أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - الغرور الأمني ثقافة فن الحكم الانتحاري














المزيد.....

الغرور الأمني ثقافة فن الحكم الانتحاري


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 13:53
المحور: المجتمع المدني
    



المعطيات الأخيرة بسقوط الأنظمة العربية الشمولية دلاله واضحة على سقوط مفاهيم الأمن التقليدية التي أنتجتها السياسة بعقود الستينات والسبعينات وبقت أسيره تلك المفاهيم الباليه ولهذه المدارس الفاشلة أخلاقيات وأساليب اعتمدتها واعتبرتها منهجا ومنها الغرور الأمني الذي وقعت في فخه كل قاده الأمن في الدول قبل انهيارها.
لتوضيح معنى الغرور الأمني: قد تصاب بعض الأجهزة الأمنية نتيجة تواصل نجاحاتها في المواجهات الأمنية بنوع من الغرور الأمني، ذلك الغرور الذي يقصد بـه" إعطاء تلك الأجهزة الأمنية والكوادر لنفسها قدراً يفوق حجمها الحقيقي سواء من حيث الكم أو من حيث الكيف، إلى الحد الذي يجعلها تبالغ في حجم قدراتها، فالمتكبر يبجل نفسه عن رتبة المتعلمين، والمعجب يستكثر فضله على استزادة المتأدبين،التكبر هو شعور بالتشامخ يتم إظهاره بطريقة متغطرسة أو بادعاءات وقحة أو بسلوك متعجرف، وان من حسن الخلق أن يتصف الإنسان بالتواضع هذا المفهوم الذي حثت عليه الديانات السماوية الثلاث.
واذا أمعنا النظر في الأمر الإلهي بالابتعاد عن الكبر والغطرسة نجد ان الله قد أمرنا بذلك حرصا منه تعالى على سيادة المحبة والاطمئنان بين الناس، الأمر الذي يحقق سعادة الجميع، بالإضافة الى الديانات الوضعية من مثل الهندوسية والكنفوشية والبوذية، وما ذلك الا لأن هذه الصفة تحب الناس بصاحبها وتجعله مثلا يقتدى به، قال تعالى: «ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا» (الإسراء: 37).
وقال أيضا: «واقصد في مشيك وأغض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير»
(لقمان: 19)، إن التكبّر والغطرسة سبب كل الشرور وهذه الصفات هي صفات غير مبررة، ومن الأدب ان نتحاشاها حتى لا ينفر الناس منها ولكي يكون هناك نوع من الألفة بيننا وبين الآخرين أثناء تعاملنا معهم صفة تسلب الفضائل وتكسب الرذائل وثقافة رجل الأمن يجب أن تكون شاملة انسجاما مع إنسانيته، ولا يجوز غسل دماغه لصقله فقط بالثقافة الأمنية المقصورة على حماية النظام، بل تشمل أيضا حماية حياة الإنسان بغض النظر عن لونه وديانته وعقيدته ووجهته وانتمائه لأنها مقدسة ولا حق لسلبها إلا لله عز وجل ووفقا لأوامره ونواهيه.
رجل الأمن في هذا الاختبار يحدد مصيره ويحدد إنسانيته من عدمها، فإما أن يكون إنسانا يحافظ على حياة الآلاف من أبناء شعبه ووطنه، وإما أن يكون حطبا للنظام الفاسد يحرق نفسه بسفك دماء أبناء بلده الثرثرة والاستعراض إحدى أشكال انتحار القادة الميدانيين الذين يعشقون التعبيرات الجسدية ، والذين يشبعون أهوائهم من خلال الظهور بمظهر القوي والمسيطر، كما أنهم يقدمون المعلومات الخاصة للعملاء وللمتطفلين بالمجان، وحسب خبرتي الشخصية ، ان اغلب القادة الصغار مصابة بالغرور الأمني، وان السبب الأساسي عدم إدراكهم، لمفاهيم علم الأمن لمستويات الفعالين ميدانيا، وهناك مستوى عملي عالي المستوى يختص به قادة الأجهزة الأمنية وهو الأمن المهني، وللأسف الجميع حتى اللحظة يعمل كل على هواه ، ولا توجد مفاصل لهذه المسألة ، وباستطاعة أفراد الشعوب تغيير الثقافة السائدة في التعامل مع النظام ومسؤولية من خلال سلوك متزن ضمن حدود وأطر ثقافية في التعامل لا تسمح بالقول مستقبلا عن رأس النظام أنه استخف قومه فأطاعوه.
