وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 3594 - 2012 / 1 / 1 - 16:37
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
( لاقامة معبد جديد لابد من تهديم معبد قديم ) نيتشة
يكتب عبدالرزاق الجبران في كتابه ( لصوص الله ):الهك فقهك , وليس الله . هذا ماامسى عليه المسلمون...الفقه لايمنح قلبا , كما انه لايمنح الها , انه يسلبهما منك فحسب , انه يجعلك صنما .. اليست سخرية وجود؟ ان الدين الذي جاءك بتحطيم الاصنام يجعلك صنما ؟
هنا اكثر المشكلة ,حيث الروح الحقيقية للدين امست ملغية ومتاخرة لحساب الشريعة ... ويكتب الجبران ( الله بدون الحرية لخلقه لايكون الها والمعبد بتحوله الى سلطة يكون قد قمع الالوهية وليس الحرية , لان الوهية الله لاتوازيها الا حرية الانسان .. عبوديته تمسح الالوهية اصلا . فاذا مااخذنا مفهوم العبودية بانه ليس قيد السيد , وانما اي قيد يلغي منك الوجود حيا , حينها لن تكون العبودية الحقيقية هي عبودية السيد ,وانما عبودية الشرائع والاعراف والقوانين والانتماء وتكون الشريعة الكهنوتية بالذات هي ام العبودية , لانها ابرز من تقوم بذلك الالغاء الوجودي كونها , بدلا ان تكون نبعا ,كما هو اصلها اللغوي , كانت جحيما .. وبذلك تتعارض الشريعة مع الالوهية , لان الحرية الممنوحة من الله للانسان في خلقه ستغدو عبثا , اذا مابعث الله بعد ذلك بشريعة تسلبه حريته ... العبد كل همه هو ان يتخلص من سيده , بينما الانسان يلجا الى الله ويفر اليه .لايفر منه ليسمى ابقا مجرما . السيد يرفض ان يرتقي العبد اليه ,بينما الله يريدك على مقاسه , صورته وشبيهه في صفاته , لايريد حتى ان تكون مريده وتابعه . فارق كبير بين الصلاة والسياط . العلاقة بين العبد والسيد , سياط وظهر , وبين الانسان والله مبدا وقلب . ويكتب الجبران : لاتوجد بنية فاضحة لزور الفقه الكهنوتي بدهيا , بقدر بنية تشريع مسلمة العبيد او السبي والقتل وغزو الشعوب واحتلالها باسم الهداية ..لايمكن لعجوز ان ترى دينا يقول بحلية عبودية زوج وسلب زوجته عنه واطفالها وديارها وفصلها عنهم والاستمتاع بها وسط كل الامها . ثم تثق بما بقي من هذا الدين في تشريعاته . اهم مافي الدين وجمهوريته ,هو ان الدين مايمنح حياة , وليس مايمنح الها , ولهذا السبب لم يجلب النبي لبلال الها , وانما جلب له حرية ( حياة ) . مانريد ان نصله هنا هو ان منطق الدعوى الى الله خطا كهنوتي كبير تاريخيا كما معرفيا . وهو اهم وان فكرة الدعاة والمبشرين كذبة مصيرية في انحراف التاريخ .الداعية الديني غير الداعية الاخلاقي , فالاخير لاينتمي لمعبد , لذا جمع شتات البشرية على اخلاق واحدة وليس معبدا واحدا . علموا الناس القيم وليكن مايكن شكل معبدهم . لذا عيسى حينما كان يعلم , كان يرفض ان يتحول اليهودي الى عنوان ديني ثان معه , وحتى التحول من الختان الى التعميد , هو وجهة تعليمية للجسد لادينية . معظم رجالات اليسار الاسلامي الاول كابي ذر وصاحب الزنج واخرين دعوا بدون معبد . وعلي عينه مثلا هو بلا مذهب اطلاقا . شيعته من اسقط عليه عليه مذهبا فشوهوه به , والا فهو نفسه الذي كان يتمنى الموت كمدا من اجل مسيحية سمع انه سلب حجلها في الانبار ., ومن مسلم وليس مسيحي .. ان الاسلام لدى النبي كان جماعة سلمية فحسب , عقيدة وجودية في السلم فحسب , والايمان شيء اخر لديه . والا فهو يعرف ان ابا سفيان لايمكن ان يكون مسلما وهو بتلك الروح وخبثها ورغم ذلك ادخله تلك الجماعة ,كي يجتمع الناس على السلم فقط .وهو ماسننتهي اليه من ان الاسلام جماعة انسانوية وليس عقيدة لاهوتية , وان الايمان شيء اخر .الله لايريد نبيا يقول : صلوا وصوموا وحجوا , وانما نبيا يقول : لاتخدعوا , لاتظلموا , لاتقتلوا .. احبوا .. اصدقوا .. اعينوا ..هذا هو الفارق الاهم بين الاسلام الفقهي والاسلام الانسانوي .. ويكتب الجبران : انتصر ابوسفيان حينما امسى الفقه يحلل لاجل لفظة ( لااله الا الله ) قتل الاباء وسبي الامهات وبكاء الاطفال , بدس كذبة ( امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا ...) . بينما محمد كان يطلب من عمار ان يسب الله مرة ثانية , ان هددت قريش ظهره بالسوط مرة ثانية , في كلمته الشهيرة : (ان عادوا فعد ) . اشارة الى سبه الاول تحت العذاب .هنا بكل وضوح ظهر عمار اهم لدى الله ... ويكتب الجبران في موضع اخر : يصف كهنوتي احد السلاطين وفتوحاته : ( وكان رقيق القلب , سريع الدمعة عند سماع القران والحديث , كثير التعظيم لشعائر الدين , وكان من خيار الملوك واشجعهم واكرمهم واحسنهم , فتح الفتوحات التي لاتحصى من ممالك الكفر , ودمر ديارهم , واستلب اعمارهم , وسبى نساءهم وصغارهم ) .
مشكلة هؤلاء المؤرخين الكهنة والاسلامويين المتاخرين والعوام ايضا , هو تحول الاسلام معهم الى طرف قومي ازاء الامم , من ينصرهم على الاقوام يعظموه ( كم هو الرشيد مثلا ) ومن ينصرهم على انفسهم يشنقوه ( كما هو الحلاج), لذا كل مشكلة الاديان بين بعضها صراعا هو تحولها الى قومية فحسب . انا اولد بهوية اسلامية , وكذا المسيحي وغيره ,. ويبدا خلافنا , ليس لاجل المبدا الديني وانما لاجل القومية الدينية ,حتى وان لم اكن متدينا .. يصف هذا المؤرخ من ( دمر ديارهم واستلب اعمارهم وسبى نساءهم وصغارهم ), اكرر ( وصغارهم ) , بانه كان ( رقيق القلب سريع الدمعة ومعظم لشعائر الدين ) . لايعنيني السلطان وقلبه , ابدا , وانما هذا الكاهن المؤرخ في عقله وفقهه. كيف يصف من سبى نسائهم وصغارهم , بانه كان رقيق القلب , سريع الدمعة , ومعظم لشعائر الدين ؟ . الغانية عينها لاتقبل الا ان تصفه بانه حيوان متوحش وليس بشرا . كيف قبل الفقه ان يسمي ذلك التوحش دعوة واسلاما ؟ , ليشرعه ويباركه ويجعل توقيع الله عليه .
في الجزء الثالث : عجوز في سمرقند , تسال فقيه جيش فتح بلادها , بعد سلب ونهب ,ماالذي جاء بكم الينا؟
الفقيه : ارسلنا الله اليكم .
العجوز : لم اكن اعلم من قبل ان لله لصوصا !!!
عام سعيد للجميع
وعلى الحب والود نلتقي في الجزء الثالث
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