أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم اليوسف - بعدعام على الثورة السورية: آذار صانعاً للحرية















المزيد.....

بعدعام على الثورة السورية: آذار صانعاً للحرية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3659 - 2012 / 3 / 6 - 00:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



"ها أنا على بعد
رمية خنجر،فحسب..
كي أشعل النار
ويسقط الضحاك...!"

كاواحداد
في ترجمة لم تتم لسفرالرؤياالشِّفاهية

إلى شهداء الغويران وباباعمرو

يسجل شهرآذارلهذه السنة، وهو يكاد يختم مسيرة حول من عمر الثورة السورية، دلالات ومعاني جديدة، في ذاكرة السوريبن بعامة، والكرد بخاصة، لا لأنه الشهرالذي اقترن بالفرح والحزن، في آن واحد، في ذاكرتنا، وإنما لأنه فضاء مفتوح على حلم قيد الإنجاز، حلم مؤكد، وحتمي، ينتظر السوريون، من عين ديوارإلى درعا، قطوفه المؤجلة، على أحرمن دم شاخب، وجرح نازفـ، وفي تواطؤأممي باهظ الأكلاف، فهو الذي طالما كان يشهد هوسات البعثيين، وهلوساتهم، وهتافاتهم التي برعوا فيها، في ثامن أيامه منذ1963 وإلى عشية سقوط هذا النظام، ودأبوا يلزمون قوافل الطلاب، والعمال، والموظفين، والنقابات، لينخرطوافيها، مساقين كالدواب، مكرهين، مهانين، مطعونين في وطنيتهم، وآدميتهم، يسمعون نفاق المهرجين، حيث يرتفع الخطّ البياني لكتابة التقاريرفيه، ضدّ كل من لايلهب كفَّيه بالتصفيق، وحنجرته بالهتاف، وفمه بالابتسامة المزوّرة، ليكون مهرجاناً للنفاق والمنافقين، بامتياز، إلى الدرجة التي يكاد يوم المرأة العالمي يمحى فيه، لولا احتفالات خجلى تقام هنا وهناك، سرية الطابع، غالباً، و ليكون فيه يوم للمعلم الأكثربؤساً في معجم موظفي سوريا، بيد أن كرد سوريا-بملايينهم الأربعة- وبالرغم من سوء طالعهم في هذا الشهر، أو حسنه،أحياناً،كانوا يحيون فيه نوروزهم، في شتى الظروف، مواجهين آلة القمع، في ظل منعهم من إحياء المناسبة،إلى أن استشهد سليمان محمد أمين آدي في عام 1986 ،واستطاع حافظ الأسد، أن يمتص نقمة الكرد السوريين، بعد أن أصاب حرسه آدي بالرصاص، في مواجهة أولى مسيرة احتجاجية في تاريخ سوريا، توجهت إلى قصره، بعد منع كرد دمشق من الخروج إلى أحضان الطبيعة، و ساهم في هذه المسيرة الآلاف من الجماهيرالكردية الغاضبة،واهتزعلى إثرها عرش الاستبداد، إلى أن أصدرالأسد الأب-على عجل- مرسوماً يقضي بتسمية هذا اليوم ب"عيد الأم" ليعطل فيه الكردي، ويحتفل بعيده، وليكون آدي شهيد نوروزالأول في سوريا، من دون أن تتم محاكة قتلته. بيد أن آذارعام2004 شهد في الثاني عشرمنه، إطلاقاً للرصاص على المواطنين في الملعب البلدي في قامشلي، وسقط إثرذلك عدد من الشهداء، اندلعت لأجل ذلك أولى انتفاضة في تاريخ سوريا، اهتزإثرها عرش الاستبداد، بأقوى، من أقصى البلاد إلى أقصاها، وتعرض الكردي للتنكيل، والسجن، والتضييق عليه، بوتيرة أعلى، وهوما استمرحتى الآن.
إن كل ما يمكن سرده عن تفاصيل الثاني عشرمن آذار، قد قيل حقاً، على صعيد التوثيق، من قبل الكتاب الآذاريين، على نحو خاص، وهوموجود في ذاكرة الشعب الكردي في سوريا، وما أجدرأن يعاد الاعتبارإليه سورياً، بعد مرورثماني سنوات عليه، ويكون ذلك بتحقيق مقترح اللجنة الإعلامية لاتحاد تنسيقيات شباب الكرد في سوريا وغيرهم بكل تأكيد، كي تسمى الجمعة المقبلةب"جمعة الوفاء ل12 آذار والكورد، وهو أمرجد مهم، لترميم تلك الأواصرالتي تربط بين أبناء سوريا جميعاً، ولاسيما في ما يخص العلاقة مع الكرد، إذ استطاع النظام أن يشوه صورة الكردي، على امتدادعقود، وهو يسعى بكل ما أوتي من قمع، واستبداد، لمحوملامح خصوصيته، ووجوده، وصهره في بوتقة القومية الأكبر، لدرجة أن من كان يترجم كتاباً عن تاريخ الكرد، صارمطالباً بتزويرالحقيقة، والحديث عن الكردفي ثلاثة أجزاء من كردستان، فقط، لذلك فما أكثرمن بات يقول: الكرد العرب السوريون، جرياً على نظرية "المفكرالجهبذي العلامة" أحمد الحاج علي، تبت يداه، وسود الله وجهه ووجوه أسياده وأضراربه من المرتزقة مزوري الحقائق..!.
