أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - الدعاوى الكيدية.. أزمة قيم، أم عدالة ناقصة!!














المزيد.....

الدعاوى الكيدية.. أزمة قيم، أم عدالة ناقصة!!


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 08:11
المحور: المجتمع المدني
    



من خلال نشر إحصائيات النشاط السنوي للسلطة القضائية (المجلس الأعلى للقضاء) لعام 2010، ومنها أن المحاكم العراقية قررت غلق(48689) قضية بسبب عدم كفاية الأدلة، و36099 قضية بسبب عدم وجود جريمة، و46929 قضية بسبب مجهولية الفاعل، كما أغلقت 95578 قضية بسبب وقوع الحادث قضاءً وقدراً، و56674 قضية بعد حدوث صلح بين الأطراف المتنازعة، وصرّح الناطق باسم المجلس القاضي عبد الستار بيرقدار لـ «الحياة»: «إن وجود أعداد كبيرة من القضايا التي أغلقت لعدم وجود جريمة، وإن أغلب هذه القضايا دعاوى كيدية تنتهي بعدم وجود جريمة وعدم صحة الإخبار»، وزاد أن «معظم القضايا حالياً كيدية، وبعد التحقق منها يعاقب المدعي بالسجن لمدة عشر سنوات».
وللقارئ أن يُقدر حجم الجهد القضائي عن الدعاوى الكيدية الذي يتحمله القضاء، وفي تقديري انها كارثة تحتاج الى وقفه وطنية، حيث إنَّ ماتسمى بـ «الكيديات» التي يراد منها النيل من بعض الأشخاص، تضع المجتمع أمام محك حقيقي لمستوى تقدير الحرية داخله، ومدى قوة المؤسسات، فعدد الشكاوى المحالة على مجلس القضاء الأعلى كما مشار إليها أعلاه، بهذا الشأن تدق ناقوس الخطر. خاصة أنه في حالات معينة تستعمل «الكيديات» لتصفية الحسابات أو الانتقام، الغاية من وجودها لتصبح وسيلة ضغط من المخبر أو محاولة للانتقام، وهو ما يفسر بكثرة تلك الشكاوى التي تكون الغاية منها خلق نوع من البلبلة أو الإضرار بشخص معين، ولاشك أن المتضرر الأول من تلفيق هذه الخصومات التافهة هو القضاء، لأنها تهدر وقت قضاة المحاكم وتستنزف طاقتهم وقدراتهم في ما لايخدم تحقيق العدالة.
كما أنَّ هذه الظاهرة تسهم في تراكم الملفات أمام المحاكم، مما يؤثر سلباً على سير العدالة في قضايا أخرى أكثر أهميه وتصبح (العدالة مفقودة)، ولتجاوز هذه الإشكالية التي تهدر وقت العدالة، يستدعي الأمر الوقوف بجديه لتبني سياسة ترشيد التوقيف، ويتطلب التريث من قبل قاضي التحقيق باستعمال حقه بالتوقيف في مثل هذه الحالات، وعموما يبدو أن ظاهرة التقاضي بسوء نية ساهمت في اكتظاظ المؤسسات الاصلاحيه، بالنظر إلى أن فئة لا يستهان بها من الموقوفين على ذمة التحقيق أو المدانين توبعوا بدعاوى كيديه أخرى أو بشكاوى كيدية من طرف خصومهم، واعتقلوا وحوكموا ...
ويرى المتتبعون أن وجود هذا النوع من الكيديات داخل المجتمع هو تقزيم وتشويه وسوء إستخدام لهامش الحرية داخله، فثقافة الخوف أضحت السمة الغالبة على جميع التصرفات، كما أن تلك الثقافة تولدت عنها الرغبة في الانتقام، خاصة أمام بعض الحالات التي ينتصر فيها (اللاقانون) أو (الفلتان) على القانون وكما بالمثل القائل (افتَرَّت على المشتكي)، ومنذ وقت قريب انتبه المشرع العراقي إلى خطورة مثل الأفعال، فشدد العقوبات للحد من الظاهرة. حيث تم تعديل المادة (243) من قانون العقوبات رقم (111) لسنة 1969 لتقرأ كالآتي: (كل من أخبر كذبا إحدى السلطات القضائية أو الإدارية عن جريمة يعلم أنها لم تقع أو أخبر إحدى السلطات المذكورة بسوء نية بارتكاب شخص جريمة مع علمه بكذب أخباره أو أختلق أدلة مادية على ارتكاب شخص ما جريمة خلاف الواقع أو تسبب باتخاذ إجراءات قانونية ضد شخص يعلم براءته وكل من أخبر السلطات المُختصة بأمور يعلم أنها كاذبة عن جريمة وقعت : يُعاقب بالحد الأقصى لعقوبة الجريمة التي أتهم بها المُخبر عنه إذا ثبت كذب أخباره وفي كل الأحوال أن لا تزيد العقوبة بالسجن عشر سنوات) ...
ويمكننا تعريف "أزمة العدالة الجزائية" بأنها الاختناق القضائي، وتكدس القضايا، وكلها مترادفات لمعنى واحد يعني عجز القضاء الجزائي عن معالجة الكم الهائل من الملفات وتكدسها في أروقة المحاكم والنيابات. ولا شك أن لهذه الظاهرة سواء في العراق أو في الدول المختلفة أسبابها ونتائجها الخطيرة على تحقيق العدالة الجزائية وعلى المنظومة القيمية للمجتمع، مما يستدعى مواجهتها بكل السبل الممكنة... ويمكننا أن نعرّف "المنظومة القيمية" بأنها "مجموعة القواعد والمبادئ والأعراف التى تحكم السلوك بين مكونات المجتمع، وتكون بمثابة المعيار الرئيسي في صياغة وتوجيه التصرفات العامة على نحو يخدم تقدم المجتمع على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، وبعبارة أخرى إنها تعني التمسك بالقيم الأخلاقية الضابطة لحركة الأفراد والمجتمع الفضيلة والصدق والإخلاص والأمانة والنقاء والطهارة والعدالة والشفافية.
من خلال العرض المتقدم نخلص بأننا أزاء (أزمة قيم) و(أزمة عدالة) تتطلبان وقفة جدية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والتصدي لمواجهه هذا الفساد الأخلاقي. ان تضخم الدعاوى الكيدية مؤشر خطير على المجتمع والدولة في آن واحد ويتطلب وقفة وطنية لتعرية مروّجي هذه الدعاوى باعتبارها من اكبر التهديدات التي تواجه القضاء والمجتمع العراقي.



