أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - كيف نقرأ الملهاة السياسية الأردنية؟














المزيد.....

كيف نقرأ الملهاة السياسية الأردنية؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3599 - 2012 / 1 / 6 - 01:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




الملهاة، اصطلاح فني وأدبي، جاءنا من اليونانيين الأوائل – أهل أثينا القديمة - الذين زودونا بآلاف الاصطلاحات الفنية والأدبية والسياسية والفلسفية. والملهاة كانت تعني – عند اليونانيين – التمثيلية ذات الأحداث المضحكة، أو تلك التي تنتهي نهاية سعيدة. وعُرفت بـ "الكوميديا". وكان شكسبير، والشاعر الفرنسي موليير، أشهر من كتبوا الكوميديا الراقية، وأسسوا لها في القرون السابقة. وظهر بعد ذلك مسرحيون، وروائيون، كثيرون، كتبوا الملهاة السياسية، والاجتماعية.

الملهاة السياسية الجديدة
لكن الملهاة السياسية التي نسمع بها، ونشاهدها على مسرح الدكتاتورية القروسطية العربية، شيء مختلف عن الكوميديا اليونانية، أو الشكسبيرية أو حتى البلزاكية في "الملهاة الإنسانية". فهي لا تضحكنا بقدر ما تبكينا – إذا كنا واعين، وعاقلين، لما يدور حولنا، من مآسٍ، ومصائب، وكوارث، وسرقات، وفساد، وظلم، وطغيان، واضطهاد.. الخ. - ذلك أن الأنظمة الدكتاتورية القروسطية العربية، لا تفتأ أن تقدم لنا الملهاة السياسية بطريقة سقيمة وغبية، لا تهدف من ورائها إضحاكنا، بقدر ما تهدف إلى صرفنا عمَّا يدور على أرض الواقع من مآسٍ، ومصائب، وكوارث، وسرقات، وفساد، وظلم، وطغيان، واضطهاد.. الخ، وإلهائنا، بما تقدمه لنا من فصول سياسية بلهاء.
أفاعي الأنظمة العربية
ألاعيب الأنظمة الدكتاتورية القروسطية العربية لا تنتهي. فهي كالأفاعي التي تغير جلدها في كل موسم، وفي كل مناسبة، لكي تحافظ على بقائها، واستمرار حكمها.
فالأنظمة الدكتاتورية القروسطية العربية، التي كانت تدعي – كذباً وزوراً - العَلْمانية والليبرالية، تحوَّلت بين عشية وضحاها إلى دول دينية، تكتب على عَلَمِها عبارات دينية، وتحتضن رجال الدين، وتجعل منهم الأولين والآخرين، كما حصل في العراق في عهد صدام حسين، بعد هزيمته، وطرده من الكويت 1991. وكذلك في سوريا، عندما استنجد قبل أيام بشار الأسد برجال الدين، ومفتي سوريا، لكي يصدر فتواه الدينية بتحريم المقاومة لنظام الحكم الدكتاتوري السوري القروسطي.

القضية الفلسطينية اللعبة الرابحة
من ألاعيب النظام الدكتاتوري الملكي القروسطي الأردني مثلاً، منذ تسعين عاماً حتى الآن، كانت القضية الفلسطينية. فسنة يحتضنها، ويعتبرها قضيته الأولى، بل يقوم بضمها إلى الأردن، كما فعل في "وحدة الضفتين"، عام 1950 ، وشطب اسم فلسطين من الخارطة الدولية السياسية. وسنة يتخلّى عنها، ويفك أسرها السياسي الأردني، كما فعل عام 1988. ومرة يحتضن حركة "حماس"، ويضع خالد مشعل في حضنه، وينقذه من موت محقق، ومن تسميم الموساد له، ويطلق عليه "الابن خالد" كما فعل عام1997. ومرة يطرد "حماس" من الأردن، ويعتقل زعماءها كما فعل في عام 1999. واليوم، ودفعاً للربيع العربي والحراك الثوري الشعبي الأردني بعيداً، وابتعاداً عن أحكام القضاء الحر لقضايا الفساد، ومحاسبة الفاسدين، يقدم لنا النظام الدكتاتوري الملكي القروسطي الأردني، ملهاة جديدة من ملاهيه المبكية الساذجة، وهي منح الفلسطينيين والإسرائيليين صالة في أحد الفنادق الفخمة، للحوار، ودعوة اللجنة الرباعية الدولية لسلام الشرق الأوسط لحضور هذه المباحثات، تمهيداً لعودة "حماس" المطرودة شرَّ طرد، من الأردن للعودة إلى الأردن من جديد، إرضاءً لليمين الديني الفلسطيني المتمثل بـ "جبهة العمل الإسلامي"، التي تضم جماعة الإخوان المسلمين (تأسست في الأردن عام 1945، في عام تأسيس حزب البعث في سوريا) وبقية الأحزاب الدينية/السياسية الأردنية.
فهل كان عائق المحادثات الفلسطينية- الإسرائيلية، عدم وجود مكان كعمّان للمحادثات؟
ولماذا لم يُصرِّح الفلسطينيون بذلك، وهم من كان يُصرُّ على إيقاف بناء المستوطنات في القدس، لاستمرار المحادثات؟

