أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رواء الجصاني - ذكريات ثقافية واعلامية مع حسين العامل















المزيد.....

ذكريات ثقافية واعلامية مع حسين العامل


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 04:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عزيز اخر يغيبه ذلكم "الموت اللئيم" الذي لم يبرح مترصداً، وفوق نيوبه دم اخوة واحبة واقارب وصحاب، وها نحن لا نملك للتصدي، سوى عواطفَ ومشاعرَ، نتدرع فيها ، وذكرياتٍ يتركها لنا الراحلون، نستقوى بها، ونثيرها بهدف بعض وفاء ...
جمعتني مع الفقيد ، حسين العامل - ابى ياسمين، فضلا عن اواصر صداقة جميلة، محطات عمل اعلامية وثقاقية، ومابينهما، منذ عام 1979 حين حط بنا الركاب الى براغ، مع جمهرة لاجئين، وهاربين من الوطن الذى احرقه الفاشيون والعنصريون والطائفيون، وما فتئوا .. والتحقنا بالسلف، الصالح والطالح، مرغمين، ولنصبح، والى اليوم، سلفاً، ولاندري ان كنا صالحين ام طالحين، فذلك ما سيسجله التاريخ، ويا له من شاهد عدلٍ ناءٍ عن الرياء ...
واذ تتنوع وتتباين تلكم الممحطات مع ابي ياسمين، وتتعدد، سأزعم – كالعادة- أنني اخترت منها منتخبات، تسعى لتتجاوز التكرار، وتحاول ألا تكون مسهبةً دون جدوى، في مثل هذا الملتقى الجليل ...
- بعد تعارف اجتماعي تمدد لبضعة اسابيع، التقيت وابو ياسمين للمرة الاولى، ربيع العام 1979 في اطار فريق، ضم - اضافة لكلينا – باحثةً وكاتباً واعلامياً وصحفياًً، ليساعد في اطلاق دورية باسم " رسالة العراق " قررت قيادة الحزب الشيوعي اصدارها، مع نشريات اخرى في الخارج، للتضامن مع الشعب العراقي ضد الارهاب في البلاد ...
- وبعد ذلك باشهر قليلة، ننطلق في التهيئة لتشكيل فرع براغ لرابطة الكتاب والصحفيين الديمقراطيين العراقيين، ويكون ابو ياسمين، وكما هو مفترض، ضمن " طهاة " تلكم التهيئة، الماهرين، واظهارها بعد ذلك للعلن، في مؤتمر انتخب اللجنة الاولى للفرع، برئاسة الراحل العزيزالاخر، شمران الياسري "ابو كاطع" الذي كاد ان يُفشي بـ"صراحته" المعهودة، اسماء "الطهاة" و"مؤامراتهم" بحسب تعبيره ...
- وفي النصف الثاني من الثمانينات الماضية، نلتقي مجدداً لنعمل مع رفاق محددين لنعنى هذه المرة، باصدار نشرة باللغة التشيكية، عن الاحداث في العراق، ومايتعلق بها، وبشكل شبه سري، احترازا من زعل المضيفين الشيوعيين التيشكوسلوفاكيين- "الاشقاء" بحسب المتداول آنذاك - الذين لم يكونوا متفقين مع مثل ذلك الاصدار، وان علمتُ بعد فترة بانهم قد عرفوا بالامر، ولربما قبل صدوره حتى، ولكنهم غظوا الطرف، وكأنهم لا يعرفون...
- اما في العام 1988 فقد انتخب مؤتمر فرع رابطة الكتاب في براغ هيئة ادارية جديدة، شيئَ لي أن أكون رئيسها، وضمت الى جانب الفقيد ابي ياسمين: الفنان والموسيقي كاكا روزكار، والصحفي قيس قاسم... وبقينا طوال عام كامل نسيّر الامور سوية، بنشاطات متميزة كما ادعي، وبمساعدة ممثل المركزالاوربي للرابطة المقيم في براغ انذاك : الشاعر الباهر، صادق الصايغ .. ثم تَسلمت "الراية" بعدنا هيئة ادارية جديدة ترأسها عبد الاله النعيمي، وضمتني من جديد ، الى جانب كل من: حميد برتو ومفيد الجزائري... ثم أنفرط "العقد الفريد" منذعام 1990 وربما الى اليوم ...
