أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عامر عبد زيد - الحضارات صراع أم حوار















المزيد.....



الحضارات صراع أم حوار


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 00:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الحضارات ـ صراع أم حوار

يحفل التاريخ البشري بالكثير من الشواهد الدالة على أن الصراع أحد سمات الاتصال البشري، كونه عاملاً مؤثراً في تكوين الحضارات وانتقالها، فبقدر ما كانت الحروب سبباً للدمار، فقد أدت إلى انتقال المعرفة وغيرها من مكونات الحضارة، وفي الوقت نفسه كان للعلاقات السليمة والحوار دور كبير في تحقيق التواصل الحضاري وبناء الثقافات..وإن الشواهد كثيرة على أن الجانب الأكبر من الإنجاز الحضاري لم يكن ليتم لولا الله ثم الحوار كمنهج حضاري للتفاهم والتعايش بين الحضارات؛ مع مراعاة خصوصية كل حضارة واحترامها لمبادئ وقيم الحضارات الأخرى( ). فالأصل في علاقات الشعوب والأمم هو التعارف والتحاور كما قال الخالق سبحانه: (يَأَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوَاْ إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)( ) . الا ان التصور الستراتيجي الغربي القائم على منطق الصراع والاقصاء يقوم على ازاحة الاخر واحتلال مكانه مما يعني اعتباره غير موجود من اجل تطويب ارضه وعادت امتلاكها وهذا التصور متجذر في العقل الاداتي الغربي والذي تمظهر في دعوى صامويل هانتنجتون – صاحب كتاب صدام الحضارات - إذ يرى أن التفاعل بين الإسلام والغرب صدام حضارات( )... وهذا الزعم عار من الصحة ؛ إذ التفاعل بين الإسلام وأي حضارة أخرى – لاسيما الغرب- قائم على الأخوة الإنسانية والشراكة المعرفية والثقافية . فان التواصل والتفاعل هو المنطق السليم من خلال المشاركة لا الإقصاء والإزاحة
أولا : الحوار والياته
مفهوم حوار الحضارات : للحوار، في اصطلاح علماء اللغة والتفسير معانٍ كثيرة وإن استوت في الإجمال، على سياق واحد. “حاوره محاورة وحواراً”. فالمحاورة هي المجاوبة، أو مراجعة النطق والكلام في المخاطبة والتحاور والتجاوب
1- يشير مصطلح الحوار إلى درجة من التفاعل والتثاقف والتعاطي الإيجابي بين الحضارات التي تعتني به، وهو فعل ثقافي رفيع يؤمن بالحق في الاختلاف إن لم يكن واجب الاختلاف، ويكرس التعددية، الثقافية والدينية يؤمن بالمساواة. وعليه فإن الحوار لا يدعو المغاير أو المختلف إلى مغادرة موقعه الثقافي أو السياسي، وإنما لاكتشاف المساحة المشتركة وبلورتها، والانطلاق منها مجدداً. على أن الباحثين يربطون أحينا الحوار بالحضارات ويلحقونه حينا آخر بالثقافات أسوة بالتصنيف الكلاسيكي، الذي يجعل من الحضارة تجسيدا وبلورة للثقافة.. فالثقافة عبارة عن: عادات وتقاليد ومعتقدات المجموعات البشرية التي تمتاز بسمات مستقرة، كما أنها بمعنى آخر مجموع الاستجابات والمواقف التي يواجه بها شعب من الشعوب ضرورات وجوده الطبيعي بما تحمله من عادات ومعتقدات وآداب وأعياد( ).
أما الحضارة فكثيراً ما تعرف بكونها التجسيد العملي لتلك الاستجابات والمواقف وهي بالتالي تنزع إلى العمومية خلافا للثقافة التي تنزع إلى الخصوصية ، كما أننا نعني بها – أي الحضارة - " ذلك الطور الأرقى في سلم تقدم الإنسان"( ).. وتعرّف أيضاً ـ أي الحضارة ـ بأنها مجموعة المفاهيم الموجودة عند مجموعة من البشر، وما ينبثق عن هذه المفاهيم من مُثل وتقاليد وأفكار، ونظم وقوانين ومؤسسات تعالج المشكلات المتعلقة بأفراد هذه المجموعة البشرية وما يتصل بهم من مصالح مشتركة ، أو بعبارة مختصرة " جميع مظاهرة النشاط البشري الصادر عن تدبير عقلي"( ). بيد أن أشمل تعريفات الحضارة ذلك التعريف القائل :" أن الحضارة تعني الحصيلة الشاملة للمدنية والثقافة؛ فهي مجموع الحياة في صورها وأنماطها المادية والمعنوية"( ). . وهو تعريف يشير إلى جناحي الحضارة ، وهما : المادة والروح، حتى تلائم فطرة الإنسان، وتتجاوب مع مشاعره وعواطفه وحاجاته، كما أنه يشير أيضاً إلى عناصرها التي يمكن حصرها في( ):
1- تصور الحياة وغايتها .
2- المقومات الأساسية التي تقوم عليها .
3- المنهج الذي يستوعبها .
4- النظام الاجتماعي الخاص بها.
من هنا يصبح الحوار في انفتاحة الدلالي على التواصل الحضاري يعطينا انصهار افاق بين الحضارات قديمها وحديثها مما يعني ان الحوار سوف يحقق ،التلاقح الثقافات الإنسانية بين هذه الحضارات .مما ينتج التفاعل سياسي متبادل بين هذه الحضارات ؛ ولا شك هذا سوف يكون له الدور الكبير في التواصل الذي يفترض توفر الامتزاج اجتماعي منضبط بين هذه الحضارات ،الذي من حسناته بل من مقوماته الكثيرة التبادل تقني وتكنولوجي بين هذه الحضارات.
ثمة إشكال متعددة الإمكانيات الحوار:
1- فإن الحوار، بصفته حواراً مع الذات (مونولوغ): يقول محمد إقبال : "إن روح الفلسفة هي روح البحث الحر، تضع كل سند موضع الشك، ووظيفتها أن تتقصى فروض الفكر الإنساني التي لم يمحصها النقد إلى أغوارها. وقد تنتهي من بحثها هذا إلى الإنكار، أو إلى الإقرار في صراحة بعجز التفكير العقلي البحت عن اكتناه الحقيقة القصوى."( ).وهذا النقد ماظهر مصداقة في الفكر الحديث فإن معرفة امكانات العقل البشري واكتشاف نقائصه قد قادا أوروبا إلى استنفار طاقاته وحفزه إلى الانعتاق من نقائصه فكانت تلك المعرفة وذلك الاكتشاف هما بداية النهضة. ( ) عندما يكون حوارا تأمليا داخل الفرد، حيث ممكن أن يكون واقعي وممكن انه واقع تحت تأثير أوهام الثقافة وإحكامها القبلية عن الأخر ، فإذا كان الفكر الأوروبي هو العقلانية والعلم والتقنية والمنظور الشمولي للعالم كان على الإسلام أن يكون نقيضًا كليًا له. لكن الركون إلى النموذج السوي الكامل وهو النموذج الأوروبي، والنموذج المشوه الناقص وهو النموذج الإسلامي؛ يدلل على أن المنظور الأوروبي يعيّن ذاته مرجعًا وحيدًا للعالم لا أكثر، يخترع الإسلام من تصوراته الذاتية قبل أن يتأمله بمقارنة موضوعية. لهذا يستطيع" ماك دونال" أن ينسب إلى الإسلام عدم القدرة على «تصور الحياة ككل، وميل للتأثر بفكرة واحدة وجهل بباقي الأشياء"( )في حين يؤكد بول ريكور : ان التحاور ينتج المعرفة الحقيقية، الحوار بين الأفكار والأديان، وليس الانغماس إلى حد العمى المعرفيّ والفكريّ في وجهة نظر واحدة. اذ الانحصار في وجهة نظر واحدة منجبة للعقم، ايا كانت خصوبة هذه الأفكار. هذا التصور الأحادي الجانب داخل وهم الثقافة المتمركزة حول الذات سواء كانت غربية أم شرقية لا ينتج سوى المحن والتي نلمسها اليوم على ارض الواقع الحي ، المضطرب بالإحداث والأزمات ، يشهد على كذب خطاب الدعوة وهشاشة الأطروحات. وهو ما يدخل في التمركز حول الذات محور الوعي التي تطرح المسائل للتأمل والنقد من خلال محور الوعي الذي يفترض انفصاله عن الموضوع الذي يخضعه للتأمل النقدي .
