستظل العلاقة الزوجية دائماً محوراً للعديد من الدراسات الاجتماعية والنفسية، ومجالاً خصباً للمحاولات والتجارب والخبرات المتنوعة من أجل استمرارها ونجاحها، فهي علاقة متشابكة ومتداخلة، وينتج عنها تقارب وتلاحم بين أفراد الأسرة الواحدة وكذلك أسرتى الزوج والزوجة.

هذه العلاقة أصيبت في الأونة الأخيرة في مصر بإضطراب وخلل وتفكك، لأسباب عديدة منها الاقتصادي ومنها الاجتماعي، فحالات الطلاق والإنفصال التي ترصدها مراكز البحوث والدراسات تشير إلى تضخم المشكلة بصورة لم تعرف من قبل، فقد كشف الجهاز المركزي للإحصاء مؤخراً عن أن نسبة الطلاق في مصر تزايد بشكل خطير حتى أنها زادت خلال عام 2010 بنسبة 79% عن عام 2009، لتبلغ نحو 70 ألف حالة طلاق في عام واحد.

تلك الأرقام تعد مؤشراً خطيراً لمدي عدم الإدراك لفهم طبيعة تلك العلاقة المقدسة، والتي ينشد فيها طرفي العلاقة الاستقرار والوئام الأسري، وبدء حياة جديدة تملؤها المودة والرحمة وسكينة النفس، وتؤهل كلا الطرفين لمزيد من العمل والإنجاز والتقدم على المستوي الشخصي والجماعي، بينما تعكس تلك الأرقام روح التفكك والخلل والضغينة وأحياناً النزاعات والمحاكم، والتي تؤدي في نهاية المطاف لتفكك البنية الأساسية للمجتمع وتشرذم أبنائه، وما ينجم عنها من توترات ونزاعات وأحياناً جرائم وكوارث.

هذا التفكك الأسري يحدث عندما يشعر أحد الطرفين أن الطرف الآخر يأخذ ولا يعطي، وأن شريك الحياة أصبح عبء على الآخر، بينما من أبجديات تلك العلاقة المقدسة أنها تقوم على الأخذ والعطاء وتبادل للمودة والرحمة، وتستمر وتقوي باستمرار هذا التبادل، وعدم إصرار أحدهما على الأخذ فقط، دون العطاء وتقديم ما يعين الطرف الآخر للاستمرار، وعدم بلوغ إحداهما لهذا الشعور الذي يقضي على ما بينهما من عاطفة واحترام ومودة.

أعرف زوجة مارست ضغوط رهيبة على زوجها من أجل توفير لها أكبر قدر من المال، فاستهلك هذا الزوج المسكين بدنياً وعقليا بالعمل ليل نهار، ومع تزايد الضغوط والمشاكل اليومية، ومطالبها التي لا تنتهي، جعلته شارداً بالتفكير مشتتاً، فصدمته سيارة ذات يوم أثناء ذهابه للعمل، فمات على أثرها، وبعدها أيقنت تلك الزوجة القاتلة حجم ما أقترفت في حق زوجها، وتألمت وتحملت المزيد من الأوجاع والمرض والمرارة من بعده، حتى لحقت به... بينما أجد في المقابل زوجة أخري أعتقل زوجها سبعة عشر عاماً على ذمة إحدى القضايا السياسية، وكان لديها خمسة من الأبناء، وتحملت صابرة فوق ما يتحمل البشر في سبيل إعاشتهم والعبور بهم لبر الأمان حتى تخرجوا جميعاً من الجامعة، وعاد لها زوجها بعد أحدث 25 يناير الماضي، شاكراً فضلها في حفظ بيته وأبنائه، ومازالت بعطائها وحنان قلبها تعيش من أجل أسرتها وأبنائها.

وأعرف أيضاً زوج لا يعرف لأسرته حقوق أو واجبات، فكل ما يتكسبه من عمله يقوم بإنفاقه على أهوائه ومتعه الشخصية، تاركاً أسرته بأقل القليل من المال، غير مهتم بأسرته وأبنائه، نزعت من قلبه الرحمة، فلا عطف ولا كلمة طيبة، كثير الخصام والشجار، عبوس متجهم في وجه زوجته وأبنائه، وزوجته صابرة من أجل أبنائها وبيتها، حتى فؤجت بوفاته بسبب جرعة زائدة من المخدارت... بينما آخر يرعي بيته وأسرته، يسهر ويحافظ عليهم، ويلبي ما يستطيع تقديمه من متطلبات بيته في حدود إمكاناته وظروفه، حنون وعطوف على أبنائه وزوجته، يحلم لهم بمستقبل أفضل، ومعيشة أحسن، ومستوي أرقي، يجتهد ويجد ولا ينتظر إلا المودة والسعادة لأفراد الأسرة.

أصناف من البشر، منهم من يعرف معني الزواج وقدسته، وأنه أخذ وعطاء وتبادل للمودة والرحمة، ومشاركة بالحوار وتبادل الأفكار والالتقاء على هدف واحد ومستقبل واحد، ومنهم لا يعرف إلا الأنانية والذاتية.

فالعطاء هو الحنان والحماية والأمان، وفي هذا العطاء يتخلي الإنسان عن أنانيته وذاتيته، وأن يتفاني الشريكان من أجل تماسك الأسرة ووحدتها وسعادتها، بأن يشعر كل منهما الآخر بأن العطاء والأخذ ممتزجان، فلا أخذ بدون عطاء، ولا عطاء بدون أخذ.

وللحوار بقية أن شاء الله...
[email protected]



#أشرف_محمد_مجاهد_مصطفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الخامس... من الأفضل؟!..
- الحوار الرابع ... الحب والزواج!!..
- الحوار الثالث.. كلنا عيوب!!..
- الحوار الثاني ... كيف نبدأ ؟!..


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - أشرف محمد مجاهد مصطفي - الحوار السادس ... الزواج أخذ وعطاء !!..