ملهاة المحادثات الفلسطينية- الإسرائيلية
"جبهة العمل الإسلامي" هي التي تقود الآن الحراك الشعبي الثوري الأردني ضد فساد النظام وما ضم، وما يضم الديوان الملكي من الفاسدين. وهي الجبهة، التي من أجل عيونها، ألَّف عون الخصاونة (رئيس الوزراء) الملهاة السياسية الأردنية الجديدة إرضاءً وتسكيتاً للإخوان المسلمين، وبقية الأحزاب الدينية/السياسية الأخرى، التي هددت النظام الأردني بالقوة العسكرية الميليشية في الأمس، عندما استعرضت القوات الشبابية الاخوانية على طريقة الإخوان المسلمين في الأزهر عام 2008، وعلى طريقة ما يقوم به "حزب الله"، وحركة "حماس"، من حين لآخر.

ماذا لو رفض الممثلون؟
ماذا لو لم تنشب الثورة السورية ضد النظام الدكتاتوري القروسطي السوري، ويتم إخراج حركة "حماس" من دمشق؟
وماذا لم قبلت قطر استضافة حركة "حماس"، بدلاً من الأردن الآن؟
وماذا لو رفض الأردن استضافة حركة "حماس"، وطردها من الأردن، وسجن زعماءها كما فعل عام 1999؟
وماذا لو كان هناك خلاف إيديولوجي عميق بين حركة "حماس" وبين "جبهة العمل الإسلامي" الأردنية، فمنهم من يعترف بإسرائيل مثلاً (فتح) ومنهم من لا يعترف بها (حماس)؟
وماذا لو أن الفلسطينيين، رفضوا المحادثات الآن مع إسرائيل في عمّان؟
من المؤكد في أية حالة من الحالات السابقة، أن النظام الأردني، سيقوم بتأليف ملهاة سياسية جديدة - وهو من الشطَّار في تأليف مثل هذه الملاهي المسرحية السياسية - لتحويل نظر الرأي العام عن الفقر، والفساد، والسرقات، التي تتم في الدولة الأردنية، وإبعاد كرسي العرش الخشبي عن نار الثورة العربية التي أصبحت على الحدود السورية - الأردنية. ولكن النظام الآن، يحيل هذه النار الزاحفة من الحدود السورية - وبشعوذة سياسية مضحكة – إلى برد وسلام على الأردن، ويعيد قصة الأسطورة التي كانت للنبي إبراهيم عليه السلام، بقيامه باحتضان الهاربين من جحيم النظام السوري.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هؤلاء أعداء الثورة السورية
- من هم المميعون للثورة السورية وما مصلحتهم؟
- -الولاية العامة- كما يفهمها الثوار الأحرار
- لماذا النظام السوري من أقوى الأنظمة الدكتاتورية؟
- ضرورة محاسبة السواطير لا النواطير فقط!
- علي بابا والأربعون حرامياً
- المثقفون والثورة
- امسك حرامي!
- عقلانية الخليجيين ورعونة الأردنيين
- النظام السوري في النزع الأخير!
- نعم: لا تنتخبوا العَلْمانيين في مصر!
- -سيّدنا-: لا فُضَّ فوك!
- تحديات الثورات العربية وعقباتها العظمى!
- -الأسد- ملك في غابة من الرمال اللاهبة!
- هل أصبحت حماس ورقة التوت الأردنية؟
- الخرافة: تحوُّل ذئاب دمشق الى حملان في لحظات!
- أهلاً بالإسلاميين المعتدلين فقط!
- اعدلوا.. حتى لا تلقوا النهاية الأليمة!
- أيها الثوار الأحرار الأبرار: احسنتم وإلى الأمام
- لن نسكت أبداً بعد اليوم


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - كيف نقرأ الملهاة السياسية الأردنية؟