2- ومع الآخر (ديالوغ): وهو حوار تواصلي يفترض وجود طرفين: متكلم ومخاطب يتبادلان الدور.فحيناً يكون المتكلم مرسلا للكلام وحيناً متلقياً له. أي يكون المتكلم مخاطباً حين يصمت ليسمع كلام نظيره. وهكذا يدور الكلام في إطار حلقة تبادلية يكشف كل منهما عما لديه من أفكار. فيتشكّل جرّاء ذلك ما يمكن أن نسميه بالخطاب المشترك الذي تستو لده القضية المتحاور بصددها ألا انه أيضا قد يكون سجين خطابات دعوية كل طرف يريد أن يجعل الأخر تابع له فيتحول الحوار المساجلات المقصود منها ليس الأخر بل جمهور الذي يعبر المتحاور عن صلاح هويته وبطلان الأخر لهذا قيل أن الحوار يختلف ، إذ يختلف "حوار الأديان" عن "مقارنة الأديان" و"مساجلة الأديان" وإن اختلطت هذه المفاهيم في الأدبيات؛ فمقارنة الأديان علم يعني دراسة دين مقارنة بآخر على مستوى العقيدة والشريعة والعبادات، وتصوراته عن الإنسان والكون والحياة وغير ذلك، من محاولة افتراض الموضوعية وإمكانية إلغاء التحيز،بينما مساجلة الأديان عملية تهدف إلى إثبات تفوق وتميز دين على آخر، وهو ما لا يهدف إليه بالطبع "حوار الأديان" الذي هو عملية إدراكية اذ أن الهدف الرئيسي من حوار سواء كان بين الاديان او المذاهب او بين الحضارات هو هدف معرفي واستراتيجي يحمل معه الكثير من الآمال والطموحات فهو تأسيس بنيوي لمنظومة أخلاقية شاملة.
3- ومع العالم جملة وتفصيلا (ديالكتيك): هو أساس الثقافة وأبرز بوصفه ظاهرها؛ إن العقل هو الذي يحاور، بحكم ماهيته، أي بحكم كونه عقل الواقع وعقل العالم، أو عقل الكون، وأي تعريف آخر للعقل يهدم مشروعية الحوار؛ بمعنى ان الحوار العقلي هو الذي يشيع المعرفة من خلال الاطلاع على المنطلقات التي يمثلها الأخر مما يساهم الحوار في إزالة الصور النمطية والتي في خلق صوره تساهم في خلق التصادم وإلغاء التعايش المشترك. و"حوار الأديان" هو محاولة الفرد المحمل بقيم تقاليد وأفكار وعقائد مسبقة استكشاف الآخر (المختلف دينيًّا)-كما هو- وإدراكه وبلورة رؤية فلسفية غير نمطية إزائه، دون اللجوء إلى إصدار أحكام قيمية متحيزة ضده. وبذلك يقبل المفهوم فكرة التحيز والذاتية، ولا يحاول ادعاء الموضوعية أو التجرد من الذاتية، أي أن المشاركين في "حوار الأديان" - بعكس ما قد يتبادر للذهن- يجب أن يتحقق فيهم الإيمان المطلق بعقائدهم دون محاولة التجرد من الذات كما يظن كثير من دعاة الحوار أنفسهم.فالحوار حتى يحقق صفة الكونية يجب ان يقوم على المشاركة وليس الإخضاع والالحاق ،وفي هذا يقول حسنين هيكل : وإذا عدت الآن إلى مقولة صراع الحضارات أو حوارها فربما تكون النقطة الجوهرية أنه يتحتم التفرقة باستمرار بين شراكة الحضارة وبين صراعات القوة، فالقوة ميدان تصويب وضرب نار، والحضارة شراكة ومحيط أنوار. وهنا فإن حقائق الحضارة تمنع الاستيلاء عليها لحساب أي ظرف، كما ترفض التنازل عن الحق فيها تحت أي وصف.لكن انظر إلى مايقوله الفرنسي "أرنست رينان" في القرن التاسع عشر السطور التالية:" لقد هزمت البربرية إلى غير رجعة، لأن كل شيء يغدو، شيئًا فشيئًا علميًّا. فلن تملك البربرية المدفعية أبدًا، وحتى لو امتلكتها فإنها لن تستطيع استعمالها" يقيم رينان علاقة بين المدفعية وانتصار الثقافة الأوروبية، مؤسّسًا حوار الثقافات على أدوات عسكرية، حيث المدفع الأقوى هو المعبّر عن الثقافة الأقوى، وحيث من لا مدفعية له لا ثقافة له. وهذا ما رفضه علماء المسلمين، في زمن ازدهار الإسلام وصعوده، حين حاوروا "النص الآخر بالأسئلة، وساءلوا في"النصوص المغايرة"مواقع الصواب والخطأ. ( )إلا أن هذا الكلام القائم على القوة يخالف المنطق التواصلي؛ فرغم ان رهانات التي تناولت مسالة "الحوار " متعددت مثلما تعددت الموجهات والدواعي التي تدفع كل جهة اليوم في دعوتها الى الحوار ولعل الأمر يثير الريبة كيف نلمس كل تلك الدعوات دون أن نمسك بشيء من المصداقية بين الدعوة إلى احترام الأخر وفي نفس الوقت يتم دعم الاستيطان وتغير أنظمة الحكم والتدخل عبر أثارت الفتن الداخلية داخل البلدان المعارضة والعمل على تقسيمها باسم التعددية وفي نفس الوقت التعمد الى القوه والعدوان هي البديل مما يجعل الأمر ملتبس بين القول والفعل هذا الامر يذكرنا أن الفكر الغربي فكر سياسي برغماتي وان القوة هي الرهان والفكر يقدم المسوغات التي تجعل المنهزم يقبل بالهزيمة دون اعتراض .الا ان هذه الممارسات سوف تصدم بمسار التطور التاريخي للمجتمع البشري خلال المراحل السابقة أثبت فشل فكرة قيام دولة واحدة أو حضارة واحدة، وإن تحويل الحضارة والثقافة إلى ساحة صراع يهدف إلى إلغاء الثقافات والحضارات الأخرى وهو المنطق الذي طبع الدراسات الإستراتيجية الأمريكية : التفكير الاستراتيجي، الذي لا ينضبط بمنظومة القيم الأميركية ذاتها، ويتمثل هذا التفكير الضخم في كلمات بسيطة من قبيل:
• نحن القادة وعلى الجميع أن يتعاونوا معنا، بمعنى أن يسيروا في الركاب.
