أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - بنكيران وإخفاقات سياسته الشعبوية














المزيد.....

بنكيران وإخفاقات سياسته الشعبوية


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 22:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في الوقت الذي يعرف فيه الحراك الشعبي، بمدينتي تازة والفقيه بن صالح، تطورات خطيرة للغاية، إذ حصل صدام حاد بالأولى مع قوات القمع المخزني، التي أظهر فيديو مسجل كيف دهست المحتجين بسيارتها قدوة بقوات فرعون المصري المخلوع، ولاتزال المدينة تعرف حراكا ساخنا إلى حد الساعة. بينما تميز الحراك الشعبي بالثانية بما أصبح يعرف بالظاهرة البوعزيزية أي إضرام النار في الذات، حيث قام ثلاثة من بين المحتجين بمحاولة إحراق نفسهما لولا تدخل رفاقهما في الدرب وإخماد النار التي بدأت تنهش لحمهم. في هذه الظروف الخطيرة يطلع علينا معالي الوزير رئيس الحكومة الجديدة بتصريحات يعد فيها بزيارة غزة دون أي انتباه لما يحصل ببلده.
سؤال أول: لماذا غزة وليس تازة؟
يظهر أن الجواب على هذا التساؤل يكمن في محاولة إخفاء رسوب السياسة الشعبوية التي ينهجها السيد بنكيران، إذ أدرك أنه لم يحقق شيئا، ولن يحققه، خصوصا وقد أضحت إخفاقاته السياسية واضحة من خلال فشله في تشكيل حكومة حسب منظوره ورؤية حزبه. فالسيد بنكيران وعد الناخبين بعدم السماح باستوزار أعضاء من الحكومة السابقة الفاشلة والمتهمة بالفساد داخل تشكيلته، في حين جاءت هذه الأخيرة مكونة ليس فقط من وزراء تشكيلة عباس الفاسي، بل وممن ممقوتين من طرف الشعب المغربي قاطبة كالسيد الوزير الأول السابق عباس الفاسي عينه، بل إنه أصبح ممقوتا داخل حزبه ومطالبا بالرحيل عن قيادته من طرف أعضائه. فالسيد بنكيران يريد تلميع شعبويته بالتوجه إلى غزة ضاربا عصفورين بحجر: أ – كسب عطف جميع الشرائح والفصائل المغربية لما من مكانة لفلسطين ككل، وليس فقط غزة، في قلوب المغاربة قاطبة إسلاميين ويساريين وعلمانيين وليبراليين..إلخ؛ ب – استغلال الزيارة لإبعاد نظر وفكر المتتبعين لنهجه عن إخفاقاته السياسية منذ "فوز" حزبه بالانتخابات التشريعية.
سؤال ثان: أليس كان من الأولى زيارة تازة والفقيه بن صالح وحل مشاكل الشعب الداخلية، ثم بعد ذلك التوجه إلى قطاع غزة؟ أم أن أحداث تازة، حسب تعبير السيد بنكيران، أعمال شغب؟
عموما لم يكن التيار التقدمي المغربي ينتظر شيئا من هذه الحكومة الجديدة خاصة بعد ظهور تشكيلتها المشوهة، والتي عرفت انطلاقتها فضائح بعض وزرائها الاستقلاليين، وارتفاع عدد حقائبها من خمس عشرة حقيبة إلى واحد وثلاثين، في الوقت الذي اكتفت به الجارة الشمالية (إسبانيا) بثلاث عشرة حقيبة فقط، ورفع عدد حقائب السيادة إلى ست. وقد صرح معالي رئيس الوزراء بهذا الشأن، أي وزارات السيادة، أنه هو من اقترح الأسماء على رأس الدولة. وهذه ليست سوى محاولة تبرير لإخفاقه في فرض رأيه؛ وحتى ولو كان الأمر صحيحا، فلماذا اقترح وزيرا، على سبيل المثل، من الحكومة السابقة وهو من وعد بأن تكون حكومته مشكّلة من وجوه جديدة وذات كفاءة؟ أ لا يعلم السيد بنكيران أن وزير الفلاحة والصيد البحري غير مرغوب فيه بهذا القطاع؟ أ لم يدر رئيس الوزراء أن الشعب، ممثلا في حركة 20 فبراير، رفع شعار "الفصل بين السلطة والثروة"، وأن صاحبه من كبار رجال الأعمال أم هو تحد للشارع المغربي؟ ثم لماذا تخلى السيد بنكيران وحزبه على وزارات كان يعد بأنه لن يتركها لأية جهة كانت كوزارة المالية مثلا أم أن قدر المال العام المغربي لا يهمه في شيء؟
إن التيار التقدمي المغربي يأسف لأولئك، الذين منحوا ثقتهم لحزب بنكيران وأصحابه وعلقوا أمانيهم عليه وعلى الحكومة الجديدة. فهم سيستفيقون من أحلامهم الوردية وسيكتشفون حقيقة حكومة بنكيران، التي لا ولن تتميز عن سابقاتها، وقد ظهر العربون من خلال المبلغ المالي الخيالي المخصص، من طرف هذه الحكومة الجديدة، لمصاريف القصر وحاجياته والمتمثل، حسب ما نشرته الصحف، في أكثر من مليارين سنتيم. هذا في الوقت الذي يعرف المغرب احتجاجات متصاعدة لحاملي الشواهد العاطلين أليست خزينة الدولة أولى بهذا المبلغ لإيجاد مناصب شاغرة للعاطلين؟ علاوة على رواتب الحكومة التي تتراوح ما بين أكثر من 7 ألف دولار أمريكي للوزراء وما يفوق 12 ألف لرئيس الحكومة، فلماذا لا يتخلى بنكيران وإخوانه فقط عن نصف رواتبهم لدعم الفقراء خصوصا إذا قمنا بعملية حسابية بسيطة للمبلغ الإجمالي لرواتب الحكومة الجديدة خلال سنة واحدة (المبلغ الإجمالي لسنة هو000 664 2 إضافة إلى مبلغ 12000 لكل وزير خاص بالمظهر والهندام فإن المبلغ سيصبح 000 036 3)؟ لكنه لن يفعل وأصحابه.
ونتوقف عند هذا الحد لنترك للأيام المقبلة فرصة إظهار وكشف هفوات سياسة السيد بنكيران القادمة لا محالة.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربون دار بنكيران من تشكيلتها
- البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا
- أيها الرفاق دولتنا تعوض المعطلين بمليار سنتيم
- كواليس قرار انسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير
- سرّ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية
- ربيع الحياة الجديدة
- اليسار وتحديات الربيع العربي
- انتصار العدالة والتنمية واستراتيجية السلطة المخزنية
- الديمقراطية في خدمة الإمبريالية لنكن حذرين
- المهاجر
- ليبيا ودلالات شذوذ التوجه
- الربيع العربي والآفاق الغامضة
- الربيع العربي في معادلة الشواذ
- الشعب يطالب بالكرامة لا بصدقة
- انتصار الشعب الليبي سيعطي انطلاقة جديدة للربيع العربي
- حرب إعلامية فاشلة
- شعب أمس غير شعب اليوم
- Madamme Font Du Picard
- من ذكرياتي مع الاتحاد السوفياتي
- الفيزازي من السلفية إلى الاشتراكية أو ما دمت في المغرب فلا ت ...


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - بنكيران وإخفاقات سياسته الشعبوية