أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الدقة هى ام القيم الصحافية التى يتطلبها العمل الصحافى














المزيد.....

الدقة هى ام القيم الصحافية التى يتطلبها العمل الصحافى


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى ظل التطور التقنى والتنافس الحاد بين وسائل الاعلام , لا يوجد هناك اسوأ من ان يقع صحافى فى خطأ او ان تنشر وسيلة اعلامية معلومات مغلوطة او غير صحيحة .... لذلك تزدهر ادبيات الصحافة بمقولات شهيرة تحض الصحافيين على توخى الحذر وتفادى عدم الدقة مثل : ( عند الشك ... عليك بالبحث للتأكد ) او ( المعلومات لتى لايمكن التأكد منها ينبغى التخلص منها ) .... فالدقة الصحافية هى تفادى الاخطاء بانواعها المختلفة : المعلوماتية والموضوعية والطباعية وغيرها .... فالدقة الصحافية هى مرادف للسلامة والصحة الصحافية ... وهى لاتحتاج فقط التزام الصحيح والتثبت من صحة الآرء والمواقف والمعلومات ونسبها ... لكنها تحتاج ايضا ادراكا للسياق ... وامتلاكا للخلفية التى تحول دون ارتكاب الاخطاء ... ففى عالم يزدحم بوسائل الحصول على المعلومات وكثرة الجرائد والمجلات لايميز وسيلة عن اخرى افضل من معيار الدقة ....


مما لاشك فيه ان رأس مال اى مصدر للمعلومات هو الدقة ... كما ان قيمة الصحافى او المراسل الصحافى الميدانى بالتحديد ترتفع كلما كانت اخباره دقيقة ... ونقطة البداية فى تحقيق القيم الخبرية المتعلقة بالصحافة مثل : الانصاف والحياد , هى الدقة الصحافية .. فالدقة الصحافية بمنزلة ام القيم او ام الفضائل التى يجب ان يلتزمها العمل الصحافى الجيد ... فان كانت تفاصيل الخبر غير دقيقة ..او كان الخبر غير صحيح من الاساس ... لن تكون هناك اى قيمة لتغطيته بانصاف او حياد ...

من المعلوم بالضرورة ان اهمية عنصر الدقة الصحافية والاعلامية تتساوى لدى معظم وسائل الاعلام الجادة !!! فحتى تلك التى تتبنى وتتخذ مواقف وتوجهات سياسية واضحة ( اى انها لا تدعى الموضوعية او الحياد ... وتعترف بالانحياز التام لموقف ضد اخر ) عليها ايضا التزام الدقة !!!! ... فكل القوانين العالمية المنظمة للعمل الصحافى والاعلامى تعاقب على الوقوع المتعمد فى الاخطاء المعلوماتية ... وتلزم كل من ارتكب مثل تلك الاخطاء بالتصحيح والاعتذار ... وهو امر لايسعد ولا يسر المسؤولين عن اى وسيلة اعلامية ... كما ان كثرة التصحيحات والاعتذارات تؤدى الى فقدان فقدان الجريدة او الوسيلة الاعلامية لجمهورها !!! ...الذى لن يكون بمقدوره الثقة بمعلوماتها ان تكررت حالات التصحيح والاعتذار ...

لذلك ليس بمستغرب ان نجد قاعدة ذهبية فيما يتعلق بالدقة الصحافية والاعلامية تقول : ( ان تتأخر عن منافسيك فى اذاعة خبر صحيح ... خير من ان تسبقهم فى اذاعة خبر غير صحيح ) ... اى ان خسارة السبق الصحافى مع الحفاظ على الدقة اولى من السبق بالخطأ ... ولن تتحقق الدقة فى العمل الصحافى والاعلامى الا عبر آليات تحرى الدقة : كالتركيز على الحقائق حيث يعتمد العمل الصحافى والاعلامى على الحقائق فقط فيما يتعلق بالتغطية الخبرية خصوصا ... بما يستلزمه ذلك من اعتماد التقديم الواقعى والبعد عن الاخبار والمعلومات المختلقة والمفبركة والتى لم يتسن التأكد من صحتها ...الى جدانب تحرى الصجة فى حالات الغموض واللبس بتكرار البحث والسؤال والتقصى ... مع استخدام الحس الصحافى ... وامتلاك الخلفية الثقافية وادراك السياق العام الذى يؤهل الصحافى لاختبار سلامة المعلومات التى يحصل عليها بصرف النظر عن مدى صدقية المصدر الذى استقى منه الصحافى تلك المعلومات ...

فالصحافى الناجح يعلم ان الاخطاء مكلفة .... وليست المصداقية وثقة القارىء هى كل مايخسره الصحافى نتيجة عدم الدقة .. فثمة خسائر اخرى مكلفة ايضا ...فعندما يتسبب الخطأ فى الاساءة لشخص او اشخاص او مؤسسات او حتى دول ... من غير المستبعد ان يلجأ المتضررون الى القضاء لطلب التعويض ... وعادة لا تتسامح المحاكم مع مرتكبى الاخطاء ... فلن تقتنع هيئة المحكمة بان السبب فى الخطأ هو نقص خبرة الصحافيين او ازدحام الاجندة الخبرية فى يوم بث الخبر او اى اعذار اخرى قد تكون منطقية خارج نطاق الاجراءات القضائية !!!

لذلك انصح الاخوة الزملاء من الصحافيين انه يجب عليك توخى اقصى درجات الدقة ... يجب اجراء البحث اللازم فى مضمون ما يقدم من اخبار او برامج ... كن على استعداد للتأكد وعادة التأكد من كل معلومة .. واطلب النصح ممن هم اكثر منك دراية ودربة وخبرة ان تطلب الامر ... حاول كلما امكن ان تكون انت المصدر الاول للمعلومات بأن تكون فى موقع الحدث بنفسك ... وان تعذر ذلك حاول جاهدا ان تتحدث الى من كان فى موقع الحدث .... لان اكثر المعلومات دقة هى تلك التى تحصل عليها بنفسك او من زملائك الذين كانوا فى موقع الحدث ... وهذا لن يكون ممكنا فى كل الاحداث والحالات !!!! وبالتالى فاننا غالبا ما نعد تقاريرنا بناء على معلومات حصلنا عليها من آخرين .... وهنا يفضل ان تعتمد على من نطلق عليهم المصدر الاول ( first_hand sources ) او شهود العيان ... مع الوضع فى الحسبان ان هؤلاء ليسوا صحافيين محترفين وهم عادة لايتذكرون التفصيلات !!!! ففى حالات الجرائم والانفجارات يكون شهود العيان واقعين تحت كم هائل من الضغوط النفسية والعصبية وبالتالى من المرجح ان تتسم رواياتهم بالارتباك وعدم التناغم .. كما يجب ان تعلم ان البعض من شهود العيان قد يتعمد تقديم معلومة مغلوطة ... ففى مناطق النزاع وخلال الكوارث الطبيعية عادة ما يحاول شهود العيان تقديم المعلومات بحيث يرسمون لانفسهم صورة وردية او يقدمون انفسهم على انهم ابطال او يحاولون تجنب التورط فى المشكلات .. وبصفة عامة حاول قدر الامكان الاتعتمد على مصدر واحد ... بل ابذل المزيد من الجهد والوقت لتتأكد من الرواية التى ستبنى عليها تقريرك او قصتك الخبرية ..
حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيبنى هنا يا هجر
- هذه شروطى كى تعودى مجددا
- تلاشى الرؤية التنويرية وغياب المضامين جعلوا الصحافة المصرية ...
- النت لا يرحم عزيز قوم فل
- اهرش الانسان يظهر لك الحيوان
- انت سر وجودى
- طهروا الاعلام من اللئام تنتصر الثورة
- الرضا الطلابى كمؤشر لجودة الاداء التعليمى بجامعة كفرالشيخ
- مات الحب
- كيف يحق للمجلس العسكرى استخدام صمت حزب الكنبة كرأى له!!!
- المجلس العسكرى واخطاء ( جالن )
- التمزق النفسى والتصدع الاجتماعى دعوة للانسحاب من الحياة
- احرار مصر يبكون الشهداء ... وعبيد العباسية يبكون جلاديهم
- غادة كمال شاهدة على وحشية وبربرية الجيش
- الرد على اكاذيب وافتراءات المجلس العسكرى
- الثورة والمجلس العسكرى طرفى نقيض
- انت اخويا ولا ....
- الجنزورى سيدخل مجلس الوزراء على اشلاء القتلى!!!!
- لن ابكى ....
- ما اشبه الليلة بالبارحة


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الدقة هى ام القيم الصحافية التى يتطلبها العمل الصحافى