• أميركا هي الأخ الأكبر للبشرية، وسيأتي اليوم الذي سيأخذ فيه هذا الأخ موقع الأب ومكانته.
• نحن نؤمن بأميركا المتحركة التي تحلم وتختار وتفعل وتحكم.
• من لم يكن معنا فهو مع الإرهاب.( )
أن تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية مليئ بالمحطات التي تؤكد أن ما تعمل له، وتسعى من أجله هو تأمين مصالحها، وقد ازداد هذا الشعور بعد تفكك المنظومة الاشتراكية، ويقف الباحث عند "ريتشارد نيكسون"وكتابه المعنون بـ "أمريكا والفرصة التاريخية"ومن ثم عند بحث(هنتنغتون) حول تآكل المصالح القومية الذي نشره عام 1997م وفي الإطار ذاته يأتي كتاب"بريجنسكي"( رقعة الشطرنج الكبرى)، هذه الكتب والأبحاث تعد مدخلاً لمرحلة جديدة، وهي أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية المركز الكوني ليس للولايات المتحدة الأمريكية وأوربا فحسب، وإنما لكل ما هو موجود على الأرض بل ما يمكن أن يكون في المستقبل، وهذه النزعة المركزية ناتجة من طبيعة الولايات المتحدة التي قامت على أساس الإرهاب وإزاحة شعب برمته.
ثانيا : المفهوم وظروف تشكله كظاهرة ثقافية :
ومن هنا يظهر ان "حوار الأديان" بقى بعد إشكالي ، إذ يُعدّ من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل، ويظهر ذلك في الانقسام الحاد من الموقف تجاه حدوث هذا "الحوار" والذي يتمايز بين اتجاهين متناقضين مؤيد أو معارض، وداعٍ إليه أو متشكك فيه، بل ويمتد الانقسام والتباين إلى داخل كل اتجاه بعينه فتتباين الآراء وتتعدد أيضاً الأهداف و القضايا والخطابات المستخدمة بالفعل ساحة "حوار الأديان" في مفارقة غريبة تجعلنا إزاء حوارات أديان وليس حوارًا واحدًا، خصوصا بعد الحرب على الارهاب حدثت كرد فعل عن أحداث 11 أيلول التي فرضت نفسها على مستقبل حوار الحضارات ومستقبل العلاقات الدولية في ظل التعبئة النفسية والإعلامية التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد العرب والمسلمين، إن أطروحة الحوار تعرضت إلى تشكيك كبير في أوساط واسعة سياسية وثقافية في العالم الإسلامي، رغم هذا ألا أن متطلبات الحوار الحضاري :الحفاظ على مجموعة الأفكار الإنسانية في تحقيق الحوار، الحفاظ على التنوع والاعتراف به كظاهرة إنسانية حتى يصبح الحوار ضرورة، دفع الناس لبناء حضارة إنسانية متكاملة، قراءة الآخر وفهمه دون الاستناد إلى المصادر الإعلامية بل قراءته قراءة موضوعية.
إلا أن الحوار كان قد انطلق الأسباب متباينة منها:
1. بدافع الهيمنة على مقدرات الأخر عبر الاستعمار : من يريد التعرف على الأخر بقصد الهيمنة عليه وليس لغرض التثاقف الحضاري بل الهيمنة واللحاق إذ، أدى تصاعد موجة الاستعمار الغربي وسيطرته على معظم أنحاء العالم القديم، إلى تفعيل فكرة حوار الأديان في محاولة لاكتشاف الآخر- الشعوب المُستعمَرة - والتي كانت موزعة على عدد كبير من الديانات المختلفة لم يكن العالم الغربي على دراية كافية بها، فكان الاتجاه إلى تفعيل الحوار حتى يمكن بناء رؤية معرفية حول هذه الأديان ومعتنقيها، ويشبه ذلك الموقف - إلى حد كبير- ظروف نشأة علم الانثربولوجيا الذي بدأ كعلم استعماري أنشأته القوى الاستعمارية الغربية محاولة منها لدراسة الشعوب المغلوبة ومعرفتها؛ ومن ثم تحديد الكيفية التي يمكن أن تتعامل بها معها.وتفسر تلك الرؤية تزايد اتجاه منظمات حوار الأديان العالمية لإشراك الإسلام في منظومة،الحوار الديني بعد أن كان مقتصرًا على اليهودية والمسيحية وبعض الديانات الوضعية كالبوذية والهندوسية والشنتو..إلخ، إذ يرتبط ذلك إلى حد كبير بتزايد المد الإسلامي وظهور الحركات الإسلامية التي رأى فيها الغرب تهديدًا للمصالح والمشروعات الغربية في العالم الإسلامي، وهو ما يفسر أيضا اتجاه منظمات الحوار الديني لأن يكون ممثلو الإسلام في الحوار شخصيات إسلامية من خارج المؤسسات الرسمية لضمان اكتشاف مساحات أوسع من الآراء ووجهات النظر خارج الدائرة الرسمية.
2. ومن ناحية أخرى"مسوغات دعوات الحوار داخل الثقافة الغربية من خلال الدعوة إلى التسامح "، مثل مفهوم حوار الأديان انعكاسًا للظروف التاريخية التي عاشت فيها أوروبا حالة من الصراع المذهبي والاضطهاد الديني؛ دفعت ببعض المذاهب الدينية التي عانت من الاضطهاد الديني في أوروبا كالبروتستانتية إلى تبني فكرة "حوار الأديان" بغرض إقرار مبدأ القبول بالآخر؛ حتى يتسنى لها البقاء كأقليات دينية، والحصول على حقوقها في المجتمعات الأوروبية ذات الأغلبية الكاثولوكية، لهذا ظهر دعوى الحوار والتسامح من اجل إقرار : تعايش اجتماعي مشترك ، حرية المعتقد،، ثقافة متسامحة تقوم على الاختلاف والتنوع .
3. وساعد على رواج فكرة "حوار الأديان" مؤخرًا - بعد الحرب العالمية الثانية - محاولة بعض الدول الكبرى كاليابان تعريف نفسها ثقافيًّا وحضاريًا للعالم من خلال حوار الأديان (طرح الذات من خلال الآخر) ومؤشرات ذلك تظهر في تصدرها قائمة الدول الممولة لمنظمات حوار الأديان ومؤتمراتها بميزانيات ضخمة، في محاولة منها للوصول إلى الصدارة العالمية، ولكن من بوابة حضارية ثقافية تتناسب وأوضاع النظام الدولي الجديد.
