أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صبحي حديدي - لبنانيون حماة الديار السورية















المزيد.....

لبنانيون حماة الديار السورية


صبحي حديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1068 - 2005 / 1 / 4 - 10:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تقول الصديقة اللبنانية، التي كانت ذات يوم ناشطة في الحزب الشيوعي اللبناني، وشاركت في «حرب الجبل»، وإنْ «من خطوط الإمداد الخلفية» كما يحلو لها أنّ تقول، ودخلت في هذا أو ذاك من أشكال المقاومة المسلحّة للقوّات السورية التي غزت لبنان مطلع 1975، تقول مستنكرة مستعيذة: «لأ يا عمّي... كل شي إلا تنأذى سورية»!
و«كلّ شي» هذه يمكن أن تتضمّن:
أ ـ صمّ الأذن وإغماض العين عن القرار 1559، الذي يدوّل الوجود العسكري السوري في لبنان على نحو ليس في صالح دمشق، للمرّة الأولى منذ ربع قرن؛
ب ـ تفسير القرار بأقصى ما يتوفّر من الابتذال، اللفظي والسياسي والدبلوماسي، كما حين يقول إيلي الفرزلي إنّ «وظيفة القرار هي الضغط على سورية لفكّ العلاقة اللبنانية السورية وجرّ لبنان إلى صلح منفرد»، باعتبار الـ 1559 من «وحي صهيوني»؛
ج ـ تعديل الدستور اللبناني لكي ينقلب التمديد للرئيس إميل لحود من إملاء سوري إلى «إرادة» شعبية لبنانية؛
د ـ محاولة اغتيال النائب والوزير المستقيل مروان حمادة، في تذكرة ذات إخراج مكرور بأنّ ماضي التصفيات الجسدية قد يصبح آتي الأيام في كلّ حين؛
هـ ـ الاحتفال بالتمديد للرئيس لحود على نحو عسكرتاري صرف تارة، وعن طريق نصب الجداريات العملاقة واللافتات المقتبسة من تراث «الحركة التصحيحية» طوراً، دون استحياء اقتباس صفات عبادة الفرد ذاتها تقريباً؛
و ـ تفويض الملياردير السعودي الوليد بن طلال شنّ هجوم كاسح على المعارضة «التي تجاوزت الحدود ويجب إيقافها»، بما في ذلك وسائل الإعلام التي يشارك فيها الأمير، الذي تعهد علانية بتأديبها و«أخذ الإجراءات لتغيير هذا الوضع»؛
ز ـ وأخيراً، وليس آخراً، «مظاهرة المليون» التي، وإنْ أسفرت عن عشرات بدل مئات الآلاف، كانت التركيب السوسيولوجي الأكثر إفصاحاً، والتشكيل الأكثر «غرافيكيةً» إذا جاز القول، حول طرائق «المقاومة» التي يمكن أن يعتمدها صفّ دمشق من أجل دقّ العظم وكسر الرأس... حين يحين الحين!
كلّ تلك التطوّرات، وسواها كثير، كانت تصبّ في تلك الـ «كل شي» التي تقبل الصديقة اللبنانية التضحية بها، مقابل «شي» واحد هو عدم إلحاق الأذى بسورية. وخلال برهة وجيزة، خاطفة وعجيبة وسوريالية بمعني ما، بدوتُ أنا السوريّ، الذي يحتلّ جيش بلادي جارنا وشقيقنا لبنان (ولا أملك، من جديد، تسمية أخرى سوى «الاحتلال» لوصف الوجود العسكري السوري في لبنان)، بدوتُ أقلّ حرصاً على بلدي سورية من الصديقة اللبنانية... التي تعيش الاحتلال كلّ يوم!
لم تخرج الصديقة في «مظاهرة المليون»، ولم تكن من دعاة التمديد، وليست واقعة في غرام «الوحدة الوطنية» اللبنانية، ولا مصابة برهاب "تهديد السلم الأهلي"، ولا تسحرها على نحو خاصّ مقولة «شعب واحد في دولتين»... ومع ذلك فإنها بدت ــ وهي اللبنانية إبنة صيدا ــ أكثر سوريةً منّي، أنا إبن القامشلي!
