أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - البارزاني مصطفى هو من وضع حجر الأساس لكوردستان اليوم















المزيد.....

البارزاني مصطفى هو من وضع حجر الأساس لكوردستان اليوم


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عجلة الحياة في سيرورة وديمومة دون انقطاع ، ونحن استلمنا التراكمات الأجتماعية والثقافية من آبائنا وأجدادنا ، ونحن بدورنا نسلم الأمانة لأولادنا وأحفادنا وهذا هو ناموس الحياة ، هكذا كانت وهكذا سوف تستمر الى الأبد . نحن نغرس الشتلة ونسقيها ونهتم بها ويأتي اولادنا واحفادنا يقطفون الثمرة ، وهكذا نحن قطفنا ثمار شتلات غرسها آباؤنا وأجدادنا ، وبدورنا ومن باب الوفاء لمن غرسوا تلك الشتلة نخلد ذكراهم ونحن نقطف الثمار الطيبة .

وإن كنا نحن نزرع لأولادنا وأحفادنأ فهنالك من غرس الأشجار وضحى بوقته وبحياته وراحته من اجل إسعاد شعبه ، فهو لم يفكر في حياته الشخصية وأولاده ، إنما فكر بشعبه وغرس شجرة تمتد جذورها في اعماق تربة الوطن وأغصانها ترفرف وتعانق سمائه ، اجل كان هنالك قائد كوردي من هذا الطراز اسمه ملا مصطفى البارزاني الذي كرّس حياته وانصب اهتمامه طيلة حياته لأعلاء شأن عائلته الكبيرة في عموم كوردستان . لقد مسك القائد الكوردي ملا مصطفى البارزاني دفة سفينة شعبه وهي تمخر عباب البحار الهائجة والرياح العاتية وهو قد ثبّت بوصلة مركبه وبشكل مستمر ودون انحراف صوب مصلحة شعبه ، غير مكترث لما يحصل له من مصاعب ومخاطر في الدروب والشعاب الوعرة .
إن من يقرأ حياة المرحوم البارزاني مصطفى ستغمره الدهشة لحياة هذا الأنسان المفعمة بالأحداث والمخاطر بين السجون والمنافي والمؤامرات والمعارك والجوع والحرمان وكراهية الأعداء وخذلان الأصدقاء ووو ... ومع كل ذلك استطاع ان يثبت على مبادئه البسيطة الواضحة وهي مصلحة وحقوق شعبه ، وهو يتحرك في ذلك الإطار ولم يستخدم يوماً العلوم الفلسفية او النظريات السياسية او المصطلحات المعقدة ، ومع تلك العفوية والسليقة الطبيعية استطاع ايصال صوته ونقل معاناة شعبه ووضعها تحت الأضواء لتصبح موضع اهتمام دوائر صنع القرار في العالم ، وهو مع هذه الديمومة والثبات تمكن من إحراز مكانة شخصية ذو ابعاد كارزمية بين ابناء شعبه وفي الأوساط العالمية ليكون له تلك المكانة التي يتمتع بها نيسون مانديلا ونهرو وسوكارنو ونكروما وعبد الكريم قاسم وغيرهم ، وهكذا بات اسم ملا مصطفى البارزاني مقروناً وتوأماً ملازماً لأسم كوردستان ولقضية الشعب الكوردي في التحرر وتقرير المصير .
في خضم حياة ملا مصطفى البارزاني النضالية كان ثمة عوامل تتحكم في سير الأحداث ومصائر الشعوب ، حيث كانت الحرب الباردة بين القطبين يومذاك وهو المعسكر الغربي تحت زعامة الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الأشتراكي تحت زعامة الأتحاد السوفياتي السابق ، وكان مصير ملا مصطفى البارزاني وقضية شعبه تترنح في زحمة المصالح المتناقضة للقطبين ، كل قطب يريد ان يستخدم الورقة الكوردية وفق ما تمليه عليه مصالحه ، وكان البارزاني بإمكانياته المتواضعه يحاول ان يبقي على قضية شعبه تحت دائرة الأضواء قدر الأمكان .