4. اتخذ الحوار بين الحضارات أهميته – وهو تقليد قديم في أزمنة السلم والحرب – بعد الحرب العالمية الثانية ، تحت رعاية اليونسكو وبعض المنظمات الدولية والإقليمية. ولقد تأثر هذا الحوار في الفترة الممتدة بين عامي 1949 و1989 بالمناخ الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي؛ الذي كان سائداً في الخمسين عاماً الماضية ، وقد كان حواراً في نظام دولي ثنائي القطبية بكل ما يتضمنه ذلك من معان(2) السيد ياسين: حوار الحضارات في عالم متغير، المؤتمر الدولي حول "صراع الحضارات أم حوار الثقافات " القاهرة مطبوعات التضامن 1997، ص37 . ! أما بعد الأحداث الهائلة والتي تسارعت منذ عام 1989 وحتى ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة2001، فقد تغيرت ظروف الحوار بين الحضارات وتطبيقاته بصورة جذرية !
فقد "تموضعت العلاقات الدولية في حيز من النظام الدولي الجديد المتميز بأحادية قطبية تُهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية مقابل أحادية قطبية مهيمن عليها وممثلة بالعالم الإسلامي والعربي منه تحديدا "(3) .. أكرم حجازي : بين توتر الذات وصمم الآخر ثمة محاولات للعقلنة، ورقة قدمت إلى ندوة حوار الثقافات التي عقدتها كلية الآداب في جامعة تعز- اليمن، الموسم الثقافي السنوي، 23/5- 3/6 – 2004 http://alnadwa.net/malshar

رابعا : الصدام إلى الحوار
1.الدعوة إلى رفض الحوار :

هناك فريق إسلامي ينطلق من رفض فكرة الحوار مع الأخر يصنف الحوار من خلال وقع مجموعة من الأسئلة متخذا منها محور ناظم لرؤيته في تصوره لحضارة هي مجموعة المفاهيم عن الحياة لكنها ليست مفاهيم ساكنة وإنما هي مؤثرة تشكل الحياة من حيث السلوك ومن حيث التسخير ومن الطبيعي أن ترث أو تتجاور مع حضارات أخرى لها مفاهيمها ولها حركتها والسؤال ما هي العلاقة بين الحضارات المتزامنة والتاريخية ؟ ما من حضارة موجودة إلاَّ ولها جذر حضاري تاريخي ، وما يجب أنْ يهتم به المفكرون معرفة أصول وجذور الحضارة الغربية إذ أخذت تسعى جاهدة للعولمة باعتبار حتميتها ومن هنا تبرز خطورتها واضحة للعيان وقد ظهرت توجهات متعددة حول العلاقة مع هذه الحضارة فالبعض يرى قبولها مطلقا وآخرون قبولها مع التحفظ وجمع ثالث يصم أذنيه ويغلق عينيه عنها وجمع يرى الحوار معها ( حوار الحضارات ) والحق أن يجري الصراع معها وهذا يعني قراءة الحضارة الغربية قراءة نقدية وكشف تهاوي الأسس التي قامت عليها وفساد نظرتها ومظالمها ومخازيها والانتفاع بها دون الانبهار بها أي إعادة تشكيل معطياتها النافعة من مكتشفات علمية وأساليب يحث ووسائل إدارية والدخول معها في صراع فكري ومناورات سياسية لزحزحتها عن قيادة العالم وجعل السياسات تجري وفق وجهة النظر الإسلامية وهذا يعني إعادة إنتاجها وليس أسلمة معرفتها ،المفكرون العرب مهتمون بكثير من القضايا مثل : القومية ، الاشتراكية ، التنمية ، التقدم ، التراث والمعاصرة ، الديمقراطية ، التعددية ، حقوق الإنسان ، المرأة ، دولة المؤسسات والقانون ، المجتمع المدني ، الإسلام السياسي والأصولية ، التنوير ، الخصوصية ، الثوابت والمتغيرات ، الثورة ، الشمولية ، وقد انشغل بهذه القضايا المفكرون والمثقفون والباحثون ضمن الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والكتابة في الدوريات والمجلات والصحف ونشر الكتب والحديث في وسائل الأعلام المتاحة رغم كل هذه الأنشطة وتعدد النشطاء الباحثين هذه المواضيع إلاَّ أنها لم تحدث الانقلاب الفكري المنشود وبقيت هذه الأبحاث تراوح مكانها دون أي مؤشر للخروج من التيه
انطلاقا من هذه الرؤية الصراعيه مع الأخر التي تنشد قراءته والعمل على نقد المنظومة المعرفية الغربية من هنا العمل على نقده وتبيان تهافتها والهدف هو إزالتها عن مركز الصدارة العالمية وإحلال الإسلام بدلها من هذه الرؤية الصراعية التي تستبطن الصراع أساس في التعامل ومن السيطرة وقيادة العالم الغاية تسعى هذه الرؤية إلى اتهام كل من يتعايش مع الأخر بأنه تابع يدور في فلك الغرب من خلال وصفه نمطيا . من خلال مقولة "التغريب "لكل من يأخذ من الأخر فيقول : يروج بعض الناس الآن لمقولات :
1. فكرة الحوار :تقوم على إن الحضارات تأخذ من بعضها ، وما وصلت إليه الإنسانية الآن في مضمار التقدم ، إلا بفضل التراكم المعرفي ، الذي يتحول بالضرورة ، إلى إنجاز تقدمي علمي ، يجعل الإنسان في محل القدرة على السيطرة على الطبيعة .
2. بينما يدعي البعض الآخر ، أن الحضارة الغربية تمثل أرقى ما وصل إليه الفكر الإنساني ، في كل مجالات الحياة ، أي أن التقدم والرقي لم يكن حصراً ، على مجال علوم الطبيعة والتقنيات ولهذا فليس أمام شعوب العالم إلاَّ الأخذ بها ، والسير على طريقها 0
انه في الوقت الذي يعتبر أن هاتان المقدمتان تُشَكِّلُ ماهية الأساس الذي ارتكز إليه دعاة التغريب ـ فانه يعتبر الأمر ليس عبارة عن تأثر فردي أو عجاب بالأخر تصل حد المناداة بالتبعية لها ؛إلا انه يصل إلى أمر اتهام بان الأمر هو اختراق يقوم به الأخر الغربي بشكل قصدي ومنظم
1. في ظل الحقبة الاستعمارية يقول عنها :لقد أدرك الغربيون الغازون من سياسيين ومفكرين ومنظرين وموجهين [ خبراء ] ضرورة إحكام القبضة الغربية على هذه الأمة الإسلامية الخيرة عرباً وعجماً وهذا يتطلب أبعد من السيطرة الاستعمارية التقليدية فلا بد من تحطيم المكونات الإيمانية والفكرية والحضارية والثقافية والأنماط المعيشية والإنتاجية لبلدان العالم الإسلامي كله واضعاً بديلاً عن هذه المكوِّنات [ البديل هو مُكَوِّنات الحضارة الغربية] 0
2. يصف الواقع الثقافي الذي تدعمه وتساهم في انتشاره وترسيخه إذ يرصد ثلاث أنماط فكرية هي :
النمط الأول : "نمط التدين الأصولي " الذي يركز على العبادات و الهيئات و اللباس و الناحية الشكلية في الإسلام و بناء المعتقدات الخرافية الأسطورية المبنية على الملاحم و الفتن و علامات الساعة و ما يجري للإنسان في القبر قبل البعث ونمط الاجتهادات التحريفية باسم العقلانية والتنوير القابلة للتشكل والتوافق مع مفاهيم ومعايير وموازين الحضارة الغربية من خلال الاتكاء على هذا التراث أو ذاك 0
والنمط الثاني : جعل الحياة قي التبعية للغرب .