وهي ليست اليوم عضواً في أيّ حزب أو مجموعة سياسية قريبة من عنجر، لكي لا نقول من دمشق، ومع ذلك سمعت في خطابها أصداء ما تعالى من عجيج وضجيج في ذلك المجمع العجيب الذي ضمّ «الأحزاب والقوى اللبنانية القومية» التي اجتمعت في بيروت قبيل جلسة مجلس النوّاب. كأنّ الصديقة كانت تردّد: قرار التمديد «أملته المصلحة الوطنية والقومية»، والاستحقاق الرئاسي اللبناني «شأن لبناني ـ قومي بامتياز»، و«ليس لأي جهة، أياً كانت، ومهما عظم شأنها، الحقّ في أن تتدخل أو تبيح لنفسها حقّ التدخل فيه، تحت أي شعار أو أعذار».
كأنها كانت، في المجاز كما في بعض إفرازات المجاز الموضوعية، أشبه بالعضو المنتسب الناشط المتحمّس المخلص المطيع المناضل المقاتل في أيّ من هذه «الأحزاب والقوى اللبنانية القومية»: الطاشناق، حزب البعث، حزب الكتائب، حزب الله، الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب الإتحاد، التنظيم الشعبي الناصري، حركة أمل، رابطة الشغيلة، اللجان والروابط الشعبية، جمعية المشاريع الخيرية، حزب التضامن، القوات اللبنانية، حزب الرامغفار، حزب الهنشاك، المرابطون، الجبهة الوطنية، المؤتمر الشعبي، الحزب الديمقراطي، التنظيم القومي الناصري... أو ربما كلّ هذه التسميات مجتمعة، في آن معاً!
لا تنسى الصديقة أنّ النظام الحاكم في دمشق هو مكافيء الاستبداد، والفساد، والحمهورية الوراثية، والمعتقلات، وحصار المدن وقصفها، وارتكاب المجازر الجماعية. تتذكّر جيداً، ولهذا أجدني غير محرج البتة في سؤالها: ممّ تخاف على سوريّة هذا النظام بالذات؟ ما الأذى الذي تريد دفعه عن هذه الـ «سورية»، لقاء قبولها بأن يحدث «كل شي» في بلدها لبنان؟
تغمغم، وتجيب دون سوء طوية كما أثق: «ما بعرف... في شغلات عم تنحكى»...
وهذه التي «عم تنحكى» يمكن أن تفيد، مثلاً، أنّ هذه الـ «سورية» تعاني من حصار أمريكي سياسي واقتصادي شرس؛ لأنها إنما تدعم «المقاومة» العراقية للاحتلال الأمريكي، بل إنّ آخر معاقل مجابهة الإمبريالية المعاصرة تُدار من «قصر الشعب»، أعلى هضبة المهاجرين في دمشق؛ ولأنها ترفض تقديم «حزب الله»، ومعه أحمد جبريل وقيادات «حماس» الشامية، لقمة سائغة للوحش الأمريكي ـ الإسرائيلي... إلى آخر الإسطوانة المشروخة، التي تعيد تكرار واجترار الأنغام ذاتها التي عُزفت في مختلف عهود «الحركة التصحيحية»، بما فيها السنوات الأربع من حكم بشار الأسد.

* * *
لكنّ أمر هذه الصديقة اللبنانية يهون كثيراً أمام صديق آخر لبناني ينطق بمواقف مشابهة في الجوهر ويعزف أسطوانة مشروخة بدوره، حتى وإنّ بدت «متتالياته» أكثر تعقيداً وفذلكة وسفسطة. وأقول «ينطق» وأنا أدرك أنني أبخسه حقّه، لأنه في واقع الأمر يجلجل ويلعلع ويهدر، وليس بالمعنى السلبي أو الكاريكاتوري أبداً. فهو ذهن متوقّد، ومحلّل ذكيّ، وناثر فصيح، ومتابع لا يكلّ، وصحافي مخضرم تدرّب جيداً بين بيروت وباريس ولندن. ولهذا فإنّ تأثيره لا يُقارن البتة بما يمكن أن يصدر عن الصديقة من أحاديث لا تتعالى إلا في المجالس المؤتمنة غالباً.
وهو مناهض لمعارضي البريستول، مرٌّ وقاطع ومعقلِن وناصح وساخر، إلى حدّ أنه نحت للجماعة تعبيراً كوميدياً: «البريستوليون»! وسوى هذه المظانّ الفندقية (إذ لا ننسى أنّ البعض استطاب حكاية اشتقاق الأمكنة هذه، فتحدّث عن «حرب الفنادق» بين البريستول والكومودور!)، يعيب الصديق على البريستوليين افتقارهم إلى الواقعية، وتعاميهم عن رؤية «خيار الفوضى» الذي تقترحه واشنطن طيّ القرار 1559، وعجزهم عن إدراك الأبعاد الإقليمية للسياستين الأمريكية والإسرائيلية في خفايا القرار ذاته. مظانّ أخرى ذات طابع سوسيولوجي: أهل البريستول هم «بيض الجمهورية» الذين لا يرون في تظاهرة المليون إلا الرعاع والغوغاء، وهم في حال من «التخندق الطائفي»، فضلاً عن تشرذمهم في وإلى جبهات: اللقاء الديمقراطي، قرنة شهوان، حركة التجدد، المنبر، حركة اليسار...
هذا شأنه، وهذا من جانب آخر شأن لبناني ـ لبناني قد نختلف حوله مع صديقنا، وفي العمق والجوهر ربما، لكننا لا نعتب عليه فيه. ما يثير عتبنا، وقسطاً غير قليل من دهشتنا بالقياس إلى ماضي مواقف الصديق، هو أنه بدوره أكثر سوريةً ليس منّي أنا (المشبوه المعتاد!) فحسب، بل من أيّ سورية وسوري يرى الرأي التالي: الوجود العسكري السوري في لبنان ألحق ويلحق الأذى البالغ بالشعبين السوري واللبناني على حدّ سواء، والضرر اشتدّ وتراكم وبلغ اليوم درجة من الخطورة ليس من الممكن بعدها ممارسة ترف التسامح وتقليب الأمور على نار هادئة، تحت أية ذريعة، وأياً كانت المخاطر التي تُساق في تبرير استمرار ذلك الوجود.
وهو، أفضل بكثير من صديقتنا، يعرف طبيعة النظام الحاكم في دمشق، وخَبِرَ أطواره طيلة ربع قرن، ثمّ راهن على أنّ الإصلاح قادم في عهد بشار الأسد، بل راهن كذلك على زيد أو عمرو من «ضبّاط الإصلاح» في هرم العهد. ولهذا فإنّ النظر إلى مواقفه الدمشقية الأخيرة لا يمكن أن يظلّ حبيس مساحة الدهشة وحدها، أو العتب، أو الحزن، أو بعض الملامة. ثمة في تلك المواقف مقدار من الاستقالة الذرائعية لم نعهده في ذهن الصديق المتوقد، وثمة ترهيب في تحليل الميزان بين المحلي والإقليمي، وثمة فهلوة لفظية حيناً ولغة خشبية حيناً آخر...
يكاد صديقنا أن ينصحنا نحن السوريين (بعد أن اتهم البريستوليين بقصر النظر وانعدام الواقعية وانحسار الرؤية) أن نؤجّل كلّ وأيّ مطالبة بانسحاب قوّات بلدنا من جارنا وشقيقنا لبنان، وأنّ نكفّ عن الربط بين الداخل السوري والداخل اللبناني في مسائل الحرّيات العامة وسيادة القانون والديمقراطية. ليس لأنّ هذه أعراض مرض «اليسراوية الطفولية» الذي أصاب المعارضتَين السورية واللبنانية فحسب، بل لأنها (والعياذ بالله!) ممارسات ترقى إلى مستوى خذلان الأوطان في هذه الأزمنة الحرجة التي تشهد اندماج السياسة العدوانية الأمريكية بالسياسة التوسعية الأمريكية!
الداعون إلى فكّ الإسار الأمني الذي يفرضه نظام دمشق على لبنان هم، عند صاحبنا، دعاة فكّ من نوع آخر، أخطر على البلدين وأدهى إقليمياً: «فكّ ارتباط» سورية ولبنان بالعراق وفلسطين، وهذا بالضبط أحد أكبر أهداف القرار 1559! وعلى المطالبين بأيّ فكّ بين سورية ولبنان أن يشرحوا لصديقنا «كلفة» الموقع الإقليمي الراهن الذي يشغله لبنان، وهيهات أن يفعلوا! ذلك لأنّ دعاة انسحاب الجيش السوري لا يدركون (إمّا لعاهة فيزيائية من نوع قصر النظر، أو لاعتلال أدبي مثل مرض اليسراوية الطفولية دون سواه) أنه لا تتوفّر لهذا الانسحاب سلسلة من «الجهوزيات» الضرورية: جهوزية داخلية، وأخرى إقليمية، وثالثة دولية.
