أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض سبتي - ظهور المهدي















المزيد.....

ظهور المهدي


رياض سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 02:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عن معاذ بن جبل ،( رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ):لا تزال طائفةً من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال . قال معاذ بن جبل : وهم بالشام (. أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (. وفي رواية :لا تزال عصابةً من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة .(حديث مسند) .
هي اذن النار في كل مكان من بغداد الى دمشق ومن بيروت الى القاهرة فتونس وطرابلس ،هي الانقلابات او الثورات المزعومة التي ما كانت لتحدث لولا الاختلالات الهشّة في البنى الجوهرية والاساسية للنظامين الاجتماعي و (الديني الروحاني المتحول الى ديني سياسي ) في الدول العربية المسلمة تسببت فيها العقلية العدوانية للتيارات الاسلامية المتطرفة ،او حتى ما يسمى بالمعتدلة بشقيها السني والشيعي ،والتي غذّتها طبقة من الحكّام المحليين اسسوا لنظام استبدادي وحشي قمعي طيلة عقود عديدة ، بعضهم يتخذ الاسلام منهجاً وشريعةً لحكمه، والاخر يضعه الدين الرسمي في دستور دولته.
كان محتوماً ان تتسلل عبر هذين الانفلاتين الديني والاجتماعي ، تيارات ذات افكار غيبية تاخذ من الاسلام ذريعة تمكنها من الوصول الى السلطة لمحاربة النموذج العلماني حتى لو كان ذلك من خلال اثارة الحقد والكراهية او تغييب العقل باستخدام الشعوذة والعمل على انتشار الخرافة ،او حتى اللجوء الى القتال (الجهاد) المشرعن في النصوص الدينية ، وان لم تنجح تلك التيارات في ذلك فلا بأس من المناداة بالعملية الديمقراطية والانخراط ضمن الانظمة السياسية الجديدة ،مستخدمة بذلك مبدأ لا ضير ولا ضرار وبأكثر دقة مبدأ (التقية) للدفاع عن العقيدة (السلطة) في مواجهة الدخلاء رغم عدم ايمانها لا على المستوى الشخصي ولا على المستوى الديني بما تعنيه الديمقراطية .
وهكذا سيطرت تلك التيارات على السلطة في العراق وليبيا بمساعدة قوات قتالية غربية وفي غزة و تونس والمغرب عبر صناديق الاقتراع (الديمقراطي) اما في مصر فما زال الصراع مستمراً بين الاطراف العلمانية من جهة وبين السلفيّين من جهة اخرى ، ( وهو صراع عقائدي ووجودي لكلا الطرفين ) لمعرفة من سيحكمها رغم توغل الاصوليّة السلفيّة في كل مفصل من مفاصل تلك الدولة .
على أن معالم هذا الصراع بدت واضحة فيما يتعلق بمصير الثورة في مصر بعد ان قفزت الى الواجهة الحركات الاسلامية الاصولية مدّعية ابوّتها لها (الثورة) بكل انتهازية ، رغم انها تشارك في افسادها الان بعدم المشاركة في مليونيات ميدان التحرير حفاظاً منها على ما اكتسبته في الشهور الماضية من ثقل يمكنها من دخول الانتخابات وتحقيق مكاسب سياسية على حساب الاحزاب والحركات الشبابية الاخرى المنضوية تحت لواء الثوار .
وهنا لابد من التحلّي بواقعية القول ، ان موجة الاضطرابات الحالية مهما كانت نتائجها ستخدم جدا الاسلام المتطرف ويقرّب صعوده الى الحكم بكل زيفه وانتهازيته وفساده وتخريبه للمجمتع بتقويضه وتكبيل نضجه المعرفي باصدار الاف الفتاوى التي لم تحمِ قتيلاً ولم تنقذ ضحية ولم تمنع السرقة والخطف وقطع الطرق واقتحام المنازل ،بل العكس من ذلك ، بدأت هذه الفتاوى (تؤبلس) المجتمع وتستعديه لتاخذ شكلاً ثأريا (يكون دموياً في بعض الحالات) لكل ما هو ضد افكار تطرف الاسلام السياسي رغم ادعائهم انهم يمثلون الشعب وانهم يتبعون السنّة في ادبياتهم واحكامهم .
