أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - مواكب المسؤولين بين عقدة الخوف وعقدة النقص وجنون السلطه















المزيد.....

مواكب المسؤولين بين عقدة الخوف وعقدة النقص وجنون السلطه


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 14:40
المحور: المجتمع المدني
    


بمراجعه سريعه لادبيات وموروث الدوله العراقيه الحديثه منذ تشكيلها ولغايه منتصف السبعينات ما يقارب اكثر من خمسون عاما نلاحظ بانتهاج الدوله سياسه رشيده ومعتدله بشان حمايه (كبار المسؤولين ) والمقصود بالكبار (رثيس الجمهوريه والوزراء) وعلى سبيل المثال كان المرحوم عبدالكريم قاسم عند محاوله اغتياله عام 1959 لم يكن برفقته سوى سائق ومرافق واحد وبعد الحادث لو يزد فردا واحدا لحمايته الا ان وافاه الاجل.
الا ان مننتصف السبعينات طرات مفاهيم جديده على النظام الامني العراقي لم يكن مالوفا باتجاهات الدوله حيث كانت ترافق (نائب رئيس الجمهوريه) سيارات ومدنيين ودراجات ناريه وهي بدايه الدكتاتوريه لصدام حسين وقد جمع بموكبه شقاوات بغداد واولادهم ويعتقد ان هذا النمط مستنسخ من الدول الاشتراكيه انذاك (مدرسه الامن الروسيه) كانت الحمايه للدكتاتور فقط اما بقيه المسؤولين بالدوله لم يكن برفقتهم سوى اشخاص على عددالاصابع.
في عراقنا وعلى امتداد تاريخها خلال ثلاثون عاما ورثت ثقافة الحاكم الطاغي، ورضي الشعب بهذه الثقافة وتفاعل معها، ومع مرور الزمن، صارت جزءاً من ثقافتها، ثقافة الحاكم الأوحد، ثقافة العارف الوحيد، ثقافة الحاكم الطاغي والمستبد.. ، كانت الغلبة دائماً لتلك الثقافة، فقد بنيت ثقافة تلك الأنظمة على أسلوب يكاد يكون واحداً في جميع مراحله، فما أن ينتهي حكم ليحل مكانه طاغ آخر، يستفيد من أسباب سقوط الطاغية الذي سبقه، فيتحاشاها ليكون أسوأ من سابقها. هذه الثقافة إن كتب لها النجاح، وزاد معتنقوها.
وفي الاشهر الاولى بعدالتغيير في 2003 ظهرت مواكب متجبرة تجوب الشوارع بسرعات جنونية في كل الاتجاهات، ومفارز متشنجة مدججة بالسلاح تصوب فوهات بنادقها إلى صدور الناس..، سيارات حديثة مصفحة ومظللة بلا أرقام تقذف الغبار والحصى المتطاير في وجوه المارة، وصفارات مدوية تصم الآذان تعوي كالذئاب المسعورة تثير الرعب وتبعث على الاستياء.. وجوه مقنعة وأخرى مبرقعة تتربص بنا شرا، وأصوات تحذيرية مزمجرة وزاجرة تنطلق من مكبرات الصوت تنذر بوجوب إخلاء الطريق والتوقف الفوري عن الحركة والابتعاد عن الموكب.. مسلحون يلوحون بمسدساتهم بحركات بهلوانية استفزازية من نوافذ السيارات، ومخالفات وانتهاكات مرورية بالجملة..، تسابق وتلاحق ومطاردات عشوائية سافرة بين سيارات الموكب المفتحة الأبواب.. ونظارات سوداء معتمة ممتلئة بالحقد، وملامح قاسية مروعة.. حراسات وحمايات شخصية مكثفة توحي إليك بأن الموكب متوجه إلى جبهة القتال لخوض معركة حربية مصيرية حاسمة، وسيادة مطلقة على الشارع تستبيح حقوق المواطنين وتستجمع كل صفات التكبر والتعالي والغطرسة والهيمنة والتهور وجميعهم يقلدون حمايه الدكتاتور حيث نشاوا عليها وهم اطفال.
ان مواكب المسؤولين وحماياتهم باتت تثير الحساسية في الشارع ، "لا أظن أن الوضع الامني يستوجب مرافقة الحمايات لبعض المسؤولين، خاصة انه في بعض الاحيان تحدث حالات تجاوز على المواطنين ومضايقة عند وجود المسؤول في مكان معين.
كان المواطن يتضايق كثيراً في زمن النظام السابق ممن يرتدون الزي الزيتوني ويحملون السلاح الا ان هذا الأمر تطوّر بشكل لافت بعد سقوط النظام وتزايدت أعداد الحمايات وكأن المسؤولين يوجهون رسالة الى المواطنين مفادها انهم شخصيات ذات أهميه"، بأن ظاهرة الحمايات الشخصية للمسؤولين عكست حالة سلبية عن الوضع الأمني ، الى ان "جميع الحالات السلبية التي انتهجتها القوات الأجنبية ضد المواطن طبقها رجل الأمن العراقي ومنها الحمايات والأرتال والمواكب التي تقطع الطرق ولا تسمح للسيارات بتجاوزها ويضطر المواطنون الخروج عن الطريق العام الى المسالك الجانبية.
واللافت ان هناك ضباط بمواقع قياديه اوسياسيين بمستوى معين بعيدا عن هذه المظاهر والشى اللافت للانتباه بان بعض الموظفين غير مؤثرين وغير مهمين لكن يتمتع بمزايا مسؤول كبير لقربه من احدهم حيث انه وصلت الحمايه الى المدير العام ولو اخذنا مثال وزاره الداخليه 140 مدير عام تصل اعداد حمايتهم بالالاف وتعود هذه الظاهره الدخيله الى بعض اسبابها :
هو تلك الحالة النفسية، غير الطبيعية التي تؤدي بالإنسان إلى الخوف من أشياء غير واقعية. وهي حالة مرضية تقوم على أساس اختلال في التوازن النفسي سببه القلق، والشعور المفرط بالذنب... وغيرها من الأسباب النفسية، ولها في علم النفس تعبير آخر هو (الرهاب) أو (الخوف)، (الفوبيا) Phobi-.e.، وتصنف حسب علم النفس ضمن أمراض (العصاب) ومن ضمن (الرهاب) أو المخاوف المرضية التي اشتهرت في علم النفس رهاب الخلاء أو (الآغورافوبيا) وهو خوف يعتري بعض المرضى النفسيين، أثناء وجودهم في الأماكن المفتوحة، كالشوارع، والساحات الواسعة... فمثلاً: الخوف وهو مشكلة نفسية عندها تختلف وتفترق نفسية المؤمن عن غير المؤمن..المؤمن الصادق والمكتمل الإيمان، لابد وان يتجاوز هذه المشكلة، ويسد ثغرتها في نفسه.. لأن الله تعالى يعتبر الخوف غير المشروع يتناقض مع الإيمان.. وشرط الإيمان هو الشجاعة..
يقول تعالى: {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
ولا بد من التحرر من سيطرة الخوف، دون أن يعني ذلك الوقوع في فخ التهور والفوضى، وان مفاهيم الإسلام وتعاليمه تقود الإنسان إلى المسار الصحيح، حيث ترشده إلى تجاوز عقبة الخوف، والخروج من هيمنته القمعية، وترتقي به إلى مستوى الشجاعة الحكيمة، والإقدام المسؤول.