وهكذا فإنّ أجزاء المعادلة تكرّ، استطراداً، كحبّات السبحة: الانسحاب السوري في غياب الجهوزيات يهدّد «السلم الأهلى» اللبناني، وتهديد هذا السلم سوف يهدّد السلم الأهلي السوري (ولا نعرف على وجه الدقّة معنى هذا التعبير)، وقوس التهديد سوف ينتقل شرقاً إلى العراق، ثمّ إلى شرق الشرق حيث الحصّة الإيرانية من القرار 1559!
من الخير، والحال هذه، أن نجنح إلى مهمة أجدى هي إصلاح العلاقات السورية ـ اللبنانية، ولكن دون أدنى ربط أو ارتباط بين هذه المهمة وأيّ وكلّ دعوات ترفعها المعارضة السورية لإصلاح الداخل السوري. هنا تُرفع الأقلام وتجفّ الصحف، وهذا على الأرجح هو السبب في أنّ توقّد ذهن الصديق وذكاء تحليلاته وفصاحة نثره لا تخدمنا نحن السوريين الذين نتطلع إلى بلد حرّ وشعب سعيد، عندنا في سورية وعند الصديق في لبنان. وهذا، أيضاً، يفسّر إحجامه عن توقيع عريضة المثقفين اللبنانيين التي استنكرت اعتقال رياض الترك للمرّة الثانية في أيلول 2001، وتغيّبه عن تجمّع المثقفين اللبنانيين في شارع الحمرا يوم 5/7/2002، تحت راية العلمَين السوري واللبناني، للمطالبة بإطلاق سراح الترك والمعتقلين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين وكلّ العرب في السجون السورية.

* * *
كما صعد الشاعر اللبناني محمد العبد الله ذات يوم إلى سطح بيته فـ «إذا بها حرب أهلية»، وحقوق هذه اللقطة محفوظة للصديق جوزيف سماحة في كتابه «سلام عابر»، كذلك هبط قاضي التحقيق العدلي اللبناني حسن قواس عن 19 عاماً وشهرين من البحث عن حجر الفلاسفة في ملفّ اغتيال كمال جنبلاط، فقرّر إسقاط الدعوى والملاحقات الجزائية والكفّ عن التعقبات واسترداد مذكرات التوقيف الغيابية وحفظ القضية مرّة وإلى الأبد.
كأنه كان يقول: كدنا أن نلقي القبض على الجناة، فـ «إذا به سلم أهلي»، وكان ان كفى الله المؤمنين شرّ النبش في ما لا يُنبش كيفما اتفق، أو لا يُنبش إلا إذا اتفق مع إرادات عابرة للقانون والحيثيات. ومَن يقرأ نصّ القرار الطويل لا يسعه إلا مشاطرة القاضي ذلك الإحساس بسطوة الـ «فإذا بها»... خصوصاً حين يتحدّث عن كيفية ذوبان هوية الجناة كما يذوب قرص الملح! والطريف أن القاضي قواس عوّض هذا النقص في الجانب الجيمس ـ بوندي من التحقيق، بجرعة كافية وافية من التشخيص الفلسفي لروح المغدور بدل موقعه السياسي الفريد، أثناء طور تاريخي بالغ الخصوصية من حياة لبنان.
كان جنبلاط، في نصّ القرار، رجلاً «قوي الإيمان راسخ العقيدة ضليعاً متعمقاً في الفلسفة والعلوم السياسية والاجتماعية، داعياً إلى السلام بين الطوائف، وعلى درجة عالية من الثقافة الروحية». ورغم «الأحداث الدامية الأليمة التي أصابت الوطن»، ورغم «الخطر الداهم» عليه شخصياً، بقي جنبلاط «مسلماً أمره إلى مشيئة الله من دون أن يخضع للقدرية إلا بما قدّر الله للانسان من حياة وموت». أكثر من ذلك، كشف القاضي النقاب عن حقيقة أن المغدور كان يؤمن أن الانسان «يعيش بأجل ويموت بأجل، ولا يخاف على نفسه إلا من نفسه، وهكذا ظلّ يتجوّل ويتنقل بحرّية من دون أن يتخذ احتياطات أمنية إضافية للحماية والحراسة».
