أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مكارم المختار - ذكريات















المزيد.....

ذكريات


مكارم المختار

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 13:33
المحور: الادب والفن
    


ذكريات
تناقض ونقيض
أيها يغب عن الذاكرة ؟
" ألدنيا صغيرة " كما يقال دائما، لكن ألأصغر منها تلك ألظروف وألاحوال ألتي تلم شمل وتجمع رأسيين وعوائل بحسب ونسب .
كثير من الشباب أو ألرجال يتجرأ ( لآنه رجل ) للتعرف على فتاة أو امرأة، ولا تقتصر الحالة هذه أو الظاهرة على سن معين ولا يحددها عمر، فالله سبحانه وتعالى قال : ( وخلقناكم من ذكر وأنثى وخلق منها زوجها ) .
في ألزواج، ورغم أن ألدين بأمر الله يشير إلى إن اليسر في الصداق بركة وخير، لكن لا يبتعد التناقض في موضوع الخطوبة، والزواج بحد ذاته عن ألالتزام بالخير هذا والبركة تلك! فكثير من يشترط ويتشرط من أهل المرأة ( ولا أريد أن أقول الفتاة أو الشابة أو الصبية) حيث اتفقنا إن لا عمر ولا سن للاقتران بالزواج ( لآنا مبدئيا تركنا ألعمر ألزمني للسن جانبا )، وكثيرا ما يصاحب فكرة ألتقدم للاقتران بالزواج ، بعض من ألتراجع أو ألحيرة، وقد تحصل أحيانا حتى عند طرق باب " أهل ألعروس ـ ألخطيبة "، وكأن خطبا يحدث!
ورغم أنها سنة ألحياة وأن لم تأتي وتتحقق بهذه ألطريقة أو تلك، ألا أن كثير من ألتوجسات وبعض من ألتكهنات تراود أفكار ألعريس ( ألخاطب ) أن لم هواجس أهله وعائلته! ومن قبيل ألشواهد وألامثلة ـ كيف تعرف ( ألخاطب ) على أبنتهم؟ أو من أين له فكرة عنها، وكيف تكونت في خاطرته بادرة ألتقدم للخطوبة؟ وألا مر من ذاك وألا دهى من أين له علم بأن في ألعائلة فتاة للزواج ؟! وأن كان ألموضوع قد ترتب وجاء عن طريق وسيطة ـ تلك من تتحمل مهمة الترويج عن " بنات ـ نساء " للزواج، وبالعكس ( يعني تلك من تسمى ـ ألخاطبة )، فقد .....! والله أعلم تؤول ألأحداث في غير صالح ويتحول ألأمر إلى ما لا يحمد عقباه أو يتصور! وقطعا يعتمد ألموضوع على مدى استيعاب عائلة " ألخطيبة " وقناعتهم وقبولهم بالمبررات وألا سباب والظروف التي أدت إلى ألتقدم لخطبة أبنة منهم، والله يكون في عون من يتقدم لعائلة فتاة وأهلها من ألطراز ألمنغلق والمنتهج آليات حوكمة اجتماعية، قد تبقي بناتها بسببها ( القيود والطلاسم ألمجتمعية ) في ألعزوبية والحرمان من ألزواج .
ومهما يكن ألامر فلن يكشف ألنقاب عن أي طرف ( عائلة ألخاطب وعائلة ألخطيبة وما يمت صلة ) ألا بعد ألتقدم والتعارف وفتح أبواب ألاستقبال لذلك، وقتها قد، تكتشف أمور ويكشف عن خبايا وتتحول وتتغير أفكار وتتبلور مفاهيم، وكل شيء مقدر .
بعض ممن يتقدم قد يكون عنده فكرة أو خلفية عن بعض خصوصيات عائلة ألفتاة، عدد أفرادها، ألأخوة من البنين، أعمالهم وظائفهم ، طبيعة تعاملهم، من ألمتسلط في ألبيت ومن صاحب ألقرار، وبيد من عصمة ألأمور ـ أن لم كل أو كل على بعض، وقطعا هذه تضع بعض ألقيود وألتحجمات وألتحسبات، حتى لو كانت ألنية خالصة، ومهما هي ألأمور في ألاقتران والزواج .
قد تأتي بعض ألزيجات أو ألخطوبات بسبب ألقرابة وألحسابة، ففلان مثلا أبن عم فلانة، عليه قد لا يساوره شك في أن ألاقتران يسير وأن ألزواج سيتحقق عاجلا دون تأخيرـ فهو أبن ألعم ! خصوصا أن كانت زوجة ألعم تكن له ألتقدير والاعتزاز ولنقل ألمودة، وقد يزيد ذاك ألاعتبار والمودة ويزداد أن كان " ألعم ـ والد البنت " متوفى، فيكون والحالة هذه أبن العم أقرب وأفضل من غيره، على فرضية ( أللي تعرفه أحسن من أللي ما تعرفه ....!)، لكن ليس كل ألموازين مقياس، وليس كل ما لم يوضح في ألحسبان غير وارد ولا كل ما لم يتوقع لا يحدث، ( ولو كان كذلك لما باتت كثير من بنات العم أو البنات عموما وحتى البنين وحتى من غير ألأعمام وألاحساب دون تزويج .....)، فقد يحدث ما لا في تصور وقد ما فوق ألتصور! ففي مثل أبناء ألأعمام، وشكيل ألحالة هذه، قد تضع والدة ألفتاة شروطا وأن ليس تعجيزية، تعيق وتعرقل سير ألخطوبة وانسيابيتها، بل قد عدم أتمامها بالكمال أو إلغاءها من أول شرط ومع أولى ألقيود .فهناك من يتحجج بضرورة فترة خطبة طويلة ويطلب ذلك ( على رأي ألفتاة أو أهلها ـ أو أيا كان )، والحالة هذه لابد من حدوث إشكالات وإرهاصات تنزف ألوقت وتضيع ألزمن، وقد لا يكون ألتأخير في صالح، ثم هناك قيم أو تقاليد عرفية واجتماعية لدى بعض ألعوائل، وحسب ألبيئة، أن رفض ألفتاة ألتزوج من أبن عمها يحرمها ألزواج بغيره فلا يقرب لها خاطب أخر ولا يتقدم لخطبتها غيره أيا كان،! وهكذا تضل دون زواج لتصبح وتمسي كما يسمى " عانسا "، وهنا لن يكون غير ألتفاوض والرضوخ مع أبن ألعم والقبول من ألطرفين بشروط ألأخر والتنازل، وألا فالعنوسة ستكون قرينة ألفتاة وزوجيتها،على عكس ظرف وفرصة أبن ألعم في أن له أن يتزوج غيرها مادامت رفضت أو حكمت ألشروط دون ذلك، فهو حر في ألزواج بأي لكن هي لا، والرفض والاعتراض هو السبب .
مواقف، كما بقايا ألامس، تيه بين أن تجعلها تواءم واقع أو دواخل فينا، أو حياة مليئة بجمال ألأحاسيس لا بكثير ألأفكار . أول ما يبدو ألرجل عند تقدمه للخطبة، ملتزما، عفيفا، نزيها، تغادره أبسط صراعات ألغريزة وتنافسه أصغر دوافع ألذكورية، فلا بد له أن يكون ويبدو مهذبا حريصا، لا يتحدث ألا بالمثل وعلا ألأخلاق، وأن تكون أكثر مفرداته وكثير من تعابيره راقية مثقفة عالية اللهجة كبيرة الفصاحة، وقطعا كثير كثير كثير من ألفاظ الطيب والتحبب والتودد واستخدامات ألرق ألشفيف منها ...( نعم ، تحت أمركم ، عمري أنتم، على رأسي ، أحبتني، حياتي ..الخ ) . ومع ألفتاة، لن ينطق بأقل من كلمة " حياتي ـ عمري ـ نور عيني ـ روحي ... الخ )، لكن ألمهم ما بعد ....!!
ألكل يعرف للزواج طقوس ومجريات، عقائد واعتبارات، نهج تتبع طوعا أو كرها أو مجاراة، وكثير منها تقاليد ماشية وسارية وسايرة على قدم وساق، أن راقت أم أن لأم ترق، ( فروض اجتماعية واعتبارات مجتمعية ليس ألا ...) .
وقد وكثيرا لا تخلو من تخالف وتقاطع ومعاكسات، بل حتى منها ما يؤول ألى خلاف وبعض من ألخصام أو ( ألزعل )، لسبب أو لآخر، لتافه منها أو لغير ذلك، فشيء عادي هذا ويحدث والسبب عدم احترام ألاختلافات وانعدام ثقافة تقبل ألأخر .
ومن بعض ألجاري والمتعارف، تقديم ألهدايا ( بمناسبة أو بدونها ) وقد توددا أو كسبا للعروس ( ألخطيبة ) أوأهلها، ولتمشية أمور ألخطوبة، وهنا ألنقائض والتناقض! فقد يكون أهل ألفتاة من ألنوع ألذي لايقدر ولا يقيم قلة أو كثرة هدايا مقدمة، من أي نوع وبأي شكل هي، حتى وأن كانت علبة معجنات أو حلويات يدخل بها أهل ألرجل ( ألخاطب ) على بيت خطيبته ( أي الخطيب أو عائلته لا يحبذ ولا يحب أن يدخل بيد فارغة )، وأحيانا قد تكون هدية رمزية على ذوقه أو ذوق أحد أفراد عائلته وبأي قيمة كانت، وهناك من ألمصادفات ألغريبة غير ألمحسوبة، أن تكون عند ألفتاة عين ذات ألهدية وقد باللون أو النوعية نفسها، وهنا تقل فيمتها وتتلاشى الفرحة بها وقد يضطر الى أعادتها أو طلب تغييرها على هذا الأساس وذاك يعتمد فيما أذا صرح بذلك أو تصارحت ألفتاة مع ألرجل، ومهما يكن من طبيعي في ألأمر وعفوي لكن بعض من غصة ولعثمة لابد أن تحدث، فأرضاء ألناس غاية لا تدرك .
في ألحياة عموما، مهما هي نرجسياتنا وعصامياتنا وكبير ثقتنا بأنفسنا، ألا أن ألخجل أو ألتردد أو ألحياء والحياء ألفضيل، وشعب من ألنزاهة والعفة، تولد نوعا من ألحساسية، ومن ألحساسية هذه ما هو تجاه ألنفس، وقد يكون مبالغ فيه لدرجة، ألمهم في ألأمر هو مدى ألتأثير في وعلى ألآخرين ومحور اهتمام، وبالمقابل ماهية نظرة ألآخرين أليهم، وهنا تبرز مشاعر ألنقص والارتباك والتركيز على ألنفس ألداخلية . وقد يكون لمن يوصف أو يشخص فيه ألخجل بأنه يفقد ألقدرة على ألتركيز والاهتمام بمشاعر ألآخرين، مما يؤدي ألى ألشعور بالعزل ألاجتماعي . وعموما ما يناسب موقف، خصوصا في ألخجل، يعتبر ميزة ايجابية ويعكس صفات ألتهذيب وألا دب والخلق ألكريم، وليس ألذوق ألرفيع والكياسة والتواضع واللطف، كل ذاك هو نقيض ألخجل ألسلبي وقد يكون غير مبرر أكثر مما هو سلوك اجتماعي لفرد وقد تكون له عواقب لا ترتجى وتؤثر نفسيا في ألذات .
وبين مواقف وأخرى، تبقى ذكريات، لكن أيا منها تنسى؟ وأيا منها لا يطويها ألنسيان .....؟





مكارم المختار



#مكارم_المختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقة سيرة
- مدونة
- أساطير ....... سرد شعري في حكاية
- الحياة أنشودة
- مقامات على الورق
- سأضل أبتسم ليموت ألحزن قهرا
- الرقص على اوجاع الالم ...... حكاية في قصة وجع
- خصوصيتنا .. هل لنا أن نحافظ عليها .؟!
- كلمات في فراغ الاسطر4 .....7
- جفاف ألسحب
- كيف تنجز أكثر في وقت أقل
- طفلك وتربيته
- جذوة الاختيار
- أليك عني ..... نص شعري
- الدخل اللبناني .... والنفقات المالية
- انت وانا وثالثنا الحرف
- أفقتك ..... ورأتك عيني
- ألتوجه ألعام وألتوجه ألمضاد
- نص شعري في نظم الكلام
- دينامية ألازمات


المزيد.....




- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مكارم المختار - ذكريات