أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد المذحجي - محاوله في تلقي لغة لم تُجهز من خارجها..عن نص ( أكاذيب نونزاي ) لـ نبيلة الزبير















المزيد.....

محاوله في تلقي لغة لم تُجهز من خارجها..عن نص ( أكاذيب نونزاي ) لـ نبيلة الزبير


ماجد المذحجي

الحوار المتمدن-العدد: 1074 - 2005 / 1 / 10 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


( أضع اللغة على الطاولة وأعرف أنها ملعوبه..
لكنني أرفض كل مقترحاتها وأقترح عليها نفسي شرسة )

تمنحني هذه العبارة- المجتزأة من النص- مقدمة للحديث عما أعتبره مدخل دلالي لعلاقة الكاتبة باللغة.
أي باعتبار أن هذه العبارة تمنح مؤشراً على موقع ( نبيلة الزبير ) تجاه هذه اللغة، وهو الموقع الذي أراه يرفض الخضوع للغة مجهزة مسبقاً ومثقلة بتراث هائل من المجازات و( المقترحات ) الدلالية المنضبطة، وهو أيضاً الموقع المتعالي ذاته على لغة مشبعة بالدونية تجاه الأشياء ومختصرة تماماً في هذه المجازات والوسائط التي تقوم بدور تمثيلي كامل ومستقل لها ومن خارجها تماماً،ويريد - لذلك - تحريرها من هذه العبودية المفترضة ومن اختصار المجازات لها والتي تنتج عملية إحالات وتفسيرات تقع دائماً خارج النص. أي أنه موقع يرفض إقامة- مرجعيه أستعارية - تقوم بالتفسير من خارج علاقات النص الوظيفية ذاتها، وهو بذلك يدعو المتلقي إلى عدم سحب النص أو اللغة إلى موقع آخر خارج إطار الاستجابة الجمالية، باعتبار أن أي عملية تفسير عقلية ( أو بحث عن المعنى بالأصح ) تعتمد بالضرورة على وسيط سوف يهدر الأثر الجمالي لصالح إمكانياته التفسيرية ذات الحدود الضيقة والتي لا تنتمي لعلاقات النص ولا إلا ما تنتجه وظائفه اللغوية، ولا يمكنها أبداً تفهم أن الأثر الجمالي هو أثر متحرر من المعنى المتسق ذو الطبيعية الكُليه وغير قابل للتفسير إلا في حدود ما تمنحه كل جمله من إشارات أو معاني مستقلةً عن الأخرى،وأنه يعتمد تماماً على قدرته على إثارة انفعال تجاهه من قبل المتلقي. وأعتقد أيضاً، أن في هذا النص شكل مختلف تماماً عن شكل الكتابة المألوف لدى نبيلة - خصوصاً في إنتاجها الشعري - فهو يعمل على إزاحة الجمل الكثيفة لصالح جملة أكثر تخففاً، أي جمله غير مشغولة بإنتاج الصور أو الاشتغال على البلاغة بقدر ماهي معنية بإنتاج مفارقات متميزة عبر لغة ( سهلة!! )، وهذه مسألة ملفتة ولها علاقة بخيرة الكاتبة على ترويض جموح اللغة وشططها، وعلى عملية التركيب الهادئ والمحترف للجمل الذي يفرغ اللغة من نزقها الغنائي المحمل بالمجاز لصالح فلاشات أكثر بساطه، متعددة ومتتابعة تقوم بالكشف عن المفارقات التي تُريد هي بالضبط ( أي الكاتبة ) تسليط الضوء عليها:
( هناك نيام يمشون
بينما هنالك قلوب تستيقظ في النوم
إذا مر قربها أحد تفتح عينيها..
قربها في أي مكان في العالم )

أعتقد أن المقطع السابق يُفصح بشكل ما عن اللعبة التي تقوم بها نبيلة في النص، فهي لاتكتفي بالمفارقة في الـ ( نيام يمشون ) و ( قلوب تستيقظ في النوم )، بل توسع هذه المفارقة بشكل هادئ وذكي جداً، فالقلوب التي تستيقظ في النوم لا تستيقظ هكذا، إنها تستيقظ إذا ( مر قربها أحد..)، طبعاً هذا القرب ليس قرباً بالضبط وفق ما يحيل إليه للوهلة الأولى، إنه واسع وفضفاض كفاية ليكون ( قربها في أي مكان في العالم )!!. طبعاً لتعود وتشير لاحقاً في مقطع تالي أن هذا القرب هو ( قربها يعني .. يمكن أن يعني ابعد نقطة في الكون ). إن هذه المفارقات أو الألعاب بدلالات المفردات عبر التقطيع إعادة الوصل، لا تعتمد على ما تنتجه لعبه لغة بسيطة فقط، إنه فعل ذهني كثيف يدرك تماماً ماذا يريد أن يقول دون أن يقع في فخ تحميل اللغة ثقل إضافي، أو يضطر إلى لجوء إلى وسائط تفسيرية خارج ما تقود إليه الجملة ذاتها في النص.

