أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امال الحسين - وفاة مواطن بمخفر الشرطة بتارودانت بالمغرب في الذكرى 56 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان














المزيد.....

وفاة مواطن بمخفر الشرطة بتارودانت بالمغرب في الذكرى 56 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 1060 - 2004 / 12 / 27 - 11:49
المحور: حقوق الانسان
    


وفاة مواطن بمخفر الشرطة بتارودانت بالمغرب في الذكرى 56
للإعلان العالمي لحقوق الإنسان


في الوقت الذي يتم فيه التهليل بعدة شعارات بعيدة المنال في ظل دولة المخزن ك " الديمقراطية " و " حقوق الانسان " ... يستمر انتهاك حقوق الإنسان بشكل سافر بالشارع المغربي و خاصة في المدن المهمشة و من ضمنها مدينة تارودانت التاريخية العتيقة ، و قد سبق و أن تطرقنا في مقال سابق إلى ما تتعرض له أسرة السيدة " فاطمة الريحاني" نتيجة اعتقال ابنها بسبب المشاركة في تظاهرات التلاميذ ضد الحرب الامبريلية الأمريكية البريطانية على العراق و غيرها من الأسر الفقيرة التي يتم متابعة أبنائها و الزج بهم في السجون بملفات مطبوخة ، و كانت جزيمة الجثث الثمانية بوادي الواعر بتارودانت أبرز ما فضح ممارسات الشرطة بالمدينة و زعزع كيانها و أسدل الستار عن كنه حقائق هياكلها الهشة ، و لم يبق أمامها إلا الإستمرار في انتهاك حقوق الإنسان بالإنتقام من أبناء الطبقات الشعبية في الأحياء المهمشة و تكثيف الدوريات ليل نهار لإيهام المواطنين بوجود " مصلحة " تسمى الشرطة ...
إن محاكمة الجاني في قضية جثث وادي الواعر بتارودانت تمت بشكل مسرحي و ذلك للإسراع بطي الملف بهدف تبرئة الدولة المغربية التي نعتبرها المسؤول الأول عما جرى ، إن اختزال مسؤولية الجنابات المتكررة ضد أطفال تارودانت و لأزيد من أربع سنوات في" شخص الجاني " يعتبر في حد ذاته انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان ، ترتكبه الدولة المغربية ضد أسر الضحايا و ذلك بتجاهل حقوقها المشروعة و المتجلية في الحقوق المدنية التي تقع على عاتق الدولة المغربية ، إن محاولة تبرئة الدولة المغربية و تجاهل مطالب الأسر و الجماهير الشعبية بتارودانت ، لا يمكن تصنيفه إلا في خانة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الوقت الذي يتم فيه الترويج ل "المصالحة" و " طي صفحة الماضي " ...
و هكذا يستمر التعامل مع مطالب الجماهير بأسلوب المقاربة الأمنية المعهودة في النظام المخزني و في ذكرى 56 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان و في صباح يوم الخميس 9 دجنبر 2004 ما بين الساعة 2 و الساعة 3 موعدا لحدث خطير في مخفر الشرطة بتارودانت ، ألا و هو وفات المواطن " حمدات محمد " الذي تم اعتقاله من طرف دورية الشرطة في ذلك الصباح ليلق حذفه بعد أقل من ساعة من اعتقاله بمخفر الشرطة ، و كعادتها عملت الشرطة على ترويج مقولة " الإنتحار " قبل أن يصدر قرار الوكيل العام بآكادير في غياب معطيات ملموسة لدى الوكيل بابتدائية تارودانت الذي لم يكلف نفسه عناء الحضور بمخفر الشرطة الذي لا يبعد عن مقر سكناه إلا ب 200 متر ، حيث تم إرسال نائبه الذي حضر لمعاينة الضحية و حسب أقوال الأسرة فإن نائب الوكيل وجد الضحية ملقاة على الأرض و إلى جانبها يرقد أحد المعتقلين الذي يقال أنه تم اعتقاله مع الضحية ، كما أن أخبارا تروج على أن أحد الأطباء المعروفين بالمدينة قد حضر قبل حضور نائب الوكيل و عاين الجثة .
و كعادتها عملت بعض الصحف في اليوم الموالي بكتابة خبر مطول تم حبكه بشكل احترافي و الذي يدعي أن " الضحية قد انتحر " و ذلك بعد اعتقاله في حالة سكر مع مجموعة من المنحرفين في ذلك الصباح ، و عمل صاحب الخبر على محاولة تبرئة الشرطة و إبراز دورها في الفعال في مراقبة الأمن بالمدينة ، و قد تصدت أسرة الضحية لهجوم " الصحافة " بعدما طالب بفتح تحقيق في وفاة ابنها الذي يبلغ من العمر 49 سنة و هو مريض و يتابع علاجه لدى أحد الأطباء بآكادير و كانت آخر زيارة له للطبيب في نفس اليوم الذي تم اعتقاله فيه ، و هو معروف لدى الشرطة بإدمانه على الخمور و هو السبب الذي جعله يتابع علاجه بآكادير ، و تم نشر هذا الخبر في عدين متتاليين من جريدة الصباح يومي 14 و 15 دجنبر 2004 .
و في يوم 14 دجنبر 2004 تم نقل جثة الضحية إلى الدار البيضاء لإجراء التشريح عليها و بأمر من الوكيل العام بآكادير ، و إلى حدود اليوم فإن أسرة الضحية مازالت تنتظر قرار الوكيل العام بعدما طالبت بإجراء التشريح دون جدوى ، الشئ الذي خلق لديها قلقا كبيرا في مآل مصر ابنها مما يعزز لديها اليقين بأن جناية القتل قد تمت بالفعل في حق ابنها داخل مخفر الشرطة ، و أن الدولة المغربية تبحث عن مخرج يبرئها كما هو الشأن بالنسبة في قضية ثمانية جثث لأطفال لم يعرف مصير رفاتهم إلى اليوم ، و تطالب أسرة الضحية اليوم المسؤولين بالكشف عن حقيقة وفاة ابنها في أقرب الآجال مهيبة بالمنظمات الحقوقية محليا و وطنيا و دوليا بالتدخل لدى الدولة المغربية للكشف عن مصير ابنها .