النمط الثالث : وكردة فعل على هذين النمطين تَوَلَّدَ نمط ثالث أخذ يشكِّل الإسلام على هواه وهو نمط لا يشكل تياراً إذ هو مجرد حالات فردية متعاظمة الذات
3.انه يرى أن الغرب كان قد عمل ضمن توصيفه إلى آليات الصراع مع الإسلام فيرى أن الغرب قام بالإحداث الآتية :
أ.حقد الغرب على الأمة الإسلامية إثر انتصاره في الحرب العالمية الأولى على الدولة العثمانية بصفتها الأم الجامعة ـ
ب. إلى تركيز التبعية الأبدية على العالم الإسلامي له لقد وضع الغرب خطوطا ثلاثة هي الهيمنة و"التجزئة وتمييع الهوية السياسية الحضارية للأمة".
ج. زرع كيانا غريبا في قلب العالم العربي أي في قلب العالم الإسلامي هذا الكيان هو الكيان اليهودي أو إسرائيل أو الصهيونية .
د- الأثر غير المباشر :وقعت الحركة الإسلامية الأصولية بشقيها السلفي والدعوي أسيرة دعاية غربية ـ أثناء صراع المبدأين الرأسمالي والشيوعي ـ إذ تشكَّل الذهن الأصولي على أساس النظر للغرب بأنه من معسكر الإيمان وأن المعسكر الشيوعي هو معسكر الإلحاد ولذلك توجه الفعل الوعظي والدعوي والنضالي والجهادى نحو المعسكر الشيوعي الملحد ! .
قد كان هذا ضمن رهان الحرب الباردة .
4.هنا يرى ان دعوة الحوار تنتمي إلى الرهانات السابقة التي وصلت إلى النتيجة الآتية :تلك هي الأجواء التي تحركت فيها الدعوة لحوار الحضارات الولايات المتحدة تنفرد بقيادة العالم القطب الثاني فقد قدرته الشركاء الغربيون المنافسون رضوا بشراكة ثانوية ولهذا فرضت الولايات نفسها على العالم بطريقة بربرية متحكمة بأوضاع العالم الاقتصادية يعلن مؤرخ أمريكي من أصل ياباني مهاجر نهاية التاريخ وخاتم البشر وينام العالم الثالث ويصحوا على حلم وخيال باقتصاد مريح وغياب لمشاكل الاقتصاد والعيش دون أزمات سياسية خطرة أو غير خطرة 0 تقدم الولايات المتحدة وصفتها للعالم الثالث للحصول على عونها هي وشركائها وتتمثل هذه الوصفة بما يلي :
أ. إقامة نظام حكم ديمقراطي ، يعتمد التعددية ، ويقيم دولة المؤسسات والقانون يخلو من الاستبداد ويعتمد الانتخابات الحرة على زعم أنها تمثيل لإرادة الشعب 0
ب.تطبيق سياسة اقتصادية ليبرالية ، مرتكزها الخصخصة ، أي اعتماد القطاع الخاص 0
ج.الالتزام بحقوق الإنسان محددة بوجهة النظر الغربية المؤسسة على الحريات الأربع 0

الخلاصة :
تلك هي الأسس التي قام عليها مشروع حوار الحضارات ، وهو مشروع يهدف إلى استبدال الصراع بالحوار بين حضارة مهيمنة ومسيطرة ومتقدمة وحضارة كانت وهي الآن ليست شيئا مذكورا ، إنَّ المراد من حوار الحضارات هو بقاء سيطرة الحضارة المهيمنة ومداعبة غفلة أصحاب الحضارة الثانية بتقدير لا معنى له وإبقاء ما سموه بالخصوصية الحضارية متجسداً بالفلكلور والتدين الكسيح وبعض القيم غير المهمة في التغيير 0على ضوء ما سبق يمكن ملاحظة النقاط التالية : ـ
1. الولايات المتحدة والغرب كله سواء كان رأسماليا أو اشتراكيا عدو للأمة الإسلامية ويعمل جاهداً على منع نهوضها وإعادة ديناميكية حضارتها .
2. تشكيل العالم الإسلامي من حيث الجغرافيا السياسية وفق مخطط يحول دون انعتاق هذه الأمة من هيمنة الغرب والعمل على تخليد تجزئتها وتمييع هويتها .
3. سيطر على حكام العالم الإسلامي رعب قاتل من ساسة الغرب لارتباطهم أثناء الفترة الاستعمارية وجودا وعدما بالغرب فساروا بالسياسات وفق توجيه الغرب فساسة العالم الإسلامي ليسوا أصحاب أفكار في الحكم لارتباطهم وتبعيتهم للغرب وجل اعتمادهم على التأثير الغربي بالسياسات
4. بديلاً من خوف الحكام على الأمة من عدوها ـ إذ هم واقعون تحت تأثيره ـ خافوا من الأمة وأصابهم التوجس منها فتفننوا بإيجاد أجهزة القمع فما من نظام قائم في العالم الإسلامي يخلوا من عشرة أجهزة من أجهزة القمع تختلف الأسماء ولكنها كلها لمهمة واحدة هي الحفاظ على أمن الحكام ورجال الدولة وليسوا للحفاظ على حماية الأمة من تسلط عدوها عليها
5. سيطر على الجماهير الفكر السطحي وسيطر على النخب فكر فج ذاتي فردي ومن هنا تشرذمت النخب وبزغت ظواهر فردية تسعى لمجد ذاتها وتشكلت أحزاب ومنتديات وجمعيات غايتها التعبير عن الشللية وليس عن مشروع للنهوض
6. وقعت النخب التغريبية تحت سيطرة التبعية للغرب في التفكير والتوجه بسبب انفعالهم في صورة الغرب المتقدم في الصناعة والتقانة ( التقدم التكنولوجي ) ومستوى دخل الفرد ، حدث من جراء ذلك انبهار شديد بالغرب ، والمراد بنخب التغريب ما يلي ( 1 ) اللبراليون الديمقراطيون العَلْمانيون (2 ) الماديـون الاشتراكيـون العِلْمانيـون ( اليسار ) ( 3 ) أغلبية الأكاديميين والأدباء والإعلاميين ( 4 ) بعض من الناس العاديين بسبب سيطرة الغرب على التدفق الإعلامي مما مكن الغرب التلاعب بعقولهم
7. تقدم هذه الزمر خاصة الثلاثة الأولى أقوالها الداعية إلى التغريب عند مواجهتها بالإسلام إلى وصف موقفهم بالعقلاني ويزيفون الدعوى بأنهم أهل العقل ـ دون تحرير معنى العقل والشروط التي يعقل بها الإنسان ويصفون الإسلام بصورة مباشرة أو غير مباشرة بأنه في محل المواجهة أو التعارض مع العقل أو الإدعاء بأنَّ المعرفة الإسلامية غير مؤسسة على العقل وهكذا يوصف الإسلام بأنه في جهة مضادة تماماً للعقل
8. إنَّ قبول هذا الأساس ، أي التضاد بين الإسلام والعقل ، في معركة الإسلام مع العقل يعني حسم المعركة قبل بدايتها ، لصالح دعاة التغريب ، والأصل رفض هذا القول
9. معركة العقل والإسلام : كجهتين متضادتين ، غير مقبولة أبداً ، وجعل الإسلام في حالة مساواة مع الدينين : اليهودية ، والنصرانية ، اعتداء على الحق فالعقل حجة بذاته عند أكثرية المناهج الإسلامية ، وهو الحجة الأساسية عند العدليين ، فلا تضاد بين العقل والإسلام
10. العقل ليس منهجا واحدا عند البشرية والمناهج العقلية الغربية متعددة من عقل مادي إلى عقل تجريبي إلى عقل وجودي ملحد فالوضعي فالوجودي المؤمن فالمثالي وغير ذلك من مناهج ومسالك يسلكها العقل للحصول على المعرفة ؟ فأي منهج هو الحق ؟ وأي منهج هو الباطل ؟ لا بد من معيار متفق عليه يُعرف به الحق من الباطل
11. طريقة الإسلام لمعرفة الحق من الباطل هي الطريقة العقلية مباشرة بقضايا الإيمان المستدل عليها من عالم الشهادة أو من الخبر الذي أثبت العقل صدقه
12. لما سبق بيانه لا بد من تعريف العقل ومعرفة مناهجه للوصول إلى الحقائق
13. لا يمكن الاعتماد على الغرب والتغريبيين أو الحكام أو الحركات الإسلامية أو الحركات الأخرى للسير بمشروع النهوض الحضاري لهذه الأمة إذ لا بد من التسليم بفشل جميع محاولات النهوض السابقة فمن الضروري بناء النهضة بإعادة بناء العقل الإسلامي على فكر أهل التوحيد والعدل وبدون ذلك هو الدوران بالحلقة المفرغة . ( ) .