لا يفرق الجلاد بين القوة وبين القسوة، بين قوة الدولة وبين قسوة الأجهزة، قوة الدولة تكمن في سلطة القانون باعتبارها أداة الحكومة لتحقيق العدالة، وقسوة الأجهزة هي أداة الجلاد للتخلص من الخوف والفشل والعجز القابع في داخله، الخوف من حقوق المواطنين وحريتهم وجدارتهم، والعجز عن التواصل معهم، ولذلك تتصاعد باستمرار رغبته المريضة بالسيطرة عليهم. لقد كان شعار (مديرية الأمن العامة): (إذا لم نجعل من كل مواطن شرطياً سنحتاج إلى شرطي على رأس كل مواطن) !! ولكن هذا مستحيل، من المستحيل إلغاء المعارضة أو جعل الجميع يوافقون على ما لا يقتنعون به، من المستحيل انتصار الاستبداد واستمراره، ليس لأن قوة الشعب غير محدودة وإن عدد المواطنين هو دائماً أكبر من عدد عناصر الأجهزة الأمنية، بل لأن ثقافة القتل والإبادة هي ضد إرادة الحياة، ضد قوانينها الخفية التي لا يستطيع الحاكم مهما بلغ من جبروت أن يُدركها أو يسيطر عليها، ولذلك تساقط الطغاة والمستبدون عبر التأريخ الواحد تلو الآخر، تساقطوا أذلاء وبقيت شعوبهم وانتصرت.
والقائد الأمني الذي يتحلى بالفضائل يحقق السعادة لأن السعادة هي نتيجة الفضيلة كما أسلفنا ومن الفضائل الشجاعة والعفة والعدل والحكمة والحزم والاعتدال والاستقامة، فإذا تحلى القائد بالشجاعة والعدل والحكمة والحزم والاعتدال والاستقامة يكون قد تمكن من ضبط نفسه فلا تميل نفسه نحو سوء استعمال القوة لأنه لا يكون عندها عادلاً ولا حازماً، فالحزم يتطلب الحكمة والاعتدال من غير تطرف ولا مغالاة، والعدل يستوجب الاستقامة والعفة والشجاعة مرتبطة بالحزم في قول الحق وفعله، والعفة مرتبطة بالإيثار واعتدال الميل إلى اللذة وخضوعها للعقل، وكذلك الحكمة التي تستند إلى العقل والمنطق، وضبط النفس ومجاهدتها من أعظم الأمور لأن النفس أمارة بالسوء ، ومجمل القيم والفضائل التي سبق ذكرها تحدد الإطار الأخلاقي لعمل القائد الأمني.ومغادره التفكير الامني الشمولي



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم اغتيال الصحفيين الغير المكتشفه ومخاطرها على الامن الوط ...
- العشوائيات (سكن الحواسم ) بين المخاطر الامنيه و الوضع الانسا ...
- مواكب المسؤولين بين عقدة الخوف وعقدة النقص وجنون السلطه
- غياب سياسه الاعلام الامني في العراق
- النمو السكاني والتداعيات الامنيه بغياب سياسه سكانيه وطنيه وا ...
- مكافحه الجريمه والعداله الجنائيه
- انهيارالدوله البوليسيه الليبيه وترنح القذافي
- بناء قدرات وزاره الداخليه بين الفهم السياسي ورؤيه المهني
- معايير اختيار القاده الامنيين ..والفحص النفسي!
- الترابط بين الامن الوطني و الامن الانساني
- الشرطه والمجتمع رؤيه محدثه
- عوامل انتشار الجريمة المنظمة
- الأمن الوطني العراقي بين خيار اعتماد البحوث وبين العمل العشو ...
- مخاطر الجرائم غير المكتشفه على الأمن الوطني


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - الغرور الأمني ثقافة فن الحكم الانتحاري