يحل نوروز هذا العام، وهومخضَّب بدماءأبناء سوريا، على اختلاف مللها ونحلها، أو أشكالها الفسيفسائية، حيث النظام لم يترك أحداً دون دفع فاتورة الضريبة والدم، لعل وعسى أن يستطيع الحفاظ على كرسي الفساد والاستبداد، لذلك فقد تشكلت خريطة سورية، فيها دماء حمزة الخطيب وإبراهيم قاشوش وغياث مطرومشعل التمو ونصرالدين برهك، وأبناء ريف دمشق، وحمص، حماة، وإدلب وجسرالشغوروالحسكة، في ملحمة سورية عظيمة، قوامها عشرة آلاف شهيد، وأضعاف هذا الرقم من الجرحى، والمعتقلين، والمهجرين، ومجهولي المصير، و هي الأولى من نوعها، من حيث شراسة المستبد، وغله، من جهة، وبسالة السوري، وإبائه، وإصراره على تحريربلده من رجس الطغاة، من جهة أخرى.
السوري ينحر، ويمارس في حقه الإعدام الميداني في باباعمرالبطلة، أم ملاحم الثورة، والعالم لايزال يرمي مفرقعات حلوله، شمالاً ويميناً، على أنها حبوب مخدِّرة، يأباها السوري في دفعه لضريبة الحرب الكونية الدائرة ضده، وهوجائع، ظامىء، بلا مأوى، في عزِّقرِّالشتاءالقارص، جرحاه يئنون أمام أعين العالم، من دون أن يتوافرله الدواء، بينما هذا العالم يهرب إلى الأمام، وهويمنح الطاغية، وأزلامه الفرصة تلو الأخرى، ربما حالماً أن يجعل من سوريا مسرحاً لاختبارنظرياته، وليزجّ بالشعب السوري في مختبره السياسي، في تواطؤمع استراتيجية النظام الدموي نفسه، منذأولى لحظات الثورة، كي يئد كل شرايين الإخاء التي تربطه بأخيه، في حدود الوطن.
الدم السوري يصبح واحداً، منذ أولى قطرة أريقت على أيدي زبَّانية النظام، وإلى هذه اللحظة التي يحيي فيها الدم الدم، ويستذكرالجرح الجرح، لتكون الأنَّة واحدة الأرومة، كردية كانت، أم عربية، أم آشورية، أم تركمانية، حيث تكتمل اللوحة بتدرجات لون الدم، حسب تقويمه الزماني، ليجعل أحرارسوريا أقرب إلى بعضهم بعضاً، فتبكي الأم الكرديةلأنين جريح لطفل في بابا عمروهو في انتظارحسوة ماءأو حليب أو حنان، غيرعارف كيف يقرأ سورة جرحه، في بيت تهدَّم، تفوح منه رائحة الدم، والموت، و لم يعد يسمع فيه دبيب خطوات أخوته أو والديه، وإن كان لايزال يدندن بأسمائهم واحداً تلو آخر، من دون أن يلاقي صدى أنينه، واستغاثاته، أذناً، وهوتماماًما يذكِّرني بصديق رقيِّ،مهاجر، تعرفت عليه في العالم الافتراضي، قال لي بما لن أنساه: لقد وحد دم مشعل التموعويلنا السوري، في مقام دمه، إلى الدرجة التي ودَّ الملايين أن يكونوا كرداً...!.
إذاً، إنَّ سقوط النظام الدموي لن يختصر في مجرد كفّ يدٍ له، في مجال هيمنته على دفة الحكم، بل إن كل أفانينه، وأضاليله، ومؤامراته، على الوحدة الوطنية، ستسقط هي الأخرى، كي يعرف السوري كم أن وطنه جميل!، مادام هتاف الشباب الثائر يهدر في لحظة الكتابة، هذه، في حلب الشهداء والشهباء ، في ستِّ جهات الكون، حيث يتجمهرالآلاف أمام القصرالعدلي في حلب، محتجين على اعتقالى نشامى حلب: هي يالله هي يالله.....ما نركع إلا لله.....آزادي...آزادي.. آزادي.، بل مادام أن المزيد من التنكيل بالشعب السوري يؤدي إلى مزيد من الإصرارعلى إسقاط النظام، وما اتساع مساحة الاحتجاجات لتكون طبق خريطة سوريا، إلا مؤشر على أن حلول القتل، تزيد من إصرارالثوَّار، على أن لاقوة تثنيهم عن إسقاط النظام، لبناءسوريا الحرة، وإن كان هناك من لايلبث يبدع فكرة المؤتمرتلو المؤتمرمتواطئاً مع هذا النظام الغاشم، ليطيل من أمد الدم، والتآمر، والاستبداد، حتى وإن ارتدى ثياب الوطنية، أو الأيديولوجيا، والطهارة، أو الثورة .......!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف
- سوريا تحترق...!
- مقاربة لفك لغز الموت
- رجل الرئة اليتيمة
- بيان للانسحاب من اتحاد الصحفين السوريين ووسائل الإعلام الرسم ...
- أخطاء الكبار .. -كبار الأخطاء-
- على عتبة عامها الثاني:ثورة المعجزات السورية تصنع التاريخ*
- النقد الصحفي
- امتحان الثورة ومحنة الأصدقاء
- دوَّامة الأسئلة الكبرى
- روسيا- تحت الصفر-
- بيان من رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا + طلب انتساب + ...
- دمٌ حمصيٌّ للبيع.....!
- ضوابط الحوار الافتراضي
- انسحاب من اتحادي الكتاب والصحفين السوريين
- قلق الشاعر
- تمثلات موت الشاعر
- المواطن الصحفي
- الصالون الثقافي الافتراضي:دعوة إلى تفعيل الحالة الثقافية إلى ...
- خطاب الخديعة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم اليوسف - بعدعام على الثورة السورية: آذار صانعاً للحرية