- وفي عام1991 تنشط التهيئة في براغ لتشكيل "النادي العراقي"... ولا بد ان يكون لحسين العامل – ابي ياسمين- دور مميز في ذلك الشأن، وان من خلف "الكواليس" اول الامر... ففي حين عمل الثلاثي : حليم جعفر وخالد العلي ورواء الجصاني، باتجاه التأسيس، علانية، راح ابو ياسمين، محوراً شيوعياً، مع بعض رفاقه، ومن بينهم عباس عبيدش وخير الله رستم وغيرهم، يعد لانطلاقة ذلك الاطار الجديد لبنات وابناء، ونساء ورجال الجالية العراقية، وفي براغ بشكل رئيس... وقد بانت، وطفت الى السطح حينها خلافات هنا، واخرى هناك، حول عدد من الممهدات والمفاهيم في متطلبات ونشاطات الاطر الديمقراطية والجماهيرية، ومن بينها النوادي الاجتماعية، مثل نادينا الذي نعمل لاطلاقه، وربما ما زال جانب من تلكم التباينات قائماً الى اليوم ... ونلتقي مع ابي ياسمين لنتحاور ونتجادل حول الامر، ولكن من دون جدوى. وزعلنا مع بعضنا قليلا، غير ان الفقيد بسجاياه المعروفة ، لم يدع الامر يؤثر على العلاقات الثنائية او الشخصية، وكان بحق: رائداً في الايمان بمقولة " وخلاف الرأى لا يفسد في الود قضية" ...
- ثم اتوقف هنا – في هذه المحطات - على نشاط مشترك جديد مع ابي ياسمين، وهو فعالية الاحتفاء عام 2000 في براغ بمئوية الجواهري الخالد، ضمن لجنة تحضيرية ، كان هو وعلاء صبيح وخالد العلي يمثلون فيها النادي العراقي، والى جانبهم عباس عبيدش واخرون ، وقد رأس اللجنة اياها حميد برتو، بينما كنت اشارك فيها ممثلا لعائلة الشاعر العظيم .. واشهد هنا من جديد ان ابا ياسمين كان حريصاً، دؤوباً على انجاح تلكم الفعالية التي تميزت، مشاركة وحضوراً، ومعنى ومبنى، كما يقولون . وقد عُهد للفقيد العزيز، الذي نتحدث عن ذكراه اليوم، بادارة الحفل الاحتفائي، وتنسيق فعالياته، وأجاد في ذلك، وجاد، كما هو متوقع ، ويزيد ..
- وبهذا السياق لا بد وان انوه، ولو سريعاً الى ان ثمة علاقات متميزة كانت لابى ياسمين، مع الجواهري، ولعل اقدمها حين ترجم من التشيكية الى العربية، رواية "حرب مع السمندر" للكاتب المسرحي الشهير "كارل تشابيك" اواسط الستينات الماضية، فساعده الشاعر الخالد في "تأنيق" الترجمة، فارضاً ألا يُشار لاسمه في ذلك الجهد... وهنا اتوقف سريعاً لأشهد مرة اخرى أن الجواهري اختار أبا ياسمين، وبالتحديد، اواخرعام 1990 لكي يترجم له، ويوصل منه، رسالة الى الرئيس التشيكوسلوفاكي في حينها: فاتسلاف هافل، حول قضية شخصية، لا يعرفها الا ثلاثة من المقربين، وحسب... ولا نود الاسترسال عنها أكثر، اذ للمجالس أمانات، كما عُودنا ، واعتدنا. ومن الطريف بهذا ألامر ان الجواهري – كما هي عادته - راح قلقاً، وربما مرتاباً حتى، من أن ابا ياسمين، لم يهتم بالقضية بما يكفي.. وكل ذلك لان القصر الجمهوري لم يرد على الرسالة، برغم انقضاء نحو ست وثلاثين ساعة على ارسالها، وتلكم الفترة جد طويلة بالنسبة للجواهري، وكأن ليس لرئيس البلاد مهاماً غير تلكم الرسالة ... ودفع القدر ما كان أعظم، من قلق وشك، اذ وصل ممثلون عن الرئيس هافل الى بيت الجواهري في براغ لمتابعة الموضوع، بعد مروربضعة ساعات فقط، على تلكم الساعات الست والثلاثين ...
* * *
اخيرا لا بد لي أن اشير الى ان لجميع المحطات، او الوقفات السابقة، تفاصيلَ ضافيةً، آمل ان تتاح فرص قادمة للحديث عنها، مع مزيد من التوثيق عن الفقيد العزيز ابي ياسمين، وكلها تؤشر لسجايا تميز بها، وسعى لان تكون خاصة به، ومن اروعها: التواضع والتسامح والابتعاد عن التناحر والغلو، بل الحرص على اولوية العلاقات الاجتماعية ، في زمن صار فيه الكثيرون ينحون خلاف تلكم الشيم ، ولا نزيد في الوصف والتوصيف ... كما لا يفوتني التنويه - حرصاً من جهة، واحترازاً من جهة اخرى - الى احتمال ان يكون ثمة في بعض المعطيات السابقة ما يحتاج لشئ من تمحيص اضافي.. فقد اعتمدت في تسجيل كل ما سبق من تأرخةٍ بالاعتماد على الذاكرة وحسب، ويا لها من ذاكرة تغبط اصدقاء حميمين، وتثير في ذات الان "أعدقاء" مهمومين، ولا تسمح مناسبة اليوم بالاستطراد...
مع تحيات مركز الجواهري في براغ-www.jawahiri.com
------------------------------------------------
* مداخلة القيت في الحفل التأبيني الذي أُقيم في براغ بمناسبة اربعينية الاعلامي والمترجم ، والوجه الاجتماعي والسياسي المعروف حسين العامل .



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجّدَ شهداءها، وجرّمَ منفذيها / الجواهري حذر من ممهدات كارثة ...
- الجواهري يعود الى بغداد، عام 1968، بعد سبعٍ عجاف
- استذكارالاحباء يفيض، بمناسبة السنة الجديدة
- الجواهري ... بين المعري وعبد الكريم كاصد
- ذكريات وشهادات حول -ذكريات- الجواهري
- وثيقة تاريخية تنشر لاول مرة : هكذا لجأ الجواهري الى براغ قبل ...
- احدثكم عن بعض سبعينات الجواهري في براغ ، وحولها..
- حين رد الجواهري على -العاوين- ونباحهم ، قبل 37 عاما
- -السومرية- في ذكرى مولد الجواهري ، ورحيله ... وللحديث شجون
- أحدثكم عن بيت الجواهري ، الأول والأخير في العراق
- شؤون عربية في تاريخ تشيكيا الحديث
- رسالة مفتوحة الى الطالباني والمالكي والدليمي والعيساوي ... م ...
- جمعيات وروابط الطلبة العراقيين خارج الوطن 1978-2003.. ربع قر ...
- هكذا كتب الجواهري قبل أزيد من نصف قرن عن هموم الوطن والمواطن ...
- بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لتأسيس المنتدى العراقي في تشي ...
- ... وتستمر الايقاعات والرؤى عن الجواهريّ، شاعر الأمتين
- من سجل الجواهري، السياسي
- الجواهري في عواصم عربية وعالمية
- الجواهري في مناسبات عربية وعالمية
- شباط 1963... كارثة وطنية ، ولجنة للتضامن برئاسة الجواهري


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رواء الجصاني - ذكريات ثقافية واعلامية مع حسين العامل