أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل بشير الصاري - العقيدة العلوية في الماضي والحاضر















المزيد.....

العقيدة العلوية في الماضي والحاضر


عادل بشير الصاري

الحوار المتمدن-العدد: 3581 - 2011 / 12 / 19 - 00:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الثابت تاريخيا أن العلويين تسموا أولا باسم النصيرية نسبة إلى محمد بن نصير البصري النميري المتوفى سنة 270 هـ ، لذلك فإن النصيرية والعلوية هما اسمان لمسمى واحد ، يطلقان معا على طائفة دأب كثير من المؤرخين والمراجع الإسلامية القديمة على نعت المنتسبين إليها بأنهم من غلاة الشيعة ، لكونهم قالوا بإلوهية علي بن أبي طالب ، وهو ما دفع ابن تيمية إلى الإفتاء بتكفيرهم وقتل رجالهم وسبي نسائهم .
ولكن هل لا يزال من بين العلويين من يؤله علي بن أبي طالب ؟ أم أن هذه العقيدة باتت الآن في ذمة التاريخ ؟ .
قديما أشاعت كثير من الكتب ، وبخاصة كتاب ( الملل والنِحل ) للشهرستاني أن عقيدة العلويين تعتمد على مبدأ التثليث ، فهم يؤلفون ثالوثا من علي بن أبي طالب ، وهو الغيب المطلق أي ( الله ) ويسمونه المعنى ، ويرمز له بالحرف ( ع ) ، ومحمد بن عبد الله النبي ويسمى الاسم ، ويرمز له بالحرف ( م ) ، وسلمان الفارسي ويسمى الباب ، ويرمز له بالحرف ( س ) .
وذكر المؤرخون أن العلويين يعتقدون أن علي بن أبي طالب يتجلى في بعض مظاهر الطبيعة ، كالرعد والسحاب والهواء والقمر والشفق ، كما يتجلى في صور بعض الحيوانات التي ورد ذكرها في القرآن ، مثل بقرة بني إسرائيل ، وناقة صالح ، وكلب أصحاب الكهف .
والحق أن المرء لا يعرف من أين أتت مثل هذه التصورات الشاذة ؟ وكيف استطاع الدعاة إليها إقناع طائفة من شيعة الإمام علي بها .
وتذكر الكتب التي تناولت عقيدة العلويين أنهم يحتفلون بأعياد مسيحية كعيد الميلاد ويشربون فيه النبيذ وعيد البربارة والغطاس والشعانين ومريم المجدلية .
ومن أعيادهم الفارسية عيد النيروز وعيد المهرجان ، أما الأعياد الإسلامية فهم يحتفلون بعيد الأضحى ، وعيد الغدير ، وليلة النصف من شعبان ، وعيد يسمونه الفراش ، وهو ذكرى مبيت علي بن أبي طالب في فراش النبي ، حين هم بقتله بعض من أهل مكة .
ويذكر الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه الشهير ( إسلام بلا مذاهب ) أن بعض العلويين يستدلون على ألوهية علي بن أبي طالب بأدلة لا تخلو أحيانا من طرافة ، فهو يقرؤون آية من سورة يس على هذا النحو :
(( أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر ( علي ) أن يخلق مثلهم )) .
وهم يؤكدون أن هذه هي القراءة الصحيحة للآية ، ويتهمون الخليفة عثمان بن عفان بأنه حرَّفها وأبدل اسم ( علي ) إلى حرف جر ( على) .
وفي كتاب ( الباكورة السليمانية في العقيدة العلوية ) لمؤلفه سلمان بن علي بن حسن ، وهو من رجال الطائفة العلوية في القرن التاسع عشر نجد كلاما يدل على جهل وسذاجة كاتبه الذي يقول :
(( اعلم يا ولدي أن السماء هي ذات علي بن أبي طالب ، وهي الجنة الباطنة دون جنة المأوى التي ذكرها القرآن )) .
كذلك نجد في هذا الكتاب خمس عشرة سورة ، منها سورة الجبل ، وهي تبتدئ بداية طبيعية تبدو موافقة لبعض من آيات سورة آل عمران ، لكنها لا تلبث أن تنحرف عنها لتأخذ لها طابعا يوافق عقيدة النصيريين .
تبتدئ سورة الجبل هكذا : (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، إن الدين عند الله الإسلام ، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين بشهادة ع م س ، اشهد عليً أيها الحجاب العظيم ، اشهد عليً أيها الباب الكريم بأن ليس إلها إلا علي بن أبي طالب الأصلع المعبود ، ولا حجاب إلا حجاب السيد محمد المحمود ، ولا باب إلا السيد سلمان الفارسي المقصود ، وأكبر الملائكة الخمسة الأيتام ...الخ ))
وفي سورة الفتح نقرأ ما يلي : (( إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ، أشهد أن مولاي أمير النحل علي اخترع السيد محمد من نور ذاته وسماه اسمه ونفسه وعرشه وصفاته ....الخ )) .