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضخم (جيش المرافقين) ومخاطرها على الامن الوطني
- أهمية الاتفاقيات الثنائية لتسليم المطلوبين دولياً
- تراكم المعرفة المهنية ودورها باحتواء الازمات الامنية
- السياسة الجنائية وتأثيرها على الظاهرة الإجرامية
- عَسكرة المناصب القيادية للشرطة نخرٌ في بناء الداخلية العراقي ...
- الفشل الامني لنقاط التفتيش (السيطرات) في المدن العراقية
- السياسة الجنائية في العراق.. من يرسمها؟
- الاجهزه الامنيه العراقيه وتخلفها عن مفاهيم (الحوكمة)
- الصراعات الوظيفية والصاق التهم والصاق العبوات
- القضاه المغدورون معلومون والجناه مجهولون
- الغرور الأمني ثقافة فن الحكم الانتحاري
- جرائم اغتيال الصحفيين الغير المكتشفه ومخاطرها على الامن الوط ...
- العشوائيات (سكن الحواسم ) بين المخاطر الامنيه و الوضع الانسا ...
- مواكب المسؤولين بين عقدة الخوف وعقدة النقص وجنون السلطه
- غياب سياسه الاعلام الامني في العراق
- النمو السكاني والتداعيات الامنيه بغياب سياسه سكانيه وطنيه وا ...
- مكافحه الجريمه والعداله الجنائيه
- انهيارالدوله البوليسيه الليبيه وترنح القذافي
- بناء قدرات وزاره الداخليه بين الفهم السياسي ورؤيه المهني
- معايير اختيار القاده الامنيين ..والفحص النفسي!


المزيد.....




- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - الدعاوى الكيدية.. أزمة قيم، أم عدالة ناقصة!!