أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - سلطة الثقافة وثقافة السلطة.....غياب الفهم يساوي غياب المعنى














المزيد.....

سلطة الثقافة وثقافة السلطة.....غياب الفهم يساوي غياب المعنى


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 18:27
المحور: الادب والفن
    


السلطة في مفهومها العام تعني الفعالية في آليتها الوظيفية وبالتالي نجد أن هناك تغيرا ما سيطرا إما إلى الأمام ا والى الوراء اعتمادا على من يقع عليه الفعل وعلى قولة علماء الفيزياء لكل فعل رد فعل.......,والتقدم هو فعالية السلطة باتجاه التغير نحو الأفضل وكلما كانت السلطة واعية لاتجاهات التغيير محصنة بوعي الماضي والاني والمستقبل كانت المحصلة أكثر فعالية في الحفاظ على النوع الإنساني.وإذا درسنا سلطة الثقافة وفق هذا المنظار نجد أن هذه الفعالية غائبة ومغيبة باعتبار أن الثقافة سلوك بقدر ما يبتعد به الإنسان عن أصله ألبدئي , وهذا التغييب نجده لصالح ثقافة السلطة كونها أيضا سلوك متجذر ولكنه تسلطي متخندق في احافير اللاوعي الجمعي ويمتد لا شعوريا إلى زمن البدايات وقد أنجزت الأسطورة نضجه ,وهي في المتخيل حقيقة واقعة في زمن ما وهي الحاضنة ومفتاح لكل الأحداث التي جرت والتي ستجري على المستوى الواقعي وبهذا تمارس دورها المهيمن والمرشد وتمتلك العصا السحرية لتنفيذ كل التغييرات بما يتوافق وطبيعة الفهم الخاص للكوزمولوجيا, وهذا لا ينبع من فراغ فالواقع الراهن مليء بالأسئلة والإجابات شحيحة وكون التيار الارثودوكسي هو الوريث كما يعي هو لزمن البدايات نجده يمارس دورة طوباوية تبريرية لموائمة الحدث مع منهجيته الأساسية في البناء ويستغل غياب الوعي المتجذر في المجتمعات البدائية وهكذا يمارس فعل السلطة المتشدقة بالمطلق وتكون هي المنبع الأساسي لكل فعل على المستوى الفردي أو الجمعي ,لأنها مستمدة من المثال والذي كما يدعون هو أنقى أشكال الخلق وهو المكتمل ذاتيا بلا فعل والواقع الراهن هو مثال بيولوجي, والوعي هو فعالية البايولوجيا وهذا لا يرتقي إلى وعي المثال وهو تحت سلطته,و تتدرج الكائنات حتى تصل إلى الحضيض لكن الواقع المعاش ينبئنا أن النشوء والارتقاء هو ديدن الحياة وهذا يسير بخط معاكس تماما .لأن الكائنات تحاول الوصول إلى مثالها المكتمل وكل حسب نوعه, وهذا بالتالي يعني ارتقاء في مستوى الوعي ,كذلك هو مفهوم السلطة أو ما اعني هنا ثقافة السلطة والتي مصدرها المثال فهي غير قابلة إلا للتنفيذ والمساومة والنقاش هو مضيعة للوقت, وهي الوعي المطلق ومنجز مكتمل النضوج, لكن الواقع الحي ينفي هذه النتيجة إذ لم تمارس هذه السلطة بكل فعاليتها المجتمعية ولم تساهم في دفع الوعي الجمعي إلى إنتاج كيانات اجتماعية أو حضارية فاعلة ومكتفية ذاتيا طيلة قرون ولو أن الاكتفاء الذاتي أمر صعب المنال لكن هذه المجتمعات لم تقترب من هذا المؤشر,إن نظرية النشوء والارتقاء يمتد تأثيرها إلى الكيانات الاقتصادية باعتبار أن الاقتصاد المحرك الأساسي للتاريخ, و إن استمرار الأنواع وتطورها هي عملية اقتصادية بامتياز والعالم اليوم يهتم بالحفاظ على الأنواع لأنه يجد ان هناك نوع من الانسجام الطبيعي بالموضوعي ,و في النهاية كل الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه لها مردود اقتصادي والعملية سائرة إلى أمام في صالح ثقافة السلطة كون سلطة الثقافة ودورها لازال هلاميا ,أما ثقافة السلطة متجذرة منذ العصور الأولى أي من عصر المشاعية البدائية ,ووسيلتها المكر وقد يبدو هذا على شكل قوة بشكلها الفردي أو الجمعي .وهناك علاقة لوغارتمية بين انحسار سلطة الثقافة وتنامي ثقافة السلطة ,وبالرغم من هذا الاشتباك إلا انه يصب في مصلحة الرأسمال النقدي والذي له تحالفات وفعالية مع الرأسمال الرمزي امتدت لآلاف السنين ولازالت تفعل فعلتها في المجتمعات المتغيبة والمغيبة حضاريا ,لأنه هو خيارها في غفلة من الوعي التاريخي والثقافي , وكون الإنسان حاضر في المشهد سيكون لاعبا بالرغم منه رغم ازدراءه للمشهد.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجودية الثقافية... والوعي التاريخي
- في نقد النقد
- العلمنة والخطاب الجمالي
- التشكيل........وتداعيات الوعي داخل بنية النص...!
- اللوحة..........بين تجنيس المعنى وتفكيك الوهم
- الحداثة بين تجليات النص وفوضى السياق
- فن الحضارة وحضارة الفن بين الاصالة والمعاصرة...قراءة ابستميو ...
- ثنائية اللغة بين الموروث والمعاصرة
- خطاب الاصالة بين الموروث والمعاصرة جدلية يجب ان تنتهي
- الانسان المعاصر بين القلق الوجودي والهم الميتافيزيقي
- عقدة برؤكوست وثقافة ما بعد السقوط


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - سلطة الثقافة وثقافة السلطة.....غياب الفهم يساوي غياب المعنى