( اليوم11 سبتمبر
(عندنا هناك كل يوم هو 11 سبتمبر) سيمنعون تجول القلوب
ويفتشون النوايا
والقلوب التي يثقلها الحب ستجلس في البيت فقد يشتبه بها )

القلوب إذاً لا تستيقظ فقط وتفتح عيونها ،إنها متهمة أيضاً!!،و (11 سبتمبر ) ليس حدثا ضخم وهائل واستثنائي كما يتم ترويجه فهو يتكرر كل يوم (عندنا هناك كل يوم هو 11 سبتمبر )، إنه شغل لافت، فالقلوب أفرغت من دلالاتها المباشرة التي تعودناها " اقصد إيحائها المعنوي فقط "، وأصبحت قلوباً تفرك عينيها وتشخر حين ( يجيء وقت النوم )، و ( 11 سبتمبر ) تحول من حدث ضخم أعاد تشكيل العالم برمته، إلى حدث سفيه ومتكرر ويؤدي فقط إلى منع تجول القلوب، تلك التي يجب أن تبقى في البيت لأنها متهمة بالإرهاب!!.
إن متعة اللغة عند( نبيلة ) إنها لغة لا تجازف فقط بإهدار دلالات المفردات المتكررة، وتعمل على إفراغ المتلقي من توقعه المسبق لمعاني محددة، بل تعمل على منح هذه المفردات مساحة أكثر سعه لصناعة دلالات تخصها، وتتعلق بها مباشرةً - أي لا تنتمي لشيء خارجها - وتصنع لها قواماً وملامح جديدة، وهي ايضاً تعمل على إشراك هذا المتلقي وجعله يحرك سلسة من عمليات القراءة الكاشفة للنص دون أن يضطر إلى البحث عن معنى كُلي وفوقي/تفسيري كالعادة، بل إلى البحث عن معاني متعددة تتعلق كل واحدة منها بأحد سياقات النص، أو بأحد جمله فقط. أي معاني تنتمي للنص تماماً ولا تحلق خارجه.

( سيستغربون "صباح الخير" التي الصقها بجدار الجهات
الناس يقولونها حين يستيقظون..وأنا لا أستيقظ
ما الفرق..

كانت تلك أولى اكتشافاتها..
وأصبحت تريد أن تكتشف كل يوم وتلتذ
البنت التي اكتشفت كذبة الوقت... )

هذا النص فاضح تماماً، إنه مزاج متفلت صار له قوام وأطراف تساعده على الحركة والخدش هنا وهناك. إنه مزاج ( نبيلة ) التي لا تبحث عن مطابقة اللغة للعالم، بقدر ما تبحث عن كشف اللغة لنواقص هذا العالم وأماكن ضعفه، إنه مزاج ليس معني بالتفتيش في الأماكن السرية لكي يُقدمها، بل يعمل على كشف هشاشة اليافطات العريضة المبثوثة في كل مكان وعدم تماسكها، إنه مزاج يحرر المصمت، ويُحضر الهامش من الاطراف إلى المركز تماماً في اللغة.
إن ما أظنه مهماً تماماً في هذا النص هو منحه الأشياء المتداولة دائماً- والصامتة دائما أيضاً - التي أُلبست معاني واحدة فقط صوتاً، وجعلها تحضر كما هي لا كما تعودت. إن الكذبة: ( لم تكن الوقت )، بل ( كانت البنت في لعبة الوقت )!!، ثم تخشى أن تكون قررت شيئاً لتعود لاحقاً وتتسأل: ( هل كان الوقت الكذبة أم البنت )؟.
إنه قلق واضح، فهي لا ترغب بان تستبدل المعنى الواحد الملحق قسراً بهذه الأشياء الصامتة بمعنى آخر فقط، لذلك هي تُسأل هذه الأشياء، وتمنحها الحق - الذي سلبت إياه طويلاً - في أن تعترض أو توافق أو..أو...
إن هذا النص يتحرك كثيراً، إنه أشبه بهذيان، كلام يقف على الحافة الأخيرة ويريد أن يصرخ بالكثيرين كي ينتبهوا إلى ما لديه قبل أن يسقط في شروط جديده.......
إنه يندفع فجأة ليبدي انزعاجه:

( تضحكني لاتزال كلمة"دائماً"و"الدائم"و"مع حبي للأبد"
لم أجد لها طاولة..
ولم أستطع أ أشربها من يد أحد
"دائماً"كذبة تصلح لنبي..أو لإله من سلالة الأكاذيب الكبرى.. )

أو لتنتبه فجأة من استغراقها لتقول بشكل ابتهالي:
( أيتها الحياة..أحبك على الرغم منك وهل كان الحب إلا اغتصاب قلب فارغ.. )

هناك أيضاً منحى آخر في هذا النص، فهو يعمل على تفكيك أسطورة الشاعر/ الرائي العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من خلفه أو من بين يديه، إنها تستعيد ( بود لير )، فمرة لتعترف له:
( آه يا بود لير كم كان لجملتك هذه أن تؤذيني قبل عدة أكاذيب.. )

ومرة أخرى لتسأل بسخرية و هدوء:
( هل لا يزال بود لير خلف ستارته السوداء يتوهم شراً لائقا بأزهاره.. )

إنها أيضاً تُعلق محمود درويش في ذات الهواء البارد وتتركه يرتجف:
( سأتذكر درويشا "م.د" في حوار قصير معه قبل سنة، استنكر عليَ تعبير "أكاذيب" واقترح أن أستبدلها بـ:أوهام
لا..!
الأوهام محض ضلالات..يمكنها أن تتوافر بذاتها في أبسط محموم ).

إنها لا تقر شاعراً مطمئناً إلى مقولاته ومسالم: ( لا أتخيل شاعراً بدون مخالب.. كما لا أتخيل كلباً لا ينبح ) ، وتوضح لاحقاً أن الشاعر يبتكر القلق والهلوسات حين لا يجدها من حوله، ليخوض فيه دائماً كي يفكك التماسك البليد الذي يمنحه الاطمئنان والمسالمة تجاه الأشياء:
( سيكون الفرق بين العصابي والشاعر أن الأول يعاني هلاوس حسية "وميتا فيزيقية" ،بينما الآخر يبتكر تلك الهلاوس ويخوضها دون خوف..)



إن هذا النص، نموذج ممتاز لما أظنه النص المفتوح الذي يعمل على تحطيم الشروط ( الشروط باعتبارها انضباط مسبق يتم العمل وفق حدوده ) وفتح اللغة على إمكانيات جديدة ومغامرة لا يمكن توقع نتائجها، سواء على مستوى أثرها الجمالي، أو ما هو شكل تناولها للأفكار، وأيضاً باعتباره نص يمنح المتلقي حرية هائلة في تفعيل دوره كمنتج جديد له، وتمنحه أيضاً القدرة على إعادة تشكيل هذا النص الغير المشروط أبداً في موقع آخر،أي جعله مثلاً: مشهداً سينمائياً، أو قصيدة، أو مقطع روائي أو، صورة فوتوغرافية، أو أي شيء آخر يريده.
إنه نص يعمل وفق تجريب عالي في اللغة وفي الأفكار، عبر أدوات فنية متمكنة تماماً، ويمنح أي متلقي جاد الفرصة للقيام بعمليات ذهنية واسعة غرضها اكتشاف امتيازات هذا الشكل الجديد والفارق من الكتابة ( أو النصوص ) الذي يستطيع - بإتقان - أن يجعله يستجيب جمالياً وينفعل تجاه النص، دون أن يقع في تحفظ أو انزعاج من شكله الغير سائد.


......................................................................








النص:

أكاذيب نونزاي..
*نبيلة الزبير
بأكاذيب قليلة.. وقابلة للتعديل



صباح الخير يا جدار
ـ
هذه ليست لك
إنها لثقوب أحدثها شخير ما


هنالك نيام يمشون
بينما هنالك قلوب تستيقظ في النوم
إذا مر قربها أحد تفتح عينيها..
قربها في أي مكان في العالم

القلوب ليست لها جثمانات
ليس لها جسم
قربها يعني.. يمكن أن يعني أبعد نقطة في الكون


صدري يؤلمني
أضع إصبعي بعيدا عن القلب أشير إلى نقطة في جدار
هذه تؤلمني..
موحش أن يكون الوجع في القلب
قلبي الذي يصحو في نوم الجميع


