أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - !إيران وعروبة العراق














المزيد.....

!إيران وعروبة العراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1073 - 2005 / 1 / 9 - 09:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد أخيراً في عمان,عاصمة المملكة الأردنية, للتباحث حول تأمين الأمن والاستقرار للعراق ومنع تسلل الإرهابيين عبر الحدود وضمان عدم التدخل في شئون العراق الداخلية وفي شئون انتخاباته الانتقالية القادمة, خرج مساعد وزير الخارجية الإيراني على الوزراء المجتمعين بمفاجئة سرت غالبية الحضور وهللت لها, إذ أعلن بأن إيران تعترف بعروبة العراق وتريد الحفاظ على هذه العروبة ووحدة العراق. فهل في هذا القول ما يؤكد محاولات إيران الجدية في شق وحدة الصف العراقي, وهل هي مكرمة إيرانية جديدة تقدم للشعب العراقي تضاف إلى مكارم إيران السابقة التي لم تكف يوماً عن التدخل المباشر وغير المباشر في الشئون العراقية منذ سقوط النظام الدكتاتوري؟
تحاول إيران أن تلعب من جديد على الوتر القومي الذي ينعش الشوفينية العربية ويهلل لها كل الشوفينيين العرب أينما كانوا. ولكنها عبثاً تحاول, فإنها سوف تعجز عن الوصول إلى أهدافها غير السليمة والمرفوضة التي لا تصب في مصلحة الشعب العراقي ولا في تعزيز أمنه واستقراره واستفادته من التجارب الغنية السابقة.
العراق أيها السادة حكام إيران عربي وكردي وتركماني وكلداني وآشوري منذ مئات ومئات السنين, ولم يكن يوماً ما فارسياً أو عثمانياً ولن يكون أيضاً, رغم احتلاله لقرون طويلة من قبل الإمبراطوريتين ورغم التدخلات الإيرانية والتركية المستمرة في الشئون الداخلية للعراق.
العراق عضو في الجامعة العربية وسيبقى كذلك, والعراق سيكون عضواً في مجلس دول الخليج العربي–الفارسي أيضاًً, ولكن العراق جزء منه عربياً وجزئه الآخر كردستانياً شئتم ذلك أم أبيتم, وكذا إيران وكذا تركيا والبعض من سوريا. وعليكم أن تدركوا هذه الحقيقة, إذ أنكم بنكرانكم هذه الحقيقة تساهمون في فج رؤوسكم, تماماً كما يقول المثل البريطاني فالحقائق, أيها السادة في الحكومة الإيرانية, صخور صلدة من لا يعترف بها يرتطم بها ويفج رأسه.
لا يجوز لكم ولا يمكنكم أثارة الصراع في العراق كما حصل أن ساهمتم في تعميقه في أعقاب ثورة تموز 1958 عندما تفجر الصراع في ما بين القوميين من جهة, والشيوعيين والديمقراطيين العراقيين من جهة أخرى, حول الوحدة مع مصر وسوريا أم الاتحاد الفيدرالي! لن نسمح لكم بالفرحة على حساب دماء ودموع العراقيات والعراقيين من عرب وكرد وتركمان وكلدان وآشوريين, لن نسمح لكم بأن تتدخلوا في شئون العراق ولن نسمح لأعوانكم بذلك, لقد أدركت الأحزاب السياسية العراقية, بما فيها أحزاب الإسلام السياسي المعتدلة, مساعيكم للتدخل في شئون العراق لأسباب كثيرة, لما فيها خشيتكم من الديمقراطية والفيدرالية الكردستانية, لِمَ بدأتم تتحدثون وعلى حين غرة عن عروبة العراق وعن استقلال وسيادة ووحدة العراق.
نعم وبالرغم منكم, العراق عربي, ولكنه كردي أيضاً, والعرب والكرد شركاء في هذا الوطن بإقليميهما العربي والكردستاني, كما يساهم في هذا الوطن المشترك التركمان والكلدان والآشوريين.
ألم يكن الأفضل لكم, وبدلاً من إثارة العرب على الفيدرالية الكردستانية في العراق, أن تمارسوا سياسة أخرى إزاء القضايا القومية في إيران, خاصة وأنكم تدّعون ممارسة سياسة "الديمقراطية الإسلامية!" في إيران, أن تسمحوا للشعب الكردي في كردستان إيران أن يتمتع بحقوقه القومية العادلة والمشروعة, حقه في تقرير مصيره بنفسه, وربما اختار الفيدرالية والاتحاد في إطار إيران الراهنة. أنا واثق ثقة لا حدود لها بأن الشعب الكردي في كردستان إيران (كردستان الشرقية) لن يكف عن مطلبه العادل والمشروع الذي تقره القوانين والشرعة الدولية, حقه في تقرير مصيره لنفسه, وأن الأمر ليس سوى مسألة وقت حيث سيعزز نضاله من جديد وبقوة أكبر من أجل تحقيق هذا الهدف المشروع.