الخوف المفرط سمة النفاق، والشجاعة شرط الإيمان وهذا لا يحصل إذا لم يتحرر الإنسان من داخله، ويثور على العوائق الذاتية في أعماق نفسه، تلك العوائق التي تمنعه من التحرك والانطلاق، هذا الخوف المكعب المربّع، الذي يملأ نفس إنساننا، هو المسؤول بدرجة كبيرة عن حالة الجمود والتخلف التي تعيشها.
عقدة النقص (Inferiority complex) : هي لاشعورية سببها نقص عضوي أو نفسي أو شعور بتدني المكانة الاجتماعية أو الاقتصادية فيؤدي بالفرد إلى أن يعوض ذلك لاشعورياً عن طريق المبالغة في طلب القوة والسيطرة على الآخرين، وهنا يجب التمييز بين عقدة النقص والشعور بالنقص والذي هو طبيعي وناجم عن نقص المقدرة أو انعدام الكفاءة كما في خبرات الأطفال مقارنةٍ مع الكبارولا تحصل تنمية جادة في أي مجتمع، إلا بتنمية قدرات الإنسان ومواهبه، وبإطلاق العنان لطاقاته وكفاءاته، حتى يبدع وينجح إن التنمية الحقيقية يجب أن تبدأ من الإنسان، بأن يثق بنفسه، ويكتشف قدراته، ويفجر طاقاته، ويتحمل مسؤوليته في الحياة، وهذا لا يحصل إذا لم يتحرر الإنسان من داخله، ويثور على العوائق الذاتية في أعماق نفسه، تلك العوائق التي تمنعه من التحرك والانطلاق.
" جنون العظمة" أي وهم الإعتقاد بالعظمة ، فيعتقد المريض وبشكل قاطع بأنه حالة إستثنائية فوقية تختلف عمّا سواها وتتفوق بقدرات ومواهب قد تكون خارقة. فقد يتصور نفسه، على سبيل المثال وليس الحصر، بأنه مسؤول سياسي مهم أو قيادي في الحزب من الدرجة الأولى أو أنه من أقارب رئيس الوزراء أو من المقربين له، أو أنه تاجر ثري يملك الكثير من الثروة والمال أو أنه فيلسوف في عصره وحكيم في زمانه وأديب لا يضاهى أو أمير للشعراء أو أحد علماء الكون عارض جنون العظمة هنا سهل التشخيص لأنه يتلازم عادة مع عارض الوهم في الحس والإعتقاد ويكون المريض بحالة واضحة تستدعي العناية والعلاج. إلاّ أن المشكلة تكمن في أولائك الفصاميين الذين هم في حالة مستترة لا تظهر فيها الضلالات على السطح حيث يمارسون حياتهم العادية ولا يبدو عليهم المرض. قد تجد بينهم الأطباء والمهندسين والأدباء والسياسيين الذين ربما يظهر عليهم المرض بعارض واحد وهو وهم الإعتقاد بالعظمة فيدعون ما لا يملكون ويصدقهم البسطاء بسبب إختصاصاتهم ومراكزهم الوظيفية والإجتماعية.
واخيرا وليس أخرا أذكر بالحكمة التي كثيرا ما رددناها و لم نعمل بها يوما "لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم "..
واود ان اوضح خطوره الاسراف في تلك المواكب والمخاطر الناجمه منها على الاقتصاد والامن الوطني وكالاتي:
1ـ لو فرضنا ان معدل رواتب هؤلاء بمعدل 500 الف دينار عراقي شهريا فانهم يكلفون الميزانيه العامه مايعادل مليار ومائتان وخمسون مليون دولار امريكي...قد يقول قائل ان عملية الحفاظ على امن المسؤوليين الحكومين هي عمليه وطنيه تحفظ السيادة الوطنيه...لااعتراض على هذا الامر...لكن المبالغه باعداد الحراس الامنيين والحمايات امرعكس الكثير من حالات الفساد والاحتيال والمحسوبيه حتى بعض المسؤولين قام بتسجيل اسماء واعداد وهميه لحماياتهم...اضافة الى المصاريف الاخرى للطعام.وبالامكان الاستعانه بالوسائل التقنيه بدلا من البشريه
2ـ في بلد اختلطت فيه جميع الاوراق يسعى مسؤلوه جاهدين للفوزبكل الامتيازات وبكل قوة... مرهقين بذلك موازنته التي مافتئوا يتعكزون على محدوديتها حينما تذكر عندهم الخدمات وفرص العمل...ويذكر مراقبون ان هناك اكثر من 250 الف عنصر امني يقومون بمهمة حماية المسؤولين في الدولة العراقيه توزعوا على موسسات الدوله المختلفه التشريعيه والقضائيه والتنفيذيه وتباينت اعداد هؤلاء وبحسب اهمية وموقع.
3ـالمسؤولين يعمدون الى ان يعكسوا أهميتهم ومكانتهم من خلال مرافقة الحمايات لهم في الأسواق والأماكن العامة بشكل يثير اشمئزاز المواطن، وفي أحيان كثيرة تبدر من الحمايات تجاوزات على المواطنين والموظفين كإرغام الموظف على إنجاز معاملاتهم الخاصة خلافاً للقانون.
4ـ ان كثير من المحافظات تتمتع باستقرار امني ورغم ذلك استمرت المزايا التي فرضتها ظروف استئنائيه وبالتالي فهو اهدار بالطاقات.
5ـ أن ظاهرة الحمايات الشخصية ومواكب المسؤولين باتت تثير امتعاض واستياء كبيرين، على الرغم من التعليمات والتوجيهات الواضحة من رئاسة الوزراء التي تحدد عدد أفراد الحماية إلا أن الكثير من المسؤولين لا يلتزمون بذلك.