ولكن ما مكانة كتاب ( الباكورة السليمانية في العقيدة العلوية ) عند العلويين اليوم ، وهل فعلا يمثل عقيدتهم ؟ .
الحق أن علماء الطائفة العلوية المعاصرين في سوريا يتبرؤون من هذا الكتاب ومن غيره من الكتب التي تصورهم أنهم طائفة خارجة عن الإسلام ، ويعدونها من باب التخريف ، ويعترفون بأن العزلة التي عاشتها طائفتهم منذ أزمان بعيدة هي التي شوهت صورتهم في عيون مخالفيهم .
ومنذ منتصف القرن الماضي ثارت ثائرة شيوخ العلويين على حدث هز الأوساط السورية حين رفع شاب يتبع المذهب السني قضية أمام المحكمة مطالبا بحقه في ميراث أبيه الذي استولى عليه أخ له من أم علوية ، محتجا بأن دينه علوي ، وأخوه مسلم ، واختلاف الدين يمنع الميراث ، لذلك حكمت المحكمة برفض الدعوى على هذا الأساس ، ووقتها غضب شيوخ الطائفة العلوية ، وأصدروا بيانا أعلنوا فيه أنهم يتعرضون للتشويه والإساءة ، وأنهم مسلمون شيعة ، يوحدون الله ويؤمنون بمحمد رسولا .
ويعد الشيخ عبد الرحمن الخيِّر أبرز شيوخ الطائفة العلوية في هذا العصر ، وله عدد من المؤلفات التي تشرح عقيدة العلويين ، وأحاول فيما يلي إيجاز ما كتبه الشيخ بشأن هذه العقيدة :
1ـ الإسلام هو الإقرار بالشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله .
2ـ الإيمان هو الاعتقاد الصادق بوجود الخالق سبحانه، والإقرار بالشهادتين ، والتزام العمل بأحكام الدين الإسلام .
3ـ أحكام الدين الإسلامي قسمان : أصول الدين ، فروع الدين .
4ـ أصول الدين خمسة هي : التوحيد ، العدل ، النبوة ، الإمامة ، المعاد ، وفي قضية الإمامة يعتقد العلويين مثلهم مثل الشيعة الإمامية بأن الله نصَّ على إمامة علي بن أبي طالب .
5ـ فروع الدين كثيرة منها : الصلاة ، الزكاة ، الخمس، الصيام ، الاعتكاف، الحج ، الجهاد ، البيع ، الهبة ، الوقف ، النكاح ، الطلاق ، التجارة ، الوصايا ، الحدود ، وغيرها .
6ـ أهم فروع الدين : الصلاة ، الصيام ، الزكاة ، الحج ، الجهاد ، وهي لا تختلف في أدائها ومفهومها عن عموم المسلمين الشيعة والسنة .
7ـ الصلاة أهم الأركان التي بني عليها الإسلام ، وهي لا تختلف في طريقتها عن صلاة سائر المسلمين سنة وشيعة ، فهي خمس صلوات ، مجموع ركعاتها سبع عشرة ركعة ، وأربع وثلاثون سجدة ، وللمصلي في الركعة الثالثة في صلاة المغرب ، وفي الركعتين الأخيرتين من الصلاة الرباعية كالظهر مثلا أن يقرأ الفاتحة وحدها ، أو أن يقرأ التسبيح المعروف ( سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ) .
8ـ في آذان الصلاة يضيف المؤذن على أذان عامة المسلمين ، فيقول ( حي على خير العمل ) بعد ( حي على الفلاح ) ، أما الشهادة لعلي واللأئمة المعصومين من أبنائه بالولاية ، فهي ليست واجبة في الأذان ، بل مستحبة .
9ـ أهم الكتب الفقهية المعتمدة عند العلويين هي : الكافي للكليني - التهذيب والاستبصار للطوسي- ومن لا يحضره الفقيه للصدوق .



#عادل_بشير_الصاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدايات الشعر في ليبيا
- موقف الرازي من النبوة
- ابن الراوندي مفسرا للقرآن
- تزوجتُ اثنتينِ لفرطِ جهلي
- متعة السؤال ونكد الجواب
- الثورة ... والثوار ... والثيران
- قصيدة في هجاء القذافي
- الإسلام في منظور كتَّاب رسائل الحكمة الدرزية
- معاناة أستاذ مادة اللغة العربية
- خواطر حول الدروز والدرزية (2)
- خواطر حول الدروز والدرزية (1)
- تهافت الوهابية
- كَلِّمنا ... أيها المُحيي المميتُ
- عفوا نادين البدير ومعذرة
- من لي بمحاسبة بعض علماء وشيوخ السعودية ؟
- المرأة ...... هذا المخلوق السيء السمعة
- كفاكم اعتداء على الأديان
- لن تبقى طول المدى سيدي
- طلال مداح آخر فحول الأغنية الطربية
- مصر التي لم تعد في خاطري


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل بشير الصاري - العقيدة العلوية في الماضي والحاضر