اليوم 11 سبتمبر
(عندنا هناك كل يوم هو 11 سبتمبر)سيمنعون تجول القلوب
ويفتشون النوايا
والقلوب التي يثقلها الحب ستجلس في البيت فقد يشتبه بها
يشتبه بحمولتها وأثناء التفتيش قد تحال إلى "قفص" إضافي بتهمة الشروع في الإرهاب
هنالك لحظة في الحب هي محض إرهاب
الحب إرهاب مستتر
إرهاب مرتد إلى الداخل
من الذي يلقي القبض على هذه التكتكات العالية
تك
تك
تك
تك
هذا قلبك يشخر
صحيح
ويغط إلا في النوم
وينعس
هو الآن يفرك عينيه
قلب يشخر ! حين يجيء وقت النوم


صباح الخير
لك
ليست مشكلتي أيها الجدار أنك أصبحت محض ثقوب


يستغربون "صباح الخير" التي ألصقها بجدار الجهات
الناس يقولونها لك حين يستيقظون.. وأنا لا أستيقظ
ما الفرق..



كانت تلك أولى اكتشافاتها ..
وأصبحت تريد أن تكتشف كل يوم وتلتذ
البنت التي اكتشفت كذبة الوقت..


الكذبة لم تكن الوقت
كانت البنت في لعبة الوقت

فككت النهار والليل إلى جفنين يمحي خيطهما
ثبتت جفنيها كأنْ بقوس قزح

السهر ملون.. والنوم عادة بالأبيض والأسود

لا لون في أحلام النوم

اكتشاف جديد ستصيح: هيييييي..
الاكتشاف ليس لها ويدعي أنه علمي
كان علميا أيضا ما قرأته في نظريات النوم
خمس نظريات في النوم
خمس شهادات زائفة

حين يصبح كل ما تقرئينه محل تطبيق!!
تصبحين أنت ـ بالتأكيد ـ عينة معملية..
لعبة يمكن تفكيك دميتها على طاولة الوقت..


هل كان الوقت هو الكذبة
أم البنت؟

من فكك الطاولة..
الطاولة التي كانت البنت تصنع عليها ألعابها
تصنع ألعابا لتفككها..

لا تقولوا الوقت.. الوقت ليس أحدا وليس شيئا كي يلعب أو حتى كي يذهب..
الوقت جهة يمكن اختصارها إلى شهقة
الوقت شهقة نثبّت فكيها بقوسين
(فككوا قوس الوقت إلى فرح)
فرح دائم..
تضحكني كلمة "دائم"
ما الذي يحتاجه فرح كي يكون دائما
الفرح كذبة..
وكل كذبة ثمالة وكل ثمالة هي النار

بوسع الفرح أن يكون "دائما" ويتمطط
دون أن يشترط علينا أعصابا من الربل
البلاستيك الرديء التوصيل للحب
ما من فرح دون حب .. وما من حب دون أوتار عصبية يكون بوسع اللمسة أن تقطعها
نفس اللمسة تصيرنا إلى محض وتر مكشووووف
هكذا ننعزف ونفرح
هكذا في أبسط كذبة..


تضحكني لا تزال كلمة "دائما" و "الدائم" و "مع حبي للأبد"
لم أجد لها طاولة..
ولم أستطع أن أشربها من يد أحد
"دائما" كذبة تصلح لنبي.. أو لإله من سلالة الأكاذيب الكبرى..

أكاذيبي ليست بتلك السهولة
تعلمت الكذب على يد الفاقة والنقص..
لم أفهم الأكاذيب الجاهزة ولم أطمئن لها..
عشقت الأكاذيب التي أصنعها أنا..
لم أكن أعشق الأكاذيب
كنت أعشق صنعها..

البنت التي فتحتْ دكانة لبيع أكاذيبها بالمجان..
كانت تتخلص من أكاذيبها أولا بأول لأنها تريد كل مرة لعبة جديدة

الوقت لم يعد لعبة تذكر..
الوقت لصاحب الوقت..
لموزع البريد
وسائق الحافلات العامة
وحفار القبور

والطاولة تجثو على نفسها
اجلسي أيتها المهرة
وقوف الطاولات على ساق واحدة هو الذي سذاجة وإلحاح لا تبرره الغاية..

"الغاية"
أتذكر الآن جملة بطلتي ـ التي سرقتها من فمي
(أبطالنا يسرقون الماء من أفواهنا لهذا نجف بعد كل كتابة):
"اللعنة على الحياة بسبب"



أيتها الحياة.. أحبك على الرغم منك
وهل كان الحب إلا اغتصاب قلب فارغ..