6ـ ان ارتباط الحمايات بالمسوول مباشره وعدم وجود مرجعيه اداريه للبعض منهم يكونوا خارج رحم السلطه التنفيذيه ويسبب مشاكل امنيه تبرز اثارها بالمستقبل والمتابع للجريمه المنظمه وكيفيه تشكيلها ينذر بضروره مراقبه سلوك هذه الحمايات والاكثر خطر ان اغلبهم غير مدربين



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب سياسه الاعلام الامني في العراق
- النمو السكاني والتداعيات الامنيه بغياب سياسه سكانيه وطنيه وا ...
- مكافحه الجريمه والعداله الجنائيه
- انهيارالدوله البوليسيه الليبيه وترنح القذافي
- بناء قدرات وزاره الداخليه بين الفهم السياسي ورؤيه المهني
- معايير اختيار القاده الامنيين ..والفحص النفسي!
- الترابط بين الامن الوطني و الامن الانساني
- الشرطه والمجتمع رؤيه محدثه
- عوامل انتشار الجريمة المنظمة
- الأمن الوطني العراقي بين خيار اعتماد البحوث وبين العمل العشو ...
- مخاطر الجرائم غير المكتشفه على الأمن الوطني


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - مواكب المسؤولين بين عقدة الخوف وعقدة النقص وجنون السلطه