2. الدعوة الى الحوار :
إذا هناك أدبيات وملابسات عديدة كانت وراء تكون مفهوم الحوار وقبول الأخر وهناك دعوات متعددة وخصوصا ضمن الدعوة الأخير التي دعمت مؤتمرات تعالج هذا الأمر حتى تحول الأمر إلى دعوى تبنتها الكثير من الدول الإقليمية من اجل لعب دور أو تحسين علاقاتها بالداخل أو الخارج ، وقد رفع احد المؤتمرات هذا الشعار
" لقد كانت قيادة الدنيا ، في وقت ما ، شرقية بحتة، ثم صارت بعد ظهور اليونان والرومان عربية، ثم نقلتها النبوات إلى الشرق مرة ثانية، ثم غفا الشرق غفوته الكبرى، ونهض الغرب نهضته الحديثة .. فورث الغرب القيادة العالمية ، وها هو الغرب يظلم ويجور، ويطغى ويحار ويتخبط ، فلم تبق إلا أن تمتد يد شرقية قوية "( ).
والحق أن تاريخ العلاقات بين الحضارتين الإسلامية والغربية عرفت فترات حوار وتفاعل ، وفترات صدام وتطاحن . والغزو الحديث للأمة الإسلامية جاء بالسيف والمحراث كما قال المرشال بيجو(13) أحمد طالب الإبراهيمي : حوار الحضارات ، مجلة العربي ، العدد 477، أغسطس 1998، ص31.
، أو بعبارة أخرى جاء بالمدافع والنهب الاقتصادي، ثم تلاه غزو فكري ، ارتكز على الثالوث المشهور : الاستعمار والتنصير والاستشراق ، لأن غزو العقل يضمن له تأييد تبعيتنا له ، حتى بعد انتهاء الاحتلال العسكري ، وهكذا نصبح ونحن نتبنى النموذج الغربي ، ونتخلى عن المرجعية الإسلامية ، في مشروعنا النهضوي في الحكم والإدارة والتشريع .. وهكذا ينطلق العرب بمبادرة حوار الحضارات على غير أسس وعلى غير مرجعية؛ إذ كيف ينادون بحوار بين الحضارات وقد انسلوا من هويتهم الأصلية ومرجعيتهم الأولى .. !؟
على العموم في أي حال من الأحوال ينبغي أن يكون الحوار بين الحضارات – ولاسيما الحوار بين الحضارات القوية والضعيفة وإن شئت فقل الحوار بين المنتصر والمهزوم – ينبغي أن يحكم هذا الحوار شروط وضوابط ، تضمن حق الحفاظ على المرجعيات الثقافية والعقدية لكل طرف .. ومن ثم يأتي دور الحديث عن ثلاث مسائل مهمة :
المسألة الأولى : في ضوابط وأسس الحوار .
المسالة الثانية : في شروط المحاور الغربي .
المسألة الثالثة : في شروط المحاور المسلم .
هذه المسائل الثلاث المهمة تمثل الإطار الواق للخصوصيات الثقافية والدينية ، قال الخالق تبارك وتعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)(14). سورة الكافرون – الآية :6 .
المسألة الأولى : في ضوابط وأسس الحوار:
ويمكن أن يجمل الباحث هذه الضوابط وتلك الأسس على هذا النحو:
1- ينبغي أن يشمل الحوار كل مجالات وجوانب الحياة ؛ الفكرية والسياسية والاقتصادية والفنية والأدبية ...
2- ألا يقوم على الروح التنصيرية ، بل على المبدأ الذي قاله الخالق : (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ )( ).
3- السعي نحو الحريات الديمقراطية في إفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية( )
4- تفعيل البيان العالمي لحقوق الإنسان ، وتعميمه ، لا تخصيصه..!
5- أن يحترم الحوار المرجعيات والخصوصيّات الثّقافيّة، والابتعاد عن التّسلّط وإلغاء الآخر( ) .
6- أن يتبنّى قاعدة ( المعرفة والتّعارف والاعتراف ) وينطلق منها في سبيل التّقارب و معرفة ما عند الآخر معرفة جيّدة ، والتّعارف الذي يزيل أسباب الخلافات، ويبعد مظاهر الصّراعات. والاعتراف الذي يثمّن ما عند الآخر ، ويقدّر ما يملكه . وهو ما يعين على التّقارب والتّعاون( ).
المسألة الثانية : في شروط المحاور الغربي :
1- أن يلتزم الغرب بالتعددية في المرجعيات الحضارية ، لأن أحادية الحضارة الغربية معناها إلغاء الحضارات الأخرى . ومنها المرجعية الإسلامية .. وإن فرض مرجعية واحدة على الشعوب كمن يفرض عليها أن تعيش على طعام واحد، ويجبرها أن تنظر بعين واحدة، ويلزمها أن تتنفس برئة واحدة ! والأخطر من ذلك كله عندما يكون ذلك الطعام مسموماً، وتلك العين حولاء، وتلك الرئة مسلومة !!
