أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الأسلمة في مواجهة الشعوب الحرة














المزيد.....

الأسلمة في مواجهة الشعوب الحرة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3654 - 2012 / 3 / 1 - 13:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جهد محموم ولاهث ومعلن وعالي الصوت هو ما تبذله العديد من وسائل الاعلام الممولة من قبل الانظمة المعادية للتغيير الديمقراطي-وبقصدية واضحة- في حصر الحراك الثوري الشعبي في دول الربيع العربي ضمن اطار التحشيد الطائفي والفئوي وتقديمه كانتفاضة لقوى الاسلام السياسي اكثر من كونه نتيجة للاحتجاجات الشعبية المنادية بالحرية والعدالة والكرامة الانسانية.ولن نجانب الحقيقة اذا نظرنا الى المسؤولية الكاملة لهذا التشويش والارباك السياسي والاعلامي على كل التعثر السياسي والامني الذي يعصف ببلدان الربيع العربي ..
جهد تتجلى مفرداته في تقديم بعض الممارسات الاجرامية والتخريبية المدنسة لطهارة الحراك السلمي الشعبي على انها انعكاس لخيارات الشعب وطرح احزاب الاسلام السياسي كمعبر عن ضمير ووجدان الجماهير واستعادة تقنيات الانظمة المبادة بتغييب الآخر وشيطنته واحالته فورا الى خانة البغاة ومثيري الفتن والخارجين عن الاجماع الشعبي..ويتركز فيه نشاط فقهاء القطعة بالتسويق الذيلي لممارسات التيارات المتأسلمة بما يتيسر لهم من المتشابه وحمالات الاوجه كنوع من احراج الحكومات الناشئة واظهارها بمظهر العاجز او المتقاطع مع الدين والشريعة تمهيدا للاستيلاء على مراكز السلطة والقوة والتموضع في موقع المناهض لباقي القوى المجتمعية وحصرها في خانة الدفاع المستمر امام قوى وفعاليات مشبوهة ومشخصة الارتباطات ولكنها تتمتع بغطاء اعلامي وسياسي ومادي يؤمن لها وضعا افتراضيا متورما عن الواقع بكثير مما يطرح صورة بالغة القتامة لمستقبل الشعوب العربية الثائرة ..
ان ابراز مثل هذه التفلتات ووضعها في اطار الصفة الاصيلة والعامل الاولي الكامن في ضمير ووجدان وثقافة الشعوب العربية..يدل على جهد واضح ومكثف لتبرير وتجميل صورة تقافز التيارات المتأسلمة على المشهد السياسي لدول الربيع العربي من جهة وتقديم المبررات للانظمة القمعية المستبدة واظهارها بصورة المضطر لاستخدام سياسة القوة المفرطة كسبيل لضبط هذا الشعب المنقسم المتنافر وكخيار اوحد لتحقيق الامن والاستقرار..
ان استهداف الديمقراطيات الثورية العربية الواضح والمعلن من خلال تقديم صورة معتمة لامكانياتها في ادارة الملفات السياسية والاقتصادية والامنية..وتثبيت صورة الفوضى المصاحبة للتعددية السياسية..هي من الوسائل التي اصبحت من بديهيات واوليات الثورة المضادة والتي تقاد بجهد ومستوى وامكانيات دول وتجمعات اقليمية وبميزانيات مفتوحة تتماهى مع الذعر والرعب الذي تسببه مفردات الحرية والمساواة في اذهان واحلام قادتها المتعتقين في الحكم العائلي المستبد..
ولكن الواقع..والحس السليم..ومنطق التاريخ..يؤكد ان اشهار سيف السلفية في وجه الشعوب والتخابئ خلف الشريعة لتبرير تأبد وتلصق بكرسي تآكلت قوائمه بفعل الافتقار المتقادم للشرعية..لن يكون اكثر جدوى من الممارسات التي سبقته والتي لم تكن اقل دأبا ولا اقل الحاحا..وان هذه الممارسات لن يكون لها من الحظ اكثر من التصرفات اليائسة التي ترجرجت ما بين فتح بيوت المال او سفح الوعود او سفك الدماء او ممارسة الخداع والتحايل او استجلاب الجيوش واستعداء الآخر المناهض..وان جميع هذه الامور لن تقوى على ايقاف اعصار الثورة الشعبية الكاسح المدمر الذي سيقتلع عروش الطغاة من جذورها..ولن تزيد الأمور إلا دموية وحرجا وتعقيدا..فالارادة الشعبية الحرة لابد وأن تنتصر مهما تكاثرت ضدها المؤامرات..ومهما تعددت الخنادق والجبهات..ومهما تفننت الثورة المضادة في مراوغتها والنيل منها.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النووي الخليجي
- الانتخابات بين الوعود والمصداقية
- دعك من العراق يا سميرة رجب
- تصريحات الظواهري..طوق نجاة لنظام الاسد
- ما للقوم و-نيتشه-يا كاشغري
- أسلمة الربيع العربي والديمقراطية
- المبادرة العربية..وقت تقاس ثوانيه بالدم
- احداث بور سعيد..امر دبر بليل
- عودة مباركة
- الدم السوري ..بين الاخوان والسلفية
- علمانية بزي الفقه..
- قاسم سليماني بين مضيق خانق وجار حر
- مظهرية ليست في وقتها
- قطر..قيادة الى حين
- سلفية واحدة..ام سلفيتان
- كأس من الماء بطعم السم الزعاف
- رسالة لقيطة على عتبة النيويورك تايمز
- عام جديد ..حلم جديد
- التعددية المفترى عليها
- تفجيرات دمشق..ونظرية المؤامرة الكاملة


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الأسلمة في مواجهة الشعوب الحرة