أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - أصوات بُحّت لفرط الصراخ














المزيد.....

أصوات بُحّت لفرط الصراخ


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 21:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصوات بُحّت لفرط الصراخ
كتب مروان صباح / العربدة التي يمارسها النظام ألأسدي بالتعامل مع القوات المنشقة بسبب رفضهم الاستمرار في سحق المتظاهرين المطالبين بإقتلاعه من جذوره ليست غريبة عن سلوكه ومعالجته للقضايا بل رأيناها في أكثر المناطق توتراً ، لبنان التي كانت تطلق عليها معركة الحسم بين الجنرال عون والجيش السوري حيث استعمل فيها الأسلحة المتوفرة التي قتلت عدد كبير من الأبرياء دون أن يقدم القاتل إلى محكمة أو يُسأل .
لا يخلوا هذا الإنفصام الذي يستند النظام السوري فيه إلى رؤيتين فكريتين مختلفتين من البعد الاجتماعي يتعلق بإمتيازات الطبقة الحاكمة ودورها في مؤسسات الدولة وفي مراكز التأثير الاقتصادي والمالي والثقافي ، مما جعله في الظاهر أن يسوق ذاته من خلال دعايات منظمة بأن الحكم في البلاد يعود إلى فكر حزب البعث القومي الاشتراكي إلا أن في الحقيقة والتي تجلت بشكل واضح بعد إنقلاب 1970م شيء أخر تماماً للفكر القومي بحيث ترسخ الحكم الطائفي التي بدوره رسخ العائلة الأسدية وسرعان ما بدأ في تفتيت الفئات التي كانت عبر عقود متحالفة مع الدولة العثمانية ومن ثم صعدت في عهد الإستعمار كون ليس لها بديل بحيث كانت الأكثر تعلماً ومتحكمة بمراكز الحكم الذي جعلها تدريجياً تنعزل في قوقعتها ، ففقدت الإتصال الأبوي بينها وبين المواطنين وتحولت عاجزةً عن الحماية والدفاع لحدود الوطن ومقدراته وتحقيق الأهداف التي سقطت من أجلها الدولة العثمانية الحرية والعدالة والكرامة مما جعل الأرضية مواتية أكثر للإنفجار بعد أن ترسخ شعور مصحوب بقناعات فطرية متوالية الأجيال بأن هذه القواقع التي تحاصر ذاتها لا بد من أن تستبدل ، لكن في وقتها جاءت من خلال تحرك عسكري وسيطرته على ما يسمى بالدولة الحديثة بدل من أن تسقطها الشعوب في ثورات مشابهة اليوم .
سرعان ما تشكل في الدولة السورية طبقة بديلة من ضباط الجيش التي كانت ترى بأن التغيير بحاجة أن يشمل مطالب الشعب إلا أن عدم تمكن إرساء قواعد الديمقراطية التداولية تحولوا بشكل سلس إلى مراكز قوى أخرى سيطرة على مناحي الحياة وأفرزت من أصلابها وأقرباءها حلقات متداخلة بين السياسة والإقتصاد أنتج مجموعة من رجال أعمال التي تضخمت وراء أقنعة وسطاء للقوة المالية الجديدة واتسعت الفجوة مرة أخرى على ذات الشاكلة التي ترسخت عليه سابقاً مما جعل من القبضة الفولاذية أشد فرُسم معالم كالتعليم والحداثة الفارغتين وإزداد الجهل والفقر والمرض وتفشى التخلف فأصبحت الأجهزة الأمنية هي الحاكمة من خلال إذلال الناس وقمعهم ، الفشل المتضخم للأنظمة دفع بالشعوب إلى الجهر بوجه الحاكم المتسلط على رقاب الناس الذي أدى بخروجهم إلى الطرقات حاملين يافطات كتب عليها أرحل ، ففي الدول التي أبدت بعض الليونة في الإستعجال بالتنحي كانت نتاج عدم وقوف الجيش مع رأس الهرم بينما ما يحصل في سوريا من مشاهد حية تنقل وشهادات صوتية تروى على شاشات التلفاز وحجم الدمار للمنازل يظهر وحشية الكتائب والفرقة الرابعة الأسدية في التعامل للدبابات والمدفعية الثقيلة مقابل البندقية ، بيد أن من المعروف بأنها المسألة مسالة وقت لا أكثر وإنسحاب الجيش الحر متوقع وأمر تكتيكي لا مفر منه وأن الصمود كان رمزياً للمقاومة ولا مطمع به بل الهدف الأساسي حماية المتظاهرين من البطش والقتل والتقنيص ، لكن الإرباك الحقيقي والذي جعل أيدينا على قلوبنا حالة التمشيط الدقيق والإعدامات بالجملة التي طالت عامة الناس لأنها الحاضنة التي إرتكزت عليها قوات الجيش الحر بهدف تربية المناطق الأخرى التي مازالت تكدح وتتوسع حلقاتها وترفض بشكل قاطع الإنصياع للتهديدات التي تمارس بحقهم .