أتذكر الآن ـ أيضا ـ صدر أم ورأس بنت..
أحدهما كان فارغا والآخر هو الذي كان "دائما" متهما بالثقل.. مع أنه حينها
حين دُفع به بعيدا تطاير كبلونة، لم يقع على الأرض .. ولم ينفجر في الهواء..

الذي دوى حينها كان ضحكة "زوج"

نادرة هي المرات التي سمعت فيها ضحكة زوجي

تساءلت أيضا كم من الأزواج يحملون ذراعين "شاغرين لك" ويمكن فتحهما واستعمالهما نهارا.. لحاجات ليست بالضرورة من تلك التي يمكن قضاؤها في الحمام..

الصورة بهذا البعد "القبيح" ل"بودلير" "ثمة مكانان فحسب، فيهما، تدفع كي يصبح لك حقٌ أن تصرف: المراحيض العمومية والنساء".

آه يا بودلير كم كان لجملتك هذه أن تؤذيني قبل عدة أكاذيب..

لا أتخيل شاعرا بدون مخالب.. كما لا أتخيل كلبا لا ينبح..
بدون تلك الشراسة.. لا بودلير إذن..

هل لا يزال بودلير خلف ستارته السوداء يتوهم شرا لائقا بأزهاره..

الأوهااااام..
سأتذكر أيضا درويش "م.د" في حوار قصير معه قبل سنة، استنكر علي تعبير "أكاذيب" واقترح أن أستبدلها ب:أوهام..

لا..!
الأوهام محض ضلالات.. يمكنها أن تتوافر بذاتها في أبسط محموم

سيكون الفرق بين العصابي والشاعر أن الأول يعاني هلاوس حسية أو ميتافيزيقية بينما الآخر يبتكر تلك الهلاوس ويخوضها دون خوف..

الوهم حالة.. طوعتك أم طوعتها إنها مجرد حالة
الكذب ابتكار وخلق وتورط عظيم..

هكذا أدافع عن أكاذيبي
عن حقي في الفعل..
عن موقعي في الجملة المفيدة حسب النحو العربي..
النحو نفسه الذي يدلي لي لسانه كلما "توهمت" أنني أتواجد في مكان الفاعل..

وأنا لا أركن للأوهام..
لهذا أفجر اللغة من تحتي وأقف على أنقاضها..
- تفجرين من..!
- اللغة..
- هاهاهاهاها
هذه كذبة صعبة..
لأنها صعبة أدعيها..
أضع اللغة على الطاولة وأعرف أنها ملعوبة..
لكنني أرفض كل مقترحاتها وأقترح عليها نفسي شرسة

لابد من شراسة عالية كي تبتلع اللغة لسانها الذي تدليه بسبب وبدون سبب..

إلى الآن لم تقتنع السيدة "اللغة" إلى وجودي الحبي معها على نفس الطاولة..
حتى الرجال دلت لهم لسانها حينما أرادوا أن يكتبوا بعيدا عن فحولتها..

كلاهما يمد يده عبر مضيق الآخر ليعبر وحده

الشاعر/ة واللغة جاران على طاولة اللعبة

من الذي يلعب الآن..!



#ماجد_المذحجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنية مغلقه.. و تحيزات جاهزة... عن المشهد الثقافي السوري
- الخفة كحاصل ضرب الشاعر برسائل الفتاة المراهقة
- هوامش ثلاثه عن انطفاء الرجل الذي غادر
- التفاصيل باعتبارها ملاحظات يكتبها الرجل الضجر
- عن التهديد بالقتل للصحفيين اليمنيين.. الإقصاء والعنف مفردات ...
- فن السينما... النشاط البصري كصناعة ثقافية
- طروادة فولفجانج بيترسن وإعادة كتابة الأسطورة بصرياً
- الحوثي وعلي عبدالله صالح... لصالح من تنهش اليمن؟؟؟
- أفكار في السماعية والنص الشعري
- الرئيس اليمني يهيج القوات المسلحة والأمن على المعارضة والصحف ...
- أغمض قلبك عن وشاية الريح
- مكسوراً كما تريد الملامة
- عن الوقت الذي يمضي فاخراَ ودون انتباه
- حيث لا ننتبه •• مكايدات لعزله ماهرة
- تذييل لخسارات قديمة .. ومتوقعة...
- يمن خارج سياق المدنية.. وخارج سياق الفعل
- تأملات سريعه في الحزب الاشتراكي اليمني .. والمؤتمر الخامس
- هل بدأت الدولة اليمنية تتخلى عن وظيفتها؟؟....


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد المذحجي - محاوله في تلقي لغة لم تُجهز من خارجها..عن نص ( أكاذيب نونزاي ) لـ نبيلة الزبير