2- أن يعترف الغرب بقانون تداول الحضارات ، وأن يقر أن الحضارة ليست حكراً له، " وتلك الأيام نداولها بين الناس "، نعم إنها اليوم ملك له كما كانت بالأمس ملكاً للحضارة الإسلامية ، وكما تكون غداً لأمة جديدة ، ومن ثم يصون الغرب نفسه من الوقوع فيما يسميه الباحث بدائرة الثأر الحضاري
3- أن يدرك أن ما يسمى بالحضارة الغربية اليوم ، هو ناتج شارك فيه أجدادنا بالقسط الوافر ، والنصيب الكبير( )،بل يعترف بفضل الحضارة الإسلامية على الحضارة الغربية !
المسألة الثالثة : في شروط المحاور المسلم :
1- إذا كنا نطالب الغرب بالتزام التعددية على مستوى العالم ، فإنه من واجبنا أن نطبق التعددية في بلادنا ، خاصة أن التعددية من أسس حضارتنا . فنحن نعلم أن الخلاف في الفروع رحمة ، وأن التعددية المذهبية ، أول مظهر من مظاهر التعددية في تاريخ الإسلام .
2- أن ننطلق في مشروعنا النهضوي من مرجعية إسلامية ، أي نبقى أوفياء لجذورنا العربية الإسلامية " شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء " . أما أنصار الحداثة المطلقة الذين يدعون إلى القطيعة مع العروبة والإسلام ؛ فإنهم ـ في الحقيقة ـ يريدون شجرة دون جذور ؛ شجرة اصطناعية ، لا تطعم بطناً ولا تسر عيناً ، و لا تطرب بحفيفها أذناً ! .. لا تنال منها منفعة ، باستثناء الحطب ! !
3- أن يملك المحاور المسلم تصور للعالم الذي يحيط به، وأن يكون ملماً بالحضارة الغربية : واقعها، تاريخها، إمكاناتها .. ثم يسعى للتفاعل معها ؛ بغية فهم الطرف الآخر، في الحوار، ثم التفاهم معه.
4- أن يكون مثالاً للخلق الصالح الصادق؛ لكي يؤثر في غيره، فلو حكّمنا الإسلام في سلوكنا الفردي والجماعي ، لأصبحنا محط أنظار العالم ، ومصدر إعجابه ، إننا بذلك نحقق القدوة و الأسوة والأستاذية .. ومن ثم ننطلق في حوارنا الحضاري على بناء أخلاقي عتيق( ) .
يا قومنا .. إن النظام العالمي الجديد الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام العالمية ، يعني حضارة واحدة مسيطرة مانعة لما سواها .. أما النظام العالمي المنشود فهو نظام يقوم بالفعل على المساواة بين البشر : في الفرص، في الحريات، في الديمقراطية، في التقنية

خامسا :كيف نواصل مشروع حوار الحضارات( )

إذ للنخب دور مهم في ريادة الأمة في هذا يقول "أرنولد توينبي": وكذلك من أسباب سقوط الحضارات فهو عجز النخبة الخلاقة عن الاستمرار في مواجهة التحديات المستمرة كما واجهتها بداية الأمر وعندما تنحط الأقلية الخلاقة في تاريخ أي مجتمع من المجتمعات إلى أقليّة مسيطرة تحاول أن تحافظ بالقوة على مركز لم تعد تستأهله، هذا التبدل الهدام في طبيعة العنصر الحاكم يحفز البروليتاريا (الأكثرية) على الانفصال عنه والتخلي عن تلقائيّتها وحريتها في الانجذاب إليه ومحاكاته(...) وهكذا يشكل سقوط الحضارة طبقة محاربة داخل مجتمع واحد لم يكن كيانه في دور النمو الحضاري منقسماً على ذاته انقسامات حادة. فأن الإجابات جاءت من النخب العربية والإسلامية على السؤال - كيف نواصل مشروع حوار الحضارات - متنوعة وقد تمكننا من محاولة تكثيفها في أسئلة مكثفة
• أن الحوار له اشتراطاته التي ترتبط بالواقع الدولي القائم على منطق القوة والتقدم من هنا لكي نكون متحاورين ولنا مكاننا وليس مجرد إتباع خاضعين لموجهات الأخر الأبد من امتلاك الأمة قوة الإقناع والتكنولوجيا والقوة الاقتصادية لتحاور الآخر، وأشار كذلك إلى إرادة الغرب واستعداده للحوار والتعايش.
• أن الحوار بين الحضارات ليس حوار الأمنيات،بل هو موقف وجودي وخيار جماعي، وإن أعمق حوار بين الحضارات هو حوار الأديان أي الحوار الذي تتعرف فيه الذات إلى نفسها دائماً وترى بوجودها وجود للآخر، فحوار الحضارات مقولة كونية تستدعي النظر بمنظور كوني لواقع العالم واستحضار الكون بأسره لا الانزواء داخل ذاتيات متضخمة تحجب التعرف إلى خارطة العالم البشرية وتعيق فهم الذات على حقيقتها، فالحداثة الغربية بتمركزها الغربي ، قامت على العقل والثروة والقوة بالمقابل استعبدت امتدادات الجمال والروح داخل الإنسان فسطحته وحولته إلى شيء يستهلك.
• ضرورة مغادر المنطق الماهوي في النظر إلى الأخر من خلال خلق فضاء تخيلي إقصائي بل يجب أن تكون علاقة الذات العربية الإسلامية بنفسها وعلاقتها بالآخر علاقة جدلية دينامكية ، فأن الحضارة لا تقوم على شيء ثابت فلا الحضارة الإسلامية ثابتة ولا الحضارة الغربية ثابتة، لكن الغربيين من خلال الخطاب الاستشراقي عدّوا الحضارة الإسلامية جوهراً ثابتاً فكوّنوا صوراً نمطية ثابتة عن الإسلام "كصورة الشريعة الإسلامية ـ الأصولية ـ صورة ربط الإسلام بالقسوة" من هنا تنبع ضرورة وأهمية مشروع حوار الحضارات للقضاء على هذه الصور النمطية التي كونها الغربيون، واستبعد الاستثمار الإعلامي من اجل تبرير قتل المسلم ، من خلال وصفه بالبدائي او الإرهابي ؟
• ذكر فيها علاقة الأدب بحوار الحضارات وكيف يمكن للدراسات الأدبية أن تخدم حوار الحضارات فالأدب مكون أساسي من مكونات أي حضارة أو أمة، ولهذا يمكن أن تشكل دراسة الأدب وخاصةً المقارن عاملاً مساعداً لتحقيق حوار الحضارات، لأن أول ما تحققه دراسة الأدب معرفة مناطق الالتقاء والاختلاف بين الشعوب.، وأيضا من خلال دراسة الأدب ممكن كشف التمثيل والصور النمطية الاقصائية كما في الرواية التي كانت انعكاس ألحقبه الكونيالية.