نتيجة لذلك كان لابد من صدمة قوية تهز كيان ( السَلَفَدينية ) السياسية وتكشف عوراته المزمنة وعريه التاريخي الواضح الفاضح لمجتمع ما زال يعتقد ان التيارات السلفية ما هي الا ادوات تركيبية خلقها الله لتمشية اموره الدنيوية بين عباده وما عليهم سوى طاعتها والاذعان لها رغم الاحاديث والفتاوى الآلهية ( اغلبها جنسية ) التي تحط من شأن هؤلاء العباد .
اذن لا بد من ظهور المهدي ، علياء ماجدة ، تلك الفتاة العشرينية بملامحها المتسائلة عن سر تحويل التاريخ بمعناه الزمني ،الى تاريخ دائري يعود الى نقطة الانطلاق الاولى نفسها كلما تقادم الزمن رغم اختلاف نظريات النظم الاجتماعية (الاديان والاعراف والتقاليد ) ، وايضا تطور( ، الوقت_الزمن_ ،النمو الفكري ،التواصل مع الشعوب الاخرى ) والنتائج السلوكية الحياتية عند الشعوب المختلفة ، ولابد ايضا من تساؤلات عن الغاية التي جعلت التيارات المتطرفة ان تعتبر النساء اماءً وجواري وعبيدات للشيوخ والفقهاء بمقتضى النصوص الدينية التي تحط من قدرهن وتحولهن الى كيان للمتعة اللحظيّة ، لذا فالتمّرد الكامل وبلغة الفقهاء والشيوخ السلفيين ، هو اللغة الوحيدة القادرة على وضعهم وكل تاريخهم الديني و بضوابط الثقافة الاسلامية نفسها امام المرأة لكشف عورتهم الابدية .
علياء تخطّت المحرّمات الثلاث كلها وبدفعة واحدة لتخلق لها او لنا ،انجاز عقلي ينتمي الى الارادة المعارضة للمنظومة القمعية ورقابتها السياسية او الدينية الخبيثة بعيدا عن المزايدات الرخيصة على اعتبار ان الجسد- الصورة - يمثل تهديدا لقوة السلطة او السلطة نفسها ، بطرح اسئلة – مرئية – لم تتعودها عيون السلطان منذ عدة قرون.
ان انخفاض مستوى السقف السياسي بالنسبة للمرأة و تدنّي تمثيلها في المجتمع ادى الى نمو النظرة الدونيّة لها بسبب الخطاب الرجعي للتيارات السلفدينية واعتباره المرأة عورة لا يجب النظر اليها او حتى اعتبارها كائناً متكاملاً وهذا الخطاب اعتمد كلياً على النصوص الدينية التي تحط من قيمة المرأة وكيانها ( الاسلاميون أجمعوا على ان الله عاقب المرأة بـ الحيض ،النجاسة في بطنها وفرجها ،جعل ميراث امراتين ميراث رجل واحد،وشهادة امراتين كشهادة رجل واحد، جعلها ناقصة عقل ودين ، لاتصلي ايام حيضها ،لا يسلم على النساء وليس عليهن جمعة ولاجماعة ،ولايكون منهن نبي ،ولا تسافر الا بولي ،وجعل الرجل قوام عليه ) ، كل ذلك صبّ في مصلحة ظهور علامات استجابة الى فكرة ما تؤدي الى التخلص من القيود التي خلقها الرجل- الله- في الارض والانفلات من سطوة النصوص المؤمثلة للمرأة ككائن نصف متكامل او غير عاقل ،علامات الاستجابة هذه هي التي تفسرجزئيا ايضا طريقة تخطي رفض مكائد الشياطين الكبار في (السلطة الدينية ) الذين يمثلون النظام والفكر القديمين بما فيهما من مدارك فاسدة واباحية في الكثير من احاديثها الدينية المقدسة كما تورده هذه الحادثة التاريخية الشهيرة والتي تظهر لا عدالة الخليفة الراشد الثاني في عدم اقامتة الحد على الزاني المغيرة بن شعبة لانه من تبعيته وشهادة زور احد الصحابة : ( حيث فعل المغيرة مع ما فعل مع أم جميل بنت عمرو وهي امرأة من قيس في قضية هي من أشهر الوقائع التاريخية في العرب ، كانت سنة 17 للهجرة لا يخلو منها كتاب يشتمل على حوادث تلك السنة ، وقد شهد عليه بذلك كل من أبي بكرة - وهو معدود في فضلاء الصحابة وحملة الآثار النبوية - ونافع بن الحارث - وهو صحابي أيضا - وشبل بن معبد ، وكانت شهادة هؤلاء الثلاثة صريحة فصيحة بأنهم رأوه يولجه فيها ايلاج الميل في المكحلة لا يكنون ولا يحتشمون ، ولما جاء الرابع - وهو زياد بن سمية - ليشهد ، أفهمه الخليفة رغبته في ان لا يخزي المغيرة ، ثم سأله عما رآه فقال : رأيت مجلسا وسمعت نفسا حثيثا وانتهازا ، ورأيته مستبطنها . فقال عمر : أرأيته يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة ؟ . فقال لا لكن رأيته رافعا رجليها فرأيت خصيتيه تتردد إلى ما بين فخذيها ، ورأيت حفزا شديدا ، وسمعت نفسا عاليا . فقال عمر : رأيته يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة ؟ . فقال : لا . فقال عمر : الله أكبر قم يا مغيرة إليهم فاضربهم . فقام يقيم الحدود على الثلاثة .
فقال لا ، فقال عمر : الله اكبر قم يا مغيرة إليهم فاضربهم فقال إلى أبي بكرة فضربه ثمانين وضرب الباقين ، وأعجبه قول زياد ودرأ الحد عن المغيرة .
فقال أبو بكرة بعد أن ضرب : أشهد أن المغيرة فعل كذا وكذا .
فهم عمر ان يضربه حدا ثانيا ، فقال له على بن أبي طالب : ان ضربته فارجم صاحبك فتركه واستناب عمر أبا بكرة فقال : انما تستتبني لتقبل شهادتي . فقال : أجل . فقال : لا أشهد بين اثنين ما بقيت في الدنيا ، فلما ضربوا الحد قال المغيرة : الله أكبر الحمد لله الذي أخزاكم . فقال عمر رضي الله عنه : اخزى الله مكانا رأوك فيه
ثم ان أم جميل وافت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالموسم والمغيرة هناك ، فقال له عمر : أتعرف هذه المرأة يا مغيرة ؟ فقال : نعم هذه أم كلثوم بنت على . فقال عمر : أتتجاهل علي والله ما أظن أبا بكرة كذب فيما شهد عليك ، وما رايتك الا خفت أن أرمي بحجارة من السماء )*.
اذا كان السلفيون يعتبرون بقدسية وعدالة الخليفة في هذه الحادثة ( الاباحية ) فالاولى بهم ان يعتبروا بمشروعية ما قامت به المهدي على اعتباره تمرداً ضد الفساد وعنصرية الفتاوى ضد المراة ، فهي لم ترتدِ حزاماً ناسفاً ولم تقتل نفساً تشهد بالشهادتين ، و لم تقم بتدمير المصانع والجسوروالاسواق الشعبية بعمليات إنتحارية تطال الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ بدون تمييز ، وعلاوة على ذلك فهي لم تشرّع الزنا تحت مسميات المتعة والمسيار والعرفي وغيرها من هرطقات الفقهاء الجنسيون ،
ربما كان الاسلام بريئاً لكن المسلمون هم الفاسدون وجعلوا الاسلام مريضاً بسبب ان المعرفة (صارت الاحتكار الوحيد لمعممين جهلة يزرعون في كل مكان الفتنة والظلامية )** .

( * )الطبقات الكبرى,,,وتاريخ ابن عساكر ايضا
( ** ) داريوش شايغان / النفس المبتورة , دار الساقي



#رياض_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيمان
- ساحِرُ النّاي .... الى عدنان *
- في انتظار خطاب منتصف الليل
- على المرجعية النزول الى ساحة التحرير
- جَيرْسي .. بائِعَة الوَرْد
- اصدقاء الريّس
- صورة الكرسي .. ثانية .. الى الشاعر الراحل كمال سبتي
- فيس بوكّيّات
- ثائرُ والإمام ( * )
- مسؤولية الحكومة في رحيل الفنان ثائر خضير
- بغداد راحت غدر
- نِفاقنا الوطني وتفجير الكنائس
- وماذا عن مخفر الشلامجة يا برلمان ؟
- وبراءة من المشركين يوم الحَجّ الاكبر
- ذَهَبَ الاحد ايتها الاربعاء(*)
- سرياليّات عراقية ..
- أروِقَة الموت الواحد....نصٌ مسرحيٌ استثنائيٌ لزيدان حمود
- انهم يخلقون الفرح
- التورابوراويون ( * )
- بلاد ئذٍ


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض سبتي - ظهور المهدي