تارودانت في 26 دجنبر 2004

امال الحسين



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة احتجاجية أمام إدارة صوديا بأولاد تايمة بالمغرب ضد تصفية ...
- ملف الانتهاكات الجسيمة بالريف/الحسيمة بالمغرب
- نداء هيئات التنسيق بورزازات بالمغرب
- دور البعد الهوياتي للأمازيغي في النضال الديمقراطي الجذري
- من البعد القومي للقضية الفلسطينية إلى الإنتفاضة الشعبية
- نداء عائلة المختطف عمر الوسولي من أجل الكشف عن مصير ابنها
- حملة التضامن مع مناضلي حركة المجتمع المدني بالريف / الحسيمة ...
- الحركة الإحتجاجية بالريف/الحسيمة بالمغرب بين الماضي و الحاضر
- الإحتجاج ضد رفض اطلاق سراح المناضل الحقوقي والنقابي خويا محم ...
- هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة على ثروات الشعوب في ظل سياس ...
- معاناة أسرة من الطبقات الشعبية نتيجة تظاهر التلاميذ ضد الحرب ...
- الأسس الأيديولوجية و السياسية للسياسة التعليمية الطبقية بالم ...
- الحركة السياسية بالمغرب و تشرذم اليسار الجذري
- إطلاق حملة من أجل إطلاق سراح المعتقل النقابي و الحقوقي محمد ...
- هجوم الكومبرادور على مكتسبات الطبقة العاملة المغربية في ظل م ...
- الهجوم المخزني على معطلي مدينة الحسيمة المغربية المنكوبة
- صمود الطبقة العاملة ضد هجوم الكومبرادور بقيادة المرأة العامل ...
- الشهيد عبد اللطيف زروال قائد الحركة الماركسية اللينينية المغ ...
- بيان النهج الديمقراطي حول منع السلطات المغربية للمؤتمر الأول
- قضيدتان : مسار مضطرب ـ بغداد تنتفض


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امال الحسين - وفاة مواطن بمخفر الشرطة بتارودانت بالمغرب في الذكرى 56 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان