أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - سامى لبيب - مراجعة لدور اليسار فى الثورات العربية ونظرة إستشرافية مأمولة















المزيد.....



مراجعة لدور اليسار فى الثورات العربية ونظرة إستشرافية مأمولة


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:11
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


العنوان : مراجعة لدور اليسار فى الثورات العربية ونظرة إستشرافية مأمولة

اليسار العربى هو الزهر الذى نبت فى الأرض العربية من بدايات القرن العشرين .. زهر جاء ندياً يانعاً غريباً عن تربة تغرق فى رجعيتها وتخلفها , ورغما ً عن ذلك إستمر هذا الزهر يداعب عيون وأحلام المهمشين والمطحونين , ترتفع راياته المنادية بالحرية والعدالة والمساوة فتتلقفها وتتبناها قوى قومية وعرقية تجد فيه وسيلة لتحقيق أمانيها ولكنها لا تتركه دون أن تشوهه وتنال منه فيترنح ويتعثر ولكن مايلبث أن يتماسك يحمل عبقه وسحره وقدرته على الإستمرار .
هى محاولة لقراءة سريعة لخطوط عريضة فى ملف اليسار من خلال نضاله وحراكه فى الثورات العربية وما سبقها وما تلاها من فعل وفاعلية .
****
لا يمكن القول أن القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية صنعت إرهاصات ما يطلق عليه ثورات عربية فهذه الانتفاضات لم يكن معداً لها مسبقاً من طرف أي تكتلات سياسية فاعلة في البلدان العربية فهى بنت الشارع وقوى الجماهير الغاضبة العفوية , كما لا يمكن إعتبارها ثورات بالمفهوم المتعارف عليه ولكن هى هبات جماهيرية رائعة ومؤثرة لم تظهر فيها أى بصمة لقوى سياسية يسارية أو ليبرالية بشكل واضح ومؤثر ومنفرد بحكم هشاشة هذه القوى وضعفها فى الشارع السياسى.

القوى اليسارية شأنها شأن القوى اليمينية والليبرالية شاركت فى سياق حركة الجماهير ولم تقد هذه الثورات ( مع تحفظنا على مقولة الثورات) بشكل قوى ومتفرد ولكن يمكن تلمس شئ واضح وهو أن روح ونهج اليسار كان حاضرا ً فى الشارع بالرغم من عدم وجود قوى حزبية يسارية فاعلة أى أننا وجدنا شعار "حرية .. مساواة .. عدالة إجتماعية " يتردد على ألسنة البسطاء من الجماهير كأمل مُرتجى من الثورة ولم نجد فى الوقت ذاته القوى اليسارية هى المطلقة لهذا الشعار والمتفردة به وهذا يعطى دلالات رائعة على وعى الجماهير بحقوقها الاساسية في ظل استبداد القوى الدكتاتورية وإنجذابها فى لحظات المد لوعى وتاريخ نضال يساري أصيل يشكل ضميرها .

لا يمكن إنكار حضور اليسار بقوة فى تحريك المطالب الفئوية والنقابية قبل وأثناء الثورات العربية بل وبعد انتصارها وأعتقد أن هذه الإحتجاجات كانت بفعل توجهات فردية يسارية متفرقة فى الأساس إلى جانب وعي الجماهير بحقوقها وليس كنهج حزبى عام,, كما لا نستطيع أن نبخس هذه المطالب الفئوية حقها بحكم ان النضال يتحرك فى الأساس نحو نيل الحقوق والحاجات الآنية ولكن قد يكون لها تأثير متشرنق فى خضم حركة واسعة جماهيرية تبحث عن مطالب سياسية حيوية وعريضة .

لا يمكن تجاهل فاعلية اليسار متمثلا ً فى الأفراد والمنظمات النقابية كما حدث في تونس مثلا ً , فتكتل الطبقات الشغيلة واستجابتها لنداء النقابة في أحداث صفاقس العاصمة الاقتصادية وتعطل العمل بصفة تامة هو ما أدى بصورة مباشرة لسقوط النظام .. لكن هذه الفاعلية لم تكن ناتجة عن اليسار ككيانات حزبية لأن تفتت اليسار جاء نتيجة للملاحقات والممارسات القمعية وتصعيد الأنظمة الحاكمة للتيارات الدينية كقوى تتصادم مع اليسار لمحاولة محاصرته مما دفع اليساريين للتشتت فى حركات ومنظمات صغيرة تحمل توجهات وشعارات محددة ذات خصوصية مرحلية لتناضل من أجلها وهذا يعطى صبغة ما يسارية إكتست بها هذه الثورات فى بواكيرها الأولى من خلال الحركات الديمقراطية.

عدم وجود فعاليات قوية لتجمعات يسارية متمثلة فى كتل وأحزاب وتفتت الصوت اليسارى داخل حركات ديمقراطية ليبرالية كما أشرنا أعطى إحساس قوى بأن اليسار ليس بذو فاعلية فى حركة الثورات وما زاد من تأكيده هو ظهور القوى اليمينية المُنظمة فى المشاهد الأخيرة محاولة ركوب الحركة الثورية كتواجد جماعات الإسلام السياسى بالرغم أنها أبدت تخاذلا كحركة الأخوان المسلمين مثلا ً فى فعاليات الثورة من البداية بل هناك التيار السلفى الذى حرم على أعضائه الخروج على الحاكم !!.. ثم نجدهم جميعا يشتركون فى الهرولة نحو التفاوض مع الأنطمة المستبدة عندما فتح لهم باب الدخول ... وهاهم أصبحوا ثوار .!

رغم هذه الإرهاصات البدئية وبعد النجاحات الأولى للحركات الجماهيرية فى تونس ثم في مصر ظلت الضبابية في البرامج السياسية القادرة على تأطير شباب الثورة تفرض نفسها فى عدم وضوح الرؤية والنهج اليسارى , وحتى بعد مرور أشهر لم تتمكن هذه القوى اليسارية والنقابية من ايجاد برامج سياسية مُقنعة مُستقطبة لشرائح إجتماعية وطبقية عديدة وهذا يرجع لأسباب عدة .. يأتى أن الخطاب السياسى لم يواكب الحدث أو يمكن إعتبار أن الجماهير سبقت الكوادر وهذا يحدث كثيرا فى حركات الجماهير الثورية مع وجود خطابات سياسية تقليدية , كما يمكن أن نعتبر بأن الثورات العربية إتسمت بشبابية وجماهيرية غير مُسيسة ولا مُنتمية فرفضت بشكل عنيد تواجد القوى السياسية التقليدية القديمة على رأس المشهد , كما لا يمكن أن ننسى تواجد التيارات الإسلامية التى تشارك وعين لها على السلطة والعين الأخرى على القوى العلمانية واليسارية والليبرالية تأمل فى تقويض حركتها وإفشال مشروعها التنويرى كسبيل لها فى التواجد .

تناضل القوى اليسارية المتعثرة فى التواصل مع عموم الشعب محاولة التصدي للمشهد الجديد الذى تمثل فى التحالف القوى والغير معلن بين التيارات الدينية وفلول الأنظمة القديمة والمتمثلة حاليا فى رجال العائلات والعصبيات والعشائر فى ظل رعاية المؤسسة العسكرية والأمنية كأدوت النظام القديم والتى مازالت حاضرة بقوة ... هذا التحالف الجديد يسعى للإرتداد للمربع الأول من تركيز شكل جديد من حكم الرأي الواحد متمثلاً في الدكتاتورية الدينية والتي استطاعت بسلاسة الوصول للحكم كما حصل في تونس أو تغيير البيادق المكشوفة بوجوه جديدة مع المحافظة على ذات النظام العسكري القمعي كما في مصر.. هذه الثورة المضادة التي إلتفت على المبادئ الاساسية للثورة محولة القضايا الى مسألة اثبات هوية دينية في مواجهة العلمنة والحداثة كما هى حريصة على الإبقاء على التركيبة الطبقية للمجتمع .

الظروف الموضوعية الحالية تحتم على اليسار أن يبدأ كتابة الدرس من أول السطر فعليه ألا ينزلق نحو توهم أن معركته النضالية قد خف صخبها بإسقاط أنظمة متهالكة فينسى أن الطبقة المهيمنة تعيد إنتاج نفسها ليظل الوضع الطبقى كما هو عليه مع تغيير فى الديكور المصاحب للمشهد فتخف وطأة المشاهد القديمة الفجة لأنظمة الحكم المهيمنة الخادمة للطبقات المستفيدة وإن كنت أعتقد أن هذا إلى حين فالنظام الجديد سيحمل مخالب وأنياب , ولن تكون فى حوزته أدوات القمع من قوى أمنية وجيش فحسب بل من خلال تيارات إسلامية أكثر شراسة وقدرة على الإستمرار والإنتشار لتجهض أمانى الطبقات المهمشة والقوى العلمانية والتنويرية .
يأتى الدور اليسارى فى الفترة القادمة نحو توعية الجماهير بأن الطبقة المهيمنة تعيد إنتاج نفسها من خلال ظهور القوى اليمينية على السطح وفضح المشاهد السياسية الدائرة فى الساحة المكرسة لخدمة سياسات الطبقات المستفيدة والمستنزفة لحق الشعب فى المساواة والعدالة إجتماعية .

بلاشك كان للإستبداد والقمع الممنهج من قبل الأنظمة البوليسية دور مؤثر فى تقويض حركة كافة القوى الديمقراطية والوطنية واليسارية بل حظيت قوى اليسار على النصيب الأوفر من بدايات القرن الماضى لأنها شكلت التهديد القوى والخطر الاكبر للأنظمة الرجعية و الإستبدادية , فاليسار قدم نفسه من اللحظة الأولى ككقوى ثورية ضد كافة الأنظمة والطبقات التقليدية والعشائرية والرجعية ذات الصبغة الإقطاعية والبرجوازية العميلة , علاوة على أنه قدم مشاريع وبرامج مرتفعة الأسقف لا تقبل إلا الحرية والعدالة الإجتماعية والمساواة والتشبث بحقوق العمال والفلاحين والشغيلة والإصرار على نزعها من أنياب الطبقات المهيمنة لذا أدركت أنظمة الحكم المتعاقبة أنها أمام خصم أيدلوجي قوى سيقوض ويناضل ضد توجهاتها وسياساتها فأفرطت فى ممارسة أساليب القمع والعنف ولم تتورع فى محاولة تشويه اليسار بتغريبه وإعتباره مناهض للإيمان الدينى لتنفير الجماهير البسيطة منه


نجد أن عمليات القمع التى مارستها الأنظمة الإستبداية قد أتت بتأثير فى إضعاف اليسار لوجود إشكالية مهمة فى تكوين الأحزاب اليسارية التى إعتمدت على كوادر وطلائع من النخب المثقفة فى المجتمعات العربية والمنحدرة من أصول طبقية متوسطة فى الأغلب مما جعل الضربات المؤلمة تؤثر فيها بشكل أو بآخر .. كما زادت محاولات التهمييش بعد سقوط الإتحاد السوفياتى الذى كان يمثل واجهة قوية وصاخبة للفكر اليسارى فإنهياره سحب من الرصيد المعنوى داخل التيارات اليسارية والقوى الشعبية المتعاطفة .

أرى أن القمع الأكبر الذى مارسته الأنظمة الإستبداية على القوى اليسارية وأتى فعله وتأثيره بشكل كبير فى الحيلولة دون التأثير على الجماهير هو إطلاق القوى اليمينية المتمثلة فى تيارات الإسلام السياسى على قوى اليسار ولنتذكر ممارسات السادات عند توليه الحكم بإطلاق جحافل الأخوان ومنحهم كل الحرية لمحاصرة فصائل اليسار المصرى فى الجامعات والشارع المصرى مما كان له دور مؤثر فى حصار اليسار فالقوى المناهضة والمُجهضة جاءت من الشارع تتلاعب على مشاعر البسطاء المُحبطة التى وجدت فى الدين ملاذ آمن وحلم يدغدغ مشاعرها وسط حالة من إنعدام الوزن .
لا يعتقد أحد أن إنحسار اليسار هو نتيجة لأن مشروعهم تضائل أمام الرجعية الدينية ولكن لأن الظرف الموضوعى الضاغط هيأ لهم هذا الدور .. فبعد إنهيار المشاريع القومية الناصرية التى ألهبت الجماهير حدث إنعدام وزن وفقد للبوصلة وبدأت الجماهير البسيطة فى وعيها تبحث عن طوق نجاة فى ظل عدم وجود مشروع حقيقى يستوعبهم فكان " الإسلام هو الحل" البديل الذى يوهم الجماهير بالأمل ويدغدغ مشاعرها علاوة على حملات التكفير التى مارستها الجماعات الإسلامية ضد قوى اليسار وتشويه وعى الجماهير بأنها فئة ملحدة بعيدة عن الإيمان وتريد إلغاء الدين من الحياة .. ساعدها فى ذلك أن الطلائع اليسارية كانت نخب مثقفة مؤدلجة ولها رؤيتها الفكرية كما أوضحنا بإنحسارها فى الطبقة المتوسطة المثقفة فلم تقدم نماذج قيادية من العمال والشغيلة والبسطاء الذين لهم حضور جماهيرى ويحظون فى نفس الوقت على قناعات غير متصادمة .

يجب الوثوق في دور هذه الإنتفاضات العربية فى تصحيح مسار الحركة اليسارية فالإنتفاضات أظهرت للقوى اليسارية والديمقراطية مدى ضعفها ووضعتها امام واقع لم تدركه أو كانت تتجاهله حيث كان اليساريون يعتقدون انهم بالعمل الاجتماعي وسط النقابات التي تدافع عن حقوق طبقة الشغيلة وتسعى لحماية مكتسباتها سيشكلون قاعدة شعبية محترمة لكن الواقع السياسي بعد الإنتفاضات العربية أظهر أنه عمل نخبوي فئوى صرف دون عمق ايديولوجي لأن أى قوى وطنية مستقلة تستطيع ممارسة هذا الدور.
كما أثبتت الإنتفاضات العربية العفوية أن الإغراق فى الخطاب الفئوى غير ناجع ومؤثر وذلك يرجع لضآلة وهشاشة مجتمع العمال علاوة أن طبقات العمال والشغيلة ليست بذات هوية ووعى عمالي صافي وثورى بل تنحدر من مجتمعات ريفية مازالت تدور فى فلك علاقاتها وثقافتها الفلاحية .. لذا على اليسار أن يفطن أن عليه أن يقوم بأدوار أكثر إتساعا محتضناً شرائح إجتماعية وطبقية عريضة فليس عيباً أن يستوعب البرجوازية الصغيرة فهى بائسة أيضا كطبقة العمال والفلاحين .. ومن هنا يبرز أهمية أن يكون المنهج السياسى مرناً متحملاً قبول شرائح وقوى طبقية مختلفة فى هذه المرحلة وحين يتحقق هذا البرنامج سنجد اليسار هو القائد الحقيقى للإنتفاضات والثورات.

كما شخصنا حالة الثورات العربية بأنها إنتفاضات قوية عجزت كافة القوى المسيسة أن تهيمن عليها وتقودها فالمنطقة العربية مقبلة بالفعل على ثورات حقيقية حيث تعرت الطبقات المهيمنة من ورقة التوت التى إحتمت بها من أنظمة فاشية إستبدادية لنستطيع مستقبلاً تلمس الصراع الطبقى بشكل واضح وجليّ وهذا يستدعى أن يقوم اليسار بدوره الطليعى فى إستيعاب كافة الشرائح الطبقية التى تتضارب مصالحها مع الطبقة الرأسمالية الطفيلية السائدة والقوى الرجعية المتحالفة معها .

لو تذكرنا قول ماركس: "أما الثورات البروليتارية كتلك التي تحدث في القرن التاسع عشر، فهي، بالعكس، تنتقد ذاتها على الدوام، وتقاطع نفسها بصورة متواصلة أثناء سيرها، وتعود ثانية إلى ما بدا أنها أنجزته لتبدأ فيه من جديد، وتسخر من نواقص محاولاتها الأولى ونقاط ضعفها وتفاهتها باستقصاء لا رحمة فيه، ويبدو أنها تطرح عدوها أرضاً لا لشيء إلا ليتمكن من أن يستمد قوة جديدة من الأرض وينهض ثانية أمامها وهو أشد عتوًا، وتنكص المرة تلو المرة أمام ما تتصف به أهدافها من ضخامة غير واضحة المعالم، وذلك إلى أن ينشأ وضع جديد يجعل أي رجوع إلى الوراء مستحيلاً وتصرخ الحياة نفسها قائلة بصرامة:"هنا الوردة فلترقص هنا".
يعنى هذا أنه لا يمكن ان تكون مشاركة الاحزاب اليسارية فاعلة ما لم تنظم صفوفها وتكوّن رؤية إستراتيجية مستقبلية واضحة هدفها تجاوز أخطاء الماضي بتقديم محاولات اصلاح فاعلة وفعلية الى جانب قيامها بتقييم وتقويم المسار الإصلاحي الذي تكون من أساسياته تحقيق الديموقراطية والتغيير الجذري لعلاقات الانتاج الإستغلالية بما يتفق مع متطلبات الواقع الاجتماعي مهما كانت المواجهة قاسية وصعبة مع رموز الثورة المضادة الذين قاموا بتكفير كل من دعى إليها ثم اكتفوا بمركز المراقب عند اندلاعها وانقضوا على الساحة حال سقوط السلطة المركزية لتغازل العسكر وتكسب ودهم في صراعها الانتخابي كما في مصر أو تتخذ المساجد مراكز للدعاية السياسية كما في تونس حيث نجحت في الالتفاف على إنجاز كل القوى الثورية ومن بينها النقابات والقوى الديموقراطية واليسارية فتمكنت من إزاحة وجوه سياسية إنتهت صلاحيتها وتدرجت في تسليم السلطة الى وجوه ثانية لذات العملة الاستبدادية لكنها أكثر قبولا من عموم الشعب لأنها تغازل ميولهم العقائدية... هذه الميول العقائدية التي بعد عقود من القهر الاقتصادي والسياسي والاجتماعي صار المواطن يعتبرها هوية.

على الحركات اليسارية والديموقراطية الكف عن الحديث عن مدى تضحياتها السابقة في ظل النظم القديمة والعمل على مواجهة التحديات الإقتصادية الراهنة ببرامج قابلة للتفعيل تحقق العدالة الاجتماعية وتمنع الاستغلال مقابل خواء ما تقدمه النظم المحافظة الرجعية والنظم الموالية للامبريالية من برامج اقتصادية لا تختلف كثيرا عن الطرح الاستغلالي الرأسمالي ... عليها ايضا ان تتجنب التشرذم الذي جعلها تخسر المعركة في الانتخابات التأسيسية كما في تونس , فإجتماعها في حركة واحدة كبرى وان تنوع ألوان الطيف بها سيمنحها القوة والقدرة على مواجهة التحديات كما تمكنها من تحديد هوية واضحة تبتعد بها عن الهوية الفضفاضة والضبابية التي يقدمها مصطلحي اشتراكية وشيوعية , لذا عليها أن تعمل لا على صعيد داخلي قطري فقط بل على صعيد اقليمي وعالمي بعد ان تدرك أن الإختلاف والتعددية ضرورة تثري العمل السياسي ولا تتعارض معه مما يعني ان الاختلاف والانقسام في داخل التيارات اليسارية لا يعرقل تعاضدها ونضالها من اجل القضايا الأساسية في ساحة واحدة بدل هذا التنابذ والانغلاق على الذات والذي يجعل من هذه الحركات التي من المفترض أنها ثورية تناضل من اجل الإنسان بمثابة حركات واحزاب تقدس الرمز الواحد والرأي الواحد والمصير الواحد مما يجعل الشعوب تفضل إختيار إطار الاله والرافعين لنهجه كمنقذ بدل اي فكرة تعتبرها وضعية وترى اصحابها راديكاليين في دفاعهم عنها ورفضهم لما سواها بعدائية اكثر من اصحاب الأديان التي تدعي امتلاك الحقائق المطلقة والقطعية
منذ بدأ الانسان يفكر أنتج أفكارا لا حصر لها وتطورت افكاره لتبلغ ما بلغناه اليوم فهل من المنطق ان يتمسك كل حزب او حركة يسارية او ديموقراطية بأفكارها على انها مطلقة في عالم تحكمه النسبية علميا؟


* حتمية جبهة يسارية ديمقراطية واسعة كطريق للتقدم .

بالفعل تشكيل جبهة يسارية تضم كافة القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية من خلال برنامج مشترك هو حل قوى ومؤثر نحو تأكيد الديمقراطية والحريات وخلق تيار عريض ينهض بالأمة تجاه الحداثة فى ظل الردة الحضارية وغياب البوصلة التى تشهدها المنطقة والتى أعتقد أنها من الخطورة أكبر من سطوة الأنظمة الإستبدادية والعسكرية عليها .
كل محددات المرحلة الحالية وظرفها الموضوعى تدعم وتفرض هذا الحل الجبهوى بحكم أن الحركة النضالية تتحمل الكثير فى داخلها وأن مساحات الإتفاق أعلى من مساحات الإختلاف علاوة أن شعارات المرحلة الآنية تسمح للجميع بالدخول تحت عباءتها للنضال حول أهداف مشتركة ومطالب ذات إلحاح.

نعم طبيعة المرحلة تسمح بتحالف عريض بقيادة اليسار الذى نرشحه فى المقدمة كونه يحمل برنامج متقدم عن كافة القوى السياسية الأخرى يستوعب المرحلة الآنية والمستقبلية ولكن للأسف الشديد فالواقع اليسارى المهترئ والمثقل بميراث من الخلافات القديمة والمتشبع أيضا بميراث ثقافة عربية إستئصالية إقصائية لا ترى الحقيقة إلا فى إطارها للدرجة أننا شهدنا تناحر شيوعى شيوعى كان أكثر حدة من أى صراعات أخرى فى فترات متباينة من التاريخ !! بل أن مجرد الإختلاف فى تشخيص وتحليل المرحلة أوجد إنشقاقات وتشرنقات غريبة وغبية وصل إلى الحلقية وما تبعه من إستدعاء عبارات الذم والسب بالطفولة اليسارية واليمينية العميلة .!!
للأسف أثبت الواقع السياسي لليسار أنه لم يحدث تغيير جذرى فى التنظيمات اليسارية التقليدية فمازال الحرس القديم متواجد محمل بخلافات عميقة تجاه تيارات يسارية نضالية أخرى يرفض فيها تغيير النهج بالرغم من أن التحالف والجبهة الموحدة هو الطريق الوحيد والحقيقى للنضال فى ظل الهجمة اليمينية الشرسة من التيارات الإسلامية المدعومة من أنظمة رجعية تغدق المال والدعم لها وتحظى على قبول وإنتشار فى شارع عربى محبط ومشوش الوعى .

ستنجح هذه القوى اليسارية مستقبلاً لو راجعت برامجها بعين نقدية مجردة وأعادت النظر في تنظيماتها وسعت الى تطوير نفسها وغيرت رموزها ومنحت الدماء الشابة فرصة العمل لأن هذه العقول أكثر ثورية ولديها المرونة على مراجعة خطواتها بقدرتها على الإندماج بيسر مع نضال الطبقات الثورية والشرائح الاجتماعية المحتجة والمُعدمة الى جانب مرونتها على التكيف مع متطلبات هذه الشرائح.
بما ان البقاء يكون للأصلح فلن ينقذ اليسار من فشله سوى الشباب ممن يؤمنون بالحرية ويحسنون البحث الموضوعي عن نقاط إرتكاز اجتماعية وطبقية لا تتصادم مع مجتمعاتهم وفي نفس الوقت تقدم لهم رؤية جديدة قادرة على تحقيق العدالة والمساواة والحرية الى جانب تجذير مبدأ الحريات متجاوزه الفروق الاجتماعية والجنسية والعمرية والاثنية .

دعونا نسأل عن موقف القوى اليسارية من تصعيد القيادات الشابة والمرأة فى المشهد النضالى والسياسى؟
أساسيات وبديهيات الفكر والنهج اليسارى أنه يقدم رؤية متقدمة تجاه المرأة ولا تكون هذه الرؤية من باب الوجاهة والواجهة أو الشعارات التى يرفعها ليتجمل بها ولكن هو فى صلب ولحمية الفكر والإيدلوجية اليسارية , ولكن هل هذا يعنى أن اليسار قدم ما يثبت يقينه بحق المرأة فى التواجد والحضور بشكل قوى على كافة المستويات من الطلائع والكوادر الحزبية والتمثيل على قوائم اليسار بشكل مؤثر ؟

بالرغم من وضوح الرؤية تجاه المرأة فى كافة التيارات اليسارية إلا أننا لا نجد حضور للمرأة بشكل جيد ومتلاحم فى فعاليات الأحزاب اليسارية وأرى أن هذا يرجع لسببين الأول موضوعى خاص بالمرأة والثانى ذاتى خاص بالنخب .
نجد أن المنطقة العربية شهدت من بدايات السبعينيات وخصوصا فى البؤر الفاعلة بالمنطقة كمصر وسوريا والعراق حالة ردة حضارية عن الخطوات الخجولة التى بدأت تظهر في فترة الخمسينيات والستينيات ويأتى الإرتداد على أثر إنهيار المشاريع القومية العربية مما أدى إلى تصاعد القوى اليمينية الرجعية المتمثلة فى التيارات الإسلامية والتى إتخذت منهجية كبح جماح المرأة كهدف رئيسى فى إستراتيجيتها وتكتيكاتها مما أدى إلى إجهاض الكثير من حقوق المراة والمكاسب البائسة التى إكتسبتها سابقا .
تردى حالة المرأة وتهمييشها فى المجتمع بشكل مُتعسف أدى إلى عزوف المرأة عن الفعل السياسى والإجتماعى مما أدى إلى تقليص دورها وعدم ظهور قيادات نسائية تكمل المسيرة النضالية على مستوى الدفاع عن حقوقها وحقوق مجتمعها هذا أدى بدوره إلى عزوف القوى السياسية ومنها فصائل اليسار إلى تقديم وجوه نسائية فى قوائمها الإنتخابية أو فى تشكيلاتها الحزبية بإعتبار عدم حضورها وتأثيرها و خشية من إنصراف الناخبين عن المرأة الأنثى .!
بالطبع هناك مبرر بعدم فاعلية حضور المرأة ولكن هذا لا يعنى أن نبرأ القيادات اليسارية كونها إستسلمت لنهج حالة مجتمعية بائسة كما يمكن اللوم أيضا بأن رجالات القيادات اليسارية العربية حملوا فى أحشائهم ثقافة تراثية عربية لا تحفل بالمرأة ولا تعتقد بإمكانية الإعتماد عليها بشكل حقيقى وهذا يرجع لعدم تأصيل ثقافة ونهج يسارى حقيقى .

أما بالنسبة لعدم تصعيد قيادات شابة يسارية والدفع بها إلى تقدم الصفوف فبالرغم أن هذا لا يجب أن يكون من باب الوجاهة اليسارية بل من جدلية الفكر اليساري الذى يعتمد على الإستمرارية والتطور والدفع بالدماء الشابة الحيوية كجدلية حياة إلا أن الواقع اليسارى مؤسف فى هذه النقطة فلم نلحظ أى تصعيد للدماء الشابة فى المراكز القيادية العليا للاحزاب اليسارية وليستوى اليمين واليسار فى هذا الشأن .. كما يلاحظ أن هذه الظاهرة البائسة التى تعزل الشباب عن قمة الهرم السياسى هى ظاهرة عامة كانت متواجدة فى الكثير من البلاد العتيدة مثل الإتحاد السوفياتى والصين ليبقى الحرس القديم على القمة .
سيعنينا حالة القيادات اليسارية العربية الهرمة والتى يمكن أن نحلل موقفها فى إهمال تصعيد قيادات شابة إلى أنها تحذو نفس نهج عموم الحركات السياسية والإجتماعية في الشرق العربي التى تتماهى فى عقدة القيادة وسحر المركز القيادي بحكم ثقافة الاقصاء والقائد الرمز أو الأب القائد الحائز على الخبرات التى لا يمكن إهمالها وإغفالها ليتلاقى ميراث شرقى مَعنى بسيادة قائد القبيلة والعشيرة المنزه عن العبث والحائز على الحكمة مع نهج شيوخ اليسار المحافظ على نقاء وصلابة النهج اليسارى من جموح الشباب وطفوليته .
أعتقد أن ثورات الربيع العربى العفوية والتى قامت على أكتاف شباب عربى غير مسيس إمتلك القوة والحيوية ووسائل الإتصال الحديثة ستلقى بظلالها على مجمل الحياة السياسية للقوى اليسارية بأن الشباب الذى إفتقد للبرنامج السياسى الأيدلوجى قادر على القيادة وإحتلال المشهد السياسى مع التوجيه البسيط فقد أفلح أن يقوم بإنتفاضات عظيمة فشل المنظرون والمناضلون القدماء فى إنجازها فليس من الصعوبة بمكان أن يحتلوا المراكز القيادية .

* الصراع الحتمى بين اليسار والإسلام السياسى .
أعتقد أن التحدى الأكبر للقوى اليسارية والعلمانية فى الفترة الحالية هو النضال الحقيقى ضد القوى الرجعية الإسلامية ويرجع تصديرى لمشهد الصراع مع القوى الإسلامية كصراع رئيسى وليس ثانويا ً لأننا أمام صراع طبقى فى ثوب جديد يستعير الموروث الدينى فى الإحتماء والتحصين ولا يكتفى بهذا بل وصل لحالة من السعار والتوحش ضد القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية التى تقف مناهضة لمشروعه الظلامى .. إذن نحن أمام صراع طبقى يتلون ويبعد الجماهير عن وعيها الطبقى ومصالحها برفع رايات دينية .

لا يكون العداء للقوى الدينية الرجعية من واقع أنها تعتبر الحصن الأخير للقوى الطبقية الرجعية فى العالم العربى والتى تريد الحفاظ على مكاسبها وهيمنتها لذا نجد هذا الدعم السخى من الدول النفطية للمشروع الإسلامى فى البلدان الأخرى كخط دفاع أول لوجودها ولكن الصراع يكتسب منحى حضارى فمشروع التيارات الإسلامية الإجتماعى يرمى لردة حضارية تسحق الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وتنال من أى تيارات وطنية ديمقراطية وعلمانية ولن تهمل سحق حقوق المرأة والأقليات تحت أقدامها فنحن لسنا أمام قوى طبقية تتلحف فى المقدس فحسب طلبا للدعم والتأثير والتشويش بل قوى لن تتورع فى طريق الحفاظ على مراكزها الطبقية أن تدوس وتنتهك الميراث الثقافي والحضاري تحت نعالها .

على اليسار ان يثبت أنه لا يعادي معتقدات شعوبه ولا ينتقص منها بل يدعمها ويضمن حرية ممارستها لكن في اطار نظام اجتماعي وسياسي تسود فيه المواطنة واحترام حريات الافراد وكرامتهم كما عليه ان يتخلى عن التنظير من برجه العاجي وينزل الى الساحات العامة حيث يحتك بعموم الناس ويشاركهم مشاغلهم ويطوع أجنداته السياسية والفكرية لما يتفق مع توجهاتهم العامة في لغة قريبة منهم يفقهونها ولا تصدمهم لأن ما حدث بعد هذه الانتفاضات اثبت ان الشعوب العربية الى جانب مشاكلها الاجتماعية العميقة تعاني من أزمة هوية وترى في الدين هويتها المنشودة قبل الوطن ذاته.
من الغباء الحديث عن الاشتراكيات والافكار الديموقراطية واليسارية لشعوب تختلف ثقافيا بمحاولة إسقاطها على مجتمع عربي دينه الاسلام بل أعتقد انه يجب الانطلاق من النسيج المجتمعي والفكري العربي فى هذه المرحلة مع تهذيبه من الشوفونية والجموح وإيجاد حلول مناسبة تنطلق من واقعه المعاش تتلائم مع تطلعاته دون التنازل عن المبادئ الاساسية المتمثلة فى تحقيق العدالة والمساواة وفصل الديني عن الدنيوي.

النضال ضد القوى الرجعية الإسلامية سيجد صدى لدى الجماهير العربية فى المستقبل المنظور لأن هذه التيارات إقصائية مُستبدة مًتعنتة مًخاصمة للتطور والتمدن والحداثة مما يعنى التصادم الحتمى مع الجماهير التى بدأت تخطو خطوات قوية نحو الحريات والحقوق لن تتنازل عنها ولن ترجع للمربع الأول ... ومن هنا يكون دور القوى اليسارية فى قيادة الجماهير لتبدأ مرحلة أخرى من الثورات العربية ضد آخر قلاع الإستبداد والرجعية.

الطفرة التكنولوجية الحديثة المتمثلة فى عالم الإتصالات الحديثة من مواقع إليكترونية ستمنح اليسار الإمكانيات لهذا العمل الميدانى ليمكنه الوصول الى قطاعات عريضة من الجماهير والتواصل معها لايجاد أرضية ثابتة , فدور الإنترنت كتقنية معلومات وتواصل فى الآونة الأخيرة ساهم بشكل خطير فى تشكيل حراك وحركة ووعى فى العالم كوسيلة إتصال وتواصل قوية ومؤثرة بين البشر لتجد أعداد غفيرة من البشر تواصلها عبر هذه الشبكة العنكبوتية الرائعة والتى خلقت ما يمكن وصفه بهايد بارك عالمى تلقى فيه الأفكار والأراء بحرية بالغة لتجد كل جماعة إشباعها من الفكر والمعلومة مكونة ثراء شديد من التواصل والمعرفة والحرية .. بل يمكن القول بأن فعاليات ثورتى مصر وتونس قد تم الإعداد لهما عبر هذه التقنية الحديثة والتى إستطاعت حركات شبابية صغيرة من التجمع والشحن والتنسيق عبر شبكة فيس بوك للتواصل الإجتماعى من إشعال فتيل الثورة

يمكن لشبكة بهذه التقنية الرائعة أن تخترق الجدران العربية السميكة وأجهزة الرصد والحجب لتكون منفس للجماهير للتجمع والتواصل والشحن ومن هنا بالإمكان أن تكون داعمة لنشر الفكر اليسارى فى العالم شريطة التخلص من الخطابات الخشبية والرسائل الأيدلوجية المفرطة فى نهجها .. بمعنى تقديم الفكر اليسارى بلغة سهلة ومختصرة يتحملها المتعاطين مع مواقع الإنترنت حيث المعلومة تُقدم بشكل بسيط وموجز ومؤثر فلم يعد هناك هذا القارئ الذى ينهل من الكتب والمجلدات الماركسية للينين وستالين لينفق فيها أيام لقرائتها .
يجب الوثوق في عبقرية شباب اليسار فى كيفية صياغة النهج والمنهج الفكرى اليسارى بطريقة يمكن أن تتقبلها جماهير المواقع الإليكترونية بلا عناء مع ربط الأحداث بالنهج والفكر اليسارى ورفع مستوى الوعى الطبقى من خلال تناول الحدث بطريقة سلسلة يتقبلها إنسان هذا العصر الذى ليس لديه الوقت أن يغرق فى قراءة مجلدات...هذا الدور نراه فاعلا في العديد من المؤسسات اليسارية كالحوار المتمدن الذي يمثل طليعة لليسار العربى.

لنا أن نشيد بالدور الذى تقوم به مؤسسة الحوار المتمدن كواجهة حرة لليسار العربى بكافة أطيافه رافعة شعارا لم تتخاذل في طرحه من خلال فضاء من الحريات ذات الأسقف المرتفعة أتاحت للجميع ان يعبر عن رؤيته بحرية دون حجب مما أتاح تجربة فريدة من النقد الذاتى الحر والذى يصل فى بعض الأحيان للقسوة وهو ما يحتاجه اليسار بالفعل لتقييم تجاربه ونهجه.
بالرغم أن الحوار المتمدن يعتبر موقعا إليكترونيا فالدور الذى يلعبه من خلال قافلة من الكتاب المستنيرين اليساريين فى تقديم نهج يسارى علمانى ديمقراطى سمح بحضور جماهيرى واسع مما جعله أعلى المواقع العربية إنتشارا وأدى هذا إلى أن يتخطى دوره كموقع إليكترونى يقدم فكر وثقافة إلى فعل التأثير فى الواقع العربى وهذا فى إعتقادى هو الدور الرائع الذى ينجزه الحوار المتمدن والذى يستحق عليه وسام الشرف بقدرته على تقديم ثقافة وفكر ووعى لا تخلو من تأثير مؤثر وفاعل .

دمتم بخير .

"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهير ...
- فى داخل كل منا ملحد !..إنه الشك يا حبيبى - لماذا يؤمنون وكيف ...
- الثورة الناعمة عرفت طريقها .. شعب سيصنع ثورته من مخاض الألم
- تثبيت المشاهد والمواقف - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (32)
- تحريف الكتب ما بين رغبة السياسى والإخفاق الإلهى - تديين السي ...
- المؤلفة قلوبهم بين الفعل السياسى والأداء الإلهى - تديين السي ...
- العمالة الغبية والثقافة الداعية للتقسيم فى مشروع الشرق الأوس ...
- إبحث عن القضيب !! - لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (15)
- هل التراث والنص بشع أم نحن من نمتلك البشاعة - الدين عندما ين ...
- مشهد ماسبيرو يزيح الأقنعة والأوهام ويكشف الرؤوس المدفونة فى ...
- إشكاليات منطقية حول الإيمان والإله - خربشة عقل على جدران الخ ...
- التتار الجدد قادمون - الدين عندما يمنتهك إنسايتنا ( 30 )
- العلبة دي فيها فيل - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 9 ...
- فلسطين ذبيحة على مذبح يهوه والمسيح والله الإسلامى - تديين ال ...
- الإسلام وحقوق الإنسان بين الوهم والإدعاء والعداء .
- التاريخ عندما يُكتب ويُدون لحفنة لصوص - تديين السياسة أم تسي ...
- هل الله حر ؟!! - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 8 )
- البحث عن جذور التخلف - تأملات وخواطر فى الله والدين والإنسان ...
- تديين السياسة أم تسييس الدين - حقاً الدين أفيون الشعوب .( 8 ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا - لا تلعب معنا ( 29 ) .


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....



المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - سامى لبيب - مراجعة لدور اليسار فى الثورات العربية ونظرة إستشرافية مأمولة