امريكا وسياسة عقد الصفقات

تيسير خروب
كاتب وباحث
(Taiseer Khroob)

الحوار المتمدن-العدد: 1081 - 2005 / 1 / 17 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان ما يجري على الساحه العراقيه الآن من انقسامات وخلافات حول الزعامه على السلطه واقتسام مراكز النفوذ والسيطره وقرب موعد الانتخابات العراقيه وما تواجهه القوات الامريكيه والبعثات الاجنبيه الاخرى من ردات فعل رافضه من بعض الجماعات سواء كانت من البعثيين وانصارهم او المستقله التي تنظم عمليات عسكريه ضد القوات الامريكيه وعناصر الشرطه العراقيه00ومع سوء الاحوال الامنيه والعسكريه وازدياد حدة التفجيرات والضربات الموجهه الى الجنود الامريكان مما جعل الاداره الامريكيه تطلق التصريحات والتهديدات ضد سوريا للتغطيه على فشلها في مواجهة التحديات التي تقف دون تنفيذ مخططاتها في المنطقه00فسواء كانت الولايات المتحده الامريكيه تعمل لصالح العراق والشعب العراقي وتسعى الى العمل على استقرار المنطقه من خلال الاطاحه بالانظمه الديكتاتوريه المستسلطه ونزع اسلحة الدمار الشامل من ايديهم لضمان عدم استخدامها ضد جيرانها او ان لهم مصلحة تخص امريكا وحدها بالسيطرة على مقدرات الشعوب لاستغلال ثروات بلادهم فأن نتيجة هذه السياسه من جانبين تعود بالضرر والخطر على الشعب العراقي خاصة وبكافة اطيافه السياسيه والمذهبيه والعرقيه00وعلى الدول المجاوره ثانيل0
وتبريرا لهذا الفشل في تحقيق امريكا لأهدافها يتم تحميل المسؤوليه دائما الى سوريا وايران00لتصبح هذه التهديدات والاتهامات نهجا تتبعه الاداره الامريكيه واعضاء الحكومه العراقيه المؤقته كلما ازداد الرفض للوجود الامريكي وسقوط جنوده صرعى في حوادث الطرق وتحطم المروحيات بسبب الاعطال الفنيه المتكرره000!ففي الوقت الذي تشهد فيه الساحه العراقيه هدوءا مؤقتا ولا يسقط فيه جنودا من مشاة البحريه والمارينز تعلن امريكا ان سوريا تتعاون مع امريكا بشأن ضبط الحدود بشكل جيد وعدم السماح للمقاتلين العرب بالعبور الى العراق عن طريق حدودها000اما عندما تتصاعد فيه العمليات العسكريه ضد الجنود الامريكان واعوانها فأن التهديدات الامريكيه تستعر ضد سوريا بحجة دعمها للارهاب على حد تعبيرهم من خلال ايوائها عناصر بعثيه وارسالها مسلحين الى العراق وقيام جهات سوريه لتمويل العناصر الرافضه للوجود الامريكي رغم نفي سوريا المتكرر لهذه الاتهامات0
وتلمح الاداره الامريكيه دائما انها ستفرض عقوبات على سوريا مشيرة بالوقت نفسه الى الوجود السوري في لبنان واصرار امريكا على اخراج الجيش السوري من لبنان وانهاء الدور السياسي فيها بالاضافه الى تهمة ايواء بعض الفصائل والعناصر الفلسطينيه التي تعارض اتفاقية اوسلو وتعتبر ان الصراع العربي الاسرائيلي عسكريا لم ينتهي بعد00وهكذا نرى ان العامل الاسرائيلي هو العامل الاول والرئيسي المؤثر في توجهات واشنطن وتعاملها مع سوريا التي لم تبرم اية اتفاقيه سلام مع اسرائيل حتى الان0
وقد بات واضحا ان الولايات المتحده الامريكيه تستخدم كل الوسائل للضغط على سورياوتلعب بكل الاوراق الرابحه منها والخاسره في سبيل تنفيذ سياستها حتى لو اضطرها الامر الى عقد صفقه مع سوريا بشأن الملف العراقي من جهه ومن جهة اخرى لدفع سوريا لتوقيع اتفاقية سلام مع اسرائيل في مقابل ان تغض امريكا النظر على الوجود السوري في لبنان لانها تدرك مدى اهمية وحساسية هذا الدور بالنسبة لسوريا ولبنان00وزيادة في التهديدوالتلويح بالقوه صدر قرار دولي هو القرار1559 لمجلس الامن الدولي والذي ينكر التدخل السوري في لبنان 0
فهل ستنجح الاداره الامريكيه بمخططها هذا0؟ وتدفع سوريا وغيرها من الدول المجاوره للعراق الى الرضوخ والاستجابه للاستفزاز عبر استعراض القوه مع علمها مسبقا انها غير قادره على مغامره عسكريه ثالثه في العالم بعد افغانستان واحتلال العراق00لا نقول انها لا تمتلك القوه لذلك او انها خسرت الحرب في هاتين الدولتين00بل نقول انها فشلت في اقناع الراي العام بتبريراتها وعدم امتلاك الحجه المقنعه لشعبها لخوض حروب على اراضي بعيده عن امريكا ليس لها مصلحة في قيامها00ام ان على الولايات المتحده الامريكيه ان تدرك ان الخروج الوحيد لها من هذا المأزق الحرج والمستنقع العراقي المليء بالدم هو ترك العراق للعراقيين يختار طريقه وحكامه

#تيسير_خروب (هاشتاغ)       Taiseer_Khroob#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات