أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - الحياة الجامعية















المزيد.....

الحياة الجامعية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 13:23
المحور: سيرة ذاتية
    


الحياة الجامعية
اندمجت بالحياة الجامعية راسا, واستطعت تكوين بعض الصداقات في القسم الداخلي . فمعي في الغرفة فتاة صومالية لايزيد عمرها على السابعة عشر واسمها حبيبة على اسم اختي. وقد احببتها كثيرا وبقيت اتابع اخبارها بعد تفرقنا وعلمت انها عملت في الملحقية الثقافية الصومالية في موسكوفترة. وفي الغرفة المقابلة امرأة سورية, ليلى , لطيفة جدا وطموحة . استطاعت ان تحقق حلمها رغم تقدمها في السن , باستكمال دراستها . بعد ان تحررت من مسؤلية تربية اخوتها بعد وفاة والدها ومواصلة دراستهم وحتى زواجهم لتتفرغ لطموحاتها الشخصية. واختارت فرع القانون الدولي . توطدت بيننا صداقة متينة وكانت الثالثة فتاة لبنانية , نوال, في العشرينات وكان زوجها نديم عبد الصمد عضو اتحاد طلبة الجامعة. ولها طفلة وقد خصص لهم غرفة مع مرافقها في الداخلي . كانوا يدعونا لقضاء بعض الامسيات معهم. وكانت نوال تدرس في فرع الادب الروسي.
وعندما كنا في الصف الاول ورغم اختلاف فروعنا كان درس الاقتصاد السياسي عاما. فكنا نتوصل بالنقاش الى فهم ما يصعب فهمه من الاساتذة. كنت اتجاهل تساؤلاتهم حول هويتي ولاسيما ولهجتي العراقية تفضحني. واسمع الهمس من العراقيين وغيرهم , انها مختفية حتى في موسكو !! لابد وراءها لغز!! وكثيرا ما كنا ندخل في نقاشات سياسية ولاسيما في المنعطفات السياسية وتتبين هويتي السياسية. فطرحت زميلتي السورية سؤالا بعد انقلاب شباط الفاشي, واستشهاد سرم عادل . الم يكن من الافضل لقيادة الحزب الشيوعي العراقي البقاء في الخارج كما يفعل خالد بكداش عندنا!! قلت, لقد تعود الشعب العراقي ان يرى قادة الحزب الشيوعي معه في المحن مهما بلغت التضحيات , وفي هذا سر احتضان الشعب العراقي للحزب الشيوعي وحمايته رغم كل الضربات التي تلقاها والتضحيات الغالية التي قدمها!!. واذا بنقد يصلني عن طريق صلتي الفردية , كيف تنتقدين الرفيق خالد بكداش لبقائه في الخارج بعيدا عن شعبه في المحن!!
وفي احدى النقاشات مع نديم عبد الصمد, وكان ذلك في اوج انجازات جمال عبد الناصر التي وصفت بالاشتراكية في الاعلام السوفيتي , قال, ان هذه الانجازات تجعل من المستحيل التراجع عنها ولا بد له من السير في طريق الاشتراكية. قلت , ليس هناك مستحيلا للعودة الى الراسمالية حتى للبلدان التي قطعت شوطا بالاشتراكية . فالصراع بين المراكز الاشتراكية والراسمالية لا يزال على اشده . ولاسيما في هذه المناطق المتخلفة افتصاديا وسياسيا واجتماعيا حيث تستطيع الراسمالية ان تجد قواعد اجتماعية لها.
وتوطدت صداقتي مع مدرسة اللغة الروسية منذ الصف التحضيري. وكانت تدعوني الى بيتها لامضي عطلة الاسبوع . وكانت امها من الشيوعيات اللاتي واكبن ثورة اكتوبر. وفي احدى المرات دعيت الى اجتماع المنظمة الحزبية للجامعة وفوجئت في اخر الاجتماع بعرض ترشيح معلمتي للحزب الشيوعي السوفيتي وطلب تزكيتها. فطلبت الحديث وقلت بصدق وحماس, انني اتعجب من ان الرفيقة ستيلا ليست شيوعية لحد الان !! فعن طريقها فقط عرفت سلوك الاستاذ الشيوعي مع طلابه!! ذلك الاخلاص والتواضع والعلاقات الحميمية!!
اعتبر الحضور ذلك خير شهادة لها وتزكية لسلوكها فقبلت عضوا في الحزب راسا.
مضت سنة التحضيري والاول وانا متفوقة بالدراسة وملتزمة بعلاقاتي . وكان الرفيق المسؤل عني لطيفا معي وساعدني كثيرا. وفي السنة الثالثة وانا في الصف الثاني اصبت بوباء الانفلونزا الذي كان في تلك السنه قاتلا فقد قتل العديد واصاب الكثيرين بعاهات مختلفة. واصابني بالتهاب السحايا. وكانت الرعاية الصحية فائقة . وبعد ستة اشهر من العلاج والنقاهة في المصحات , التحقت بالدراسة دون ان استطيع مواكبة الدراسة المنظمة وحضور المحاضرات . اذ كان ينفصل السمع عن الفهم واصاب بالدوار كما يجري معي الان ومنذ ثلاث سنوات حيث يتعذر حضوري اي اجتماع . ومع ذلك رفضت عروض الاطباء باخذ اجازة دراسية لسنتين للاستراحة. واجتزت السنة الدراسية الثانية الى الثالثة وصحتي تتحسن. ولمساعدتي اسكنت في غرفة كبيرة مع طالبتين سوفيتيتين شيوعيتين , كلارا وكانت من الشيشان الذين هجرهم ستالين اثناء الحرب العالمية الثانية الى سيبريا لتعاونهم مع القوات الفاشية. قتل كل اهلها وتربت في احضان السلطة السوفيتية. وبقيت تتحدث عن تلك المأساة بمرارة . وايرا الملدافية, وكانت ابنة احد شهداء الحرب العالمية الثانية , وتربت في احضان امها المدعمة من قبل السلطة السوفيتية. واذ كن يعاملنني جيدا ويستعرن ملابسي الا انهن لا يخرجن معي. فكلارا صديقها قفقاسي, حسن تخرج معه , كان شيوعيا وكلف مرة بمساعدتي في درس المحاسبة لانني لم استطع حضور المحاضرات وفي الامتحان الذي اجتزناه سوية حزت على الممتاز وحصل على الجيد!! حزن ولم يتلقى شكري بارتياح. فالطلبة السوفيات يتلقون 45 روبل شهريا مساعدة , اي نصف مخصصاتنا الشهرية على اساس ان ذويهم يساعدوهم. والمتفوقون الذين يحصلون على درجة ممتاز ب 75يالمائة من المواد الدراسية يتقاضون 60 روبل بكل درجة وحتى الجيد تؤثر على رواتبم. اما ايرا وهي فتاة جميلة جدا كانت تفضل الخروج لوحدها حيث تستطيع ان تجد من يدعوها الى حضور عرض مسرحي او باليه. والشيء الجيد انهن لا يدعون اصدقاءهن الى الغرفة حذرا مني. ورغم ان ايرا كانت معي في الصف الدراسي والمجموعة الا انها اعتذرت عن مساعدتي في الدراسة لانني اتفوق عليها بالدرجات رغم ان مركزها الحزبي يجعل الاساتذة يعاملونها معاملة متميزة . وبعد فترة وجدت لها صديقا وكان عاملا. وسألتها مرة , هل هو شيوعي ايضا, قالت انه يرفض الاتنماء للحزب. وعذره , ان الحزب الشيوعي لا يقدم للعمال الشيوعيين سوى المزيد من ساعات العمل وايام عمل اضافية تبرعا لهذه الدولة الفقيرة او تلك او لهذا المشروع الانساني او ذاك!! فلا يجد العامل يوما وحتى ساعة للراحة. في حين يتمتع المثقفون من الشيوعيين بكل الامتيازات .
شغلت فكري كثيرا مثل تلك الملاحظات. ومرة ذهبت لتصليح حقيبة لي ودلوني على محل عمل خاص. وفي انتظار انجاز التصليح تحدثت مع احد العمال. فقال لي, ان ما يجري في بلادنا مناهض للاشتراكية ولاسيما ما يعانيه العمال. واننا نحتاج الى ثورة اكتوبر ثانية لتصحيح الاوضاع!!وكنت انقل ما اسمعه الى الحزب ويبقى يشغل تفكيري كثيرا. وفي احدى المرات وانا في طابور انتظار معاملة حضانة يحيى سألني الموظف عن اجوري فقلت 90 روبل وانا طالبة. فصرخت امرأة من ورائي محتجة, انها طالبة وتتقاضى 90 روبل وانا اعمل ثماني ساعات ولا استلم سوى 60 روبل!!ان هذا ظلم!!.
كنت اناقش معلمتي بكل هذه المواضيع وكانت تحرج احيانا وهي تدافع عن الوضع. كما كنت انتقد المديح الممل لقادة الاتحاد السوفيتي وكثرة الاوسمة على صدورهم. وقلت مرة اننا في العراق لانكيل المديح لاحد الا بعد موته صامدا. فالشيوعي يبقى تحت الاختبار حتى الموت. ولا يشفع له تاريخه اذا اخطأ. وعندما طلبت معلمتي مني الموافقة على ان تكتب هي قصة حياتي رفضت قائلة ان حياتي لم تكتمل فصولها بعد!!



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة الى حياة التلمذة في جامعة الصداقة بين الشعوب جامعة با ...
- الابعاد الاول عن الوطن
- الاختفاء في زمن الحرية
- الحياة الجديدة حياة الحرية
- الفصل الرابع ثورة 14/تموز/1958 ابهج احداث حياتي
- حواري الداخلي
- من افضع جرائم النظام الملكي المجازر ضد السجناء السياسيين
- انهيت عقوبة الابعاد الى سجن البصرة بثلاث شهور
- تعاون الحكم الملكي مع امريكا لمد اسرائيل بيهود العراق وحرمان ...
- تنظيم حياتنا السجنية
- الفصل الثالث عشر سنوات السجن في سجن بغداد المركزي
- الفصل الثالث عشرسنوات في سجن النساء المركزي في بغداد
- 4- الاعتقال والحكم المؤبد
- مساهمتي في وثبة كانون / 1948
- الفصل الثاني الانعطاف الحاسم
- 2- بوادر الوعي الوطني
- الفصل الاول من رحلة حياة البدايات
- البشرية تغذ السير نحو تحررها رغم المصاعب والتضحيات
- رحلة حياة امرأة عراقية عبر اخطر مراحل تطور شعبها والبشرية
- تجتاز البشرية مرحلة المطالبة بالحرية الى مرحلة صنعها


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - الحياة الجامعية