أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - عن رواية تحسين كرمياني الموسومة بحكايتي مع راس مقطوع














المزيد.....

عن رواية تحسين كرمياني الموسومة بحكايتي مع راس مقطوع


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 22:16
المحور: الادب والفن
    


حكايتي مع رأس مقطوع
رواية صادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2011م، المؤلف تحسين كرمياني – كاتب من العراق
قراءة: محمد الأحمد
المخيلُ الحكائي يفتتحُ امام عشاقه القراء على الدوام الاسئلة الحيوية التي تحتاج الى ابتكار يوازي واقعية الافكار المسطرة ضمناً، أو علناً فتزيح بالخيال المفترض قناعة لتضع اخرى غيرها اكثر موضوعيه منها. وأكثر ثباتاً لتستقر بذهن المتلقي.
تلك فلسفة متخيل حكائي ترسمه المعاني التي تنزل على السطور المفترضة ليرسم رؤية تتواصل بإيحاءات تفترش الاجوبة المضمرة بالإيقاعات الموقدة للذهن حتى يأتي الجواب المضمن كما كان يؤولها (غاستون باشلار) الى إشعاع متموج، وتحول الاشعاع الى مادة بحيث ينظر للمادة والإشعاع على انهما متناظرتان حتى يصبح للمادة نفس الخصائص المميزة للإشعاعات من مزايا تموجية وإيقاعيه (فلا وجود للمادة إلا في الإيقاع وبالإيقاع. فهذا حدس جديد قائم بقوة على مبادئ الفيزياء التموجية المعاصرة )، حيث التعامل مع رأس بشري مقطوع امر في غاية ألبشاعة والترويع، والتقزيز.
هكذا بات (البطل الروائي) كابوسا مريبا بقي يعيشه المؤلف الروائي في ان ينجز كتابة روائية عن واقع عراقي الإيقاع وإقليمي الاتجاه. من بعد ان فقدت الاشياء الجميلة، والجديدة رونقها عندما وجد (المؤلف) الراس المقطوع وحمله في كيس ودون علم من احد ليبقى يحدثه عن فلسفة الفصل بين الراس وبقية جسده.. حمله سرّاً متيقنا بانه السر الذي يلهمه كتابة سطور هو بحاجة الى قولها. (أي ان العلامات لا تمتلك معنى لأنها تطابق شيئا واقعيا او جوهريا ولكن لأنها تنشأ ضمن شبكة من الثنائيات المتقابلة والمتضادة والمختلفة التي تشكل في النهاية اللغة- دريدا).. كانه وجد لسان حاله الذي سيمليه ما على المؤلف قوله.. يهديه نصاً يرصد الواقع ويتدخل في تفاصيله.. فينفي المظاهر وينكر الوقائع ويحول ملحمة الرأس الذي كان مقذوفا به الى القمامة الى ملحمة رأس تحدي بدلا من ان يكون مهملاً سمجاً، ويتحول الى فعل اعتراضي (سوف اكون من سكان العالم، رغما عن هذا العالم ). انه رأسٌّ لأسئلة تحاول ان تفرض كيانها التعبيري، والشكلي، لتتحول من اسئلة ادب تطرحها حكاية لتثير اسئلة وجود.. يفرضها الواقع كون الملحمة هي ابنة العقل الذي يتصور العالم مليئا بالصيغ الفاعلة المؤثرة.. كأنها ملحمة عاصفة يلفها السحر والأشباح فالتاريخ هو مسيرة العقل من اجل وعي ذاته (لا يعني هذا ان الملحمة لم تتحدث عن افعال وشخصيات واقعية بل يعني ان هذا الواقع كان يعمل ضمن قصور عقلي في فهم العالم افرزته مرحلة التطور- من تاريخ الرواية )، ذلك هو رأس يحكي قصة حب لم تتطور الى حكاية مثيرة كما مفتتح حكاية المؤلف وسلواه كراوي يريد الروي ولم يكن من بدّ إلا تدوين حكاية الرأس المثير للجدل.. فيتحول المؤلف الى مصغ جيد الى حكاية الراوي كـ(رأس) محولا الخوف منه وعليه الى سرد منتظم يحتوي على واقع معاش لا يقل بشاعة عن الصورة نفسها.. (كان فاتحا عينيه، ابتسمت مفرغا شحنات جسدي من الغضب الذي توالد لم يبتسم، ظل يمتلك صرامة في التحديق اخرجته ووضعته أمامي قال لا ينفعل كاتب الرواية حين تسكنه فكرة ما- الرواية ص 107)..
تأثثت الحكاية على المفارقة الصادمة التي وجهتها الراس المقطوع الذي لم يعرف الرواي من صاحبه حيث حيوية الكتابة جعلته ينطلق، ويعترض ويتقول ما لم يقوله (ذلك الرصيف قيل ان مقاولا (لطش) الفلوس المخصصة لتعميره، سرق الفلوس نهارا وغادر من غير وجود عيون قانونية تلاحقه لتعاقبه- الرواية ص 13) بشكل سردي متوازي مع ما يحمله المؤلف من افكار حيث صار الراس مؤلفا يملي على الكاتب شهادته وسيرته التدوينة دون التفات الى عفوية القناعة.. يحاول المؤلف ان يخفي عن زوجه القصة (لأجل ان لا تروع الشريكة)، في حكايته المبتكرة مع الراس حيث تتصل بالحكاية الاولى حكاية الدمية مقطوعة الراس التي تتحول الى راس بشري لم يمت فيأتي (صوتاً) ما في جعبته كل ما يريد السمّاع سامعة.. لقد اوجدت الحكاية فراغا غامضا ارادت الاشارة الى ان الدمية هي التي انفلتت من جسدها ووصلت اليه في لا وعيه لتستقر فوق الدولاب، وتنطلق نيابة عن المؤلف مؤلفه.. فهي تعود بنا الى قصة فليم (اللعبة تشاكي).. ورأسها الرهيب فتلك قصة اخرى من تلك الصورة المخيفة التي يرويها المؤلف مع راس الدمية المقطوع والتي تحسسه وتثير فيه التشاؤم..
نودُّ الاشارة بان (تحسين كرمياني) رسم بإبداع نصاً يقول بفكرة مبدعة ما كان على المبدع ان يبتدعه.. دونت كحكاية جديرة بالقراءة وجديرة بالتأشير لما فيها من سرد وهدف نبيل.
‏02‏ كانون الثاني‏، 12



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوديسا التعددية الثقافية
- مسرحية الأطباء.. وعقل الشيطان
- الضلال الطويلة رواية تشهد على الزمن اللا مٌسرد
- رواية (ورد الحب... وداعا) سيرة حرب
- الصندوق الاسود ... وعاء الافكار الجديدة أم جدليتها الحيوية
- جاء الفيس بوك يارك الحاسبة
- فرن الخواجة
- اين السارد من المسرود في الحلم بوزيرة
- كيف بدأت مع عالم الكتب، وأين تكمن قيمة أي عمل أدبي؟
- كتاب جديد للدكتور فاضل عبود
- العقل المريض بجماله
- رسائل قرة العين
- كنت شيوعياً
- فليم حسن ومرقص
- كونشيرتو النسيان
- المثقف العربي في زمن الانحطاط العربي: على أي جانبيه يميل..؟
- علم الاجتماع الآلي
- الترفع غربة المثقف العراقي المقصي
- خسارة متأزمة بالفقدان
- النص


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - عن رواية تحسين كرمياني الموسومة بحكايتي مع راس مقطوع