المسألة في سوريا تتعقد يومياً نتيجة الخوف المركب لدى الأقلية الحاكمة والتي أمعنت في تهديد الحياة الخاصة للمواطن على مدار عقود من الزمن وتتوجها بحالة أقرب للجنون الوحشي ، تنزع أفئدة قلوب الأمهات دون أن تترك مساحة للمستقبل بل تراهن بشكل كامل على الحاضر والحاضر فقط بحيث تدفع الناس إلى إفراغ الوطن والهجرة بحجة تعقيمه من الشوائب وتعدم بدم بارد كل من يرفض قسوتها من الجند ثم تلطم وتشقق الملابس في جنائز قتلاها ، فالنظام قرر أن يخاطب الشعب بالمدفع وعندما يفعل ذلك يكون ضمنياً أنهى العملية السياسية برمتها وأصبحت معدومة ، فالإستحقاق الذي يبحث عنه الشعب السوري من خلال التضحيات الباهظة التي يقدمها ليس فقط لحظة عودة الحق بل شعوره بالجدارة وتحقيقه بترسيخ عقد إجتماعي يتناسب مع المكان والدماء التي سالت دفاعاً عن الكرامة بينما نقيض الإستحقاق هو الإحساس بعدم الجدارة تماماً للشعور بمن يلتف حول واليّ نعمته وليس لديه ما يقدم سوى الولاء والنفاق وأساليب التذلل تحت عناوين الواقعية البراغماتية التي أعطت نتائج نراها اليوم في باب عمرو بحيث يذهب النظام في محاكمات ميدانية تنفذها مجموعة يسيل لعابها أمام دماء ذنبها تعشق الحرية .
لقد أثقل شمولية النظام كاهل الوطن بأحمال ضخمة من مشكلات معقدة ونتج بمرور الوقت واقعاً يتعاظم ويكره التغيير ويقاومه بكل ما أوتي من قوة مهما كان متواضعاً أو محدوداً ، وحول الجميع إلى هدف فوهة بندقيته أو مدفعه بل من ليس في سفينته الغارقة تحول إلى عدو متآمر ، لهذا سيجد كافة الشعب متآمر حسب نظريته ويستحق القتل ضمن معياره ، فثقافة الحرية التي تولد من باب عمرو في قلب بلاد الشام النازف لها جذور يمتد من الكواكبي وتجد نفسها متجذرة في بلاد أعتقد طاغيتها أنه حولها إلى ملكية خاصة مما اضطرت إصلاحاته أن تمر في مرحلة دموية يقتل وينكل ويقول هذا من أجل آمن البلد والديمقراطية القادمة دون أن يشعر بأن أفعاله تجعله بالمؤكد خارج المستقبل لأن هناك من يتسلل كل فجر يخلع أحذيته ، طاهر الرجلين كي تكون مفاجأته أشد أثناء نومه الذي سيسحق بعد قلق الليل .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطقة الصفر
- الأردن لا يخذل من قدم وكرس حياته له
- لطخت النوافذ الأنيقة لشدة الدم
- مهما علا كعبه ستنتقل الدولة من حكم العائلة إلى الشعب
- أنوف متدربة على الاشتمام
- الإبادة من أجل الإغاثة
- أعمدت الكهرباء تحولت إلى مشانق إعدام
- الطغاة لا يتعلمون
- صراع ليس على الماضي بل على الحاضر أيضاً
- كلمات مكتوبة بحبر الألم
- منطقة غارقة في حوض من البترول
- هي الرقصة الأخيرة من فرط الألم
- نوافذ لا تقوى على صد العواصف
- شخابيط كَشَفَتْ المستور
- السينما وحجم تأثيرها على المتلقي
- تحويل الهزيمة إلى إنتصار
- إستحضار الضمير قبل الممات
- الأحياء يزاحمون الأموات
- ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...
- إختلط حابل السخط بنابل الغضب


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - أصوات بُحّت لفرط الصراخ