لكن كيف استطاع هذا الأنسان البسيط ان يقود مركب شعبه وسط تلك الأمواج المتلاطمة والسباحة بين الحيتان الكبيرة ، لقد توجه نحو الأتحاد السوفياتي الذي كان يأخذ موقف مناصرة الشعوب المضطهدة ، ونستطيع ان نجعل تلك الأتصلات بأنها امتداداً لصلات قديمة بين عبد السلام البارزاني وروسيا القيصرية قبل الحرب العالمية الأولى ، ووجد ملا مصطفى البارزاني في الأتحاد السوفياتي الملاذ الآمن بعد انهيار جمهورية مهاباد ، وبعد صدور حكم الإعدام بحقه من قبل السلطات العراقية يومذاك ، وهكذا وجد ابواب الوطن العراقي موصدة بوجهه ، ومقابل ذلك وجد الأبواب المفتوحة امامه وأم رجاله في الأتحاد السوفياتي السابق ، وعلى هذا الأساس صدر بحقه بأنه عميل الأتحاد السوفياتي ولقب بالملا الأحمر من قبل وسائل الأعلام الغربية .
الحكمة ونزعة البقاء لدى الأنسان الغريق تجعل منه يحاول الإمساك والتشبث بقشة لعلها تنقذه من الغرق ، وهكذا توجه ملا مصطفى البارزاني نحو الغرب عارضاً قضية شعبه ، وكيف يستطيع نيل الدعم من تلك القوى النافذة على المسرح الدولي ، ومن خلال طرقه لأبواب الغرب وبالذات من بريطانياً ، كان الأعلام الأخر جاهزاً لإلصاق تهمة العمالة لبريطانيا ، وبعد ان دأب في محاولاته لكسب الدعم وتوجه الى اميركا آملاً في كسب تأييدها ودعمها ، ومن حدسه بان الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على التأثير الفعال والحاسم في المسالة الكوردية فكان الأتهام جاهزاً لألصاقه باعتباره عميل امريكي ، وأخيراً وليس آخراً كانت التهمة الجاهزة من قبل الحكومة العراقية للبازراني بالعمالة لأيران حينما كانت ايران في زمن الشاه تقدم الدعم العسكري واللوجستي للثورة الكوردية ، وقبل ذلك كان اتهام البارزاني بالعمالة لأسرائيل .
وهكذا كانت هنالك سلسلة من الأتهامات كعميل سوفيتي وعميل بريطاني وأمريكي وإيراني وأسرائيلي .. وهلم جراً ، لقد اسلمت قبل ايام على بريدي الألكتروني ، مقالاً بهذا المعنى ، ولا ادري لماذا ينبغي ان نصف تلك العلاقات بالعمالة ولا نريد وضعها بقالب آخر ، وفي الحقيقة كل يفسر تلك العلاقات بما تمليه عليه مصالحه لا اكثر .
نأتي الى جانب من تلك العلاقات إذ من المفيد ان نقرأ التاريخ القريب في مدن وقرى كوردستان وسوف نجد تمازجاً وتعايشاً دينياً للاديان في المنطقة : الأسلام والأيزيدية والمسيحيون واليهود ، ولو اخذنا قرية بارزان كمثال غير حصري ، سنجد بأنها كانت قرية للتعايش بين الأسلام والمسيحيين واليهود وإن جذور ذلك التعايش كانت تمتد لعشرات القرون من السنين وليس غريباً ان تبقى علاقات اجتماعية وثقافية بعد هجرة اليهود من العراق في اواسط القرن الماضي ، وإن كان ملا مصطفى البارزاني قد اتصل باسرائيل من اجل منفعة شعبه ، فلا يمكن إلا ان نضع تلك الأتصالات في سياقها الدولي ، وهذه العلاقات والأتصالات لم تكن مختلفة عن التي اجرها المرحوم البارزاني مع فرنسا وأمريكا وبريطانيا وروسيا القيصرية ومن ثم الأتحاد السوفياتي وايران وغيرها من الدول . لمذا نحاول وضع تلك العلاقات بقالب العمالة وليس قالب التوجهات الدبلوماسية .
بريطانيا هي التي قررت مصير تأسيس الدولة العراقية واختارت له ملكاً مؤيداً لها ، وعملت وحاربت بريطانيا الى جانب العرب ضد الحكم العثماني ، لتأسيس الدولة العربية في القرن العشرين ، فلماذا نخص الأكراد وزعمائهم حين اتصلاتهم الدولية بكونها عمالة للاجنبي ؟
إن المرحوم ملا مصطفى البارزاني قام بواجبه كأي زعيم يحاول تحرير شعبه ، وطرق كل الأبواب وقاتل وانتصر وخسر ... ولم يدخر جهداً ولم يعدم وسيلة دون ان يستخدمها لتحرير شعبه ووضعه في مصاف الشعوب المتحررة لكي يقرر مصيره بنفسه .
إن النظرة المحايدة ومن باب الأنصاف ينبغي الإقرار بأن المرحوم البارزاني مصطفى هو الزعيم التاريخي للشعب الكوردي ، ومطلوب من كوردستان وشعبها ان يخلد هذا الأنسان الذي اوصل شعبه الى ما هو عليه اليوم من مكانة سياسية ودبلوماسية مرموقة في المنطقة والعالم .
اقول :
إن غن القائد الكوردي المرحوم ملا مصطفى البارزاني قد وضع الحجر الأساس لأقامة (دولة) كوردية معاصرة ، وأقول لجيل الشباب وهم يستخدمون اليوم شبكة الأنترنيت ويتصلون ويبادلون الرسائل عبر الموبايلات ويركبون السيارات الجميلة الفارهة ، ويلبسون الملابس الجميلة الفاخرة , ويعيشون في البيوت الجميلة ويحصلون على جواز سفر فيسافروا من اجل التجارة او الدراسة او السياحة ، ينبغي ان يعلم هؤلاء الشباب ان هذا الواقع وهذه السعادة والرفاهية والأبهة كان قد هنالك مع رعيل من جيل آبائه ، يدعون بيشمركة ، لهم بنادق قديمة ويحاربون بحماية جبال شماء ولهم قائد كوردي محنك اسمه ملا مصطفى البارزاني ، هؤلاء قاتلوا وضحوا بنكرن ذات كبير وتمكنوا خلال سنين طويلة من النضال ان يضعوا اللبنة الأولى في تأسيس كيان ( دولة ) كوردستان .
والأنصاف والوفاء يقتضيان تخليد الشهداء والمضحين وفي المقدمة ينبغي تخليد قائد تلك المسيرة الطويلة وهو البارزاني مصطفى .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستحق النائب يونادم كنا ان يحمل شرف تمثيل الشعب الكلداني ...
- الأستاذ نيجرفان البارزاني ستتسم وزارتكم بالمساواة والعدل حين ...
- نيجيرفان بارزاني يطلب المشورة من شعبه هذه مقترحاتي
- الرد الهزيل لمكتب النائب يونادم على مقال السيد ابلحد افرام
- الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان نهج مستقل لا يقبل ال ...
- ما هو سر تلهف النائب يونادم كنا للإمساك بمصائر الوقف المسيحي ...
- رحيل الصديق حميد أبو عيسى وتدفق ينبوع الذكريات
- الأستاذ نيجرفان البارزاني ثقل الملفات وهموم شعبنا الكلداني
- الأستاذ نيجرفان البارزاني حقوق الشعب الكلداني امانة في اعناق ...
- غبطة البطريرك مار عمانوئيل دلي يجب مخاطبته باحترام وأخلاقية ...
- ورحل الصديق منصور بجوري الى الأخدار السماوية
- مناقشة هادئة للرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع
- الطبقة السياسية في العراق تتحاور عبر المفخخات والعبوات الناس ...
- حوار مع الأستاذ فاضل الميراني سكرتير الحزب الديمقراطي الكورد ...
- الأخوة في حركة التغيير ولماذا إقحام الأيزيدية والمسيحيين في ...
- بعد استهداف االمسيحيين والإيزيدية في كوردستان سيأتي دور استه ...
- الأعتداءات على المسيحيين في اقليم كوردستان ومخاطر تردّي الأو ...
- سؤال لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي لماذا بغداد المدينة الأ ...
- تصريحات السيد يونادم كنا الأستفزازية ضد الكلدان،اين البرلمان ...
- ماذا لو ظهر ان القوش عائمة على بحيرة من الذهب الاسود ؟


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - البارزاني مصطفى هو من وضع حجر الأساس لكوردستان اليوم