كفوا أيها السادة عن التدخل في شئون العراق, إذ لن تجلب لكم سوى الخيبة. اسحبوا جماعاتكم, سواء أكانوا جواسيساً أم مسلحين, سواء أكانوا إيرانيين أم عراقيين, من البصرة وكل الجنوب ومن بغداد أيضاً, أغلقوا دور التجسس التي فتحتموها بعد سقوط النظام في العراق, كفوا عن إرسال الأموال والرجال إلى العراق وبالطرق المختلفة التي لا تخفى عن العارف اللبيب بسياسات المحافظين الإيرانيين والحرس الثوري وأهداف تصدير الثورة الإيرانية.
نحن نريد الصداقة مع الشعوب الإيرانية ولا نريد التدخل في شئون إيران, ولكن لا نريد أيضاً من يتدخل في شئون العراق.
تعرفون جيداً بأن القوى الديمقراطية العراقية قد سكتت طويلاً عن تدخلاتكم السابقة التي دفعت الطاغية لاستخدامها حجة لشن حرب ظالمة وعدوانية ضد الشعوب الإيرانية, وإذا كانت هذه القوى قد سكت عن رفضكم إيقاف القتال حتى بعد طردكم قوات الاحتلال العراقية من الأراضي الإيرانية وتطهيركم الأرض الإيرانية من رجس المحتلين فلول قوات صدام حسين, فإنها لن تسكت وستطالبكم بدفع التعويضات عن استمرار الحرب لسنوات إضافية رغم طردكم للقوات العراقية من الأراضي الإيرانية, ورغم طلب الطاغية صدام حسين بإيقاف القتال, تماماً كما تطالبون بالتعويضات عن بدء الحرب واحتلال العراق لأرضكم. لقد كان بالإمكان تقليص معاناة الشعبين وتقليل عدد القتلى والجرحى لو كان السيد روح الله الخميني الراحل قد وافق على اقتراح الطاغية صدام حسين وأوقف القتال.
نقول لكم مجدداً العراق يمتلك هوية متعددة القوميات والثقافات والأديان والمذاهب, هوية عربية وأخرى كردية ..الخ, وهوية آسيوية وشرق أوسطية وخليجية, هوية إنسانية. والعراق مكون من إقليمين عربي وكردستاني وما عليكم إلا احترام إرادة الشعب العراقي في إقامة جمهورية عراقية فيدرالية ديمقراطية موحدة, والكف عن محاولة أثارة الفتن والمشكلات.
برلين في 7/1/2005 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نواجه قوى الإرهاب المنظم في الموصل؟
- مقابلة صحفية بين السيدة فينوس فائق وكاظم حبيب
- مبادرة جديدة من المجلس العراقي للسلم والتضامن تستحق الدعم وا ...
- رسالة اعتذار وودٍ مفتوحة إلى الصديق والفنان المبدع والمتميز ...
- ما الموقع الذي يحتله العراق في قائمة الفساد في العالم؟ ومن ن ...
- هل من يمارس نشاطاً تآمرياً ضد استقرار العراق؟
- هل تدرك الحكومات الأوروبية ما يريده الإرهابيون في العراق؟
- هل من بديل غير المعركة الحاسمة مع أعداء الشعب عبر صناديق الا ...
- المستقبل المشرق والمستقل للعراق ليس بعيداً رغم أنف الإرهاب!
- نعم, هناك تدخل فظ ومتواصل من جانب إيران وغيرها في الشئون الع ...
- هل هناك تدخل من بعض دول الجوار في شئون الانتخابات العراقية؟ ...
- هل هناك تدخل من بعض دول الجوار في شئون الانتخابات العراقية؟
- ماهي طبيعة العلاقة بين القاعدة الاقتصادية والبناء الفوقي في ...
- ما الدور الذي يلعبه موقع الحوار المتمدن في الصحافة الإلكترون ...
- !إذا كان الإرهاب والموت لا يوحدان القوى الوطنية والديمقراطية ...
- ما الطريق لتحقيق الوحدة الوطنية العراقية في المرحلة الراهنة؟
- هل عصابات الإرهاب في العراق هم من مواطني شعبنا من أتباع المذ ...
- هل من حاجة لمعالجة جادة لقوى البعث في المجتمع العراقي؟
- هل يفترض أن يكون موعد الانتخابات محور الصراع أم سلامة ونزاهة ...
- هل من سبيل غير التحالف الوطني الواسع والقائمة الموحد قادرة ع ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - !إيران وعروبة العراق