• عدة شروط لتحقيق حوار الحضارات يوجب تفرها على المستوى المحلي والإقليمي أهمها ضرورة العمل على تحقق المصالحة الداخلية والخارجية من خلال العمل على إرساء آليات التعايش التي تحقيق مصلحة مشتركة بين الأطراف المتحاورة.وتعمل على ترسيخ قبول الآخر على المستوى ألاثني والإقليمي والدولي إذ أن قبول الآخر والاعتراف به أصبح ضرورة ملحه في ظل مناخ دولي ملائم. دعم الجمعيات المدنية >غير الحكومية< لتعزيز فكرة حوار الحضارات من أجل أهداف إنسانية بعيداً عن السياسة، من خلال تدعيم قواعد العيش المشترك ألاشك أن تدعيم هذه المنضومه القيمة تتطلب إعادة النظر في الكثير من القواعد والأيدلوجيات الخطابات الدوغمائية والعنصرية والقائمة على الاحتلال والاستيطان وغزو البلدان الامنه بعد حدوث تلك المتغيرات الواسعة التي شهدها المجتمع الدولي من منتصف ثمانينيات القرن العشرين، حيث شملت مظاهر الحياة القائمة وترافقت مع مفاهيم سياسية واقتصادية واجتماعية، وما جاء بعد غزو العراق من حقيقة مفادها ان الاحتلال والعدوان لا يفضي إلا إلى الدمار مما يكشف عن أهمية حوار الحضارات الذي يرتكز على الحقائق التاريخية والتفاعل بين الحضارات والتعدد في الحضارات والثقافات، في ظل فشك سياسة القوة التي تعتمد على منطق منغلق قوامه فكرة قيام دولة واحدة أو حضارة واحدة، وإن تحويل الحضارة والثقافة إلى ساحة صراع يهدف إلى إلغاء الثقافات والحضارات الأخرى؛ ومن ناحية ثانية يجب العمل على إرساء قواعد الحكم الديمقراطي التي تتجاوز الخطابات القومية الشمولية التي تعمل على الدمج ألقسري للمجتمعات المحلية مما يتيح للدول الأجنبية فرصة التدخل.
• أن الدراسات المستقبلية لحوار الحضارات تنبع من أسئلة عدة، وفي أي زمن نعيش وأي زمن سنعيش، وكيف سنعيش، وهذه الكيفية نحن نخطط لها ونصنعها، وصناعة المستقبل لها علاقة بالكثير من المعادلات، ولكن الإنسان هو اللاعب الأساسي في تحديد مستقبله، كما تحدث عن البعد الواقعي لهذا الحوار، ولا يمكن للحوار أن يواصل حركته من دونه، وفهم ضرورة ارتباط الواقع بالحوار الذي يحتم وجود تقييم موضوعي، ينطلق من حتمية الشراكة الإنسانية، ومن وعي لحقيقة هذه الشراكة المتكافئة بين البشر، ومن ضرورة معرفة مَنْ نحن ومَنْ نحاور، وتحديد من يمثل الحضارات وخصوصيتها وهي دعوة لمعرفة هوية الآخر الذي نحاوره.
• أن قضية حوار الحضارات في هذه المنطقة مازالت تدور في إطار كونها مجرد دعوة عامة، ولم تتحول إلى نظرية نعرف من خلالها ماذا نريد من أنفسنا، لافتاً إلى ضرورة النظر إلى مشكلة التخلف في حياتنا والبحث عن فلسفة فعالة لبناء حضارة هذا العصر، والتركيز على تكوين وبناء الإنسان ليكون صاحب دور ومسؤولية في بناء النهضة والتقدم.
• كما أشار الدكتور طيب تيزيني إلى أهمية الإقرار بالآخر وخصوصيته التاريخية والمثاقفة الندية العقلانية بين الشعوب والأمم، وإدانة العنف والإرهاب كوسيلة لحل القضايا العالقة بين الحضارات، وتحدث عن خطاب القوة والهيمنة الذي تزامن مع خطاب صراع الحضارات في أعقاب تفكك المنظومة الاشتراكية وحركة التحرر العالمي، مشيراً إلى أن صراع الحضارات هو تعبير عميق عن واقع الحال الجديد.
رسالة الحوار يمكن أن نتلمسها :
أهمية إزالة سوء الفهم المتبادل من خلال معرفة أفضل وأكثر عمقا واتساعا وشمولا بالآخر‏,‏ والتخلص من الصور النمطية السلبية التي تروج لها احيانا بعض وسائل الاعلام وبعض المنظمات السياسية والمدنية عن الآخر باعتباره الخطر والتهديد والعدو‏,‏ وكذلك توظيف وسائل الاعلام ومناهج التعليم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة لتحقيق رؤية واقعية ومحايدة لفكر وعادات وتقاليد وسلوك وممارسات الآخر
بمحددات حوار الحضارات فهي تعكس رغبة متبادلة في التعايش والتفاهم والتعاون انطلاقا من اقتناع مؤداه ان العالم يواجه مشكلات وأزمات اكبر من ان تدعي حضارة ما انها تملك المفتاح السحري لحلها‏,‏ او تدعي ايديولوجية ما أنها تحتكر الحقيقة بصددها‏,‏ وانما يستلزم الامر اقرار كل طرف بأنه يملك جزءا من الحقيقة ولا ينكر علي الاطراف الاخري امتلاك اجزاء اخري منها‏,‏ والاقرار ايضا بقدرة الجميع علي المساهمة بشكل أو بآخر في تقديم الحلول لتلك المشكلات وضمان توازن تقدم مسيرة الحضارات الانسانية دون إخلال بأحد مكوناتها قد يؤدي الي حالة عدم توازن تدخل بالشرية في مرحلة جديدة من الاضطرابات والفوضي والحروب العرقية والقومية والدينية تفضي الي الدمار والخراب‏.‏
لأهداف حوار الحضارات فيمكن تلخصيها بشكل عام في انه يسعي لإيجاد بيئة دولية سلمية ومستقرة تقوم علي اساس الاحترام المتبادل والمساواة فيما بين الثقافات والحضارات المختلفة وعدم ازدراء الآخر او الحط من شأنه‏,‏ والاعتراف بوجود تباينات واختلافات فيما بين الحضارات والثقافات‏,‏ وهو ما يعكس حقيقة خصوصية ظروف وتطور كل حضارة‏,‏ مع الإقرار بان كل حضارة تحمل في داخلها أنساقا حضارية وثقافية مختلفة تتباين فيما بينها مع تأكيد ضرورة الاتفاق علي قدر من الحد الادني المشترك من القيم والسلوكيات التي تشترك فيها مختلف الحضارات والثقافات والتي يجب



#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأويل اللاهوتي لتاريخ عند أوغسطين
- نظرية المعرفة
- إشكالية الخطاب الإعلامي والتحول الديمقراطي العربي
- من اجل إحياء العقلانية العراقية الغائبة
- آراء أهل المدينة الفاضلة
- رهانات الحداثة الإسلامية
- التأويل والريبة عند ماركس
- مفهوم الهوية وقبول الأخر
- مقاربة في رواية -الحنين إلى ينابيع الحب -
- تحولات -بروتيوس-(*)
- مجلة قراطيس
- رهان الهوية واليات التعايش في العراق الجديد
- جدلية المثقف والسلطة في الخطاب السياسي عند فلاسفة الإسلام
- مقاربه في المنهج
- إمام الصمت والاستقطاب الطائفي ماذا يحدث في اليمن ؟
- قراءة في مشروع بول ريكور التاويلي
- اطياف الديمقراطية في تمثلات الذات العربية
- اللغة واليات انتاج المعنى
- مقاربه في المجتمع المدني
- الحجة للقيام بإعمالهم العدوانية .مختارات من اعمال المفكر الع ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عامر عبد زيد - الحضارات صراع أم حوار