على هدي هذا السرد الإيماني كان موكب كمال جنبلاط يسير في الساعة الثانية والربع بعد ظهر يوم 16/3/1977، نزولاً من بعقلين ناحية دير دوريت، وكان كل شيء على ما يرام، و... «إذْ بسيارة من نوع بونتياك في داخلها أربعة أشخاص مسلحين». ولولا هذه الـ «وإذ بـ ...» لما كانت رشقات الرصاص «اخترقت القسم العلوي من جمجمة المغدور محطمة العظام ومخربة المادة النخاعية»!
البعض من أصدقائنا اللبنانيين يريدنا اليوم أن نسقط الدعوى على آثام النظام السوري في لبنان (واستطراداً: في سورية!)، لا لشيء إلا لأنهم صعدوا إلى السطح ذات ظهيرة فـ «إذا به القرار1559!»، و«إذا بها خطّة أمريكية لزرع الفوضى في لبنان!»، و«إذا به تعديل الدستور والتمديد!»، و«إذا بها مظاهرة المليون!»... ولكنّ الفارق، حتى إذا جلجل صديقنا وحزنت صديقتنا، هو أن معطيات الحاضر المحلية والإقليمية والدولية لم تعد تسمح لأيّ قاض لبناني بأن يسقط الدعوى...
ومن أسف أنّ اصدقاءنا هؤلاء يتعامون عن جوهر المسألة، الذي بات يدور حول تحرّر وحرّية سورية، إسوة بتحرّر وحرّية لبنان، ليس أقلّ. وهم يدافعون عن"سورية" متخيَّلة وهمية، منشأة إنشاء قسرياً وميتافيزيقياً في مختبراتهم التحليلية، فيجري استيهام الأخطار المحدقة بها من جهة، ويجري من جهة ثانية تمويه انخراط النظام الفعلي في ما يسمّى بـ "الحملة على الإرهاب" وتنفيذ اشتراطات البيت الأبيض أولاً بأوّل، بهمّة عالية! وأمّا الفاضح في هذا الإنتاج المخبري المدهش فهو التعامي عن مأساة الشعب الحقيقي في سورية الحقّة، والاستقالة من واجب التضامن مع مطامح أبنائها في الانعتاق من ربقة الاستبداد. المصيبة أنّ أصدقاءنا اللبنانيين السعاة إلى أن يكونوا سوريين أكثر من أيّ سورية وسوري ــ والذين يسابقوننا في الحرص على بلدنا، وتنشقّ حناجرهم في ترديد «حماة الديار...» حتى نخرس نحن أو نبتلع ألسنتناــ ليسوا من طينة القاضي قوّاس، ولا إيلي الفرزلي، ولا ناصر قنديل، ولا حتى الشاعر طلال حيدر مدّاح القمر!



#صبحي_حديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية في 2005: هل سيكون الآتي أدهى من الذي تأخّر؟
- مكاييل الحرّية
- تركيا في ناظر دمشق: بؤرة الكوابيس أم النافذة على العالم؟
- خزعة من قامة ممدوح عدوان
- العلمانية والشجرة
- أشبه بمزامير تُتلى في واد غير ذي زرع
- ترجمة محمود درويش إلى... العربية
- في مناسبة زيارة محمود عباس إلى دمشق:ظلال الماضي تلقي بأثقاله ...
- فلسطين الشوكة
- دمشق وبالون -وديعة رابين-: ألعاب في أردأ السياقات
- قبل المحرقة
- لا ينقلب فيها حجر دون أن يطلق معضلة تاريخية: القدس بعد عرفات ...
- الشاعر السوري حازم العظمة: قصيدة ناضجة في معترك تجريب بلا ضف ...
- دائرة الطباشير الأمريكية
- حين تولد الفاشية العسكرية الأمريكية في الفلوجة: مَن يكترث بو ...
- قائد قال -لا- حين كانت الـ -نعم- هي المنجاة:عرفات: ترجّل -ال ...
- ما لا يُفهم
- الديمقراطية الأمريكية: مأزق قوّة كونية تتكلّم كالأساقفة
- ميشيما 9/11
- كولومبيا والإرهاب الآخر الذي تصنّعه الولايات المتحدة


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صبحي حديدي - لبنانيون حماة الديار السورية